
الشرق
تراجع سهم "أرامكو" لأدنى مستوى منذ مايو 2020، وسط مخاوف من تأثر إيرادات الشركة باستمرار انخفاض الإنتاج عن الطاقة القصوى وهبوط أسعار النفط العالمية.
خلال جلسة اليوم، انخفض السهم بنسبة 1.5% ليصل إلى 25.55 ريال، قبل أن يقلص بعض التراجع عند الإغلاق، ما رفع إجمالي خسائره منذ بداية العام إلى نحو 9%.
يأتي ذلك بالتزامن مع حلول تاريخ أحقية توزيعات الأرباح العادية عن الربع الرابع من السنة الماضية وتلك المرتبطة للعام بالأداء لحملة الأسهم، وهو ما فرض ضغوطاً إضافية على حركة السهم في السوق.
إنتاج أرامكو من النفط
أدى استمرار الحاجة إلى خفض إنتاج "أوبك+" لأن يبقى إنتاج "أرامكو" عند أقل من 9 ملايين برميل يومياً، وهو ما يقل بكثير عن طاقتها الإنتاجية التي تتجاوز 11 مليون برميل يومياً، وفقاً لمحلل النفط في "بلومبرغ إنتليجنس" صالح يلماز.
بحسب "بيانات جمعتها "بلومبرغ" الأسبوع الماضي، فإن "أرامكو" تستعد لتوريد أقل كمية من النفط إلى الصين منذ 10 أشهر على الأقل، وستشحن الشركة 34 مليون برميل من النفط الخام المحمل في أبريل إلى عملائها في بكين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مقارنةً بـ41 مليون برميل في مارس.
توقعات متشائمة لأسعار النفط
خفض "غولدمان ساكس" توقعاته لسعر خام برنت إلى نطاق 65-80 دولاراً للبرميل. وقال دان ستريفن، رئيس أبحاث السلع في البنك، إنهم لم يعودوا يعتبرون 70 دولاراً الحد الأدنى للأسعار، رغم توقعهم بقاء برنت فوقه في الأشهر المقبلة. حالياً، يجري تداول العقود الآجلة للخام قرب 71 دولاراً.
جاءت المراجعة بعد تخفيضات مماثلة من "مورغان ستانلي" و"بنك أوف أميركا"، اللذين توقعا استقرار الأسعار في النطاق الأعلى من 60 دولاراً خلال النصف الثاني من العام، بينما رجح "سيتي غروب" و"جيه بي مورغان" إنهاء العام عند النطاق الأدنى أو الأوسط من 60 دولاراً. حتى كبار تجار النفط مثل "فيتول" و"غونفور" خفضوا توقعاتهم.
ويظل "سيتي غروب" الأكثر تشاؤماً حيال سعر النفط، متوقعاً 60 دولاراً في الربعين الثاني والثالث، ثم 55 دولاراً في الربع الرابع. أما تقديرات "وول ستريت" لعام 2025، فترى أن الأسعار لن ترتفع كثيراً، حيث قدر "جيه بي مورغان" متوسط السعر عند 61 دولاراً، وربما يصل إلى 50 دولاراً مع استمرار ضغوط ترمب لإبقاء النفط الروسي والإيراني في الأسواق.
آفاق أرامكو
تراجعت أرباح "أرامكو" بنسبة 12.4% خلال العام الماضي، مع تراجع الإيرادات بسبب انخفاض أسعار النفط الخام والكميات المبيعة، لكن النتائج جاءت متوافقةً مع توقعات المحللين.
قرار "أوبك+" بالمضي قدماً في رفع الإنتاج اعتباراً من أبريل سيعني زيادة تدريجية في مستوى إنتاج "أرامكو"، مع أن ذلك يُرجح أن يؤدي القرار لانخفاض أسعار النفط القياسية، بحسب يلماز، مضيفاً "تلك العوامل هي التي تقيد توليد الشركة للإيرادات".
رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، توقع في بيان نتائج الأعمال السنوية، مزيداً من النمو في عام 2025.
توقعات بتراجع توزيعات "أرامكو" في 2025
وأبقت أرامكو على توزيعات تنافسية مقارنة مع نظيراتها العالمية، بدعم من استحداث توزيعات الأرباح الإضافية المرتبطة بالأداء، مع أن ذلك العائد يحتمل أن ينخفض بشكل كبير هذا العام، ما يحتمل أن يضغط على توقعات الشركة على صعيد المستثمرين، بحسب "بلومبرغ إنتليجنس".
كان مجلس إدارة الشركة قد أعلن عن توزيعات أرباح أساسية عن الربع الرابع من العام الماضي، بقيمة 79.3 مليار ريال (21.1 مليار دولار)، سيتم دفعها في الربع الأول من العام الجاري، وذلك بزيادة 4.2% على أساس سنوي.
وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أكدت أمس تصنيف "أرامكو" عند "A+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، موضحة أن تصنيف الشركة مقيد بتصنيف السعودية، نظراً لارتباط الشركة الوثيق بالحكومة.