
الشرق
بعد استقرار نسبي خلال الأسبوع الماضي، تستهل سوق الأسهم السعودية تعاملات هذا الأسبوع وسط تفاؤل من المحللين باحتمالات الصعود، بدعم من قطاع الاتصالات الذي تفوق على سائر القطاعات في الجلسات الثلاث الأخيرة.
أنهى مؤشر "تاسي" تعاملات الأسبوع الماضي بارتفاع طفيف، ليحافظ على مكاسبه البالغة 2.9% منذ بداية العام مع تحسن قيمة التداولات خلال جلسة الخميس إلى 6 مليارات ريال، بما يتماشى مع متوسطها لثلاثة أشهر. وكانت السوق مغلقة أمس بمناسبة يوم تأسيس المملكة.
"المؤشر قلّص الأسبوع الماضي كثيراً من خسائره، وهذه إشارة إيجابية، خاصةً قبل إجازة طويلة، ما يعكس تحسن شهية المخاطر نوعاً ما... ومن المتوقع أن تستهل السوق هذا الأسبوع بأداء جيد نسبياً"، وفقاً للمحلل المالي لدى صحيفة "الاقتصادية" أحمد الرشيد.
قطاع الاتصالات يتفوق
من المتوقع أن تواصل أسهم قطاع الاتصالات الارتفاع بدعم من نتائج الشركات، بعد صعودها 4% تقريباً خلال الأسبوع الماضي، مع إعلان "زين السعودية" و"موبايلي" نتائج أفضل من المتوقع لعام 2024.
ومن المقرر إعلان نتائج "شركة الاتصالات السعودية" (stc) لعام 2024 يوم الأربعاء. ويبلغ متوسط توقعات المحللين الذين تتابعهم "أرقام" لصافي ربح رابع أكبر شركة مدرجة في السوق السعودية 3.1 مليار ريال للربع الأخير من العام الماضي، بما يمثل زيادة بنسبة 36% تقريباً على أساس سنوي وفق حسابات "الشرق".
ارتفع سعر سهم الشركة 1.24% في آخر جلسات التداول الخميس الماضي.
يتوقّع عاصم منصور، رئيس أبحاث السوق في "أو دبليو ماركتس" (OW Markets)، أن "يكون قطاع الاتصالات من القطاعات المميزة خلال 2025، مدعوماً بزيادة الاستثمارات والتوسع، التي رغم ضغطها على أرباح بعض الشركات إلى حد ما، لكنها ستكون في صالح الأرباح والنمو القوي خلال الفترة القادمة".
ترقب لنتائج "سابك"
ينتظر المستثمرون إعلان نتائج "الشركة السعودية للصناعات الأساسية" (سابك) لعام 2024، المقرر صدورها يوم الأربعاء المقبل. ووفقاً للبيانات المتاحة على "أرقام"، يتوقع المحللون أن تحقق عملاقة البتروكيماويات أرباحاً سنوية قبل البنود الاستثنائية قدرها 5.11 مليار ريال في المتوسط، وأن تبلغ أرباح الربع الرابع نحو 766.2 مليون ريال.
انخفض سهم سابك 0.15% في آخر جلسات الأسبوع الماضي.
وبحسب الرشيد، فإن "سهم سابك يتراجع بشكل مستمر ليصل لأدنى مستوياته منذ سنوات، وهذا يعطي إشارة على أن التوقعات ليست متفائلة بشأن نتائج الشركة. خاصةً وأن أسعار البتروكيماويات لا تزال أقل من مستويات العام السابق".
كانت "كيان السعودية للبتروكيماويات" افتتحت نتائج شركات القطاع الأسبوع الماضي، مفصحةً عن تراجع خسائرها الصافية 16% خلال 2024، بفضل تحسن متوسط أسعار بيع المنتجات، والحصول على تعويض جزئي عن حادث في أحد مصانعها.
انحسار تأثير أسعار الطاقة
يرى منصور، من "أو دبليو ماركتس"، أن تراجع أسعار النفط للأسبوع الثالث على التوالي الأسبوع الماضي، لتستقر دون 69 دولاراً للبرميل، لم يكن له تأثير كبير على السوق السعودية، بفضل قوة النشاط غير النفطي وتوسع الشركات خارج السوق المحلية.
كانت عملاقة النفط "أرامكو السعودية" أعلنت الخميس عن استحواذها على 25% من شركة "يوني أويل" (Unioil)، إحدى أكبر شركات البترول في الفلبين، بهدف دخول سوق البيع بالتجزئة في البلد الجنوب آسيوي. ومن المرتقب إعلان نتائج "أرامكو" لعام 2024 في 4 مارس.
كما وقعت "أكوا باور" خلال الأسبوع الماضي اتفاقية مع مصر لتطوير أكبر مشروع لطاقة الرياح في المنطقة.
"لم نكن نشهد أي مشاريع بهذا الحجم في القارة الآسيوية، أسوةً بصفقة أرامكو في الفلبين. كما رأينا أكوا باور تتجه لتنفيذ مشاريع في الصين بحوالي 6 مليارات دولار، إلى جانب استثمارات ضخمة بقطاع الطاقة النظيفة في مصر، بما يعزز ثقة المستثمرين بأن نشاط الشركات لا يقتصر فقط على السوق المحلية"، كما أفاد منصور.
وأضاف أن "اقتصاد المملكة لم يصل بعد إلى مرحلة لا يتأثر فيها بحركة أسعار النفط، لكن التوسع الخارجي لشركات الطاقة السعودية سيقلّص المخاطر المتعلقة بأسعار الهيدروكربونات بالفترة القادمة".
مع افتتاح تعاملات الأسواق الآسيوية اليوم الإثنين، استقر سعر مزيج برنت فوق 74 دولاراً للبرميل، بعد انخفاضه بنحو 3% بختام تداولات الجمعة. بينما استهل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي هذا الأسبوع بانخفاض لفترة وجيزة لما دون 70 دولاراً للبرميل.