أسهم 3 شركات عقارية في بورصة المغرب تقفز بدعم من برنامج حكومي

برنامج حكومي لدعم امتلاك السكن وآخر لمنع المساكن غير القانونية حفز المستثمرين

time reading iconدقائق القراءة - 4
واجهة مبنى بورصة الدار البيضاء، المغرب - المصدر: بلومبرغ
واجهة مبنى بورصة الدار البيضاء، المغرب - المصدر: بلومبرغ
الرباطيوسف لخضر
المصدر:

الشرق

سجلت أسهم 3 شركات عقارية مدرجة في بورصة المغرب قفزةً غير مسبوقة منذ بداية هذا العام، بعد سنوات من الانخفاض المستمر تحت تأثير الركود الذي عاشه القطاع عقب جائحة كورونا، حيث عادت هذه الأسهم اليوم إلى مستويات ما قبل 2019.

مجموعة "الضحى"، أكبر هذه الشركات، تضاعف سعر سهمها منذ بداية العام ليصل إلى 28 درهماً في آخر جلسة تداول الأربعاء. تُعتبر هذه الشركة إحدى أهم المجموعات العائلية في البلاد العاملة في قطاع العقارات السكنية والتجارية بقيمة سوقية تناهز 1.1 مليار دولار.

شركة "أليانس" هي الأخرى استعادت عافيتها بعدما زاد سهمها بنحو 105% منذ بداية العام الجاري، فيما سُجلت أكبر قفزة لدى شركة "إقامات دار السعادة" عقب ارتفاع سهمها بنسبة 250% بحسب بيانات بورصة الدار البيضاء حتى نهاية جلسة تداول الأربعاء.

دفعة الدعم الحكومي 

وراء قفزة أسهم هذه الشركات عاملين رئيسيين، الأول يتمثل ببدء تنفيذ برنامج حكومي لدعم تملك المواطنين للمساكن في يناير الماضي، والثاني: إعادة تفعيل برنامج القضاء على المساكن العشوائية (مدن الصفيح)، بحسب نوفل أوراغ، المحلل الرئيسي بالشركة المتخصصة في البورصة "إم.إس.إن" (M.S.IN)، في حديث لـ"الشرق".

خصّصت الحكومة لبرنامج دعم امتلاك السكن ميزانية تناهز 9.5 مليار درهم (950 مليون دولار) للعام الجاري، وهو موجه للأسر من الطبقتين المتوسطة وذات الدخل المنخفض، ويمتد إلى غاية 2028. فيما يتمحور البرنامج الثاني حول هدم المساكن العشوائية وبناء أخرى قانونية، ولطالما كانت تمثل هذه الأعمال نسبة مهمة من نشاط الشركات الثلاثة لتعاقدها مع الدولة لبناء المساكن الجديدة.

عانى القطاع العقاري في المغرب منذ قرابة عقد من صعوبات تفاقمت أكثر عام 2020 بسبب تداعيات جائحة كورونا، وما تلاها من تضخم أثّر على القدرة الشرائية للأسر وارتفاع أسعار مواد البناء. يمثّل قطاع البناء بصفة عامة ما يناهز 6% من الناتج المحلي الإجمالي في المملكة، واستفاد لفترة طويلة من دينامية بدأت عام 2005 مع تطور المدن الكبرى.

نوّه نوفل أوراغ أن "أسهم الشركات العقارية الثلاثة المدرجة في البورصة سجلت انخفاضاً مستمراً لسنوات طويلة وزادت حدة ذلك بعد جائحة كورونا، لكن إعلان الحكومة عن برنامج دعم امتلاك السكن أعطى دفعة قوية للقطاع وجعل المستثمرين يتوقعون عودة أداء الشركات إلى مستويات إيجابية والخروج من نفق الأزمات".

توقعات إيجابية

وصل عدد المستفيدين من البرنامج الحكومي لدعم امتلاك السكن لأكثر من 16 ألف أسرة حتى نهاية الأسبوع الماضي، وناهزت قيمة المساكن التي تم اقتناؤها 6.3 مليارات درهم، بحسب معطيات حكومية رسمية. وساهم ذلك في إعادة مؤشرات قطاع العقار إلى الارتفاع لاسيما على صعيد المشاريع المرخصة وقروض السكن، بحسب إفادات قدمتها فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان والتعمير، للمشرعين أمس الأربعاء.

سيشمل برنامج الدعم المالي لامتلاك السكن نحو 100 ألف مستفيد بدايةً من هذا العام، وتقدم الدولة منحاً مالية قدرها 100 ألف درهم (10 آلاف دولار) لمشتري المساكن التي يقل سعر كل منها عن 300 ألف درهم، وينخفض إلى 70 ألف درهم (7000 دولار) للمسكن الذي يتراوح سعره بين 300 إلى 700 ألف درهم مع احتساب الرسوم.

لا يقل "البرنامج الوطني مدن بدون صفيح" أهمية، فمنذ انطلاقه قبل عقدين أنفقت الحكومة نحو 45.7 مليار درهم، ويرتقب أن يتم إنهاء البرنامج بحلول 2028 عبر إسكان 120 ألف أسرة، وهو ما سيساهم في رفع الطلب على المشاريع السكنية حتى نهاية العقد الجاري، بحسب وزيرة الإسكان والتعمير.

يُتوقع أن يشهد قطاع البناء تحسناً متتالياً في السنوات المقبلة مع توقع زيادة مبيعات الـسمنت، التي تعتبر مؤشراً رئيسياً لأدائه، بمتوسط 4.8% ابتداءً من العام الجاري وعلى مدى 5 سنوات، مدفوعاً بمشاريع السكن والبنية التحتية استعداداً لكأس العالم 2030.

تصنيفات

قصص قد تهمك

بوادر انتعاشة بقطاع البناء في المغرب بعد أزمات متتالية

توقعات بمواصلة التحسن في القطاع حتى 2030 بدعم من مشاريع البنية التحتية والإسكان

time reading iconدقائق القراءة - 4
ورش بناء وحدات سكنية بمدينة الرباط، المملكة المغربية - المصدر: بلومبرغ
ورش بناء وحدات سكنية بمدينة الرباط، المملكة المغربية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

يشهد قطاع البناء في المغرب بوادر انتعاشة قد تستمر لسنوات، بفضل زخم ميثاق الاستثمار الجديد الذي أصدرته الحكومة، والاستعداد لاستضافة كأس العالم بنهاية العقد الجاري، ما ينعكس إيجابياً على شركات البناء.

خلال السنوات الماضية، واجهت شركات البناء أزمات متتالية نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء، والصعوبة في الحصول على تمويلات من البنوك خصوصاً مع ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً وتشديد البنوك لعمليات الإقراض، فضلاً عن توقف عدة مشاريع بسبب تداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية على أوكرانيا.

قال محمد محبوب، رئيس الاتحاد الوطني للبناء والأشغال العمومية، إن "قطاع البناء في المغرب يشهد انتعاشاً ملحوظاً منذ أشهر"، مشيراً إلى ارتفاع مبيعات الإسمنت بصفته مؤشراً رئيسياً لهذا الانتعاش، في قطاع يسهم بنحو 6% في الناتج المحلي الإجمالي.

مشاريع البنية التحتية والعقار

الزخم المسجل في المشاريع الاستثمارية بفضل ميثاق الاستثمار الجديد، له تأثير إيجابي مباشر على قطاع البناء، بحسب تصريحات محبوب لـ"الشرق"، لافتاً إلى أن البدء ببناء عدة مشاريع استثمارية كبيرة في قطاعي البنية التحتية والعقارات السكنية خصوصاً، سيكون له تأثير إيجابي ممتد لسنوات على مجمل القطاع".

اقرأ أيضاً: المغرب يخصص 6 مليارات دولار لمشروعات البنية التحتية هذا العام

يُشغّل قطاع البناء والأشغال العمومية في المغرب نحو 1.2 مليون شخص، وتعتمد 7000 شركة مرخصة في هذا المجال على المشاريع الحكومية.

ارتفع حجم المشاريع الحكومية الخاصة بالبنية التحتية خلال العام الجاري بنسبة 42% على أساس سنوي، لتصل قيمتها إلى 64 مليار درهم (6.3 مليار دولار)، وتشمل قطاعات الماء، والموانئ، والطرق، والأبنية الحكومية.

حتى نهاية مايو، بلغت مبيعات الإسمنت 5.5 مليون طن بارتفاع 7.31% على أساس سنوي. تعمل في قطاع إنتاج الإسمنت خمس شركات فقط، بلغ حجم مبيعاتها العام الماضي 12.4 مليون طن، بارتفاع طفيف نسبته 0.19% على أساس سنوي، وذلك بعد عام من الانخفاض بنحو 11% على أساس سنوي، بحسب معطيات وزارة التعمير والإسكان وسياسة المدينة.

يرى أمين مرنيسي، الخبير في القطاع العقاري، أن عام 2024 سيكون بمثابة فرصة للقطاع بعد سنوات الأزمة التي عاشتها شركات البناء في البلاد، مشيراً إلى أن "المشاريع العقارية التي انطلقت، فضلاً عن مشاريع البنى التحتية المهمة استعداداً لكأس العالم، ومشاريع محطات تحلية مياه البحر وسدود التخزين، تؤشر إلى حراك بدأ هذا العام".

حراك مستمر حتى 2030

بحسب تقرير لشركة "أم إس آي إن" للوساطة المالية، يُتوقع أن ترتفع مبيعات الإسمنت بمتوسط 4.8% ابتداءً من العام الجاري لمدة خمس سنوات متتالية، بعدما سجلت متوسط انخفاض نسبته 1.6% خلال نفس الفترة الماضية. قد يصل إجمالي مبيعات الإسمنت 15.8 مليون طن بحلول عام 2028، وهو أعلى رقم محقق منذ 2012، حين بلغت 15.9 مليون طن.

اقرأ أيضاً: العقار السكني في المغرب مرشح للانتعاش بفضل دعم حكومي

مرنيسي، أشار إلى أن برنامج الدعم المالي سيعزز من مساهمة العقار السكني في قطاع البناء، نظراً لأنه سيحفز الطلب، ويزيد من مشاريع المطورين العقاريين لتوفير ما يكفي من الوحدات السكنية طيلة فترة برنامج الدعم الممتد لأربع سنوات.

خصصت الحكومة هذا العام دعماً مالياً بقيمة 9.5 مليار درهم (948 مليون دولار) لصالح الأسر من الطبقتين المتوسطة وذات الدخل المنخفض، والتي ترغب في شراء مسكن رئيسي. يُتوقع من هذا القرار أن يعيد الانتعاش إلى سوق العقارات السكنية.

مرنيسي توقع أن "يستمر الأداء الإيجابي لقطاع البناء حتى عام 2030، وقد يستمر الحراك حتى بعد هذا الموعد، نظراً لوجود مشاريع ضخمة في البنية التحتية، في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص".

رئيس الاتحاد الوطني للبناء والأشغال العمومية يتفق مع هذا الرأي، متوقعاً انتهاء فترة استمرت لسنوات، عاشت خلالها شركات البناء أزمات متتالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.