أنظار العالم تركز على "الفيدرالي" وتصريحات رئيسه اليوم

التعريفات الجمركية أدت إلى تراجع ثقة المستهلكين وزيادة مخاوف الأميركيين بشأن التضخم

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول - المصدر: بلومبرغ
رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المرجح أن يُبقي مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعهم يوم الأربعاء، وذلك لمنح أنفسهم الوقت لتقييم تأثير سياسات الرئيس دونالد ترمب على الاقتصاد، الذي يواجه ضغوطاً تضخمية مستمرة ومخاوف متزايدة بشأن النمو.

أدت التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترمب، إلى جانب إجراءات انتقامية من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إلى تراجع ثقة المستهلكين وزيادة توقعات الأميركيين بشأن التضخم المستقبلي. ومع تأجيل بعض هذه الرسوم بعد الإعلان عنها، لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر الحرب التجارية على الاقتصاد في نهاية المطاف.

من المرجح أن يبقى صانعو السياسات في وضع الانتظار والترقب، مترددين في الالتزام بمسار معين للسياسة النقدية.

وقالت ديان سوانك، كبيرة الاقتصاديين في "كيه بي إم جي" (KPMG): "أعتقد أن هناك تبايناً كبيراً في التوقعات بشأن مسار تخفيضات الفائدة بسبب حالة عدم اليقين".

قرار الفائدة وتوقعات النمو

سيتم الإعلان عن قرار الفائدة وتحديثات التوقعات الاقتصادية الفصلية في الساعة 2 مساءً بتوقيت واشنطن يوم الأربعاء، يليها مؤتمر صحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول بعد 30 دقيقة.

يتوقع الخبراء أن يثبت الفيدرالي أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% و4.5%، لكنهم يشيرون إلى أن البيان الصادر بعد الاجتماع قد يتغير استناداً إلى البيانات الاقتصادية الأخيرة، التي تشير إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي.

ويقول الاقتصاديون إن الإشارة إلى "عدم اليقين في التوقعات" وتوازن المخاطر بين التضخم والوظائف ستظل من دون تغيير، لكن من المحتمل أن يتم حذف وصف النمو الاقتصادي بأنه "قوي".

منذ آخر مرة قدم فيها المسؤولون توقعاتهم في ديسمبر الماضي، شهد الاقتصاد الأميركي تطورات جديدة، بما في ذلك تصاعد تهديدات الرسوم الجمركية، وتراجع ثقة المستهلكين، مما أثار مخاوف بشأن النمو، وانخفاض حاد في أسعار الأسهم خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت سوانك إن المزيد من صانعي السياسة قد يميلون إلى إبقاء سعر الفائدة ثابتاً، وهو أمر "طبيعي" في ظل عدم اليقين المحيط بسياسات ترمب، وخاصة المتعلقة بالتجارة.

وأضافت: "هل سنشهد حرباً تجارية تؤدي إلى ركود أعمق بكثير؟ لا نعرف بعد".

تخفيضان لأسعار الفائدة

في توقعات ديسمبر، أشار مسؤولو الفيدرالي إلى تخفيضين محتملين لأسعار الفائدة في 2025، وفقاً لمتوسط التقديرات. ويتوقع الاقتصاديون أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي الإشارة إلى خفضين للفائدة في المخطط النقطي الذي سيصدر هذا الأسبوع.

يتوقع العديد من المراقبين أن تُظهر التوقعات الاقتصادية المحدثة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض تقديرات النمو لهذا العام، بينما ترتفع توقعات التضخم مقارنة بتوقعات ديسمبر. كما يرجح البعض أن يقوم المسؤولون أيضاً برفع توقعاتهم لمعدل البطالة.

وقال جونيت دينغرا، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في "بي إن بي باريبا" (BNP Paribas): "ما سيظهر في التوقعات هو سيناريو الركود التضخمي. السؤال هو: ما مقدار الركود وما مقدار التضخم؟".

وأضاف: "مخاوفي هي أن الفيدرالي سيركز مرة أخرى على جانب التضخم أكثر من تركيز السوق، وهذا قد يكون مفاجئاً للمستثمرين".

ويرى خبراء "بلومبرغ إيكونوميكس" أن بعض المسؤولين قد يتوقعون عدداً أقل من تخفيضات الفائدة هذا العام، مشيرين إلى احتمال إجراء تخفيض واحد أو اثنين بمقدار 25 نقطة أساس.

ومع ذلك، من المتوقع أن يحاول جيروم باول البقاء محايداً بشأن السياسة النقدية خلال المؤتمر الصحفي، مؤكداً أن توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تأخذ في الاعتبار جميع سياسات ترمب.

وكتب الخبراء آنا وونغ، وستيوارت بول، وإليزا وينجر، وإستيل أو، وكريس كولينز، في مذكرة تحليلية: "نرى خطراً من تأخر الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة إذا ضرب الركود الاقتصاد".

من المعتاد أن يستجيب الاحتياطي الفيدرالي لتباطؤ النمو بخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد. ولكن مع استمرار التضخم فوق هدف البنك المركزي البالغ 2%، يتساءل بعض الاقتصاديين عما إذا كان صانعو السياسة سيبقون أسعار الفائدة مرتفعة رغم تباطؤ الاقتصاد، في محاولة لمواصلة كبح ارتفاع الأسعار.

وقالت كاثي بوستجانسيك، كبيرة الاقتصاديين في "ناشيونال وايد": "السوق تتوقع خفض الفائدة قريباً، وبشكل أكبر بسبب المخاوف بشأن تباطؤ النمو، لكنني لا أعتقد أن الفيدرالي مستعد للإشارة إلى ذلك الآن".

المؤتمر الصحفي لباول

سيركز المستثمرون على المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول، حيث يسعون للحصول على طمأنة بأن البنك المركزي سيكون مستعداً لدعم الاقتصاد إذا لزم الأمر.

أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مراراً أنه ليس هناك حاجة "للتسرع" في خفض أسعار الفائدة، طالما أن الاقتصاد لا يزال "في وضع جيد".

من المرجح أن يعزز باول هذا الموقف خلال المؤتمر الصحفي، مشيراً إلى أن السياسة النقدية الحالية توفر مرونة كافية لصانعي القرار، مما يسمح لهم بانتظار إشارات أوضح على ضعف سوق العمل أو ارتفاع التضخم قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.

تأثير التعريفات الجمركية

من المتوقع أن يواجه باول أسئلة حول تأثير التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب وما إذا كان يُنظر إليها على أنها عامل تضخم مؤقت أو طويل الأمد. كما قد يُطلب منه التعليق على انخفاض عوائد السندات وأسعار الأسهم، خاصة بعد تصحيح السوق الذي شهد هبوط مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 10%.

سيكون المحللون منتبهين لتقييم باول لحالة ثقة المستهلك التي شهدت تراجعاً ملحوظاً، بالإضافة إلى توقعات التضخم المرتفعة. وأظهر أحد المؤشرات الرئيسية للتوقعات السعرية طويلة الأمد ارتفاعاً للشهر الثالث على التوالي في مارس، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة عقود. وحتى الآن، يؤكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن التوقعات التضخمية لا تزال مستقرة على المدى الطويل.

قد يبدأ الفيدرالي قريباً بإبطاء وتيرة تقليص ميزانيته العمومية، وهي العملية المعروفة باسم التشديد الكمي، أو حتى تعليقها تماماً. يعود ذلك إلى المخاوف من أن عدم اليقين بشأن سقف الديون قد يسبب اضطرابات في سوق السندات الحكومية.

ويتوقع عدد من الاقتصاديين والمحللين إعلاناً قريباً حول تغييرات في سياسة الميزانية العمومية، ربما في الأشهر القليلة القادمة، أو حتى في اجتماع هذا الأسبوع.

تصنيفات

قصص قد تهمك

توقعات بخفض الفيدرالي الأميركي الفائدة مرتين بدءاً من سبتمبر

استطلاع "بلومبرغ نيوز": خبراء الاقتصاد يرجحون تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماع الأسبوع المقبل

time reading iconدقائق القراءة - 5
مبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، واشنطن، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
مبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، واشنطن، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المتوقع أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال النصف الأول من العام الجاري، قبل أن يُجري تخفيضين بدءاً من سبتمبر المقبل، وفق استطلاع أجرته "بلومبرغ نيوز" لآراء خبراء اقتصاد.

أشار مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى احتمال التوقف عن إجراء تعديل لفترة من الزمن، وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، لا سيما المتعلقة بالتجارة. أظهرت نتائج الاستطلاع أن هذه السياسات -سواء التي طُرحت كمقترحات أو التي نُفذت بالفعل- دفعت معظم خبراء الاقتصاد لتخفيض توقعاتهم للنمو، مع رفع تقديراتهم للتضخم في الولايات المتحدة.

الرسوم الجمركية لترمب

هدد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة أو فرضها بالفعل على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الأميركية، بما فيها الصين وكندا والمكسيك، لكنه كثيراً ما غير موقفه بشأن تفاصيل خططه. أحدث هذا الغموض اضطرابات في الأسواق المالية، وأثار مخاوف من احتمال تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي مع بقاء معدلات التضخم مرتفعة، وهي حالة يطلق عليها خبراء الاقتصاد "الركود التضخمي".

أوضح سكوت أندرسون، كبير خبراء الاقتصاد الأميركيين في "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets): "يمر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بموقف صعب للغاية حالياً، إذ يواجه توقعات تضخم أكثر ارتفاعاً بوقت ما يزال فيه التضخم الأساسي أعلى كثيراً من هدفه متوسط الأجل. تزيد حالة عدم اليقين بشأن حجم ومدى وأهداف الرسوم الجمركية المستقبلية من صعوبة تكهنات السياسة النقدية، إذ يمكن أن تؤثر بصورة كبيرة على توقعات الأسواق المالية".

أظهر الاستطلاع -الذي أُجري في الفترة من 7 إلى 12 مارس الجاري- أن الغالبية العظمى من المشاركين يرون أن المخاطر المتعلقة بالتضخم والبطالة تميل إلى الارتفاع أكثر من الانخفاض.

تثبيت أسعار الفائدة

أما بالنسبة لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي رئيس البنك جيروم باول وزملاؤه على سعر الفائدة الأساسي دون تغيير ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.5%. كما يتوقع خبراء الاقتصاد أن تعكس التحديثات الجديدة لتوقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفضين بمقدار ربع نقطة مئوية العام الحالي.

ووفقاً للتقديرات المتوسطة في الاستطلاع، من المنتظر أن تأتي التخفيضات في سبتمبر وديسمبر. وفي استطلاع أُجري في ديسمبر الماضي، توقع الاقتصاديون أن يُجري الفيدرالي ثلاثة تخفيضات في 2025، بدءاً من مارس.

كما يتوقع المشاركون في الاستطلاع أن تُظهر التوقعات الفصلية للمسؤولين زيادة طفيفة في معدل التضخم الأساسي -يستبعد الغذاء والطاقة- إلى جانب تباطؤ طفيف في النمو. لكن الغالبية لا يتوقعون تغييرات كبيرة في الخطوط العريضة لبيان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عقب الاجتماع.

يتوقع حوالي 11% من المشاركين في الاستطلاع أن يُبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وتيرة تقليص محفظة أصوله -عملية معروفة باسم "التشديد الكمي"- في اجتماع الأسبوع المقبل. فيما يرى 41% آخرون أن هذا الإجراء قد يحدث في وقت ما خلال الربع الثاني من العام الحالي.

تأثير سياسات ترمب على النظرة المستقبلية

عند النظر إلى المستقبل، يواجه صانعو السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تساؤلاً رئيسياً حول سبل التعامل مع سيناريو يبقى فيه التضخم في الولايات المتحدة مرتفعاً، بينما يضعف الاقتصاد الأميركي.

أظهر الاستطلاع أن ما يقرب من 3 أرباع المشاركين يرون أن النمو الاقتصادي في 2025 سيكون أضعف مُقارنةً بتقديراتهم في نهاية 2024، نتيجة السياسات التي نفذها ترمب أو اقترحها. كما توقع نحو ثلثي المشاركين ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة عن التقديرات السابقة.

قد أشار مسؤولو الفيدرالي عُموماً إلى أنه ما يزال من المبكر تحديد مدى تأثير سياسات ترمب على قرارات الفائدة، بينما أعربوا عن تفاؤلهم باستمرار قوة سوق العمل عموماً وتراجع التضخم في الولايات المتحدة تدريجياً.

صرح جيروم باول بوقت سابق من الشهر الحالي: "تكلفة التريث منخفضة للغاية. الاقتصاد بخير، ولا يحتاج إلى أي تدخل منا في الوقت الحالي، لذا يمكننا الانتظار، بل ويجب أن ننتظر".

سيناريو رفع أسعار الفائدة

يتوقع حوالي ثلثي المشاركين في الاستطلاع أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير إذا ضعف الاقتصاد الأميركي مع بقاء التضخم مرتفعاً. ومع ذلك، قد يدفع هذا السيناريو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع أو في وقت أقرب من المتوقع.

قالت كاثي بوستجانسيك، كبيرة خبراء الاقتصاد في "نيشن وايد" (Nationwide): "إذا حدث سيناريو الهبوط الذي نتوقعه، فسيضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى تحويل تركيزه صوب مخاطر النمو، وقد يبدأ في تخفيض الفائدة بحلول الربع الثالث". تتوقع أن يُجري بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية خلال أكتوبر من العام الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.