مؤشرات وول ستريت توسع تعافيها رغم تراجع أسهم الشركات الكبرى

قفزت مؤشرات الأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي، موسعةً بذلك تعافيها من انخفاض حاد بلغ 10% الأسبوع الماضي، مع انتعاش أسهم الصناعة والطاقة بفضل بيانات اقتصادية، وإن كانت أقل من التوقعات، ولكنها خففت من المخاوف بشأن احتمال حدوث ركود وشيك.

ارتفعت أسهم ما يقرب من 95% من الشركات المدرجة في مؤشر "إس آند بي 500"، حتى مع تضرر معظم أسهم الشركات الكبرى مثل "تسلا" و"إنفيديا". وتفوقت نسخة مساوية الوزن للمؤشر القياسي الأميركي، ولكنها تمنح شركة "تارغت" حجماً مماثلاً لشركة "أبل" على أداء المؤشر.

ارتياح بسبب مبيعات التجزئة

بينما لم تُحدث البيانات الاقتصادية الأخيرة تغييراً يُذكر في توقعات المتداولين بشأن مسار السياسة النقدية، إلا أن مبيعات التجزئة المتباينة جلبت بعض الارتياح، لأن إنفاق المستهلكين لم يتعرض لضربة وسط تهديد الحرب التجارية.

قال ديفيد ليفكويتز من إدارة الثروات العالمية في "يو بي إس"، إن "التصحيحات التي تحدث في سوق صاعدة، عادةً ما تُمثل فرصاً جيدة للشراء". وأضاف: "لقد أثر ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي على السوق، في وقت كانت فيه مراكز المستثمرين ومعنوياتهم مرتفعة للغاية. لكننا نعتقد أن الكثير من هذه الظروف قد تم تصحيحها الآن".

من جهته، أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت، وهو مدير سابق لأحد صناديق التحوط، إنه لا يشعر بالقلق إزاء التراجع الأخير في أسواق الأسهم، في ظل سعي الولايات المتحدة لإعادة تشكيل سياساتها الاقتصادية.

وتابع بيسنت يوم الأحد في برنامج "ميت ذا برس" على قناة "إن بي سي": "لقد عملت في مجال الاستثمار لمدة 35 عاماً، ويمكنني أن أؤكد لكم أن التصحيحات صحية، وطبيعية". وأضاف: "لست قلقاً بشأن الأسواق. على المدى الطويل، إذا طبقنا سياسة ضريبية جيدة، وحررنا الأسواق، ووفرنا أمن الطاقة، فستحقق الأسواق أداءً رائعاً".

تحركات السوق

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1%، ولحقه مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.1%، كما صعد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.2%. انخفض العائد الإجمالي لمؤشر "العظماء السبعة" (أبل، ألفابت، إنفيديا، أمازون، مايكروسوفت، ميتا، تسلا) بنسبة 0.5%، وارتفع مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 1.4%.

استقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.31%. وانخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة 0.3%.

بالنسبة لبريت كينويل من "eToro"، فرغم التحديثات المتباينة لمبيعات التجزئة، قد تمنح البيانات المستثمرين بعض التفاؤل الحذر بمرونة المستهلك في الأشهر المقبلة. وقال: "إذا استطاع المستهلك الصمود، فهناك احتمال كبير أن يتمكن الاقتصاد من ذلك أيضاً".

تظهر بوادر استقرار بعد أن دخل مؤشر "إس آند بي 500" في تصحيح الأسبوع الماضي، إذ يتخلى المتداولون عن رهاناتهم على حدوث انخفاض حاد آخر.

حتى قبل أن ينتعش مؤشر الأسهم الأميركية بقوة يوم الجمعة، تخلص المستثمرون بشكل كبير من تحوطاتهم ضد انخفاض مؤشر "إس آند بي 500".

وانخفضت تكلفة الخيارات التي تحمي من انخفاض بنسبة 10% في صندوق "SPDR S&P 500 ETF Trust" في الأشهر الثلاثة المقبلة إلى ما يقارب أدنى مستوى لها منذ عام 2023، مقارنةً بالعقود التي تستفيد من ارتفاع بنسبة 10%، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ".