
الشرق
بعد مرور خمسة أعوام على إدراج أرامكو السعودية في سوق الأسهم، يبرز تساؤل حول مدى جدوى الاستثمار في أسهم الشركة عند الطرح الأولي، وما إذا كان الاحتفاظ بالسهم قد حقق مكاسب فعلية للمساهمين. وللإجابة على ذلك، لا بد من النظر في أداء السهم، القيمة السوقية، والتوزيعات النقدية خلال هذه الفترة.
أداء السهم وتغير القيمة السوقية
عند إدراج "أرامكو" في سوق الأسهم السعودية في ديسمبر 2019، بلغت قيمتها السوقية 6.4 تريليون ريال، وتم تسعير السهم عند 32 ريالاً، مع إجمالي عدد الأسهم البالغ 200 مليار سهم. ومع التعديلات اللاحقة وزيادات رأس المال، استقر متوسط السعر المعدل للسهم عند 26.4 ريال.
حالياً، تقدر القيمة السوقية للشركة بنحو 6.05 تريليون ريال، ما يعكس انخفاضاً بنسبة 6% مقارنة بسعر الطرح الأولي. في المقابل، ارتفع إجمالي عدد الأسهم إلى 240 مليار سهم، فيما يتم تداول سهم "أرامكو" حالياً عند 25.1 ريال.
العوائد الإجمالية للمستثمرين
على الرغم من التراجع الطفيف في سعر السهم، تميزت "أرامكو "بسياسة توزيعات نقدية سخية، حيث وزعت 1.686 تريليون ريال على المساهمين منذ الطرح، أي ما يعادل 7 ريالات لكل سهم. وباحتساب العوائد الإجمالية، نجد أن انخفاض السعر المعدل من 26.4 ريال إلى 25.1 ريال يعكس خسارة بنسبة 5%، إلا أن الأرباح الموزعة عوضت هذا التراجع، ليصل العائد الفعلي على الاستثمار إلى 21% خلال خمس سنوات.
التوقعات المستقبلية وجاذبية السهم
يرى ثامر السعيد، رئيس إدارة الأصول في شركة "رصانة المالية"، أن سهم "أرامكو" يحتفظ بجاذبية، لا سيما للمستثمرين الذين يركزون على العوائد النقدية المستدامة. ويعود ذلك إلى سياسة التوزيعات السخية للشركة، التي من المتوقع أن تستمر في النمو مع توسعها في مجالات الطاقة التقليدية والجديدة. هذه الاستراتيجية تعزز من قدرة الشركة على تحقيق أرباح مستقرة على المدى الطويل، مما يدعم جاذبية السهم في محافظ المستثمرين المهتمين بالدخل الثابت.
وعلى الرغم من أن السوق يتأثر بعوامل متعددة، تشير تقديرات بيوت الخبرة إلى متوسط سعر مستهدف يبلغ 29.98 ريالاً للسهم، وفق بلومبرغ، وهو ما يعكس ثقة المحللين بآفاقه المستقبلية. ويشير السعيد إلى أن محدودية التذبذب في سعر السهم مقارنة بالعديد من الأسهم الأخرى تعزز من مكانته كخيار استثماري لمن يسعون إلى الجمع بين الاستقرار والعوائد المجزية. كما أن الدور المحوري الذي يلعبه السهم في السوق يجعله عاملاً مؤثراً في الاتجاه العام لحركة التداولات، ما قد يعزز من استمرار جاذبيته للمستثمرين.
يرى صالح يلماز، محلل النفط لدى "بلومبرغ إنتليجنس" أن استمرار الحاجة لتخفيضات الإنتاج المقررة ضمن تحالف "أوبك+" جعلت إنتاج "أرامكو" عالقاً عند أقل من 9 ملايين برميل يومياً بفارق كبير عن طاقتها القصوى التي تتجاوز 11 مليون برميل يومياً.
آفاق سعر النفط
رزحت أسعار النفط تحت الضغط مجدداً اليوم مع هبوط سعر خام برنت (عقود مايو) إلى ما دون 70 دولاراً للبرميل وتراجع خام غرب تكساس الأميركي (عقود أبريل) إلى 66.25 دولار للبرميل.
وعلى صعيد توقعات أسعار النفط، خفض "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر خام برنت إلى نطاق 65 إلى 80 دولاراً للبرميل. وقال دان ستريفن، رئيس أبحاث السلع في البنك، إنهم لم يعودوا يعتبرون 70 دولاراً الحد الأدنى للأسعار، رغم توقعهم بقاء برنت فوقه في الأشهر المقبلة.
جاءت المراجعة بعد تخفيضات مماثلة من "مورغان ستانلي" و"بنك أوف أميركا"، اللذين توقعا استقرار الأسعار في النطاق الأعلى من 60 دولاراً خلال النصف الثاني من العام، بينما رجح "سيتي غروب" و"جيه بي مورغان" إنهاء العام عند النطاق الأدنى أو الأوسط من 60 دولاراً. حتى كبار تجار النفط مثل "فيتول" و"غونفور" خفضوا توقعاتهم.