طروحات جديدة تغير ملامح السوق السعودية بعيداً عن البنوك والطاقة

اكتتابات شركات التكنولوجيا الناشئة والخدمات المالية نوعت تشكيلة السوق بعد سنوات من الجمود

time reading iconدقائق القراءة - 5
مبنى السوق المالية السعودية والمعروفة باسم تداول في الرياض، السعودية - المصدر: بلومبرغ
مبنى السوق المالية السعودية والمعروفة باسم تداول في الرياض، السعودية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تمضي السعودية قدماً في تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، وهذه المرة تتجه الأنظار نحو سوق الأسهم.

تشهد المملكة طفرة في الطروحات الأولية، حيث تطرح شركات التكنولوجيا الناشئة ومؤسسات الخدمات المالية أسهمها للاكتتاب، مما يعزز تنوع السوق التي ظلت لسنوات طويلة تحت سيطرة البنوك وشركات البتروكيماويات.

تُعتبر سلسلة أندية اللياقة البدنية "بودي ماسترز" وشركة "يلو" لإيجار السيارات من بين أحدث الشركات ذات الملكية الخاصة التي تخطط لطرح عام أولي لأسهمها في السوق الرئيسية بالمملكة، بحسب أشخاص مطلعين طلبوا عدم نشر أسمائهم نظراً لخصوصية المعلومات.

يُضاف ذلك إلى قائمة من الشركات المرشحة للإدراج، من بينها شركة لإنتاج الدواجن وأخرى للطيران، مستفيدة من الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إطار تطلعاته لفتح الاقتصاد المحلي والترويج لأنماط حياة صحية بين المواطنين وجذب المزيد من السياح.

سوق الأسهم السعودية في ثوب جديد

"بدأت السوق تصبح ممثلاً أفضل للاقتصاد وتكتسب عمقاً أكبر" على حد قول محمد السويد، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المالية "رزين كابيتال"، الذي أضاف أنه "كلما زاد عدد الشركات التي يمكن الاستثمار فيها زادت جاذبيتها (السوق)".

الطروحات الأولية في سوق الأسهم الرئيسية السعودية حسب القطاع
القطاع عدد الإدراجات في 2024
الأغذية والمشروبات 3
الخدمات التجارية والمهنية 2
معدات وخدمات الرعاية الصحية 2
الأدوية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة 1
الصناديق العقارية المتداولة 1
المرافق 1
السلع الرأسمالية 1
التأمين 1
المنتجات المنزلية والشخصية 1
الخدمات المالية 1
تجزئة وتوزيع السلع الاستهلاكية 1
إجمالي الإدراجات 15
المصدر: مجموعة تداول السعودية وبلومبرغ

تنفق المملكة مئات مليارات الدولارات لتنفيذ أجندة "رؤية 2030" لتحفيز النمو غير النفطي وتوفير فرص العمل وجذب المستثمرين الأجانب. تطوير أسواق مالية قوية هو جزء رئيسي من تلك الخطة، مع دخول المزيد من الشركات الخاصة في لائحة الاكتتابات المزمعة إلى جانب شركات تسيطر عليها الدولة في ظل سعي الحكومة للاستفادة مالياً من بعض أصولها.

أدرجت 15 شركة أسهمها في السوق الرئيسية خلال 2024 وهو أكبر عدد منذ 2022، وفقاً لمجموعة "تداول السعودية" المشغلة للبورصة. واحتلت شركات الأغذية والمشروبات الصدارة في الإدراجات تتبعها شركات الخدمات التجارية والمهنية والرعاية الصحية.

اقرأ أيضاً: "إنتاج" تعتزم طرح 30% من أسهمها بالبورصة السعودية

من المنتظر حدوث مزيد من التنوع بفضل "خطط مزمعة قوية" لطروحات الأسهم في الشهور المقبلة، بحسب رامز هلازون، رئيس أسواق الأسهم لدى "إتش إس بي سي العربية السعودية" أحد أكبر مديري الاكتتابات العامة المحلية في 2024.

وفي حين يعكس مزيج الصفقات المزمعة تحولاً في المملكة، حيث يهتم المستهلكون بالإنفاق على النزهات الاجتماعية وأنماط الحياة الأفضل، فإن جهود الحكومة لتطوير صناعات تحويلية جديدة لا يكاد ينتج عنها طروحات جديدة كبيرة في القطاع.

وكانت أكبر صفقة العام الماضي هو الطرح الثانوي بقيمة 12 مليار دولار لأسهم شركة النفط العملاقة "أرامكو السعودية". ولم يشهد قطاع الطاقة في السوق الرئيسية أي اكتتابات عامة.

تعزيز الملكية الأجنبية

أدرج الصندوق السيادي للمملكة عدداً من الشركات في محفظته خلال السنوات القليلة الماضية ويخطط لطرح ثلاث شركات أخرى على الأقل من بينها أكبر شركة للمشتريات الطبية في البلاد، بحسب ما أوردته بلومبرغ في وقت سابق.

اقرأ أيضاً: السعودية تسمح للأجانب بالاستثمار في أسهم الشركات العقارية بمكة والمدينة

زيادة الطروحات العامة الأولية تمنح السوق نطاقاً أوسع من حيث القطاعات والملكية و"نأمل أن يتيح للمستثمرين شراء المزيد من أسهم النمو غير النفطية" بحسب مانبريت جيل، كبير مسؤولي الاستثمار لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا لدى "ستاندرد تشارترد".

ملكية المستثمرين الأجانب المؤهلين في سوق الأسهم السعودية
السنة القيمة (مليار دولار)
2024 90
2023 85
2022 72
2021 66
2020 42
المصدر: بيانات بلومبرغ

"بالرجوع 15 عاماً إلى الوراء، كان الكثير من المستثمرين يحجمون عن تخصيص استثمارات مستقلة لمنطقة الخليج لأنها كانت بالأساس سوقاً مرتبطة بالطاقة، في حين يمكنهم شراء أسهم قطاع الطاقة الأميركي" على حد قول جيل.

تزايدت ملكية الأجانب في السعودية على مدى السنوات الخمس الماضية. وارتفعت قيمة حيازات الأجانب إلى نحو 90 مليار دولار في 2024، بحسب "تداول".

طفرة الطروحات في الشرق الأوسط

يقول محللون إن انتعاش الاكتتابات العامة الأولية في أسواق الشرق الأوسط عموماً خلال السنوات الماضية عزز أيضاً الوزن النسبي للمنطقة في مؤشرات الأسهم الرئيسية، ما ساعد على جذب المزيد من أموال المستثمرين الخارجيين.

اقرأ أيضاً: طروحات الأسهم السعودية تسطع وسط طفرة الاكتتابات الخليجية

الشركات حديثة الإدراج في المملكة حققت في المتوسط عوائد مبكرة أفضل من نظيراتها في البورصات المجاورة خلال العام الماضي. لكن على العكس، جاء أداء سوق الأسهم السعودية بصفة عامة أضعف من نظرائها بالمنطقة والكثير من الأسواق الناشئة في 2024.

شركة الأندية الرياضية "بودي ماسترز" اختارت "البنك السعودي الفرنسي" مستشاراً للطرح العام الأولي لأسهمها في السعودية، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون دون ذكر مزيد من التفاصيل. أما شركة "يلو" لتأجير السيارات فقد عينت "مصرف الراجحي" لتقديم المشورة في بيع أسهم، بحسب أشخاص مطلعين آخرين.

ولم ترد "بودي ماسترز" ولا "يلو" ولا "مصرف الراجحي" بشكل فوري على طلبات للتعقيب، بينما رفض "البنك السعودي الفرنسي" التعليق.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.