علم الصين قبالة المباني في منطقة لوجيازوي المالية بشنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغعلم الصين قبالة المباني في منطقة لوجيازوي المالية بشنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
يرى المستثمرون حول العالم أن الصين وهونغ كونغ تقدم فرصاً استثمارية أكثر جاذبية مقارنة بالولايات المتحدة، مما عزز مكاسب الأسواق في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لما ذكره رئيس شركة "أموندي" (Amundi SA) في آسيا.
وأكد إيدي وونغ، الرئيس التنفيذي لعمليات الشركة في آسيا: "نرى مستثمرين من كل مكان يبدأون في إدراك القيمة الجيدة التي تقدمها أسواق الصين وهونغ كونغ، وهو ما انعكس إيجاباً على أداء السوق".
ارتفع مؤشر "هانغ سنغ" في هونغ كونغ بنحو 18% منذ تولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة، ليصبح أحد أفضل المؤشرات أداءً في العالم. في المقابل، تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 6% تقريباً، متخلفاً عن غالبية المؤشرات العالمية. ويستفيد المستثمرون من التقدم الذي أحرزته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما تؤدي الحروب التجارية التي يشنها ترمب إلى تقويض الثقة في الاقتصاد الأميركي.
وفي حديثه على هامش فعالية "فاينانشيال تايمز لايف" في سنغافورة يوم الخميس، أشار وونغ إلى أن بعض المستثمرين "الحذرين" لا يزالون يدرسون قرار الاستثمار في الصين.
وأضاف: "لا أعتقد أنه اتجاه راسخ حتى الآن، لكن هناك اهتماماً وشهية متزايدة بشكل تدريجي". وتابع: "من الواضح تماماً ما تريد الصين فعله، بينما تتزايد حالة عدم اليقين في الولايات المتحدة".
تعزيز الاستثمار في الصين
وكان وونغ قد صرح في سبتمبر بأن "أموندي" لا تزال في "مرحلة التوسع" داخل الصين، حيث تسعى شركة إدارة الأصول، التي تتخذ من باريس مقراً لها، إلى استقطاب المزيد من الكفاءات لتعزيز وجودها وإطلاق المزيد من المنتجات.
أفاد وونغ أن "أموندي" سجلت تدفقات استثمارية واردة في مختلف أنحاء آسيا هذا العام، رغم بعض التحديات التي تواجهها الصين نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي.
وتدير "أموندي"، التي تبلغ قيمة أصولها المدارة عالمياً 2.24 تريليون يورو (2.4 تريليون دولار)، مشروعاً مشتركاً مع قسم إدارة الثروات في "بنك أوف تشاينا" (Bank of China)، بجانب شراكة تمويلية مع "أغريكلتشر بنك أوف تشاينا" (Agricultural Bank of China).
واختتم أن "المشاريع المشتركة تحقق نجاحاً كبيراً. ومن المهم جداً أن يكون لدينا شريك محلي يساعدنا في استكشاف الفرص الاستثمارية داخل الصين".
أوميد مالك، الشريك المؤسس ورئيس "1789 كابيتال"، من اليمين، ودونالد ترمب الابن، نائب الرئيس التنفيذي للتطوير والاستحواذ في "منظمة ترمب"، وكريستوفر بوسكيرك، كبير مسؤولي الاستثمار والشريك المؤسس لـ"1789 كابيتال"، على هامش مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في ميامي بيتش، فلوريدا، الولايات المتحدة - بلومبرغأوميد مالك، الشريك المؤسس ورئيس "1789 كابيتال"، من اليمين، ودونالد ترمب الابن، نائب الرئيس التنفيذي للتطوير والاستحواذ في "منظمة ترمب"، وكريستوفر بوسكيرك، كبير مسؤولي الاستثمار والشريك المؤسس لـ"1789 كابيتال"، على هامش مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في ميامي بيتش، فلوريدا، الولايات المتحدة - بلومبرغ
تضم قائمة الأسماء التي تصطف خلف إيلون ماسك نخبة في عالم المال، حيث تشمل "بلاك روك" (BlackRock) و"فيديلتي" (Fidelity) وعملاق رأس المال الاستثماري "سيكويا" (Sequoia). وهناك أيضاً "1789 كابيتال" (1789 Capital).
هذه الشركة الاستثمارية الناشئة اقتنصت مؤخراً فرصة قيمة مع ماسك، الذي يُعد أغنى داعم للرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث حصلت على فرصة نادرة للاستثمار المباشر في مشروعه للذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي" (xAI)، بالإضافة إلى شركته الناشئة "سبيس إكس" (SpaceX) التي تبلغ قيمتها نحو 350 مليار دولار.
ما يمنح "1789 كابيتال" تميزاً إضافياً هو ارتباطها بدونالد ترمب الابن، نجل الرئيس الأميركي، الذي يُنظر إليه باعتباره الوريث السياسي لحركة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً". واليوم، أصبح الوجه البارز لما يصفه أنصاره بـ"الاقتصاد الأميركي الموازي" الذي يستهدف مؤيدي ترمب.
كان ترمب الابن واضحاً، فدوره في "1789 كابيتال" لم يكن تحليل الأرقام أو تفحصها كما يفعل معظم المستثمرين، بل تحقيق الأرباح للشركة عبر الاستفادة من النظام البيئي لحركة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً" واستغلال شبكتها الواسعة من المستثمرين ذوي العقلية الربحية مثل ماسك.
تحويل السياسة إلى فرصة مربحة
لا أحد يفهم رؤية ترمب والمسار الذي قد تسلكه إدارته الثانية على الصعيدين الوطني والعالمي كما يفعل نجله الأكبر. ومع ذلك، بدلاً من البقاء في قلب واشنطن، اختار ترمب الابن الآن الانتقال إلى مهمة جديدة، وهي تحويل رؤية والده لأميركا إلى فرصة مربحة.
في ظل سعي الشركات الكبيرة والصغيرة للتكيف مع نفوذ بترمب، يمكن أن يكون تأييد ترمب الابن عاملاً حاسماً في تحديد من يحصل على فرص استثمارية مربحة، مثل الوصول إلى "إكس إيه آي" و"سبيس إكس" التابعتين لماسك، ومن يتم استبعاده تماماً. وكما هو الحال مع والده وشقيقه إريك، الذي يدير أعمال ترمب العقارية، تجاهل ترمب الابن المخاوف المتعلقة بالعدد غير المسبوق من تضارب المصالح داخل العائلة الرئاسية.
أما ما يُعرف بالاقتصاد الموازي، وهو في جوهره مشاريع يمينية تُقدم نفسها كبدائل للشركات التقليدية، بدءاً من منصات التواصل الاجتماعي إلى التجارة الإلكترونية وصناديق الاستثمار، فلم يؤتِ ثماره دائماً بالنسبة للعامة. في الواقع، تكبد المساهمون في بعض الأحيان خسائر فادحة بعد سحب الداعمين الأوائل البارزون لاستثماراتهم.
"1789 كابيتال" تتوسع في عهد ترمب
بعد مرور شهرين فقط على الولاية الثانية لترمب، أصبحت "1789 كابيتال" في موقع فريد لا يتمتع به سوى القليل من الشركات الأخرى. فمقرها في بالم بيتش، على بعد ميلين فقط من مار إيه لاغو، يضعها بالقرب من قلب شبكة ترمب، مع روابط واسعة وعميقة داخل هذا العالم.
وتأسست الشركة قبل ثلاث أعوام على يد أوميد مالك، وهو متبرع بارز لحملة ترمب ومسؤول تنفيذي سابق في "بنك أوف أميركا" (Bank of America)، وكريس بوسكيرك، الذي أسس "روكبريدج نتورك" (Rockbridge Network)، وهي منظمة محافظة قوية، بالتعاون مع نائب الرئيس الحالي جيه دي فانس، والمانحة الجمهورية البارزة ريبيكا ميرسر "بيكا"، التي تلعب دوراً رئيسياً في عم شبكة "بريتبارت" (Breitbart) المحافظة التابعة لستيف بانون، وهي أيضاً ابنة قطب صناديق التحوط روبرت ميرسر.
مالك وليزا ماكجيو، الرئيسة التنفيذية لـ'إتش إس بي سي يو إس' خلال مؤتمر 'مبادرة مستقبل الاستثمار' في ميامي، الولايات المتحدة خلال فبراير - بلومبرغ
وُلدت فكرة "1789 كابيتال" أثناء احتساء القهوة في لقاء خاص في بالم بيتش عام 2022 لمجموعة "روكبريدج"، وهي مجموعة سرية تضم نخبة من المديرين التنفيذيين الأثرياء في قطاع التكنولوجيا وحلفاء لهم وقوة مؤثرة داخل فئة المانحين في الحزب الجمهوري.
وفقاً لرواية مالك، اجتمع المؤسسون الثلاثة، مع بليك ماسترز، وهو أحد تلامذة بيتر ثيل وجمهورياً داعماً لترمب الذي كان يخوض سباق انتخابات مجلس الشيوخ آنذاك، لمناقشة مسألة توسع نفوذ الحكومة، وسُبل استخدام القطاع المالي لـ"الحفاظ على الحرية".
يقول مالك: "كنا نعلم أننا نمثل الأغلبية الصامتة". ومن هذا المنطلق، قرروا إطلاق شركتهم الاستثمارية الخاصة، واختاروا اسم "1789 كابيتال" تيمناً بالعام الذي قُدمت فيه "وثيقة الحقوق" (Bill of Rights). (ماسترز يشغل مقعداً في مجلس إدارة الشركة).
دور ترمب الابن في "1789 كابيتال"
في نوفمبر الماضي، وبعد أيام قليلة من فوز والده مجدداً بالرئاسة، انضم ترمب الابن، البالغ من العمر 47 عاماً، رسمياً إلى "1789 كابيتال". هذه الخطوة فاجأت الكثيرين في واشنطن، حيث كان المطلعون في الأوساط السياسية يتوقعون بقائه قريباً من الإدارة الجديدة، خاصة بعد دوره في دعم فانس لشغل منصب نائب الرئيس. ومع ذلك، صرح نجل الرئيس الأميركي بأنه لم يزر البيت الأبيض منذ حفل التنصيب.
يؤكد ترمب الابن أنه قادر على اكتشاف المتصنعين والانتهازيين والتمييز بين المؤيدين الحقيقيين لحركة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً" وأولئك الذين يدعون الولاء. كما يشدد على أن الالتزام ببرنامج "أميركا أولاً"، أو على العكس أي إشارة إلى الشك، قد تجعل الصفقة ناجحة أو فاشلة.
دونالد ترمب الابن في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024 - بلومبرغ
يقول ترمب الابن: "رفضت صفقات كبرى لأن مبادئها لم تكن متوافقة معي. هناك أشخاص انضموا مؤخراً إلى حركة اجعل أميركا عظيمة مجدداً، لكنني لست متأكداً مما إذا كانوا يؤمنون بها حقاً".
في هذا السياق، رفضت "1789 كابيتال" دعوة للاستثمار في "أوبن إيه آي" (OpenAI)، ويرجع ذلك إلى النزاع المستمر بين ماسك والمؤسس سام ألتمان، ولأنه تبرع للحملة الانتخابية لجو بايدن لعام 2024، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. ولم تؤثر مبادرات ألتمان الأخيرة للتقرب من الإدارة على وجهة نظر الشركة.
وكما يؤكد ترمب الابن، فإن "الأصالة شرط أساسي لتحقيق الازدهار".
"مغناطيس" للصفقات والمستثمرين
دور ترمب الابن في "1789 كابيتال" سيكون أشبه بمغناطيس لجذب الصفقات والمستثمرين إلى الشركة، مستفيداً من نفوذه داخل حركة "اجعل أميركا عظيمة مجدداً". وقبل عودة والده إلى البيت الأبيض، تمكنت الشركة من جمع حوالي 200 مليون دولار، وهو مبلغ ضئيل وفقاً لمعايير وول ستريت.
كان من بين الداعمين الأوائل للشركة تشارلي كيرك، مؤسس منظمة الشباب المحافظة البارزة بالبلاد، ومارك أندريسن، المستثمر البارز في رأس المال المغامر، الذي ساهم في دفع وادي السيليكون نحو التوجهات اليمينية، وكذلك كلاي ترافيس، الذي يُنظر إليه كخليفة رمزي لنجم الراديو اليميني رش ليمبو.
منذ يوم التنصيب، جمعت "1789 كابيتال" 500 مليون دولار إضافية، ووصل عدد مستثمريها الآن إلى حوالي 30 مستثمراً. وتهدف الشركة إلى جمع مليار دولار لصندوقها الأول بحلول منتصف عام 2025، ثم ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار لصندوق ثانٍٍ في العام التالي، وفقاً لشخص مطلع على جهودها. (ورفضت "1789" التعليق على أي من خططها لجمع الأموال).
تسعى الشركة إلى استقطاب مجموعة من العملاء، ومن بينهم الهبات المالية وصناديق التقاعد العامة في الولايات التي تخضع لسيطرة الجمهوريين.
"1789 كابيتال" تعزز استثماراتها
يقول مالك، البالغ من العمر 45 عاماً: "نحن نبني شركة إدارة أصول كبيرة ومتعددة الاستراتيجيات. إنه مجال مفتوح أمامنا". وبينما يركز حالياً على الاستثمارات في أسهم النمو، فإنه يدرس أيضاً إطلاق صندوق للائتمان الخاص وصندوق تحوط أيضاً.
في الآونة الأخيرة، عززت "1789 كابيتال" فريقها بانضمام باول أبراهيم زاده، الخبير المخضرم من "سيتي غروب" (Citigroup). ويشدد مالك أن الشركة تبحث عن مواهب جديدة، لكن بشرط أن تتوافق أيديولوجياتهم مع توجهاتها.
يذكر مالك أنه صوت لصالح هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 لكنه تحول إلى الحزب الجمهوري عام 2019، ليصبح بذلك أكثر ارتباطاً بالدائرة المؤثرة داخل الحزب، حيث ساعد في تسهيل تحالف قبل الانتخابات بين ترمب وروبرت إف كينيدي الابن، وشارك مؤخراً في جمع أموال لحملة فيفيك راماسوامي للترشح لمنصب حاكم ولاية أوهايو.
يرى مالك أن الاستثمار على غرار "اجعل أميركا عظيمة مجددًا" يحمل إمكانات مماثلة للطفرة المتأخرة التي شهدها قطاع البيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة، والتي يسخر منها المحافظون باعتبارها جزءاً من أجندة ليبرالية "مثيرة للجدل" تهدد الرأسمالية الأميركية. لكنه على عكس هؤلاء المستثمرين، فإنه لا يتردد في الاستثمار في شركات الأسلحة أو الصناعات المرتبطة بالوقود الأحفوري.
ومع ذلك، لا يزال السجل الاستثماري لهذا النهج غير مثبت بشكل واضح. فقد استثمرت "1789 كابيتال" أكثر من 50 مليون دولار بشكل مباشر في شركتي "إكس إيه آي" و"سبيس إكس" التابعتين لماسك، وهي فرص استثمارية تتاح عادةً للمستثمرين الأثرياء الذين يتمتعون بعلاقات وثيقة مع ماسك. ولم يرد ممثلو الشركتين على طلب التعليق.
تشمل استثمارات "1789 كابيتال" الأخيرة حصة في شركة "هابي داد" (Happy Dad)، وهي علامة تجارية لمشروب سيلتزر القوي أسسها نجوم اليوتيوب اليمينيون نيلك بويز (قاموا بتغليف عبوة المشروب بحيث تبدو مثل زجاجة بيرة "لأننا سئمنا من عبوات المشروبات النحيفة السخيفة"). كما استثمرت في "إنهانسد غيمز" (Enhanced Games)، وهي شركة ناشئة تتطلع إلى تنظيم مسابقة على غرار الأولمبياد، لكن مع السماح للرياضيين باستخدام العقاقير المعززة للأداء. وكذلك في "بولي ماركت" (Polymarket)، وهي منصة مراهنات قائمة على العملات المشفرة، والتي لاقت اهتماماً واسعاً خلال الحملة الرئاسية لعام 2024.
يجيد ترمب الابن مهارة جذب الانتباه وتوجيهه لصالحه. فمع 14.6 مليون متابع على منصة "إكس" (X) و8.9 مليون آخرين على "إنستغرام"، بالإضافة إلى بودكاست، يؤكد أنه قادر على استقطاب العملاء والمستثمرين المحتملين إلى تلك الشركات التي يدعمها.
وتتطلع "1789 كابيتال" إلى التوسع في قطاع الخدمات المصرفية. فمع توجه إدارة ترمب نحو تخفيف القيود التنظيمية في القطاع المالي، تبحث الشركة عن أهداف للاستحواذ عليها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. ويأتي هذا التوجه في ظل شكاوى الجمهوريين، بدءاً من الرئيس ترمب وصولاً إلى القاعدة الحزبية، من أن المؤسسات المالية الكبرى في الولايات المتحدة تستبعد بعض الأفراد والشركات لأسباب سياسية.
رغم ارتباطها الوثيق بعائلة ترمب، تتجنب "1789 كابيتال" الاستثمار في "ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب" (Trump Media & Technology Group)، الشركة المالكة لمنصة "تروث سوشيال" (Truth Social). ويشغل دونالد ترمب الابن مقعداً في مجلس إدارة الشركة، كما يشرف على حصة والده التي تبلغ 2.6 مليار دولار.
يؤكد مالك أن "1789 كابيتال" ليس لديها خطط للاستثمار إلى جانب "ترامب ميديا"، كما أن ترمب الابن سيتجنب المواقف التي تتطلب التعامل المباشر مع الحكومة الفيدرالية.
الاستثمار في "رامبل" و"بابليك سكوير"
يتمتع مالك وبوسكيرك وترمب الابن بخبرة سابقة في الاستثمار في الشركات الناشئة. فـبوسكيرك، الذي اشتهر بصفته محرراً وناشراً لمجلة "أميركان غريتنس" (American Greatness)، يقول إنه استثمر في حوالي 25 شركة على مدار العقد الماضي. ومن بين تلك الشركات "رامبل" (Rumble)، وهي منصة فيديو يمينية طرحت للتداول بدعم من "كانتور فيتزغيرالد" (Cantor Fitzgerald)، وهي مؤسسة في وول ستريت يديرها منذ فترة طويلة هاوارد لوتنيك، والذي يشغل حالياً منصب وزير التجارة في إدارة ترمب.
بينما يؤكد بوسكيرك أنه حقق أرباحاً من استثماره في "رامبل" (رغم أنه رفض تقديم تفاصيل)، إلا أنها كانت استثماراً خاسراً بالنسبة لمساهميها. فقد انخفضت قيمة أسهمها بحوالي 50% منذ دخول الصفقة حيز التنفيذ في سبتمبر 2022، حتى مع ارتفاع سوق الأسهم الأميركية الأوسع نطاقاً.
اعتمد مالك على هيكل استثماري مشابه، مستخدماً شركة استحواذ ذات أغراض خاصة (SPAC)، لإدراج "بي إس كيو هولدينغز" (PSQ Holdings)، وهي الشركة الأم لمنصة "بابليك سكوير" (PublicSquare)، وهي سوق إلكترونية معادية للدعوات المجتمعية المثيرة للجدل.
بعد انتخابات نوفمبر، أضافت "بي إس كيو" على الفور نجل الرئيس الأميركي إلى مجلس إدارتها، حيث كان بالفعل مستثمراً في الشركة. وأدى هذا القرار إلى ارتفاع مؤقت في سعر السهم، لكن هذه المكاسب تلاشت سريعاً، حيث فقدت الشركة حوالي 91% من قيمتها منذ طرحها للاكتتاب العام.
وأصبح مالك بصدد استخدام شركة استحواذ ذات أغراض خاصة أخرى لإدراج "غراب أيه غن" (GrabAGun)، وهو متجر إلكتروني لبيع الأسلحة بالتجزئة. ويشغل ترمب الابن منصب مستشار في الشركة.
هاوارد لوتنيك ودونالد ترمب خلال إعلان استثماري في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض خلال مارس - بلومبرغ
الاستثمار في الاقتصاد الموازي
سعى مستثمرون آخرون للانخراط في اقتصاد "اجعل أميركا عظيمة مجدداً". فقد أطلقت شركة "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz) صندوقاً استثمارياً يحمل اسم "أميركان ديناميسم" (American Dynamism) لدعم الشركات "التي تخدم المصلحة الوطنية".
كذلك، سلك جو لونسديل، المستثمر في وادي السيليكون وأحد مؤيدي ترمب وأصدقاء ماسك، المسار نفسه. وتؤكد شركته "8 في سي" (8VC) عبر موقعها الإلكتروني أن "المُثل الأميركية تستحق السعي من أجلها".
وجدت هذه الشركات نفسها بالفعل في بعض الصفقات المشتركة مع "1789 كابيتال" (ومن بين الأمثلة على ذلك منصة النشرة الإخبارية "سابستاك" (Substack) والصيدلية الرقمية "بلينك أر إكس" (BlinkRx)).
يشغل ترمب الابن عدة مناصب في آنٍ واحد. فإلى جانب دوره في "1789 كابيتال"، يعمل أيضاَ مستشاراً في "كالشي" (Kalshi)، وهي منصة أخرى قائمة على التنبؤات، وكذلك "أنيوجوال ماشينز" (Unusual Machines)، وهي شركة متخصصة في تصنيع الطائرات المُسيرة والمكونات المرتبطة بها.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد هو وشقيقه إريك مستثمرين شخصيين في "دوميناري هولدينغز" (Dominari Holdings)، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية تحولت إلى شركة تكنولوجيا مالية. (وارتفع سهم الشركة في فبراير عقب الإعلان عن انضمام عائلة ترمب إلى مجلسها الاستشاري).
علاوة على ذلك، لا يزال ترمب الابن يحتفظ بمنصبه كنائب الرئيس التنفيذي في "منظمة ترمب" (Trump Organization).
لكن، وعلى طريقة ترمب المعتادة، أكد ترمب الابن أنه لا ينوي الحد من نشاطه، قائلاً: "نحن نؤمن حقاً بالاقتصاد الموازي".
نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.