مليارديرات روسيا يسابقون الزمن لإعادة هيكلة ثرواتهم قبل الحظر

time reading iconدقائق القراءة - 18
المليارديرات الروس يغيرون ملكياتهم ويتخلون عن مقاعد في مجالس الإدارة والحصص المسيطرة من أجل إعادة هيكلة أصولهم قبل أن يتم حظرها - المصدر: بلومبرغ
المليارديرات الروس يغيرون ملكياتهم ويتخلون عن مقاعد في مجالس الإدارة والحصص المسيطرة من أجل إعادة هيكلة أصولهم قبل أن يتم حظرها - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

طوقت الشرطة الإيطالية في الظلام ليلة 4 مارس بميناء إمبيريا الليغوري يختاً فاخراً بطول 215 قدماً يملكه أليكسي مورداشوف رابع أغنى شخص في روسيا.

كان "الاتحاد الأوروبي" قد فرض عقوبات على الملياردير في 28 فبراير عقب أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا حيث قامت السلطات بتجميد ممتلكاته الواسعة في أوروبا ومن بينها يخت "ليدي إم" (Lady M) الذي يتضمن حوض سباحة وصالون تجميل.

طالع المزيد: أزمة أوكرانيا تمحو 33 مليار دولار من ثروات كبار أغنياء روسيا

لكن مورداشوف اتخذ خطوات استباقية من تلقاء نفسه، حيث قام في نفس اليوم الذي تم فيه فرض عقوبات على قطب صناعة الصلب بنقل ملكيته التي تقارب قيمتها نحو 1.1 مليار دولار في شركة التعدين "نوردغولد" (Nordgold) ومقرها لندن لزوجته مارينا مورداشوف، كما قام بنقل جزء من حصته البالغة 1.7 مليار دولار في "تي يو آي" (TUI AG) من شركة قابضة قبرصية إلى شركة مسجلة في جزر فيرجن البريطانية.

مع تصعيد المشرعين حول العالم الضغط على بعض أقطاب النخبة الروسية ضمن الضغوط التي يتمّ ممارستها على الرئيس فلاديمير بوتين، قاموا في كثير من الأحيان بتجميد اليخوت الفاخرة والعقارات الفاخرة والأندية الرياضية كمؤشر على نجاح جهودهم.

لكن الحقيقة أكثر غموضاً ويمكن الكشف عنها في إفصاحات غامضة للشركات قد تستغرق أياماً قبل أن يتم الإعلان عنها والتي تكشف عن تغيير المليارديرات الروس ملكياتهم وتخليهم عن مقاعد في مجالس الإدارة والحصص المسيطرة ضمن محاولة لاستباق خطوات المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا و"الاتحاد الأوروبي" من أجل إعادة هيكلة أصولهم قبل أن يتم حظرها.

اقرأ المزيد: الأثرياء الروس ينفقون المزيد لشراء السلع الفاخرة حفاظاً على قيمة مدخراتهم

يُعد ميخائيل فريدمان مثالاً آخر على تلك الممارسات حيث عاقبه "الاتحاد الأوروبي" إلى جانب مورداشوف وشريكه في الأعمال بيتر أفين. وتظهر الإفصاحات بعد يومين تنازله عن الحصص المسيطرة في 3 شركات على الأقل في بريطانيا حيث لم تتم معاقبته هناك وقام بنقل الأسهم لموظف سابق في شركة "ليتر وان" LetterOne الاستثمارية التي شارك في تأسيسها.

القائمة تطول وتشمل الخاضعين لجولة جديدة من عقوبات "الاتحاد الأوروبي" هذا الأسبوع.

موشكوفيتش يخفض حصته

خفض فاديم موشكوفيتش حصته في المجموعة الزراعية "روس أغرو" Ros Agro Plc لأقل من 50% قبل فرض العقوبات. بينما انسحب أندريه ميلينشينكو من حصته البالغة 17 مليار دولار في شركة "يوروتشيم" المنتجة للأسمدة وشركة توريد الفحم الحراري "سويك"Suek Plc في 9 مارس وهو نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن معاقبته وآخرين.

لم يمنع ذلك السلطات الإيطالية من مصادر يخت ميلينشينكو في ترييستي بإيطاليا والذي تبلغ قيمته 580 مليون يورو. وقال متحدث باسم ميلينشينكو في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم السبت بعد الإعلان عن المصادرة، ليس هناك أي مبرر لإدراج ميلينشينكو في قائمة عقوبات "الاتحاد الأوروبي" وإنه سوف يتخذ الإجراءات المناسبة تجاه ذلك.

يتطلب تطبيق العقوبات الامتثال من كافة القطاعات والشركات والبحث بسرعة في ملكية الشركات للعثور على الحسابات ذات الصلة وتجميدها والإبلاغ عنها حيث تقوم الشركات في الولايات المتحدة بمشاركة نتائج البحث مع "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" (OFAC).

أشار هوارد مينديلسون كبير مسؤولي العملاء في "خارون" (Kharon) التي تستخدم التكنولوجيا والخبراء لبناء شبكة من العلاقات حول الأطراف الخاضعة للعقوبات إلى أن المؤسسات المالية قد تستغرق وقتاً لتحديد الحسابات غير المعروفة بالفعل على نطاق واسع والمرتبطة بفرد خاضع للعقوبات.

وقت المراوغة

أوضح مينديلسون إن الشخص الذي تتم معاقبته يمكنه استخدام ذلك الوقت والعمل على توظيف محامين ودراسة تغييرات الملكية ونقل الأصول، حيث قال: "ربما يفكر الشخص أن لدي بعض الوقت قبل أن يكتشف أي شخص جميع شركاتي خاصةً التي أمتلك فيها حصة أغلبية سأقوم بالمراوغة وأنقل الملكية باسم ابنتي أو زوجتي أو موظف لدي ووقتها سيتم توثيق أنني لا أملك الأغلبية".

هناك حافز واضح في الولايات المتحدة للتخلي عن حصة الأغلبية وهي قاعدة ملكية 50% الخاصة بـ "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" والتي تنص على ضرورة حظر الممتلكات أو حصص الملكية التي يمتلكها الأفراد الخاضعون للعقوبات إذا كانوا يمتلكون 50% أو أكثر من الحصص الإجمالية وهو ما يجعل التخلص من بعض الأسهم لخفض حصة الملكية مناورة شائعة لتجاوز تلك القاعدة.

تتمتع "وزارة الخزانة" الأمريكية بصلاحية تسمية الأزواج أو الأبناء البالغين من الأفراد الخاضعين للعقوبات ومعاقبتهم بموجب أمر تنفيذي لعام 2021.

أمثلة سابقة على نقل الملكية

ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها كبار رجال الأعمال الروس إلى تحويل الأصول. فقد باع قطب النفط غينادي تيمشينكو نحو 50% من أسهم شركة توزيع نفط فنلندية قبل أيام من تعرضه للعقوبات عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014.

وفي العام 2018، تم فرض عقوبات على أوليغ ديريباسكا من قبل الولايات المتحدة وحتى يضمن حذف شركة الألمنيوم "إي إن بلاس غروب انترناشيونال" En + Group International PJSC's من قائمة الشركات في "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" قام ديريباسكا بتقليص حصته إلى 45% بدلاً من 70% عن طريق القيام بمجموعة معقدة من المعاملات تنطوي على بيع أسهم لبنك مملوك للدولة ونقل أسهم وتبرعات خيرية.

رفع "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" العقوبات المفروضة على "إي إن بلاس" وأرجع ذلك إلى أن غالبية أعضاء مجلس إدارة الشركة مستقلين.

قال إريك سون مدير شركة "داو جونز للمخاطر والامتثال" (Dow Jones Risk & Compliance): "هل ستقوم بالتصويت ضد أوليغ ديريباسكا لا يزال يمتلك حصة تصويت بنسبة 33% عندما تتحدث على سبيل المثال عن النخبة الروسية؟".

تضاعفت عمليات نقل الملكية في الأيام الأخيرة مع شعور الأثرياء الروس بقرب تطبيق العقوبات عليهم بينما قد يكون فات الوقت بالنسبة للآخرين.

مساهم رئيسي

موردشوف المساهم الرئيسي في واحدة من أكبر شركات صناعة الصلب في روسيا والذي وصف الصراع في أوكرانيا بأنه "مأساة"، قال، إنه لا يفهم سبب فرض "الاتحاد الأوروبي" عقوبات عليه.

أكد متحدث باسم موردشوف الذي تبلغ ثروته 19.6 مليار دولار وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات نقله للأسهم مؤخراً فيما امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.

بلغت خسارة كبار أثرياء روسيا أكثر من 90 مليار دولار نتيجة تداعيات الغزو الأوكراني. وأشار مينديلسون من "خارون"، إنه وفي ظل عدم احتمال تهدئة في الأفق، من المرجح محاولة الأثرياء والروس المرتبطين بهم حماية ممتلكاتهم ومصالحهم مع اتساع استهدافهم.

وقال مينديلسون: "حتى لو لم يتم إدراجهم الآن لكنهم بالتأكيد قلقون".

تصنيفات

قصص قد تهمك

أغنى رجل في روسيا يعارض سياسة بوتين الانتقامية ضد العقوبات

time reading iconدقائق القراءة - 6
الملياردير الروسي، فلاديمير بوتانين، خلال مقابلة مع تلفزيون \"بلومبرغ\" على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي العالمي في يونيو 2019 - المصدر: بلومبرغ
الملياردير الروسي، فلاديمير بوتانين، خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي العالمي في يونيو 2019 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هاجم الملياردير فلاديمير بوتانين، أغنى رجل في روسيا، وأحد أباطرة الأعمال القلائل الذين أفلتوا من العقوبات على روسيا، مختلف وجوه انتقام بلاده ضد العقوبات التي فُرضت بسبب غزو الرئيس فلاديمير بوتين أوكرانيا.

حذَّر أكبر المساهمين في شركة "إم إم سي نوربلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel) من أن الإجراءات الانتقامية في صورة الفعل ورد الفعل، تهدد بنتائج عكسية، منبهاً إلى خطورة حرق الجسور مع الشركات الأجنبية التي تخرج من روسيا تحت الضغط.

اقرأ أيضاً: أمريكا تفرض عقوبات جديدة على ملياردير روسي وأسرة المتحدث باسم بوتين

في عريضة انتقاد على قناة "نوريلسك نيكل" على "تيليغرام"، تعرض بوتانين للعناصر الأساسية في خطط الحكومة حتى الآن – من التهديد بتأميم الأصول الأجنبية، إلى فرض قيود على سداد الديون الخارجية. ودعا بدلاً من ذلك إلى تحرك مضاد يقوم على خطوات "محسوبة وعملية" من جانب روسيا، بدلاً من رد الفعل الذي يرتد فقط سلباً على الاقتصاد المحلي.

اقرأ المزيد: دعوى طلاق ضد الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين بـ7 مليارات دولار في لندن

قال بوتانين: "يجب أن نبدو محترمين، ولا ينبغي أن توجه جهودنا لإغلاق الباب، بل للمحافظة على مكانة روسيا الاقتصادية في الأسواق، وهو ما أتقنا فعله لفترة طويلة".

تعتبر تعليقات بوتانين التي نشرها مساء الخميس، أوضح حالات الانشقاق علانية حتى الآن من جانب نخبة رجال الأعمال في روسيا، والتي تعرضت لضغوط مكثفة للانفصال عن بوتين، عبر إجراءات كتجميد الأصول وحظر السفر التي فرضتها حكومات أوروبا والولايات المتحدة منذ بداية الغزو في 24 فبراير.

اقرأ أيضاً: "فيتش" تُخفض التصنيف الائتماني لـ 28 شركة طاقة روسية أبرزها "غازبروم"

خرجت إلى العلن حالات قليلة من التعبير عن الغضب وعدم الرضا حتى الآن. وقد شملت هذه الاستثناءات النادرة، من أمثال أوليغ ديريباسكا وميخائيل فريدمان اللذين تطالهما العقوبات، دعوات إلى تحقيق السلام، والأسف على إراقة الدماء في أوكرانيا.

مهندس الخصخصة

لم تشمل العقوبات الدولية بوتانين، الذي يعد واحداً من القلائل من الأوليغارشيين الأصليين في روسيا، الذين ما زالوا يمارسون أعمالهم التجارية في البلاد. غالباً ما يُشار إليه باعتباره العقل المخطط للبرنامج الروسي "القروض مقابل الأسهم" الذي نتجت عنه خصخصة شركات الموارد الطبيعية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

كان الرجل الذي لديه سبعة من الأبناء، يلعب الهوكي مع بوتين في الماضي، إلى جانب شخصيات روسية بارزة أخرى. وقد أصبح من المالكين لشركة "نوريلسك نيكل" في عام 1995، ثم رئيسها التنفيذي منذ عام 2012.

تقلصت ثروة بوتانين البالغ من العمر 61 عاماً، بأكثر من الربع هذا العام، لتصل إلى 22.5 مليار دولار، حسب مؤشر "بلومبرغ للمليارديرات"، غير أنها ما زالت مرتفعة بما يكفي ليتصدر قائمة الأغنياء في روسيا.

يسيطر بوتانين على 34% من أسهم شركة "نوريلسك نيكل"، وهي شركة المناجم التي تنتج نحو 40% من الإنتاج العالمي من البلاديوم وحوالي 10% من إنتاج العالم من البلاتين والنيكل النقي. وكذلك تنتج الشركة 3% من معروض الكوبالت في العالم.

بعد مرور أسبوعين على غزو روسيا لأوكرانيا، يواجه اقتصاد البلاد مشكلة انعزاله عن العالم الخارجي، بعد عدة جولات من العقوبات غير المسبوقة التي شملت تجميد جانب كبير من احتياطي البنك المركزي الروسي البالغ 643 مليار دولار أمريكي.

تأميم شركات الأجانب

في المقابل، أعلنت روسيا حظر تصدير أكثر من 200 منتج، وقيدت عمليات تحويل النقد الأجنبي مع المستثمرين الأجانب التي أشعلت مخاطر عجز الحكومة عن سداد ديونها. وقد أوشكت أيضاً على الاستيلاء، على أو حتى تأميم، الشركات المملوكة للأجانب الذين يخرجون من السوق.

قال بوتانين إن روسيا ينبغي أن تتمسك بأسواقها للتصدير بدلاً من أن تتركها طواعية، ودعا إلى إزالة القيود على خدمة الديون الخارجية. وأوضح أن البلاد تخاطر بأن تعجز عن سداد كامل ديونها الخارجية، وقد تشهد مطالبة من الدائنين برد ديونهم رداً فورياً بسبب إخفاقها في سداد المستحقات البسيطة على سنداتها السيادية.

أضاف بوتانين: "ينطبق ذلك تماماً على الشركات العامة الكبيرة، ولذلك، من الضروري إجراء تعديلات على الحالة الراهنة".

في ما يتعلق بتهديد مصادرة ممتلكات الأجانب، قارن بوتانين تلك السياسات بعمليات التأميم التي أعقبت الثورة الروسية قبل ما يزيد على مئة عام. وبدلاً من المخاطرة بفقدان ثقة المستثمرين على مدى عقود قادمة، ينبغي على الحكومة أن تؤكد أن الشركات العالمية ستتاح لها الفرصة للعودة مستقبلاً، من وجهة نظره.

أوضح بوتانين أن اقتراح وزير الاقتصاد هذا الأسبوع بتعيين مديرين من الخارج للإشراف على الشركات المملوكة لأجانب، هو "إجراء ملائم أكثر من غيره بكثير". وقد وافق بوتين على هذا الإجراء في اجتماع مع الحكومة يوم الخميس.

قال بوتانين: "على خلفية العقوبات الاقتصادية الموجهة ضد روسيا، فقد نرى رغبة يمكن تفهمها لأن نرد بالمثل. غير أن نموذج الدول الغربية يكشف أن اقتصادات هذه الدول نفسها تعاني بسبب فرضها عقوبات على روسيا، وينبغي أن نكون أحكم منهم ونتجنب سيناريو نكتشف فيه أننا نضر بأنفسنا عبر هذه العقوبات الانتقامية".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.