كندا تشترط إزالة كل رسوم ترمب لإلغاء تعريفاتها

وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكنسون: تصرفات ترمب ألحقت ضرراً دائماً بالعلاقة بين البلدين

time reading iconدقائق القراءة - 5
جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي - المصدر: بلومبرغ
جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كشف مسؤول كبير في الحكومة الكندية أن رئيس الوزراء جاستن ترودو ليس منفتحاً على رفع الحزمة الكاملة من التعريفات الجمركية الانتقامية، إذا أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب أي تعريفات جمركية فرضها مؤخراً على كندا.

المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن حكومة ترودو غير متحمسة لفكرة تسوية "وسطية" في الحرب التجارية التي طرحها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك

وعلى وجه الخصوص، فإن أي سيناريو يتعين فيه على كندا إلغاء كل تعريفاتها الانتقامية، في مقابل تراجع جزئي عن التعريفات الأميركية، سيرفضه رئيس الوزراء الكندي، وفق المسؤول.

فرضت إدارة ترمب تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات الأميركية من السلع الكندية، باستثناء منتجات الطاقة مثل النفط والغاز الطبيعي، والتي تبلغ نسبتها 10%.

ردت حكومة ترودو برسوم جمركية مضادة على سلع أميركية قيمتها 30 مليار دولار كندي (20.8 مليار دولار)، بما في ذلك مستحضرات التجميل والإطارات والفواكه والنبيذ.

إعفاءات جزئية

وقالت إدارة ترمب يوم الأربعاء، إنها ستعفي شركات صناعة السيارات من هذه التعريفات لمدة شهر، بموجب اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهي اتفاقية وقعها ترمب في عام 2020.

ستتوسع التعريفات المضادة الكندية إلى سلع قيمتها 125 مليار دولار كندي إضافية في وقت لاحق من شهر مارس. تشمل المرحلة الثانية مجموعة كبيرة من الفئات، بما في ذلك السيارات والشاحنات المصنوعة في الولايات المتحدة والألمنيوم، وقائمة طويلة من المنتجات الغذائية والزراعية.

أبلغ لوتنيك تلفزيون "بلومبرغ" في وقت سابق من يوم الأربعاء، أن ترمب يفكر في تخفيف التعريفات الجمركية على قطاعات معينة، بما في ذلك السيارات.

وقال لوتنيك "ستكون هناك تعريفات جمركية، لكن ما يفكر فيه الرئيس هو أي قطاعات قد يتم إعفائها حتى نصل بالطبع إلى الثاني من أبريل". مضيفاً: "أعتقد أنه سيكون في المنتصف في مكان ما".

"ليست حرباً تجارياً"

لوتنيك أشار إلى أن تصرفات الولايات المتحدة ليست حرباً تجارية، بل "حرب مخدرات" تهدف إلى وقف تدفق "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة، وخفض معدل الوفيات بسبب جرعات زائدة من المخدرات في أميركا.

لكن ترودو رفض هذه الفرضية، مشيراً إلى إحصائيات وكالة الحدود الأميركية التي تظهر أن عناصر إنفاذ القانون يعثرون على كميات صغيرة جداً من المخدرات على الحدود الكندية الأميركية أو بالقرب منها.

في ديسمبر، أعلن المسؤولون الكنديون عن ضخ 1.3 مليار دولار كندي في تدابير مراقبة وأمن حدودية جديدة، وزاد ترودو منذ ذلك الحين على هذه المبادرات، من خلال تخصيص المزيد من الأموال لشرطة الجريمة المنظمة، وتعيين ضابط شرطة كبير كـ"قيصر الفنتانيل" في البلاد.

قال ترودو يوم الثلاثاء في أوتاوا إن "العذر الذي قدمه ترمب لهذه التعريفات الجمركية على الفنتانيل زائف تماماً، وغير مبرر تماماً، وكاذب تماماً". وأضاف: "ما يريده هو رؤية انهيار كامل للاقتصاد الكندي، لأن هذا سيجعل من السهل ضمنا".

خلاف بين الزعيمين

تحدث ترمب وترودو عبر الهاتف يوم الأربعاء، وبعد ذلك أوضح الرئيس الأميركي الخلاف القائم بين الرجلين.

وصف ترمب ترودو مرة أخرى بأنه "حاكم"، وقال إنه "تسبب إلى حد كبير في المشاكل بسبب سياساته الحدودية الضعيفة".

كما كتب ترمب: "لم يتمكن من إخباري بموعد إجراء الانتخابات الكندية، مما جعلني أشعر بالفضول، مثل، ماذا يحدث هنا؟ أدركت بعد ذلك أنه يحاول استخدام هذه القضية للبقاء في السلطة".

تستخدم كندا النظام البرلماني، وليس لديها مواعيد انتخابات ثابتة، على الرغم من أن الانتخابات يجب أن تتم كل خمس سنوات على الأقل.

أعلن ترودو استقالته، وسيتم اختيار خليفته في 9 مارس، وسيترك رئيس الوزراء منصبه في الأيام التي تلي ذلك. ومن المرجح أن تجرى انتخابات وطنية في غضون أشهر.

"لا ثقة" مرة أخرى

بالإضافة إلى مكالمة ترمب-ترودو، تحدث لوتنيك مع وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك، وأجرى وزير الخارجية ماركو روبيو مكالمة مع نظيرته ميلاني جولي، التي أوضحت أن الحكومة ليست على استعداد لتقديم تنازلات بلا مقابل.

وقالت جولي للصحفيين في تورنتو: "لن نتفاوض ضد مصالحنا أبداً". وأضافت: "ليس صحيحاً أننا سنمر بهذه الدراما النفسية كل 30 يوماً"، مضيفة: "لذا فإن هدفنا هو التأكد من إجراء محادثات لإعادة المزيد من اليقين" للتجارة.

من جهته، أشار وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكنسون إلى أن تصرفات ترمب ألحقت ضرراً دائماً بالعلاقة بين البلدين، اللذين يتمتعان بتاريخ طويل من الشراكة العميقة.

وقال ويلكنسون، متحدثاً في حدث في تورنتو: "حتى لو تم سحب التعريفات الجمركية، فلن نعود أبداً إلى حيث كنا قبل ثلاثة أشهر". مضيفاً: "لن نثق بالأميركيين أبداً بالطريقة التي فعلناها".

تصنيفات

قصص قد تهمك

إدارة ترمب تبحث إعفاء منتجات زراعية كندية ومكسيكية من الرسوم

وزيرة الزراعة "متفائلة" بأن إدارة ترمب قد تقرر تقديم الإغاثة للقطاع الزراعي

time reading iconدقائق القراءة - 3
عامل يشغل آلة حصاد أثناء حصاد فول الصويا في مزرعة بولاية سان لويس بوتوسي بالمكسيك. 22 نوفمبر 2021 - بلومبرغ
عامل يشغل آلة حصاد أثناء حصاد فول الصويا في مزرعة بولاية سان لويس بوتوسي بالمكسيك. 22 نوفمبر 2021 - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إعفاء بعض المنتجات الزراعية من الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك، وذلك بعد الخطوة التي اتخذتها الإدارة يوم الأربعاء بإعفاء بعض القطاعات من ضرائب الاستيراد الجديدة الشاملة.

قالت وزيرة الزراعة الأميركية بروك رولينز لوكالة "بلومبرغ نيوز" إن "كل شيء على الطاولة" وهي "متفائلة" بأن الإدارة قد تقرر تقديم الإغاثة للقطاع الزراعي.

رولينز أشارت يوم الأربعاء في البيت الأبيض إلى أن "الإعفاءات والاستثناءات المحددة لصناعة الزراعة "قد تطال البوتاس والأسمدة وما إلى ذلك"، مضيفة: "سيتم تحديدها. نحن نثق في قيادة الرئيس في هذا الشأن. أعلم أنه يركز بشكل مفرط على هذه المجتمعات".

كانت رولينز في البيت الأبيض للقاء ترمب ومسؤولين آخرين، بهدف مناقشة الخطوات المقبلة. في وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلنت إدارة ترمب أنها ستؤجل لمدة شهر التعريفات الجمركية على واردات السيارات من المكسيك وكندا، بعد مناشدات من المسؤولين التنفيذيين في الصناعة لمزيد من المرونة.

منتجات ضرورية لزراعة المحاصيل الأميركية

تأتي هذه التحركات بعد يوم واحد من فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 25% على الجارتين في أميركا الشمالية -أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة- كجزء من محاولة واسعة النطاق لاستخدام رسوم الاستيراد لزيادة الإيرادات، وإقناع الشركات بإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة.

أثارت الرسوم الجمركية تقلبات في الأسواق العالمية، حيث ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 1% يوم الأربعاء، بعد انزلاق دام يومين.

ناشد المشرعون من الولايات ذات المصالح الزراعية القوية، إدارة ترمب بأن تستثني الأسمدة والمنتجات الأخرى التي تُعتبر بالغة الأهمية لزراعة المحاصيل.

اضطرابات تجارية بسبب الرسوم

مضى ترمب قدماً في تهديداته بفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق في ولايته الثانية، رافضاً تحذيرات خبراء الاقتصاد من أن هذه التدابير قد تؤدي إلى تأجيج التضخم وتوترات في العلاقات مع حلفاء مهمين. 

أدت الرسوم الجمركية الانتقامية بالفعل إلى محو المكاسب التي تحققت هذا العام في أسعار الذرة وفول الصويا، ومن المتوقع أن تنخفض الإيرادات من المحاصيل للعام الثالث، في عام 2025.

سنت الصين بالفعل تدابير مضادة على مجموعة من السلع بما في ذلك فول الصويا ولحم الخنزير ولحم البقر. كما ردت كندا برسوم على سلع أميركية بقيمة 107 مليارات دولار، في حين تخطط المكسيك للإعلان عن ردها يوم الأحد.

أقر ترمب، خلال خطاب مشترك أمام الكونغرس مساء الثلاثاء، بأن الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- من شأنها أن تسبب بعض "الاضطرابات" في الولايات المتحدة، لكنه قال إن الأميركيين سيتكيفون مع هذه التغييرات، وأن الرسوم الجمركية من شأنها أن تساعد في تعزيز الصناعات المحلية.

على الرغم من التأخير في فرض الرسوم الجمركية على السيارات، قال وزير التجارة هوارد لوتنيك في وقت سابق من يوم الأربعاء، إن ترمب لا يزال يمضي قدماً في فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، التي ستدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت في 2 أبريل.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.