لأول مرة منذ عام.. هبوط صادرات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية

الصادرات التي تشمل رقائق الذاكرة والهواتف الذكية تراجعت 0.4% في يناير مقارنة بالعام السابق

time reading iconدقائق القراءة - 3
حاويات الشحن في ميناء بوسان، كوريا الجنوبية - بلومبرغ
حاويات الشحن في ميناء بوسان، كوريا الجنوبية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

شهدت كوريا الجنوبية تراجعاً في صادراتها التكنولوجية للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بعد انخفاض الطلب من الصين خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وسط مخاوف مستمرة بشأن التأثير المحتمل للسياسات الحمائية وشركة "ديب سيك" (DeepSeek) على مبيعات أشباه الموصلات.

وأعلنت وزارة التجارة، في بيان صدر اليوم الخميس، أن الصادرات، التي تشمل رقائق الذاكرة والهواتف الذكية والحواسيب، تراجعت بنسبة 0.4% خلال يناير مقارنة بالعام السابق.

وتفاقم هذا التراجع بسبب العطلة التقليدية، التي أدت إلى توقف العديد من المصانع عن العمل في كل من الصين وكوريا الجنوبية. علماً بأن العطلة جاءت هذا العام في يناير، على عكس العام الماضي، عندما كانت في فبراير.

الصين تقود تراجع الطلب

قادت الصين الانخفاض في صادرات التكنولوجيا الكورية الجنوبية، حيث تراجعت مشترياتها بنسبة 9.2% عن العام الماضي. وسجلت وارداتها من أشباه الموصلات على وجه الخصوص انخفاضاً بنسبة 8.9%، وفقاً لما ذكرته وزارة التجارة الكورية الجنوبية.

اقرأ أيضاً: الطلب الصيني يدعم صادرات كوريا الجنوبية في ديسمبر

في الوقت نفسه، واصل الطلب الأميركي على المنتجات التكنولوجية الكورية الجنوبية نموه بقوة، حيث أظهرت البيانات أن الواردات زادت بنسبة 24.6% مقارنة بالعام الماضي.

أهمية الصادرات التكنولوجية في كوريا الجنوبية

تعد صادرات التكنولوجيا المحرك الأساسي لنمو التجارة الخارجية لكوريا الجنوبية، حيث تفصح الحكومة عن بيانات شهرية مخصصة لهذا القطاع. وازدهرت مبيعات أشباه الموصلات خلال العام الماضي، مدفوعة بالتطور العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي عزز الطلب على رقائق الذاكرة عالية النطاق الترددي التي تنتجها شركتا "إس كيه هاينكس" (SK Hynix) و"سامسونغ إلكترونيكس" (Samsung Electronics).

اقرأ أيضاً: كوريا الجنوبية تخفض توقعات النمو بعد أزمة فرض الأحكام العرفية

أصبحت التوقعات بشأن مبيعات الرقائق الإلكترونية أقل تفاؤلاً هذا العام، مع تباطؤ نمو الشحنات في الأشهر الأخيرة. وجاء ذلك في ظل كشف الشركة الناشئة الصينية "ديب سيك" عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قد يكون تطلب رقائق أقل تكلفة.

كما أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، مع تهديداته بفرض رسوم جمركية، قد تؤدي إلى تباطؤ التجارة العالمية، التي تشكل ركيزة أساسية لنمو اقتصاد كوريا الجنوبية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

كوريا الجنوبية تدخل شتاء استياء طويلاً

تشهد كوريا الجنوبية اضطرابات سياسية كبيرة منذ مطلع ديسمبر حين فرض الرئيس الأحكام العرفية قبل أن يتراجع عنها بعد بضع ساعات

time reading iconدقائق القراءة - 6
كوريون يتجمعون خارج الجمعية الوطنية في سيول في الرابع من ديسمبر، بعد أن أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية - AFP
كوريون يتجمعون خارج الجمعية الوطنية في سيول في الرابع من ديسمبر، بعد أن أعلن الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية - AFP
المصدر:

بلومبرغ

في ساعات الفجر الأولى من الخامس عشر من يناير، تجمع عناصر شرطة يرتدون لباس مكافحة الشغب في منطقة هانام-دونغ، الحي الراقي في سيول الذي يقطنه عدد من نجوم البوب الكوري وأقطاب التقنية، ويضم أيضاً المقر الرسمي لرئيس كوريا الجنوبية.

وسط البرد القارس، عبروا الغابات المحيطة بالمجمع الواقع على التل، حيث يقيم الرئيس يون سوك يول المعزول، بعدما قطعوا الأسلاك الشائكة واستخدموا السلالم لتسلق حافلات رُكنت بغرض قطع الطريق.
كان يون، الذي بلغ من عمره 64 عاماً ويواجه اتهامات بالتمرد إثر محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية في ديسمبر، قد تجاهل مذكرات الحضور للاستجواب عدة مرات.

اقرأ أيضاً: البرلمان يعزل رئيس كوريا الجنوبية بعد محاولة فرض الأحكام العرفية

عزل واعتقال الرئيس

اتبع نفس الأسلوب مجدداً في أواسط يناير إذ إنه تمترس في مكانه عندما أطبق عليه المحققون وضيقوا عليه الخناق. وسرعان ما بدأت وسائل الإعلام المحلية في بث الأحداث الدرامية على الهواء مباشرة، مع بزوغ شمس الشتاء بأشعتها الواهنة  فوق القصور والسفارات.

انتهت العملية بسلام في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، مع اعتقال الرئيس يون بلا مقاومة تُذكر، واقتادته الشرطة في المقعد الخلفي لسيارة فان سوداء ضمن موكب طويل من السيارات الرسمية. وفي حين أجهش بعض أنصار يون بالبكاء، علت هتافات الفرح بين معارضيه.

وكانت البلاد دخلت في حالة من التوتر منذ 3 ديسمبر، عندما أعلن يون الأحكام العرفية بعد أن ضاق ذرعاً بالشلل الذي أصاب الجمعية الوطنية. قوبلت هذه الخطوة بإدانة فورية شبه شاملة، ما دفعه إلى إلغاء المرسوم بعد ساعات قليلة.

لكن الضرر الذي لحق بسمعته كان يصعب إصلاحه. وفي 14 ديسمبر، عزله البرلمان، وخلَفه رئيس الوزراء هان داك سو مؤقتاً، ثم عُزل هذا الأخير أيضاً بعد أقل من أسبوعين. ومنذ ذلك الحين، استلم وزير المالية تشوي سانغ موك زمام إدارة البلاد إلى أن تقرر المحكمة الدستورية ما إذا كان عزل يون سيغدو دائماً، ما سيقود إلى انتخابات جديدة.

اقرأ أيضاً: محكمة تبحث تمديد احتجاز رئيس كوريا الجنوبية المعزول

تشابه مع رفض ترمب الهزيمة

تفاقم التوتر عندما أصدرت محكمة في سيول مذكرة اعتقال بحق يون في 31 ديسمبر. وسرعان ما بدأ المؤيدون والمعارضون في تنظيم وقفات احتجاجية، متحدين الصقيع والثلوج الكثيفة، حيث نصبوا خيامهم في الشوارع المحيطة بمنزل الرئيس. وقد لوح مؤيدوه بالأعلام الأميركية ولافتات مكتوب عليها "أوقفوا السرقة"، في إشارة إلى التشابه مع مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه كان الفائز الحقيقي في انتخابات 2020. وفي الوقت نفسه، أصر المعارضون على ضرورة عزل يون من منصبه بسبب محاولته فرض الأحكام العرفية.

تمكن المعارضون والموالون من تجنب اللجوء إلى العنف لمدة أسبوعين. وعلى الرغم من الجو الكئيب والغموض الذي خيم على البلاد، اعتبر كثير من الكوريين أن ضبط النفس النسبي هذا دليل على نضوج التجربة الديمقراطية في البلاد.

ثم تفاقمت الأمور في 19 يناير عندما قررت محكمة منطقة سيول الغربية تمديد احتجاز يون لمدة 20 يوماً. وبعد دقائق، وفي مشاهد تذكر بأحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021 في مبنى الكونغرس الأميركي، اندفع حوالي 100 من أنصار يون نحو المحكمة وحطموا الحواجز في محاولة لاقتحامها. وأسفرت الحادثة عن إصابة حوالي 50 من عناصر الشرطة، واعتقال عشرات المقتحمين.

ثقافة ديمقراطية

ما يزال يون قيد الاحتجاز بينما يسعى المحققون لرفد قضيتهم بأدلة تدعم اتهامات التمرد. مثل يون في 21 يناير أمام المحكمة الدستورية للاستجواب للمرة الأولى، بينما كانت جحافل الشرطة تعمل على إبعاد الحشود من الخارج. أمام المحكمة مهلة حتى منتصف يونيو لإصدار حكمها، على الرغم من توقعات بعض المحللين بأن تصدر حكمها في تاريخ أقرب، وأن يقضي بعزل يون من منصبه بشكل دائم.

يحافظ كثيرون في البلاد على أملهم بأن تظل كوريا استثناءً في عالم يزداد استقطاباً وعنفاً. إذ يدرك الكوريون جيداً عواقب الصراع السياسي، إذ شهد جيل الآباء والأجداد في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي انقلابات عسكرية واحتجاجات عمالية انتهت بإراقة الدماء. ومعظمهم لا يرغب في العودة إلى تلك الأيام السوداء.

تقول لي جي هيون من منظمة "التضامن الشعبي من أجل الديمقراطية التشاركية"، الناشطة في مجال الدفاع عن الحريات المدنية، إنه بعد عقود من الحكم الديمقراطي، ونتيجة لتكرار التداول السلمي للسلطة، اعتاد المواطنون على احتدام النقاش وعلى تقبل الهزيمة. أضافت: "ليست القضية صراعاً بين التيار المحافظ والليبرالية، ولا بين التيار الحاكم والمعارضة. إنها ببساطة الأصوات والمطالب الصادرة عن المواطنين العاديين الذين اكتسبوا ثقافة الديمقراطية".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.