رغم طموحات خفض الانبعاثات... الصين تواصل بناء مصانع ومحطات لإنتاج الصلب والفحم

time reading iconدقائق القراءة - 4
الصين حائرة بين خفض التلوث وزيادة النمو - المصدر: بلومبرغ
الصين حائرة بين خفض التلوث وزيادة النمو - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

واصلت الصين الإعلان عن بناء مصانع جديدة لإنتاج الصلب ومحطات طاقة تعمل بالفحم، في الوقت الذي تحدد البلاد مساراً للتخلص من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

قال مركز "أبحاث الطاقة والهواء النظيف" (سي أر إي أيه) في تقرير اليوم الجمعة إن الشركات المملوكة للدولة اقترحت بناء 43 مولداً جديداً يعمل بالفحم، و18 من الأفران العالية الجديدة في النصف الأول من عام 2021.

في حال تمت الموافقة على إنشاء تلك المصانع والمحطات الجديدة، فسوف ينبعث منها حوالي 150 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي أكثر من إجمالي الانبعاثات من هولندا.

تُسلط إعلانات المصانع الجديدة الضوء على الإشارات المُربكة أوالمحيرة في بعض الأحيان الصادرة عن بكين، حيث يتأرجح المسؤولون بين الإجراءات الصارمة للحدّ من انبعاثات الكربون والإنفاق على الصناعة الثقيلة لمواصلة الانتعاش الاقتصادي من تداعيات كورونا.

اقرأ أيضاً: الصين تصدر انبعاثات تفوق ما تنتجه الدول المتطورة مجتمعة

بدأ بناء المولدات بهدف إنتاج 15 غيغاواط من طاقة الفحم الجديدة في النصف الأول، في حين أعلنت الشركات عن 35 مليون طن من الطاقة الجديدة من صناعة الصلب القائمة على الفحم، أكثر مما كانت عليه في عام 2020 بأكمله.

تحل مشاريع الصلب الجديدة عادة محل الأصول المتهالكة، ولا يعني ذلك زيادة السعة الإجمالية، وستقوم المصانع بتوسيع استخدام تكنولوجيا الأفران العالية بشكل أساسي وإغلاق القطاع أمام مزيد من الاعتماد على الفحم ، وفقاً للتقرير.

ستكون القرارات التي تسمح بإقامة مشاريع جديدة بمثابة اختبار لالتزام الصين بتقليل استخدام الفحم اعتباراً من عام 2026، كما ستسلط الضوء أيضاً على تأثير تعليمات المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني الأخيرة لتجنب إجراءات خفض الانبعاثات "على غرار الحملة"، وهي رسالة تم تفسيرها على أن الصين تبطئ من وتيرة التزامها نحو البيئة.

قال الباحثون في التقرير إن: "الأسئلة الرئيسية الآن هي ما إذا كانت الحكومة سترحب بتهدئة القطاعات كثيفة الانبعاثات، أو ما إذا كانت ستواصل بناء المشروعات كثيفة الانبعاثات"، وأضافوا أن: "القرارات التي تسمح بإقامة المشاريع الجديدة التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ستكشف ما إذا كان الاستثمار المستمر في الطاقة القائمة على الفحم لا يزال مسموحاً به".

قال المركز، إن الصين قلصت نمو الانبعاثات في الربع الثاني إلى زيادة 5% عن مستويات 2019، بعد زيادة 9% في الربع الأول من العام الجاري. و يُظهر التباطؤ أن زيادة انبعاثات الكربون والسيطرة على التجاوزات المالية قد تحظى بالأولوية على النمو الاقتصادي المدعوم بالحوافز المالية.

اقرأ أيضاً: الصين لا يمكنها كبح جماح إنتاجها من الصلب... فما الأسباب؟

حدد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هدفاً يتمثل في بلوغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، ووقف جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2060.

في وقت سابق من الأسبوع، نشرت الأمم المتحدة تقريراً يعلق المسؤولية عن تغير المناخ على السلوك البشري، الأمر الذي اعتبره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أنه بمثابة "نذير بالقضاء" على أنواع الوقود الأحفوري مثل الفحم.

وقال المركز :"إن قدرة الصين على الحدّ من نمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات تعتمد بشكل أساسي على تحويل الاستثمارات بشكل دائم في قطاعي الطاقة والصلب بعيداً عن الفحم".

تصنيفات

قصص قد تهمك

دراسة: أفريقيا تحتاج إلى 15.7 مليار دولار للحد من انبعاثات مصافي النفط

time reading iconدقائق القراءة - 5
تحركات حكومية لإجراء إصلاحات في المصافي الأفريقية - المصدر: بلومبرغ
تحركات حكومية لإجراء إصلاحات في المصافي الأفريقية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت جمعية المصافي والموزعين الأفارقة إن الدول الإفريقية تحتاج إلى إنفاق نحو 15.7 مليار دولار على مصافي النفط للحد من الانبعاثات وتلبية أهداف تغير المناخ مع زيادة الطلب على النفط والغاز.

وذكر أنيبور كراغا، السكرتير التنفيذي للجمعية أن الحكومات في القارة يجب أن تركز على خفض مستويات الكبريت في المنتجات البترولية لأن استهلاك أفريقيا من الوقود الأحفوري سيرتفع بسرعة في العقود القادمة، حتى مع زيادة المعروض من الطاقة النظيفة.

تعمل جمعية المصافي والموزعين الأفارقة، وهي هيئة إفريقية مقرها أبيدجان، العاصمة التجارية لـكوت ديفوار (ساحل العاج)، على تعزيز مصالح صناعة النفط.

أوضح "كراغا"، في رد بالبريد الإلكتروني على الأسئلة، أن تحول الدول الأفريقية "سريعا" من النفط والغاز مباشرة إلى مصادر الطاقة المتجددة لا يتسم بالواقعية، وأن "أفريقيا بحاجة إلى خارطة طريق فريدة لإحداث تحول في استخدام الطاقة".

اقرأ أيضا: إنفوغراف.. أين وصلت دول الشرق الأوسط على خريطة الانبعاثات الكربونية؟

وضعت الحكومات في الدول الأكثر ثراء أهدافا طموحة للتحول السريع نحو الطاقة المتجددة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع تعهد العديد من البلدان والشركات بتحقيق ما يسمى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.

استحوذت أفريقيا على حوالي 2% من تراكم الانبعاثات عالميا، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، وتقدر الوكالة، التي مقرها باريس أن ترتفع النسبة إلى 4.5% بحلول عام 2040.

ارتفاع الطلب

قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير عام 2019 إن إجمالي استهلاك الطاقة في أفريقيا من المقرر أن يرتفع بمعدل ضعف وتيرة المتوسط ​​العالمي مع نمو السكان والاقتصادات.

ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على النفط والغاز في أفريقيا إلى ما لا يقل عن 7 ملايين برميل يوميا و317 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على التوالي بحلول عام 2040، حتى مع توقع زيادة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة بأكثر من عشرة أضعاف من مستواها المنخفض حاليا، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. وقال "كراغا" إن الأولوية الفورية للجمعية هي تسهيل تحول أفريقيا إلى منتجات بترولية "أنظف".

اقرأ أيضا: موجات الحَرّ تزداد في أفريقيا وتستنزف اقتصادها المنهك

تعمل الجمعية مع الاتحاد الإفريقي لإدخال تدابير منسقة في جميع أنحاء القارة للحد من كميات الكبريت في البنزين والديزل إلى 10 أجزاء في المليون بحلول عام 2030، الأمر الذي يجعلها متوافقة مع الحدود الحالية في الاقتصادات الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين والهند.

تختلف درجات الكبريت في البلدان الإفريقية اختلافا كبيرا، حيث يسمح بعضها بحد يصل إلى 2500 جزء في المليون للبنزين و10000 جزء في المليون للديزل.

من المقرر أن تنمو حصة المنتجات منخفضة الكبريت - 500 جزء في المليون أو أقل - في السوق من 32% في عام 2019 إلى 91% بحلول عام 2031، وفقا لشركة "سيتاك" (Citac) لأعمال استشارات الطاقة.

تمتلك أفريقيا حاليا أكثر من 40 مصفاة يمكنها معالجة أكثر من 3.5 مليون برميل من النفط يوميا، رغم أن بعضها لا يعمل، بينما يقوم أغنى رجل في القارة، أليكو دانغوتي، ببناء مصفاة عملاقة بقدرة 650 ألف برميل يوميا في نيجيريا لإنتاج 50 جزءا في المليون من الوقود.

أُطر التمويل

أشار "كراغا" إلى أن الحكومات الـ 15 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تبنت بالفعل اقتراح الجمعية لتنفيذ سياسات للتخلص التدريجي من الوقود المستورد والمصنع بأكثر من 50 جزءا في المليون. وسيكلف تطوير مصافي التكرير في إفريقيا للوفاء بمعيار 10 أجزاء في المليون حوالي 15.7 مليار دولار، وفقا لـ"كراغا"، نقلا عن دراسة أجراها الاتحاد الإفريقي والجمعية.

وقال إن الجمعية تعمل على تطوير أطر تمويلية مع المؤسسات المالية وتجار السلع والشركات الأخرى لمساعدة الأعضاء في التحديثات، مضيفا أن الجمعية تروج أيضا لقيود أكثر صرامة بشأن أمد وجودة المركبات المستعملة التي يمكن شحنها إلى البلدان الإفريقية وغاز البترول المسال كوقود يستخدم في أعمال الطهي بديلا للفحم والحطب.

يشمل أعضاء ورعاة الجمعية، المنظمين الحكوميين الأفارقة وشركات الطاقة المملوكة للدولة، والشركات المستقلة مثل "صحراء غروب" (Sahara Group) و"رين أويل" (Rainoil Ltd) في نيجيريا، والشركات الدولية العملاقة بما فيها "توتال" و"ترافيغورا"، وفقا للموقع الإلكتروني.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.