الصين تدرس السماح بإعادة تمويل قروض عقارية قيمتها 5.4 تريليون دولار

السلطات الصينية تواجه ضغوطاً متزايدة لوقف التباطؤ الاقتصادي الناتج عن تراجع قطاع الإسكان

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحد الأشخاص يمر  أمام مبان سكنية في تشنغدو، الصين - المصدر: بلومبرغ
أحد الأشخاص يمر أمام مبان سكنية في تشنغدو، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس الصين السماح لأصحاب المنازل بإعادة تمويل ما قيمته 5.4 تريليون دولار من قروض الرهن العقاري، لخفض تكاليف الاقتراض لملايين الأسر وتعزيز الاستهلاك.

بموجب الخطة، سيكون بمقدور أصحاب المنازل إعادة التفاوض بشأن الشروط مع المقرضين الحاليين قبل يناير، عندما تعيد البنوك عادةً تسعير الرهن العقاري، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشتهم معلومات خاصة. 

قال الأشخاص إنه سيُسمح لأصحاب المنازل أيضاً بإعادة تمويل قروضهم من بنك جديد آخر لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.

تكثف السلطات جهودها لخفض تكاليف الرهن العقاري بعد أن شجع البنك المركزي مثل هذا الدعم العام الماضي. واستجابت البنوك بخفض نادر في أسعار الفائدة على الرهن العقاري المستحق على المنازل التي اشتراها السكان للمرة الأولى. لم يتضح فوراً ما إذا كانت التسهيلات الأخيرة تنطبق على جميع المنازل، حسبما قال الأشخاص. 

في حين أن تخفيض معدلات الفائدة على الرهون العقارية من شأنه أن يؤثر على أرباح البنوك الحكومية في الصين، إلا أن السلطات تواجه  ضغوطاً متزايدة لوقف التباطؤ الاقتصادي الناتج عن تراجع قطاع الإسكان في أكبر اقتصاد في آسيا.

تزايدت المخاوف بشأن تدهور الآفاق المستقبلية هذا الأسبوع، بعد أن أعلنت شركات تعمل في قطاع الاستهلاك عن تقارير أرباح مخيبة للآمال، كما خفض اقتصاديون لدى مجموعة " يو بي إس" توقعاتهم لمعدل نمو اقتصاد الصين. 

يعكس خفض التوقعات إجماعاً متزايداً بين البنوك العالمية على أن الصين قد تخفق في تحقيق هدف النمو البالغ حوالي 5% في عام 2024. كانت آخر مرة لم تحقق فيها البلاد معدل النمو المستهدف خلال عام 2022، بسبب عمليات الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا، والتغييرات السياسية المفاجئة. 

لم يستجب بنك الشعب الصيني والإدارة الوطنية للتنظيم المالي لطلبات التعليق. 

آثار هذه الخطوة

الخطة الجديدة تستهدف دعم أصحاب المنازل الحاليين الذين لم يستفيدوا من التخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة الرئيسية هذا العام، والتي استفاد منها المشترون الجدد للمنازل.

حال الموافقة على الخطة، فقد تعمل على تخفيف أعباء الرهن العقاري بشكل أسرع من المتوقع. وفي حين خفضت الصين متوسط ​​تكاليف الرهن العقاري إلى أدنى مستوى قياسي هذا العام، لم تستفد معظم الأسر بعد، لأن البنوك لن تعيد تحديد أسعار الفائدة على القروض الحالية حتى العام المقبل. 

ساعدت الخطوات القوية التي اتخذتها الصين لخفض تكاليف الرهن العقاري خلال السنوات الأخيرة في الغالب المشترين الجدد للعقارات. تم خفض سعر فائدة الإقراض التفضيلي لأجل خمس سنوات، وهو معيار للرهن العقاري طويل الأجل، إلى 3.85% في يوليو. 

في مايو، ألغى البنك المركزي الحد الأدنى لسعر الفائدة على الرهن العقاري في أرجاء البلاد لعمليات شراء المنازل الأولى والثانية. 

في وقت سابق، سمحت بعض المدن الكبرى للمشترين الذين سبق لهم الحصول على رهن عقاري- حتى لو تم سداده بالكامل- بالاستفادة من أسعار فائدة أقل. 

دفع التفاوت في أسعار الفائدة العديد من أصحاب المنازل إلى تسديد الرهون العقارية مبكراً، مما أرهق البنوك في السنوات الأخيرة. استغل أصحاب المنازل القروض الاستهلاكية الرخيصة لتسديد الرهون العقارية مبكراً، وهي ممارسة تحظرها الجهة التنظيمية في الصين. 

في حين بدأت الصين تخفيف سياساتها منذ نهاية عام 2022 لإحياء سوق العقارات، إلا أن تنفيذ الإجراءات كان بطيئاً وتأثيرها محدود، حسب تقرير "يو بي إس". 

قال البنك السويسري إن ضعف سوق العقارات سيؤثر على الاقتصاد الكلي بشكل أكبر مما كان متوقعاً، بما في ذلك تأثيره على استهلاك الأسر. 

أثرت أزمة العقارات، التي دخلت عامها الرابع، على جميع المجالات مثل سوق العمل والاستهلاك وثروة القطاع العائلي. تجاوزت مبيعات التجزئة التوقعات في يوليو، بسبب زيادة موسمية، وما زالت أقل بكثير من مستواها قبل جائحة كورونا. 

من شأن خطة الرهن العقاري أن تزيد الضغوط على البنوك في البلاد، التي اعتمدت عليها بكين لتقديم المساعدة في إنعاش الاقتصاد المتعثر. يعاني القطاع المصرفي من انخفاض الأرباح في ظل هوامش ربح منخفضة بشكل قياسي. 

بلغت قيمة القروض المستحقة التي حصل عليها الأفراد لشراء عقارات 38.2 تريليون يوان (5.4 تريليون دولار) في نهاية مارس، وتُعتبر هذه الرهون من الأصول الأساسية لدى البنوك الصينية.

وفقاً لأحدث البيانات العامة التي نشرتها الجهة التنظيمية المسؤولة عن القطاع المصرفي، كان أكثر من 90% من إجمالي الرهون العقارية القائمة في الصين حتى نهاية عام 2021 موجه لشراء المنازل الأولى للأفراد. 

انخفض صافي هامش الفائدة لدى البنوك إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 1.54% في نهاية يونيو، وهو أقل بكثير من النسبة المطلوبة 1.8% التي تعتبر ضرورية للحفاظ على ربحية معقولة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك

أغنى رجلين في الصين يخسران مليارات بعد تراجع أسهم شركتيهما

مؤسس "Nongfu" يخسر 3 مليارات دولار، و14.1 مليار دولار خسائر مؤسس "PDD"

time reading iconدقائق القراءة - 5
عامل توصيل يدفع عربة مملوءة بزجاجات مياه شركة \"نونغفو سبرينغ\" في شنغهاي. - بلومبرغ
عامل توصيل يدفع عربة مملوءة بزجاجات مياه شركة "نونغفو سبرينغ" في شنغهاي. - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسببت عمليات بيع قياسية للأسهم في اثنتين من كبرى شركات القطاع الاستهلاكي في الصين في شطب ما يزيد على 16 مليار دولار من ثروة أغنى شخصين في البلاد، لتؤكد مخاوف المستثمرين العميقة تجاه سلامة أداء أكبر اقتصاد في آسيا. 

خسر تشونغ شانشان، أغنى رجل في الصين ومؤسس شركة "نونغفو سبرينغ" (Nongfu Spring)، نحو 3 مليارات دولار أميركي مع هبوط أسهم عملاقة صناعة المشروبات بنسبة وصلت إلى 10% يوم الأربعاء في هونغ كونغ، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، ليتراجع إجمالي ثروته إلى 46.6 مليار دولار. 

في الوقت نفسه، انخفضت ثروة كولين هوانغ، مؤسس شركة "بي دي دي هولدينغز" (PDD Holdings)، بقيمة 14.1 مليار دولار يوم الاثنين، مع هبوط أسهم الشركة بأكبر نسبة في تاريخها بعد تحذيرها من حتمية تدهور نمو الإيرادات.

 كان هذا التراجع أكبر خسارة يومية يتكبدها هوانغ، وقد تسبب في نزوله إلى الترتيب الرابع في تصنيف "بلومبرغ" بعد أن حاز المركز الأول لفترة وجيزة في وقت سابق من الشهر الجاري. 

استمر الاتجاه الهابط يوم الثلاثاء، عندما تراجعت أسهم مالكة موقع التجارة الإلكترونية "تميو" (Temu) بنسبة 4.1% أخرى، فشطبت 1.4 مليار دولار أخرى من ثروة هوانغ. 

يستحوذ الآن بوني ما، المؤسس المشارك لشركة "تينسنت هولدينغز"، على المركز الثاني في مؤشر "بلومبرغ". 

اهتزاز الثقة في الاستهلاك

يؤكد انخفاض ثروة كل من الرجلين على اهتزاز الثقة في حجم الاستهلاك في الصين على المدى الطويل، حيث تواجه الكثير من كبرى الشركات في العالم مشكلة تباطؤ الطلب. 

أشعلت المنافسة بين الشركات على المتسوقين الذين يواصلون تقليص إنفاقهم موجة من التخفيض الحاد في الأسعار، وقد نتج عن ذلك محو هامش الأرباح لمنتجات، مثل المياه النقية الجديدة التي تبيعها شركة "نونغفو" بأقل من يوان واحد (0.14 دولار) للوحدة. 

قال في سيرن لينغ، العضو المنتدب في "يونيون بانكير بريفي" (Union Bancaire Privee): "ربما يكون وضع الاقتصاد الصيني أسوأ مما يعتقد الناس إذا كانت الشركات الاستهلاكية مثل (نونغفو) و(بي دي دي) لا تحقق نتائج جيدة، ذلك أنهما يمثلان قطاعات من المفترض أن يكون الطلب فيها قوياً، وهي المشروبات والمنتجات القيمة مقارنة بأثمانها". 

كذلك واجهت الشركتان سلسلة من التحديات في مجال العلاقات العامة هذا العام، إذ تعرضت شركة "نونغفو" لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بعد وفاة زونغ تشينغهو، مؤسس شركة "هانغتشو واهاها غروب" (Hangzhou Wahaha Group) المنافسة الرئيسية لها، حيث زعم البعض أن "نونغفو" تخطط للحصول على ميزة على منافستها. وبعد مرور بضعة أشهر، شكك تقرير صادر عن مجلس المستهلكين في هونغ كونغ في جودة مياه "نونغفو"، وهو ما أوضحه المجلس لاحقاً. 

مسيرة للتجار ضد "بي دي دي" 

واجهت شركة "بي دي دي" رد فعل عنيف الشهر الماضي، حيث نظم المئات من التجار مسيرة خارج مكاتبها في جنوب الصين، احتجاجاً على ما وصفوه بالعقوبات غير العادلة التي تفرضها الشركة باستمرار. كما أن هناك تدقيقاً تقوم به الجهات التنظيمية بشأن عملاقة التجارة الإلكترونية "تيمو" التابعة لها، إذ يعمل الاتحاد الأوروبي على اقتراح لسد ثغرة ضريبية تخص الواردات من السلع الرخيصة التي يجري شراؤها عبر الإنترنت. 

انخفضت إيرادات شركة "نونغفو" من منتجات مياه الشرب المعبأة بنسبة 18% خلال النصف الأول من العام الحالي، مع انخفاض نسبة هذا القطاع من إجمالي الإيرادات إلى حوالي 39% من حوالي 48% العام الماضي. ويُعزى هذا الانخفاض إلى الرأي العام السلبي تجاه الشركة ورئيسها "تشونغ" منذ نهاية فبراير. 

قال لي شويتونغ، مدير صندوق في شركة "شينجين إنجوي إنفستمنت مانجمنت" (Shenzhen Enjoy Investment Management)، إن "لدى شركتي (نونغفو) و(بي دي دي) منافسين يستهدفون الاستحواذ على حصتيهما من السوق".  

وأضاف لي: "الأمر الوحيد المؤكد هو أن الشركتين اللتين كان المستثمرون سعداء باعتبارهما رائدتين في مجالات عملهما، لم تسلما من المنافسة الشديدة كما هو الحال في القطاعات الأخرى، ويبدو أن المستثمرين يعيدون التفكير في مدى استقرار أوضاعهما".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.