5 سلع لا تفوت متابعتها وسط الحرب التجارية واضطرابات الإمدادات

أسعار النحاس والنفط تتأثر بالنزعات العالمية وآمال السلام بين روسيا وأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 7
نحاس منصهر يتدفق إلى وعاء الصب في مصهر \"جينغوان\" التابع لشركة \"تونغلينغ نونفيروس ميتالز غروب\"، بمدينة تونغلينغ بمقاطعة أنهوي، الصين - بلومبرغ
نحاس منصهر يتدفق إلى وعاء الصب في مصهر "جينغوان" التابع لشركة "تونغلينغ نونفيروس ميتالز غروب"، بمدينة تونغلينغ بمقاطعة أنهوي، الصين - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدفع الحروب التجارية واضطرابات الإمدادات سلة من السلع الأساسية لأعلى مستوياتها خلال أكثر من عامين. فيما تشهد أسواق النحاس تفاعلات قوية بسبب التهديدات بفرض رسوم جمركية. كما أدى الجفاف في أميركا الجنوبية إلى تراجع التوقعات المتعلقة بمخزون الذرة العالمي.

نستعرض فيما يلي أبرز التطورات في سوق السلع الأساسية العالمية عبر 5 رسوم بيانية ينبغي أخذها بعين الاعتبار مع بدء أسبوع التداول، كالآتي:

السلع الأساسية:

تُفاقم النزاعات التجارية العالمية المتزايدة الضغوط على الأسعار وتؤثر على سلاسل التوريد.

اقرأ المزيد: المناطق الاستوائية منجم أرباح لمستثمري أسواق السلع

صعد مؤشر بلومبرغ للسلع الفورية -يضم مجموعة واسعة من المواد الخام تشمل المعادن والطاقة والمنتجات الزراعية- بنحو 8% منذ بداية العام الحالي، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2022.

النحاس

تعاني أسواق النحاس العالمية اضطرابات غير مسبوقة، إذ أدى احتمال فرض رسوم جمركية على هذا المعدن الصناعي الأساسي إلى تسجيل فجوة قياسية بين الأسعار في الولايات المتحدة الأميركية والأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي.

اقرأ المزيد: أسعار المعادن الأساسية تنخفض مع تدهور معنويات السوق

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم على النحاس، لكنه لم يحدد بعد النسبة أو موعد التنفيذ. رغم ذلك، فإن احتمال فرض قيود تجارية عزز عمليات التداول بقوة، وقفزت علاوة العقود المستقبلية للنحاس في بورصة "كومكس" في نيويورك إلى نظيرتها في بورصة لندن للمعادن لتسجل مستوى قياسياً يوم الجمعة، في الوقت الذي تتعرض فيه العقود في لندن لضغط هائل على مراكز البيع على المكشوف (حيث يسارع المضاربون لبيع عقودهم لتغطية مراكزهم).

النفط

ما تزال تدفقات الخام الروسي محور الاهتمام في سوق النفط، إذ قد تؤثر المفاوضات بشأن العقوبات والحرب في أوكرانيا على الأسعار خلال الأسابيع المقبلة.

اقرأ المزيد: أسعار النفط تستقر وسط توقعات بزيادة إمدادات العراق وروسيا

صعد الشهر الماضي بصورة كبيرة فرق سعر العقود للتسليم الفوري عن العقود لشهر أقرب استحقاق لخام برنت -والذي يتسع عندما تشير التوقعات إلى شح الإمدادات في الأمد القريب ويضيق عندما تكون وفيرة- مع بحث المشترين عن بدائل للنفط الروسي بعد القيود المشددة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. لكن هذا الفارق تراجع لاحقاً بسبب زيادة الإمدادات من مصادر بديلة وإمكانية إجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا.

الزراعة

دفع استمرار الجفاف في الأرجنتين وأجزاء من البرازيل وزارة الزراعة الأميركية إلى خفض توقعاتها لمخزون الذرة العالمي، في وقت ما تزال فيه معدلات تضخم أسعار الغذاء مرتفعة.

اقرأ المزيد: مخاوف الإنتاج ترفع مؤشر أسعار الغذاء لأعلى مستوى في 18 شهراً

تتوقع الوزارة بلوغ الاحتياطيات 290.3 مليون طن، عند أدنى مستوى في 4 سنوات، فيما يتم تداول العقود المستقبلية القياسية بالقرب من أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2023 في بورصة شيكاغو التجارية. بينت الوزارة أن "الحرارة والجفاف خلال يناير الماضي ومطلع فبراير الجاري قلصا توقعات محصول الذرة المزروعة مبكراً في المناطق الزراعية الرئيسية بوسط الأرجنتين".

وقود الطائرات

رغم الجهود العالمية لتحقيق الحياد الكربوني، يُتوقع أن يرتفع الطلب على وقود الطائرات إلى أكثر من 11 مليون غالون يومياً بحلول منتصف القرن الحالي، وفق بيانات "بلومبرغ إن إي إف" ووكالة الطاقة الدولية. يشمل ذلك مزيجاً من وقود الطائرات النفاثة وبنزين الطائرات ووقود الطيران المستدام.

اقرأ المزيد: زيادة استهلاك وقود الطائرات عالمياً مع انتعاش السفر جواً

وضعت أكثر من 40 شركة طيران أهدافاً للوصول إلى صافي صفر انبعاثات في قطاع الطيران مع حلول 2050، لكن "بلومبرغ إن إي إف" ترى أن تحقيق هذا الهدف لن يكون ممكناً دون "تدخل ملموس على صعيد السياسات" إلى جانب التطورات التكنولوجية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

كيف يمكن لسياسات ترمب الحمائية تعزيز التجارة الحرة؟

تهديدات الرئيس الأميركي تثير تساؤلات حول مدى توازن المصالح الاقتصادية العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

تواجه التجارة الحرة تحديات عديدة، وهذا ليس خبراً مفاجئاً، خاصة في ظل وجود رئيس أميركي يتبنى سياسات حمائية مثل دونالد ترمب، إلا أن جذور المشكلة تمتد إلى ما هو أعمق مما يبدو للوهلة الأولى.

لفهم التحديات التجارية، يجب التمييز بين تجارة السلع وتجارة الخدمات. على سبيل المثال، عندما تصدر شركة أميركية جرارات إلى الخارج، فهذا يُعتبر تجارة سلع. أما إذا طورت شركة برمجيات أميركية أداة تشخيص طبي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وباعتها عبر الإنترنت لمستخدمين حول العالم، فهذا يدخل في نطاق تجارة الخدمات.

تحديات التجارة في السلع مقابل الخدمات

التجارة في السلع أبسط بكثير من حيث الحفاظ على طابعها "الحُر" مقارنة بالخدمات. فالجرار يعبر الحدود في وقت ومكان محددين، وقد يخضع لقوانين إضافية عند دخوله السوق الأجنبية، إلا أن العملية تظل واضحة نسبياً.

على النقيض من ذلك، يمكن للخدمات الطبية عبر الإنترنت أن "تعبر الحدود" مئات أو آلاف المرات يومياً، أي تُستخدم من قِبل أشخاص خارج الولايات المتحدة. كما قد تخضع لمتطلبات تشمل الترخيص، وقوانين المسؤولية الأجنبية، واختبارات مكثفة، وفي حال كانت الدولة لديها أنظمة قضائية متعددة، فقد تخضع لطبقات تنظيمية متعددة.

في الاتحاد الأوروبي، تخضع المواقع الإلكترونية نفسها لتنظيمات صارمة بموجب قوانين تتعلق بحماية البيانات والخصوصية والذكاء الاصطناعي. وحتى داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يُفترض أنه منطقة تجارة حرة، توجد قيود على الخدمات القانونية والطبية وخدمات التوثيق، على سبيل المثال لا الحصر.

اقرأ أيضاً: عودة ترمب تثير مخاوف رؤساء الشركات العالمية بشأن الحمائية

سواء كانت هذه القوانين مبررة أم لا، فإنها واقع موجود. ومعظمها لن يختفي في أي وقت قريب، بل ستصبح أكثر أهمية مع زيادة مساهمة قطاع الخدمات في الاقتصاد العالمي.

تحديات قطاع الخدمات

يشهد قطاع الخدمات في الولايات المتحدة نمواً ملحوظاً في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية، وخاصة التكنولوجيا. على سبيل المثال، غالباً ما تتجاوز القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" (Nvidia)، وفقاً لتقلبات أسعار الأسهم اليومية، القيمة الإجمالية للسوقين الألمانية والإيطالية معاً. وبالتالي، فإن الجهود الرامية إلى "توحيد" نظام الضرائب على الشركات تُعد أكثر ضرراً للمصالح الأميركية مقارنة بما كانت عليه قبل عقد.

أي نظام تجاري عالمي يستمر في وضعه الحالي سيميل ضد مصالح التصدير الأميركية. هذا السياق يُعد أساسياً لفهم الجدل حول التجارة الذي أثارته مقترحات ترمب الأخيرة.

رؤية ترمب للنظام التجاري العالمي

ببساطة، إذا كان النظام التجاري العالمي يبدو عادلاً قبل خمسة أعوام، فلا يمكن اعتباره بنفس العدالة اليوم. ومن غير المنصف اعتبار الولايات المتحدة متعجرفة لمجرد أنها تشير إلى هذا التغير.

يهدد ترمب بمضاعفة الضرائب على الشركات والأفراد الأجانب في الولايات المتحدة، وهو تهديد غير معتاد ولم يلقَ استحساناً في أوروبا. لكنه، على الأقل، يمثل رداً خطابياً على محاولات فرض ضرائب على الخدمات الرقمية لشركات التكنولوجيا الأميركية، بالإضافة إلى جهود منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتطبيق نظام عالمي للحد الأدنى من ضرائب الشركات. وكلا السياستين ستؤديان إلى نقل دخل الشركات الأميركية إلى الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل كندا.

اقرأ أيضاً: لماذا تثير خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية جدلاً واسعاً؟

وكما هو الحال في مثل هذه النزاعات، تتبادل الأطراف الإهانات والاتهامات حول من تسبب بالمشكلة. لكن في النهاية، هذا ليس بيت القصيد. إذا تمكن الاتحاد الأوروبي من فرض سياساته، ستزداد الحمائية بشكل عام، حيث سيستخدم نظام الضرائب لتقويض قدرة الشركات الأميركية على المنافسة في أوروبا. أما إذا نجح ترمب، فقد ترتفع أو تنخفض الحمائية بشكل عام، وهذا سيعتمد على ردود فعل الدول الأخرى تجاه تهديداته وطريقة استجابته لها.

إعادة تقييم موقف ترمب والتجارة الحرة

على الأقل، هذا ليس وضعاً يستدعي من مناصري التجارة الحرة أن يتخذوا موقفاً معارضاً بشكل قاطع لترمب، خاصة في ظل اعتراف الطرف الآخر في النقاش بأن سياساته تستند إلى المصلحة الوطنية. كما أوضح الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قائلاً إن "الحكومات المنتخبة ديمقراطياً في دولنا الأعضاء تمثل مصالح بلدانها بالطريقة التي تراها ملائمة".

ربما ترى أن ترمب يبالغ في تصريحاته وتهديداته، ولن تكون هذه المرة الأولى أو الأخيرة. لكن عليك أن تدرك أيضاً أن تجاهل تصريحات ترمب قد يدفعه إلى تقديم تصريحات أكثر تطرفاً لجذب الانتباه.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

2 دقائق

14°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 13°/15°
16.7 كم/س
90%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.