الصين تطالب البنوك بدعم سوق العقارات ومشتري المنازل

time reading iconدقائق القراءة - 9
مجمع سكني كبير في شنغهاي ، الصين  - المصدر: بلومبرغ
مجمع سكني كبير في شنغهاي ، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حثت الصين البنوك على مساعدة الحكومات المحلية على تحقيق الاستقرار في سوق الإسكان، الذي يعاني من تسارع التباطؤ، والعمل على حماية حقوق مشتري المساكن. ما يعد إشارة إلى مخاوف الحكومة من تداعيات أزمة ديون مجموعة "إيفرغراند".

كشف بيان صادر عن "بنك الشعب الصيني" أن مطالب تعاون المؤسسات المالية مع الحكومات جاءت "للحفاظ المشترك على النمو المستقر والصحي لسوق العقارات وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للمستهلكين" خلال اجتماع ترأسه يي جانغ محافظ البنك المركزي.

دعا الاجتماع الذي حضره مسؤولون من الجهات التنظيمية المسؤولة عن القطاع المصرفي والأوراق المالية ووزارة الإسكان ومسؤولون تنفيذيون من 24 بنكا إلى "الفهم والتنفيذ الدقيق لقواعد الإدارة الاحترازية للتمويل العقاري من أجل تحقيق الهدف المتمثل في (استقرار أسعار الأراضي والمنازل والتوقعات المستقبلية)".

كرر "بنك الشعب الصيني" في البيان ما تعهد به قبل يومين من ضمان "سوق عقارات صحي" وحماية حقوق مشتري المنازل في الوقت الذي يقترب فيه عملاق العقارات المتعثر "إيفرغراند" من الانهيار وسط تهديدات بترك 1.5 مليون مشترٍ في انتظار منازل لم يتم الانتهاء منها بعد.

قال جون رونغ ييب استراتيجي السوق في "أي جي آسيا": "يعزز الاجتماع مساعي السلطات الصينية للحد من مخاطر عدوى محتملة قد تتسبب فيها ايفرغراند، ولكن مع تزايد احتمال تشديد اللوائح، يشير الاجتماع الأخير لنوايا التحكم في الائتمان من أجل تحسين تدفق رأس المال للمطورين الصينيين".

تشير تقديرات "سيتي غروب" إلى أن نحو 41% من أصول البنوك الصينية بحلول نهاية العام الماضي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بقطاع العقارات، وبالتالي فإن أي انخفاض بالأسعار قد يؤثر بشكل غير مباشر على جودة أصول البنوك التي يبلغ إجمالي قيمة قروضها المستحقة للمطورين ومشتري المنازل نحو 50.8 تريليون يوان (7.9 تريليون دولار).

صعود الأسهم

صعدت أسهم معظم شركات التطوير العقاري الصينية المدرجة في أسواق المال في الصين وهونغ كونغ يوم الخميس متجاوزة ارتفاعات المؤشرات القياسية. حيث أضاف مؤشر قطاع العقارات في "بورصة شنغهاي" 2.3% لرصيده، كما صعد مؤشر "هانغ سينغ لقطاع العقارات" بنسبة 1.5%.

قال ريموند تشينغ رئيس أبحاث الصين وهونغ كونغ في "سي جي إس- سي أي إم بي سيكوريتيز" تعليقاً على الاستراتيجية التي تمت مناقشتها في الاجتماع: "أراه أمرا جيدا للمطورين بالتأكيد بالنظر إلى ما واجهوه خلال الاثني عشر شهراً الماضية من صعوبات تمويلية كبيرة". حيث هبطت أسعار أسهم العقارات "بعنف في الأشهر القليلة الماضية بسبب المخاوف المتعلقة بالسياسات وأزمة أيفرغراند".

الصين توجه "إيفرغراند" بتجنب التعثر في سداد السندات على المدى القصير

تواصل الحكومة تشديد القيود على سوق العقارات للحد من المخاطر المالية، عن طريق خفض طلب المطورين على مزادات الأراضي، الأمر الذي يؤدي إلى كبح الاستثمار والنمو الاقتصادي.

تيسير.. وضمان

قال بعض المحللين، ومن بينهم محللو شركة "هواتاي سيكيوريتيز"، إن الجهات التنظيمية قد تغير سياساتها إذا بدأت أسعار العقارات في التراجع، وسط خيارات محتملة بتخفيف قواعد قروض الرهن العقاري. وتوقعوا أن تضمن الجهات التنظيمية تسليم المطورين المتعثرين المنازل المباعة مسبقاً.

الصين تضخ 17 مليار دولار في النظام المالي لتهدئة مخاوف "إيفرغراند"

ذكر تقرير صحفي لجريدة "سيكيوريتيز تايمز" الرسمية تم تناوله على حساب "وي تشات" يوم الخميس نقلاً عن بعض المحللين، أن اجتماع "بنك الشعب الصيني" الأخير يشير إلى تفكير السلطات في إجراء "تعديل طفيف" على سياسة الائتمان العقاري من أجل ضمان حصول المستحقين بالفعل لقروض الإسكان.

كانت هناك العديد من المؤشرات الدالة على التيسير والتي ظهرت في إصدار أوراق مالية مدعومة بالرهن العقاري ما يسمح للبنوك بتوريق قروض الإسكان وزيادة قدرتها على الإقراض.

سجلت إصدارات البنوك الصينية لأوراق مالية مدعومة برهونات عقارية سكنية هذا الشهر أعلى مستوى منذ مارس، ويأتي ذلك الزخم بعد الركود الذي شهدته في الآونة الأخيرة بالتزامن مع المساعي الحكومية للحد من استخدامها في محاولة لكبح جماح أسعار العقارات. ارتفعت قيمة الإصدارات إلى 71 مليار يوان لتقترب من أعلى مستوياتها البالغة 71.5 مليار يوان المسجلة في مارس الماضي، وفقاً لبيانات "موقع تحليلات التوريق الصينية" حتى يوم الأربعاء. فيما لم تشهد السوق أية إصدارات خلال شهري يونيو ويوليو.

إيفرغراند استخدمت استثمارات الأفراد لسد فجوات تمويل

ورغم تلك المؤشرات، كرر "بنك الشعب الصيني" في بيانه عدم استخدامه سوق العقارات كأداة لتحفيز نمو الاقتصاد في الأجل القصير مع الالتزام بالمبدأ الحكومي الراسخ منذ أمد طويل بأن "العقارات للسكن وليست للمضاربة".

وفي إشارة إلى ضرورة الحذر بشأن التكهنات حول جولة جديدة من التسهيلات الائتمانية للقطاع العقاري، قالت صحيفة "إيكونوميك ديلي" الحكومية في تعليق يوم الأربعاء، إن الصين لا ينبغي أن تخفف سياساتها لمجرد أن بعض مطوري العقارات يواجهون مشاكل.

تصنيفات

قصص قد تهمك

أزمتا "إيفرغراند" والكهرباء في الصين وجهان لعملة واحدة

time reading iconدقائق القراءة - 16
قرويون صينيون يقفون بالقرب من محطة كهرباء مملوكة للدولة تعمل بالفحم في ليوتشي. مقاطعة قويتشو،  الصين - المصدر: بلومبرغ
قرويون صينيون يقفون بالقرب من محطة كهرباء مملوكة للدولة تعمل بالفحم في ليوتشي. مقاطعة قويتشو، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

بيانات الصين حول النمو الاقتصادي اصطناعية أو أعدها بشر، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها. وهذا ليس رأي ينطوي على استفزاز، لكنه صادر عن رئيس وزراء الصين.

خلال مأدبة عشاء مع السفير الأمريكي كلارك راندت في عام 2007، قال "لي كه تشيانغ" -سكرتير الحزب في مقاطعة لياونينغ آنذاك والنجم الصاعد في الحزب الشيوعي- إن البيانات الرسمية حول الناتج المحلي الإجمالي أقل موثوقية من البيانات الخاصة بمزيج استهلاك الكهرباء، وأحجام الشحن عبر السكك الحديدية، ونمو القروض.

وقال إنه كان من الصعب التلاعب بتلك الأرقام الثلاثة للتوصل إلى نتيجة ملائمة سياسياً، وفقاً لمذكرة صادرة عن السفارة الأمريكية نشرها موقع ويكيليكس في عام 2010.

أثبت هذا التقييم أنه دليل جيد جداً على النمو الصيني خلال 14 عاماً منذ ذلك الحين، مع وجود مؤشر مرجح بنسبة 20% للشحن عبر السكك الحديدية و40% لكل من الكهرباء والإقراض لتتبع بيانات الناتج المحلي الإجمالي الرسمية عن كثب.

هذه نتيجة مقلقة حالياً؛ لأن اثنين من المؤشرات الرئيسية يتعرضان لضغط كبير في نفس اللحظة تماماً.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

إنزعاج بكين

هناك أسباب واضحة تجعل نمو القروض يتجه نحو المرحلة الصعبة. إن الأزمة التي جعلت مجموعة "إيفرغراند" الصينية تكافح من أجل سداد ديونها البالغة 300 مليار دولار، ربما يتم حلها دون خلق أزمة في النظام بذاته.

إذا حدث ذلك، فإن الشركة التي تواجه مشاكل مثل الحصول على تسهيلات ائتمانية جديدة من البنوك الحكومية في حد ذاتها، ستعطي إشارة إلى أن وتيرة الإقراض المتهورة بدأت في إزعاج بكين.

يمكن لصدمة على غرار انهيار مصرف "ليمان برذرز" أن تحدث انخفاضاً فعلياً في منح الائتمان داخل النظام، مثل الانخفاض السنوي بنسبة 4.6% للقروض في الولايات المتحدة بعد أزمة عام 2008.

لضبط الأمور وإعادتها إلى مستويات النمو الطبيعية سيكون أمراً مزعجاً للاقتصاد الذي نما فيه الإقراض بنسبة 12% على الأقل سنوياً لعقود، أي ضعف المعدل المسجل في الولايات المتحدة.

لا يوجد اقتصاد ناشئ رئيسي آخر لديه مستويات ديون مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي مثل الصين. ومعظم البلدان المتقدمة التي لديها مستويات ديون مرتفعة، بدأت في خفض ديونها على مدار سنوات قبل تفشي جائحة كوفيد-19، في حين شهدت الصين تسارع وتيرة الاقتراض.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

مهام متناقضة

الوضع مع الكهرباء مشابه على نجو عجيب. انتشر توزيع الكهرباء بنظام الحصص في العديد من أقاليم القوة الاقتصادية بالصين، حيث تواجه الحكومات المحلية خطر عدم تحقيق الأهداف للحد من كثافة الانبعاثات في اقتصاداتها. وقد ورد أن المصاهر في يونان، ومصانع النسيج في تشغيانغ، وآلات طحن فول الصويا في تيانجين توقفت عن العمل لمنع انقطاع التيار الكهربائي عن المستخدمين غير الصناعيين.

بعد "إيفرغراند".. أزمة كهرباء تضرب الصين وتهدد سلاسل التوريد العالمية

أزمة الطاقة العالمية تترك الصين في مواجهة مزيد من نقص الكهرباء

على مدى سنوات، نما استهلاك الكهرباء في الصين بمعدل أبطأ بالكاد من معدل نمو الاقتصاد نفسه. يواجه هذا النموذج مشاكل حيث تبدأ طموحات الرئيس شي جين بينغ للوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030 في التحول لأهداف سياسية.

في حال رغبة الصين الإبقاء على زيادة الطلب على الكهرباء عند 5% سنوياً من المستويات الحالية دون حرق المزيد من الفحم، فستحتاج إلى توليد 100 غيغاوات من الطاقة الشمسية و50 غيغاوات من الرياح كل عام. ولكن وتيرة النمو المستهدف أقرب إلى نصف هذا المستوى.

يواجه المسؤولون في المقاطعات أو الأقاليم مهمات متناقضة أو لا يمكن التوفيق بينها، تتمثل في الحفاظ على تدفق إمدادات الكهرباء لنمو الاقتصاد، مع الحفاظ على الحد من انبعاثات الكربون، على الرغم من أن خططاً رفيعة المستوى بالنسبة لقطاع الكهرباء، ليست واعدة بما يكفي لمحطات الطاقة الخالية من الكربون لمنع عودتها مرة أخرى إلى العمل بالفحم لاستمرار عمل الشبكة.

تعتبر الأسعار القياسية المسجلة لعقود الفحم الصينية الآجلة خلال الأسبوع الماضي علامة على نظام يكافح للتعامل مع المتطلبات المتناقضة.

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

نحو الإفلاس

حقق قطاع الشحن بالسكك الحديدية، الجزء الأخير من مؤشر "لي كه تشيانغ"، أداءً أفضل. ولكن إذا كنت تفكر فيه على أنه مقياس للنشاط العام داخل الاقتصاد، فهناك علامات مقلقة.

كانت شبكة السكك الحديدية عالية السرعة في الصين، والتي بالكاد تم وضعها في الوقت الذي التقى فيه "لي" بالسفير الأمريكي، مصممة جزئياً لتوفير مساحة على المسارات التقليدية بحيث يمكن نقل البضائع بهذه الطريقة، بدلاً من النقل البري.

ليس من المستغرب إذاً أن تصمد شبكة السكك الحديدية بشكل جيد. لكن أحجام الشحن ككل بدت ضعيفة قبل تفشي كوفيد-19، ويبدو أنها مستقرة عند مستويات حوالي 4.3 مليار طن متري شهرياً والتي وصلتها قبل حوالي ثلاث سنوات.

هذا الوضع مثير للقلق. أحد الأمور اللافتة للنظر في المذكرة التي ألهمت مؤشر "لي كه تشيانغ" هو مدى ضآلة تغير مخاوف السياسة المحلية خلال 14 عاماً، حيث تركز معظم النقاش على مشاكل الفساد وكيفية تحقيق التوازن بين النمو وعدم المساواة في الدخل.

مع ذلك، فإن النموذج الاقتصادي الذي وصفه "لي"- حيث لن يتوقف المسؤولون عند أي شيء لتحقيق أهداف الناتج المحلي الإجمالي- يتجه نحو الإفلاس.

لقد تحقق نمو اقتصاد الصين على مدى عقود بفضل الائتمان والكربون، ويبدو أن بكين أخيراً أصبحت جادة بشأن تغيير ذلك المسار.

يبقى أن نرى ما إذا كان اقتصاد الصين قادراً على تحمل مثل هذا التدخل الجذري أو الحاد أم لا.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

بكين

7 دقائق

19°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 19°/19°
9.8 كم/س
11%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.