بورصة السعودية تترقب تأثير رسوم ترمب ونتائج اجتماع "أوبك+"

ينتظر المستثمرون اليوم الاثنين رد فعل سوق الأسهم السعودية على  الضجة التي أحدثها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالأسواق عموماً بعد شروعه في تنفيذ توعداته بزيادة الرسوم الجمركية على الصين وكندا والمكسيك.

ارتفع اليوم الدولار الأميركي بقوة، بينما تراجعت أسواق الأسهم والعملات الأخرى، وقفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، في حين هبطت العقود الآجلة للأسهم الأميركية والأوروبية. كما تراجع مؤشر الأسهم لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أعقاب هذه الإجراءات العقابية التي استهدفت أهم الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

أغلق المؤشر الرئيسي "تاسي" على انخفاض طفيف أمس الأحد وسط تداولات هادئة مع تراجع معظم القطاعات، لكنه تماسك فوق مستوى 12400 نقطة الذي يمثل حاجز مقاومة مهماً.

نتائج الشركات، وخصوصاً القطاع المصرفي، قادت السوق في الأسبوع الماضي لكننا اليوم لم نشهد إعلانات بارزة سوى نتائج "بنك الجزيرة" التي جاءت دون التوقعات ونتائج "الشركة الوطنية للنقل البحري" التي لم تكن مشجعة للمستثمرين، بحسب أحمد الرشيد المحلل المالي الأول لدى صحيفة "الاقتصادية".

تراجع "الجزيرة"

سنتابع اليوم سهم "بنك الجزيرة" الذي انخفض أكثر من 3% في جلسة أمس رغم إعلان البنك نمو أرباحه الصافية 21% تقريباً في 2024.

وقال الرشيد إن "بنك الجزيرة يتعرض فيما يبدو لضغوط في التكاليف وهوامش الربحية نتيجة لارتفاع الودائع الزمنية والادخارية واستمرار بقاء أسعار الفائدة مرتفعة" مضيفاً "أن هذا ينطبق على جميع المصارف وقد لا يجعل المتعاملين مقبلين على زيادة تعرضهم لقطاع المصارف خصوصاً بعد تراجع الآمال في خفض الفائدة خلال النصف الأول".

اقرأ أيضاً: لماذا فاقت أرباح "مصرف الراجحي" السنوية التوقعات؟

تطورات متسارعة تحيط باجتماع أوبك+ 

اجتماع "أوبك+" المقرر في وقت لاحق اليوم يأتي وسط تطورات متسارعة تشمل تصاعد الضغوط الأميركية، وتداعيات العقوبات الأخيرة على روسيا، إضافةً إلى مخاوف بشأن استقرار الإمدادات.

"لا شك أن هناك حالة ترقب كبيرة لهذا الاجتماع، خصوصاً في ظل الحراك على مستوى التجارة العالمية. هناك زيادة للتعرفة الجمركية من الولايات المتحدة على عدة دول ورد فعل من تلك الدول، وهذا يؤثر على حركة التجارة وسلاسل الإمداد والإنتاجية كما حدث في 2018 و2019" على حد قول الرشيد.

وفي كلمة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أواخر الشهر الماضي، دعا ترمب المنظمة إلى خفض أسعار النفط، زاعماً أن ذلك سيساعد في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر تقليص عائداتها النفطية، علماً أن روسيا نفسها عضو رئيسي في التحالف.

لكن مندوباً في منظمة "أوبك" قال لـ"الشرق" أمس إن تصريحات ترمب لن تؤثر على قرارات "أوبك+"، خاصة أن الهدف الأساسي للتحالف هو تحقيق توازن أكبر في السوق.

انخفض سهم "أرامكو السعودية" أمس 0.2% وسط هبوط جماعي لأسهم قطاع الطاقة.

زاد خام "غرب تكساس" الوسيط، وهو المعيار الأميركي، بنسبة 3.7% إلى 75.18 دولار للبرميل، في حين كانت مكاسب خام "برنت" أقل ليصل إلى نحو 76 دولاراً للبرميل.

يواصل ترمب التأثير على الأسواق العالمية بعدما وقع يوم السبت على أوامر لفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على واردات الطاقة من كندا إلى جانب جمارك عامة بنسبة 25% على كل من كندا والمكسيك و10% على الصين، وفقاً لمسؤولين بالبيت الأبيض. وتدخل التعريفات الجمركية حيز التنفيذ عند الساعة 12:01 من صباح يوم الثلاثاء، بحسب ما أوردته بلومبرغ.

اقرأ أيضاً: تعريفات ترمب الجمركية تستهدف ثغرة يستغلها تجار التجزئة الصينيون

وفي المقابل، أعلنت كندا أنها تدرس فرض جمارك بنسبة 25% على منتجات أميركية بما يعادل 107 مليارات دولار كما قالت المكسيك والصين إنهما ستردان بالمثل لكن لم تعلن أي منهما عن إجراءات محددة.

وقالت ماري سالم المحللة المالية لدى "الشرق" إن "الرسوم الجمركية الأميركية ربما تؤثر على الشركات العالمية التي لها مقرات في السعودية إذا كانت مرتبطة بسلسلة التوريد العالمية. عدا ذلك لن يكون هناك تأثير فوري على السوق".

أول اكتتابات 2025

تتجه "دراية المالية" لجمع 1.5 مليار ريال من طرح 20% من رأسمالها في أول اكتتاب بالسوق السعودية هذا العام، بعدما حددت نطاقاً سعرياً بين 27 و30 ريالاً للسهم. وجرت تغطية المعروض من الأسهم بالكامل خلال دقائق من فتح باب الاكتتاب.

اقرأ أيضاً: طرح "دارية" ببورصة السعودية يدفع طه القوير لنادي المليارديرات

"وجود شركة في السوق الرئيسية في مجال جديد يساعد على تنويع المحافظ الاستثمارية، خصوصاً وأن دراية من أكبر الشركات غير التابعة للبنوك في السوق، خاصة في مجال الوساطة. نجاح شركة مثل دراية يشجع على مزيد من الإدراجات في هذا القطاع" على حد قول الرشيد.

وسينتظر المستثمرون السعر النهائي الذي ستعلنه الشركة بعد انتهاء فترة الطرح للمؤسسات الأحد المقبل، بعدها يُفتح الباب لاكتتاب الأفراد، الذين قد يخصص لهم 10% من الطرح في حال وجود طلب كاف.

يأتي الطرح في وقت تشهد فيه سوق الأسهم السعودية طفرة في الطروحات العامة، إذ حلت بورصة المملكة في المركز السابع عالمياً خلال 2024 من حيث حصيلة الطروحات التي تجاوزت 4.3 مليار دولار، ما رفع القيمة الإجمالية للشركات المدرجة إلى حوالي 2.7 تريليون دولار. وقال رئيس هيئة السوق المالية السعودية محمد القويز الأسبوع الماضي إن الهيئة لديها في الوقت الحالي 55 ملفاً لشركات ترغب بالإدراج.