واشنطن: التعاون مع السعودية مهم

يأتي الاتصال وسط حراك دبلوماسي كبير في السعودية التي تستضيف محادثات بشأن أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركية - بلومبرغ
سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركية - بلومبرغ
المصدر:

الشرق

شدد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت خلال اتصال مع وزير المالية السعودي محمد الجدعان، على أهمية التعاون مع المملكة لمواجهة التحديات والفرص الجديدة في الشرق الأوسط والعالم.

من جهته، أشار وزير المالية السعودي إلى أن الاتصال بحث أهمية العلاقات الثنائية بين المملكة وواشنطن، وسبل تعزيز التعاون بينهما لتحقيق المصالح المشتركة، بالإضافة إلى التطورات المالية والاقتصادية على الصعيدين العالمي والإقليمي.

يأتي هذا الاتصال وسط حراك دبلوماسي كبير في السعودية التي تستضيف محادثات بشأن أوكرانيا.

والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، واستعراضا "أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة، وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات"، وفق وكالة الأنباء السعودية. 

كما أفادت الوكالة بأن الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تبادلا وجهات النظر بشأنها، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار.

لقاء مع رئيس أوكرانيا

وفي لقاء منفصل، استقبل ولي العهد السعودي أيضاً رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، و"تم استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث آخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية".

الأمير محمد بن سلمان أكد على حرص المملكة ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام، في حين عبّر الرئيس الأوكراني عن "الشكر والتقدير" لجهود المملكة، منوهاً بـ"الدور المحوري للمملكة في منطقة الشرق الأوسط والعالم".

من جهته، قال زيلينسكي إنه عقد "اجتماعاً مثمراً" مع ولي العهد السعودي، حيث ناقشا "جميع القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال، سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو في إطار التعاون مع الشركاء"، مثنياً على جهود ولي العهد في تعزيز فرص السلام الحقيقي.

وأضاف زيلينسكي أن بلاده "تقدر استعداد السعودية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثمار في أوكرانيا"، كاشفاً أنه ناقش مع ولي العهد السعودي المجالات الرئيسية للاستثمار بما في ذلك الأمن والطاقة والبنية التحتية.

وتابع: "لدينا رؤية مشتركة مع السعودية للتنمية الاقتصادية والتعاون خاصة في ما يتعلق بإعادة إعمار أوكرانيا".

ترمب يخطط لزيارة السعودية

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إنه سيزور السعودية خلال الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعد محدد.

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها ترمب عن إمكانية زيارته للمملكة، إذ أشار في 12 فبراير إلى أنه قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في السعودية، "في وقت ليس ببعيد".

وكان ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد قال إنه يجري مناقشات مع أوكرانيا بشأن إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب التي استمرت ثلاث سنوات مع روسيا، ومن المقرر عقد الاجتماع الأسبوع المقبل مع الأوكرانيين في السعودية.

ترمب الذي يضغط للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لفت في تصريحاته أيضاً إلى أن كييف تريد اتفاقاً، وذلك بعدما انهارت المفاوضات في البيت الأبيض إثر مشادة على الهواء بين الرئيسين الأميركي والأوكراني. 

ألغت هذه المشادة توقيع اتفاق المعادن الذي تعتبره الولايات المتحدة أساسياً لمواصلة دعمها لأوكرانيا. وطالبت أوكرانيا الولايات المتحدة بتقديم ضمانات أمنية، وهو ما رفضت الولايات المتحدة تقديمه معتبرة أن هذه المهمة ملقاة على عاتق أوروبا.

كانت المملكة وبتوجيه من ولي العهد السعودي، استضافت في فبراير الماضي، جولة أولى من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، بمشاركة وزير خارجية أميركا ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف. 

وصف ترمب الجولة الأولى بـ"التاريخية"، معرباً عن شكره بشكل خاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على استضافة المحادثات. وقال الرئيس الأميركي إن "السعودية بلد عظيم، ويتمتع بقيادة عظيمة"، مضيفاً أن "الرياض قامت بعمل عظيم لعقد هذه المحادثات".

العلاقات السعودية الأميركية 

ترتبط السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تمتد على مدى 8 عقود.

في يناير الماضي، أعربت السعودية عن رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات، مرشحة للارتفاع في حال أُتيحت فرص إضافية، في وقت كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة تتجاوز 770 مليار دولار.

وخلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأميركية.

أظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأميركية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو 6 مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته. 

كما زادت المملكة من حيازتها من سندات الخزانة الأميركية في أكتوبر إلى أعلى مستوى في 4 سنوات. وبحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، زادت حصة سندات الخزانة الأميركية من إجمالي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي، إلى حوالي 35%.

تزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأميركية العام الماضي؛ حيث يمتلك المركزي حالياً سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار، على الرغم من انخفاض إجمالي الأصول الأجنبية إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير.

تصنيفات

قصص قد تهمك

وزير الاستثمار السعودي لـ"الشرق": نسعى لجذب المكاتب العائلية الأميركية

السعودية تعتزم فتح مكتب استثماري في ميامي لمواكبة المستثمرين السعوديين نحو أميركا الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 3
المصدر:

الشرق

تسعى السعودية لجذب المكاتب العائلية الأميركية للاستثمار فيها بخلاف الشركات متعددة الجنسيات والصناديق الاستثمارية، بحسب خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، في مقابلة مع "الشرق" على هامش مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي نُظمت في ميامي هذا الأسبوع.

يُقدر عدد المكاتب العائلية في أميركا الشمالية بنحو 3180 مكتباً، من إجمالي ثمانية آلاف عبر العالم، بحسب أرقام شركة "ديلويت" لعام 2024. وتدير هذه المكاتب 3.1 تريليون دولار من الأصول، ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم بنسبة 73% إلى 5.4 تريليون دولار بنهاية العقد الجاري.

للنجاح في هذا الرهان، أعلنت السعودية عن افتتاح مكتب استثماري في ميامي، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأميركية ومواكبة المستثمرين السعوديين للتوجه نحو أسواق جديدة ذات جاذبية، خصوصاً أميركا الجنوبية.

قال الفالح إن المكتب سيعمل على جذب شرائح جديدة من المستثمرين، تتضمن أيضاً الشركات المتوسطة الابتكارية، خصوصاً أن الولايات المتحدة هي أكبر بلد تزدهر فيه هذه الشركات التي تُحدث أثراً كبيراً في الاقتصادات.

تمثل الاستثمارات الأميركية المباشرة في السعودية أكثر من 50 مليار دولار، مشكلةً نحو 25% من رصيد الاستثمار الأجنبي في البلاد، بحسب الوزير السعودي.

رهان السعودية على ميامي يرجع أيضاً إلى كونها مقراً للكثير من الصناديق والشركات والبنوك من أميركا الجنوبية بحسب الوزير. وقال إن "هذه المنطقة مهمة وتتزايد أهميتها بفضل الإمكانيات التي توفرها للاستثمار في قطاعات الزراعة والمعادن والطاقة المتجددة".

فرص الاستثمار في السعودية

قال الوزير إن أميركا تعتبر أكبر مستثمر دولي من خلال الصناديق الاستثمارية التي تدير تريليونات من الدولارات التي تبحث عن جهة آمنة وسريعة النمو للاستثمار. وأضاف: "السعودية هي الأكثر استقراراً وأمناً وتوفر فرصاً في عدد من القطاعات النامية الجديدة، مثل التقنية والذكاء الاصطناعي والصحة والصناعة الحيوية والقطاع المالي والنقل والخدمات اللوجستية والمعادن والاقتصاد الأخضر".  

الفالح أشار إلى نجاح مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" من خلال استقطابها لأكثر من 1500 مشارك معتبراً أن الحدث أصبح علامة تجارية عالمية ناجحة، وقال إن "مشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لها دلالة تقديرية لمنظومة المؤتمر وصندوق الاستثمارات العامة تحت مظلة السعودية".

"إيمان إدارة الرئيس الأميركي بأن الاقتصاد هو الأساس، وبأهمية القطاع الخاص والكفاءة والإنتاجية وفتح المجال للشركات سيعطي دفعة قوية للاقتصادات بشكل عام والسعودية مستفيدة من هذا الأمر"، بحسب الوزير السعودي.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.