أنفق 274 مليون دولار.. ماسك يصبح أكبر متبرع سياسي في تاريخ أميركا

أغنى رجل في العالم كثف دعمه المالي هذا العام لانتخاب دونالد ترمب وحلفاء الحزب الجمهوري

time reading iconدقائق القراءة - 6
النائبة الجمهورية عن ولاية فلوريدا كات كاماك، الثانية إلى اليسار، وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في الوسط، يغادران بعد اجتماع مع برلمانيين جمهوريين في الكابيتول هيل، الولايات المتحدة الأميركية - بلومبرغ
النائبة الجمهورية عن ولاية فلوريدا كات كاماك، الثانية إلى اليسار، وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في الوسط، يغادران بعد اجتماع مع برلمانيين جمهوريين في الكابيتول هيل، الولايات المتحدة الأميركية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أنفق إيلون ماسك ما لا يقل عن 274 مليون دولار على الأقل على الجماعات السياسية في عام 2024، مما أطلق موجة من الإنفاق الذي ساعد دونالد ترمب على الفوز بالرئاسة، فيما ضمن ماسك لنفسه لقباً جديداً، وهو "أكثر المتبرعين سخاءً في الحملات الانتخابية".

مجموع تبرعات ماسك يجعله متقدماً بفارق كبير على ثاني أكبر المتبرعين، وهو المستثمر تيموثي ميلون، الذي تبرع بمبلغ 197 مليون دولار بشكل رئيسي للجمهوريين، وفقاً للمساهمين الذين تتتبعهم منظمة "أوبن سكرتس" (OpenSecrets) غير الربحية.

وتركز الجزء الأكبر من تبرعات ماسك على السباق الرئاسي، إذ تبرع بمبلغ 238.5 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي الأميركية، "أميركا باك" (America PAC)، وهي لجنة العمل السياسي التي أسسها، بما في ذلك ضخه 75 مليون دولار إضافية في الأسابيع الأخيرة من الحملة، وفقاً لآخر إفصاح أودعته "أميركا باك" لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية.

إنفاق لجنة "أميركا باك" 

أنفقت لجنة العمل السياسي "أميركا باك" 159 مليون دولار منذ إطلاقها في وقت سابق من هذا العام للمساعدة في معادلة الساحة التمويلية لصالح ترمب، حيث تفوقت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس في جمع التمويل على حملته الانتخابية بشكل كبير. 

واستعان ترمب بمجموعات خارجية مثل لجنة العمل السياسي الأميركية، التي أنفقت 86 مليون دولار على عمليات الترويج وحشد الناخبين. 

دفعت اللجنة أيضاً أموالاً في الإعلانات الرقمية الداعمة لترمب، بما في ذلك الإعلانات على موقع "فيسبوك" التابع لشركة "ميتا بلاتفورمز" ومحرك البحث "جوجل" التابع لشركة "ألفابت".

يُظهر ملف الإفصاح الذي تقدمت به لجنة العمل السياسي الفائقة "أميركا باك" أنها قدمت 18 دفعة مالية قيمة كل واحدة منها مليون دولار لأفراد عمل كل منهم كـ"مستشار متحدث رسمي". 

كذلك قدم ماسك هبة يومية بقيمة مليون دولار لأي ناخب مسجل في إحدى الولايات المتأرجحة خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية ممن وقعوا على عريضة على الإنترنت يتعهدون فيها بدعم حرية التعبير وحقوق حمل السلاح.

قدمت اللجنة أيضاً مبالغ أكثر تواضعاً قيمة كل منها 47 دولاراً للأفراد الذين يقنعون ناخبين مسجلين آخرين بالتوقيع الافتراضي على العريضة.

تحذيرات ودعاوى قضائية ضد ماسك

أرسلت وزارة العدل الأميركية إلى لجنة العمل السياسي خطاباً تنصحها فيه بأن تلك المدفوعات قد تتعارض مع القوانين الفيدرالية التي تمنع دفع الأموال للأفراد للتصويت أو للتسجيل للتصويت. ورفع المحامي العام في فيلادلفيا دعوى قضائية ضد ماسك ولجنة "أميركا باك"، متهماً إياه بإدارة "مسابقة يانصيب غير قانونية"، في نهاية أكتوبر. لكن تلك الدعوى فشلت في الحصول على أمر قضائي لوقف المدفوعات.

قدم ماسك أيضاً 20.5 مليون دولار إلى لجنة العمل السياسي "آر بي جي باك" (RBG PAC)، وهي لجنة عمل سياسي فائقة نشرت إعلانات تدعي أن روث بادر جينسبيرغ، القاضية الراحلة في المحكمة العليا والمؤيدة لحقوق الإجهاض، كان لها نفس موقف ترمب من هذه القضية. وحاولت لجنة "آر جي بي باك" ربط ترمب بقضية الحقوق الإنجابية وإبطال تأثير نقطة ضعف سياسية كبيرة. 

ماذا يستفيد ماسك من هذا التمويل؟

لم يكن الرئيس التنفيذي لشركتي "سبيس إكس" (SpaceX) و"تسلا" سوى متبرع سياسي متواضع قبل العام الجاري. لكن التبرعات جعلته يدور في فلك ترمب الداخلي، فقد أصبح يتردد بانتظام على منزل الرئيس المنتخب في مار-إيه-لاغو، وتم تعيينه مع رجل الأعمال فيفيك راماسوامي لقيادة "إدارة الكفاءة الحكومية"، وهي لجنة استشارية فيدرالية تعتزم التوصية بتخفيضات شاملة في الإنفاق الحكومي والبيروقراطية. وزار ماسك وراماسوامي أعضاء المجلس التشريعي في مبنى الكابيتول يوم الخميس للترويج لهذه الجهود.

شهدت ثروة ماسك، التي تبلغ 361.7 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، ارتفاعاً كبيراً منذ فوز ترمب في الانتخابات الشهر الماضي.

وربما تستفيد بعض شركات ماسك خلال ولاية ترمب الثانية. فقد عيّن الرئيس المنتخب جاريد أيزاكمان، وهو حليف لماسك ورائد فضاء في شركة "سبيس إكس"، ليكون مديراً جديداً لوكالة "ناسا". وتُعتبر "سبيس إكس" من أكبر شركاء "ناسا"، وكثيراً ما تتقدم للمنافسة على عقود من الوكالة. وسارع ماسك إلى تهنئة أيزاكمان في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي. 

كما تسعى شركة "تسلا" لصناعة السيارات الكهربائية إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية على السيارات ذاتية القيادة، وهو أمر قال أعضاء الفريق الانتقالي لترمب إنه سيكون من أولويات وزارة النقل. وتواجه السيارات ذاتية القيادة عقبات كبيرة في ظل القواعد الفيدرالية الحالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نفوذ ماسك السياسي يثير قلق منافسي "ستارلينك" الأوروبيين

صواريخ "سبيس إكس" التابعة لماسك تسحب البساط من تحت أقدام أوروبا بمجال الأقمار الاصطناعية التجارية

time reading iconدقائق القراءة - 7
إيلون ماسك - بلومبرغ
إيلون ماسك - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بلومبرغ

- مقال رأي

يثير الصعود الصاروخي لإيلون ماسك إلى قمة المشهد السياسي في الولايات المتحدة، كقيصر للكفاءة، قلقاً بالغاً في أوروبا، وهو أمر لا يرجع فقط إلى انتقاداته اللاذعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد صانعي القوانين في بروكسل.

المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل وصفت الشراكة بين ماسك ودونالد ترمب بأنها "مقلقة للغاية"، مشيرة بشكل خاص إلى هيمنة ماسك في صناعة الفضاء. هذا القلق له ما يبرره، ولكن مجرد توجيه الانتقادات لا يكفي.

شركة "سبيس إكس" (SpaceX) البالغة قيمتها 210 مليارات دولار تتمتع بقوة استثنائية تتجاوز تأثير تغريدات ماسك. صواريخها القابلة لإعادة الاستخدام هيمنت فعلياً على سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية التي كانت أوروبا رائدة فيها سابقاً.

أما شبكة "ستارلينك" (Starlink) التي تضم 6 آلاف قمر اصطناعي، وتوفر الإنترنت عالي السرعة من أي مكان، فقد غيرت مجرى الحرب في ساحة المعركة التي تعتمد على الطائرات المسيرة في أوكرانيا.

المسؤولون يشعرون بالذعر من تضارب المصالح لدى الملياردير، والذي قد يؤدي إلى تفاقم الاعتماد الخطير عليه. في ندوة عقدت في باريس الأسبوع الماضي، حذّر رئيس هيئة مكافحة الاحتكار الألمانية أندرياس مونت من تأثير ماسك على "ستارلينك"، ودعا الجهات التنظيمية التقنية إلى الجرأة، قائلاً إن من "غير المقبول" أن يمتلك شخص واحد سلطة أشبه بسلطة الدول.

تدهور أداء شركات الأقمار الصناعية التقليدية منذ 2020 تقريباً - undefined
تدهور أداء شركات الأقمار الصناعية التقليدية منذ 2020 تقريباً - undefined

لكن نجاحات ماسك الفضائية كانت مدعومة أيضاً بفشل أوروبا في التكيف والمنافسة. منافسو "سبيس إكس" وقعوا في فخ التقليدية؛ حيث لا تمتلك أوروبا حتى الآن صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام، بعدما قررت قبل عقد من الزمن التخلي عن هذه التقنية.

الأعمال التقليدية مثل البث التلفزيوني الفضائي تعاني في عصر البث عند الطلب مثل "نتفلكس" (Netflix)، فيما تنجذب أسواق مثل الملاحة البحرية والطيران إلى معدات "ستارلينك" الأرخص والأكثر سهولة في التركيب.

فشل أوروبا في التكيف والمنافسة

تأثير انخفاض الأسعار لا يزال مستمراً، حتى وسط موجة من عمليات الاندماج لتعزيز القوة: شركة "إنتلسات" (Intelsat) التي تتخذ في لوكسمبورغ مقراً لها، والتي يجري الاستحواذ عليها من قبل شركة "إس إي إس" (SES)، سجلت انخفاضاً بنسبة 9.4% في إيرادات الربع الثالث، مع انخفاض بنسبة 13.7% في إيرادات خدمات الطيران. أما أسهم شركة "يوتلسات" (Eutelsat Communications)، التي اندمجت مع "ون ويب" (OneWeb) البريطانية، فقد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 19 عاماً.

بينما تتردد أوروبا بشأن كيفية اللحاق بهذا الركب، تكسب "ستارلينك" المزيد من العملاء إلى قاعدة مشتركيها التي تبلغ 4 ملايين. شركة الطيران "إير فرانس-كيه إل إم" (Air France-KLM)، التي تمتلك الحكومة الفرنسية حصة منها، أعلنت في سبتمبر عن صفقة مع "ستارلينك" لتوفير إنترنت عالي السرعة على رحلاتها اعتباراً من الصيف المقبل.

في الشهر نفسه، أعلنت "ستارلينك" عن صفقة مع عميلها الأميركي البارز شركة "يونايتد إيرلاينز" (United Airlines). مدير شركة "نوفا سبيس" (Novaspace) ناثان دي رويتر قال إن "ستارلينك" قادرة على تحسين منتجاتها وتطويرها مع إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية.

ستارلينك تعزز خفض تكلفة سعة الأقمار الصناعية - undefined
ستارلينك تعزز خفض تكلفة سعة الأقمار الصناعية - undefined

رغم أن التميز في بناء الصواريخ لا يبرر السماح بتكديس السلطة في يد شخص واحد، إلا أن "ستارلينك" منتج هائل، والمعركة الأكثر إلحاحاً بالنسبة للأوروبيين ينبغي أن تكون تعزيز بديل محلي قابل للحياة، خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن جيف بيزوس، مؤسس "أمازون" (Amazon.com)، هو البديل الأكثر شبهاً بماسك في الأفق.

الجانب الإيجابي من شكاوى مثل تلك التي أطلقتها ميركل هو إمكانية إيقاظ الأوروبيين، بشرط أن يكون التركيز على التكنولوجيا الجريئة، وليس فقط على التنظيم. هناك إنفاق حكومي إضافي في الطريق عبر مشروع "إيريس ²" (IRIS²) المتأخر، كما يتم تشجيع الشركات الناشئة على تطوير صواريخها الخاصة.

في معرض دفاعي حديث، شاهدتُ تقنية مراقبة أوروبية تعتمد على "ستارلينك" مع نظام احتياطي، مما سيبقي الضغط قائماً لتمويل بدائل غير تابعة لماسك. إذا نجح الأوروبيون في إنشاء نسخة محلية من "ستارلينك"، فقد يتحقق التكافؤ في السوق.

نأمل أن تدفع الشراكة بين ترمب وماسك الأوروبيين إلى محاكاة عنصر آخر من عناصر نجاح "سبيس إكس"، وهو أسواق رأس المال العميقة والقادرة على تمويل وتوسيع المشاريع المحفوفة بالمخاطر.

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد صرحت الأسبوع الماضي بأن الفجوة التكنولوجية "الواضحة" في الاتحاد الأوروبي والرسوم الجمركية القادمة تجعل اتحاد أسواق رأس المال أمراً لا غنى عنه. ربما تكون المشكلة الأكبر من القوة الجيوسياسية لماسك هي ميل أوروبا إلى التحرك فقط في أوقات الأزمات، وهو أمر قد تدركه ميركل. 

خلاصة

صعود إيلون ماسك كقوة تكنولوجية وسياسية في الولايات المتحدة يثير قلقاً في أوروبا، خاصة بسبب هيمنته على صناعات استراتيجية مثل الفضاء والاتصالات. تعتبر شراكة ماسك مع دونالد ترمب تهديداً محتملاً للسيادة الأوروبية، خصوصاً مع نجاح "سبيس إكس" في السيطرة على سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية بفضل تقنياتها المبتكرة. شبكة "ستارلينك"، التي تضم آلاف الأقمار الاصطناعية، أصبحت عنصراً أساسياً في توفير الإنترنت عالي السرعة، ما أدى إلى استحواذها على أسواق جديدة كالملاحة والطيران، بينما تعاني أوروبا من تأخر في تبني تقنيات مشابهة وعدم وجود بديل قوي.

رغم الانتقادات الأوروبية، مثل تلك التي أطلقتها أنجيلا ميركل بشأن تضارب مصالح ماسك، فإن الحل يكمن في تعزيز الابتكار والاستثمار في مشاريع محلية منافسة. المبادرات الحالية مثل "إيريس²" ودعم الشركات الناشئة تُظهر بعض الأمل، ولكنها بحاجة إلى زخم أكبر. أوروبا مطالبة بالتحرك سريعاً لسد الفجوة التكنولوجية، وتقوية أسواق رأس المال، وتطوير تقنيات جريئة لمواجهة الهيمنة الأميركية. النجاح لا يتحقق فقط بالانتقاد، بل باتباع نموذج ماسك في المخاطرة والاستثمار العميق في المستقبل.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

باريس

11°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 10°/12°
27.8 كم/س
42%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.