"ديب سيك" تقود رالي أسهم الصين وتساهم في جذب 1.3 تريليون دولار

جذبت أسواق الأسهم المحلية والخارجية في الصين هذه التدفقات النقدية الشهر الماضي

time reading iconدقائق القراءة - 6
شعار نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني \"ديب سيك\" على شاشة هاتف ذكي - بلومبرغ
شعار نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" على شاشة هاتف ذكي - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يساعد الاختراق الذي حققه نموذج "ديب سيك" (DeepSeek) بمجال الذكاء الاصطناعي في تحول صناديق الأسهم من الهند إلى الصين.

تندفع صناديق التحوط نحو الأسهم الصينية بأسرع وتيرة في أشهر، وسط التفاؤل بأن رالي التكنولوجيا الذي يقوده نموذج "ديب سيك" زاد من الآمال بمزيد من التحفيز الاقتصادي. في المقابل، تعاني الهند من هجرة قياسية للنقد بسبب المخاوف بشأن ضعف النمو الكلي، وتباطؤ أرباح الشركات، وتقييمات الأسهم باهظة الثمن.

أضافت أسواق الأسهم المحلية والخارجية في الصين أكثر من 1.3 تريليون دولار إجمالاً في الشهر الماضي فقط وسط عمليات إعادة التمركز، في حين انكمش سوق الهند بأكثر من 720 مليار دولار. مؤشر "إم إس سي أي" (MSCI) الصيني في طريقه للتفوق على نظيره الهندي للشهر الثالث على التوالي، في أطول سلسلة تفوق في عامين.

أظهر "ديب سيك" أن الصين "لديها بالفعل شركات يمكنها تشكيل جزء حيوي من النظام الكلي للذكاء الاصطناعي"، كما قال كين وونغ، المتخصص في محفظة الأسهم الآسيوية في "إيست سبرينغ إنفيستمنت" الذي قامت شركته بزيادة حيازتها من أسهم الشركات الصينية على مدى الأشهر القليلة الماضية، بينما قلصت ملكيتها من الأسهم الهندية الأصغر قيمة التي "تجاوزت مضاعفات تقييمها بكثير".

اقرأ أيضاً: ضجة الذكاء الاصطناعي تقود الأسهم الصينية لصعود قياسي

تحول نحو الصين

تمثل إعادة التمركز تلك تحولاً عن الهند التي اجتذبت الأموال من الصين على مدى السنوات العديدة الماضية. وما ساهم في ذلك كان الإنفاق الباهظ على البنية التحتية من قبل الهند وإمكانية أن تكون مركز تصنيع بديلاً للصين. لوحظ أيضاً تركيز دلهي على الداخل باعتباره ملاذاً ضد خطط التعريفات الجمركية لدونالد ترمب.

يبدو أن الصين تستعيد جاذبيتها السابقة من خلال إعادة تقييم الأساسيات باعتبارها جاذبة للاستثمار، وخاصة في مجال التكنولوجيا. فبعد نشر الذعر بين المستثمرين جراء حملات استهداف الشركات قبل فترة ليست بالطويلة، قد تساعد بكين بالفعل في دفع فكرة الذكاء الاصطناعي الجديدة، وتشير التقارير الإخبارية إلى أن رواد الأعمال، بمن فيهم المؤسس المشارك لمجموعة "علي بابا" جاك ما، تمت دعوتهم للقاء كبار قادة البلاد.

من المرجح أن تساعد التطورات المتعلقة بـ"ديب سيك" في تعزيز اقتصاد الصين وأسواقها، ما يوفر دفعة واسعة النطاق، كما قال فيفيك داوان، مدير صندوق في "كاندريام" (Candriam) "إذا جمعت كل العوامل معاً، تصبح الصين أكثر جاذبية من الهند في الوضع الحالي على أساس المخاطر والعوائد".

ويزيد فارق التقييم من جاذبية الصين أيضاً. حيث يتم تداول مؤشر "إم إس سي أي" الصيني عند 11 ضعف تقديرات الأرباح المستقبلية فقط، مقارنة بنحو 21 ضعفاً لمؤشر "إم إس سي أي" الهندي.

يُظهر تحليل لبيانات "بلومبرغ" حول التخصيصات الإقليمية لبعض أكبر صناديق الأسهم الآسيوية النشطة أن معظمها قلل من تعرضه للأسهم الهندية وأضاف أسهماً صينية في الأشهر الأخيرة.

اقرأ المزيد: أحدثها "ديب سيك".. لماذا تواصل التكنولوجيا الصينية مفاجأة الغرب؟

التحفيز الاقتصادي

في حين ساعد "ديب سيك" في تسريع التدفقات إلى الصين، تظل الإعلانات القادمة المحتملة بشأن مزيد من التحفيز الصيني مهمة أيضاً، وفقاً لأندرو سوان، رئيس الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في "مان غروب".

قال سوان: "نعتقد أن السياسات ستتحول الآن نحو الاستهلاك، وستحاول تشجيع استثمار المدخرات المرتفعة حالياً". زاد صندوق "مان إكويتي آسيا باستثناء اليابان" (Man Asia Ex-Japan Equity) الذي يديره سوان من انكشافه على الصين إلى 40%، مقارنةً بنسبة 30% في العام الماضي، بينما قلص تعرضه للهند إلى 18% من 21%.

لكن من المستبعد حدوث انعكاس كامل في تدفقات الصناديق، حيث يرى المتفاؤلون بالأسهم الهندية، بما في ذلك "مورغان ستانلي"، أن التصحيح الأخير قد يكون مبالغاً فيه، وأن قصة النمو طويل الأجل للهند لا تزال سليمة.

في الوقت نفسه، عززت التعريفات الجمركية الإضافية بنسبة 10% التي فرضها ترمب على الصين موقف "أموندي إي إيه" (Amundi SA) المحايد بشأن الأسهم الصينية، وفقاً لكبير استراتيجيي الاستثمار  في آسيا أيدان ياو، الذي قال "في حين أن الهدنة ممكنة مع تقارب الجانبين في محادثات التجارة، فإن الديناميكيات الخارجية ستظل متغيرة وتشكل تحدياً للصين في المستقبل المنظور".

اقرأ أيضاً: الصين تتعهد بإجراءات مضادة لرسوم ترمب الجمركية

حذر تجاه رالي الصين

هناك أيضاً تشكك بين المتداولين الذين تضرروا من فشل استمرار رالي الصين في الماضي. وأشار البعض إلى التداول المزدحم والتقييمات المتزايدة كسبب للحذر.

ترى هيلين تشو، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة "نان فونغ ترينيتي هونغ كونغ المحدودة" (Nan Fung Trinity HK Ltd)، أن هناك عدم يقين بشأن ما إذا كان من الممكن تكرار نجاح الذكاء الاصطناعي لنموذج "ديب سيك". وقالت: "في نهاية المطاف، لا تعرف حقاً ما هي فرص تحقيق الدخل المحتملة على المدى المتوسط ​​​​إلى الطويل".

ومع ذلك، هناك ضجة ملموسة في الأسواق مؤخراً حول "عودة الصين". تستمر الإيجابيات في التراكم، مع إضافة "علي بابا" 100 مليار دولار إلى قيمتها السوقية على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، ودخول مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا كسوق صاعدة.

قالت نيكول وونغ، مديرة المحافظ في "مانوليف إنفستمنت مانجمنت" (Manulife Investment Management)، "كانت أخبار (ديب سيك) بمثابة حافز في توقيت جيد ومؤثر مكّن المشاركين في السوق من إيجاد مبرر لمعاودة الدخول" إلى الأسواق الصينية. وأضافت: "من الناحية التكتيكية، نعتقد أنه من المنطقي الاستفادة من هذا الزخم". 

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.