"الهند" الهدف المقبل لرسوم ترمب.. ومودي يسعى للإعفاء

الرئيس انتقد الرسوم الهندية المرتفعة على البضائع الأميركية ونيودلهي مستعدة للتفاوض

time reading iconدقائق القراءة - 3
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء مع  رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في حيدر أباد هاوس، نيودلهي، الهند خلال عام 2020 ( صورة أرشيفية) - بلومبرغ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في حيدر أباد هاوس، نيودلهي، الهند خلال عام 2020 ( صورة أرشيفية) - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداته للرسوم الجمركية المرتفعة التي تفرضها الهند، مشيراً إلى أنها لا تزال مستهدفة بالرسوم الانتقامية المقرر دخولها حيز التنفيذ في 2 أبريل.

وخلال فعالية في المكتب البيضاوي يوم الخميس، وصف ترمب الهند بأنها "دولة تفرض رسوماً جمركية مرتفعة للغاية"، مشيراً إلى أن الرسوم الانتقامية المقبلة ستكون "الأكبر" ضمن سلسلة من الرسوم التي تعهد بفرضها. ومن المتوقع أن تتأثر الهند بشكل كبير بهذه الرسوم، نظراً لارتفاع الرسوم الجمركية التي تطبقها مقارنة بالولايات المتحدة.

تأتي تصريحات ترمب في إطار تصعيد جديد ضد الحواجز التجارية التي تفرضها الهند، والتي يرى أنها تضر الشركات الأميركية بشكل غير عادل. وتتزامن هذه التصريحات مع زيارة وزير التجارة الهندي بيوش غويال إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، حيث يلتقي مع مسؤولين في إدارة ترمب لمناقشة السياسات التجارية بين البلدين.

وخلال اجتماع في البيت الأبيض في فبراير، توصل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي وترمب إلى اتفاق لتعزيز التجارة الثنائية بين البلدين إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030، والتفاوض على اتفاق تجاري بحلول خريف هذا العام.

ويأمل المسؤولون الهنود أن تسهم المناقشات الجارية بشأن هذا الاتفاق في الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية المقرر فرضها في 2 أبريل.

ترمب يستهدف دولاً أخرى

لم تقتصر انتقادات ترمب يوم الخميس على الهند، بل استهدف أيضاً الصين. كما وصف كندا بأنها "دولة ذات رسوم مرتفعة"، مشيراً إلى أن رسومها المفروضة على الحليب والأخشاب مرتفعة للغاية.

ورغم أنه لم يكشف ما إذا كانت هناك دول ستحصل على إعفاء من الرسوم الانتقامية، إلا أن ترمب أعلن يوم الخميس عن إعفاءات كبيرة لكل من المكسيك وكندا، اللتين تعدان أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة. وشمل هذا القرار استثناء البضائع القادمة من هاتين الدولتين والمشمولة في اتفاقية التجارة لأميركا الشمالية "USMCA" من رسومه البالغة 25%.

مودي يخطب ود واشنطن

اتخذت حكومة مودي عدة خطوات خلال الأسابيع الأخيرة لتحسين العلاقات مع إدارة ترمب. وشملت هذه الجهود خفضاً واسعاً في الرسوم الجمركية على منتجات مثل الدراجات النارية الفاخرة والويسكي، إلى جانب تعهدات بزيادة واردات الطاقة والأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية.

أبدت نيودلهي استعدادها لإجراء مزيد من التخفيضات في الرسوم الجمركية. وأفادت "بلومبرغ نيوز" الأسبوع الماضي بأن المسؤولين الهنود ناقشوا تقليل الرسوم المفروضة على السيارات وبعض المنتجات الزراعية والمواد الكيميائية والأدوية الحيوية، بالإضافة إلى بعض الأجهزة الطبية والإلكترونيات.

يمثل الحفاظ على وصول المنتجات الهندية إلى السوق الأميركية أولوية قصوى لحكومة مودي، خاصة مع نمو حجم التجارة بين البلدين إلى 127 مليار دولار في عام 2023، مما يجعل الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند ويضع ضغوطاً على نيودلهي لإبرام اتفاق قريباً. لكن في المقابل، لا تزال الهند تاسع أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الهند ترفع واردات النفط والغاز الأميركية لتجنب الرسوم الانتقامية

ترمب ومودي تعهدا في بيان مشترك بزيادة صفقات الطاقة وتعزيز دور الولايات المتحدة التجاري

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشاة يسيرون على طريق يمر عبر صهاريج تخزين في منشأة شركة النفط الهندية 'إنديان أويل' بالقرب من ميناء جواهر لال نهرو، الهند - المصدر: بلومبرغ
مشاة يسيرون على طريق يمر عبر صهاريج تخزين في منشأة شركة النفط الهندية 'إنديان أويل' بالقرب من ميناء جواهر لال نهرو، الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وافقت الهند على زيادة واردات النفط والغاز من الولايات المتحدة في محاولة لتقليص اختلال الميزان التجاري بين الدولتين، وتجنب فرض رسوم انتقامية محتملة.

قال وزير خارجية الهند، فيكرام ميسري، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن الخميس بعد اجتماع رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب،"أعتقد أننا استوردنا منتجات طاقة أميركية بنحو 15 مليار دولار. هناك احتمال كبير لارتفاع هذا الرقم إلى ما يصل إلى 25 مليار دولار"، و"من الممكن أن تسهم زيادة واردات الطاقة في التأثير على عجز الميزان التجاري بين الهند والولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: وكالة الطاقة: واردات الغاز الهندية ستزيد أكثر من الضعف بحلول 2030

أشارت الشركات الحكومية الحاضرة في مؤتمر "أسبوع الطاقة الهندي" المقام في نيودلهي هذا الأسبوع إلى أنها ستسعى إلى شراء كميات أكبر من النفط والغاز المسال من الولايات المتحدة. وتخوض شركة "إنديان أويل" (Indian Oil) مفاوضات مع "تشينيير إنرجي" حول اتفاق طويل الأجل لتوريد الغاز المسال، فيما كشف رئيس مجلس إدارة "غايل إنديا" (Gail India)، سانديب غوبتا، عن أن الشركة جددت خطط الاستحواذ على حصة في منشأة تسييل في الولايات المتحدة.

واردات الطاقة الهندية من أميركا

في البيان المشترك الذي أصدره الزعيمان، تعهد مودي وترمب بتعزيز تجارة الطاقة "لترسيخ مكانة الولايات المتحدة كمورد رئيسي للنفط الخام والمنتجات النفطية والغاز المسال إلى الهند"، مع زيادة الاستثمارات في البنية التحتية للوقود الهيدروكربوني.

كانت الهند أكبر مشترٍ للنفط الأميركي في 2021، حيث استوردت حوالي 406 آلاف برميل يومياً، أو ما يعادل 14.5% من إجمالي الصادرات الأميركية، بحسب بيانات شركة "كبلر" (Kpler). لكن هذا الرقم انخفض. وخلال أول 11 شهراً من 2024، مثلت الصادرات الأميركية أقل من 5% من إجمالي واردات الهند، مع عزوف مصافي التكرير عن الشراء من الموردين التقليديين والاتجاه إلى الخام الروسي الأقل سعراً.

اقرأ أيضاً: روسيا تعرض شحنات غاز خاضعة للعقوبات على مشترين هنود

وبعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات أشد صرامة على تجارة الوقود الهيدروكربوني الروسي في وقت سابق من هذا العام، تعمل الهند (ثالث أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم) على تطوير سلاسل التوريد المتعطلة سعياً للحفاظ على استمرار تدفقات الخام الأقل سعراً.

قلق هندي من الرسوم الانتقامية

تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للهند بعد الصين، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة ما بين شهري أبريل ونوفمبر 2024 إلى 82.5 مليار دولار. غير أن صادرات الهند استقرت عند 52.9 مليار دولار مقابل مجموعة من المنتجات المستوردة بقيمة 29.6 مليار دولار، ما أدى إلى فجوة قد تعرض الدولة الجنوب آسيوية إلى فرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية انتقامية.

وتراجع التفاؤل الأولي للهند تجاه رئاسة ترمب نتيجة المخاوف من حرب تجارية وشيكة، وسياسات مرتبطة بالهجرة تستهدف مواطنيها. وأملاً في تجنب القيود التجارية، قدمت الحكومة تنازلات، مثل تقليص الرسوم الجمركية والخفض التدريجي للتعريفات الجمركية الإضافية على الواردات.

قال ترمب الخميس إن مودي وافق على بدء المفاوضات لمعالجة عجز الميزان التجاري الأميركي، بينما لام الهند على الرسوم الجمركية المرتفعة التي أدت إلى فرض الولايات المتحدة تعريفات انتقامية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.