اقتصاد كندا إلى الانكماش تحت وطأة رسوم ترمب الجمركية

الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على كندا ستخفض نمو الناتج المحلي 2 إلى 4 نقاط مئوية

time reading iconدقائق القراءة - 4
مبنى قيد الإنشاء في وسط مدينة كالجاري، ألبرتا، كندا - بلومبرغ
مبنى قيد الإنشاء في وسط مدينة كالجاري، ألبرتا، كندا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتجه الاقتصاد الكندي نحو الانكماش –الأول منذ أزمة كوفيد-19– إذا استمرت حرب الرسوم الجمركية مع أكبر شريك تجاري لها لفترة طويلة.

ويقدر الاقتصاديون أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على كندا ستخفض ما بين 2 إلى 4 نقاط مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وفرضت الإدارة رسوماً بنسبة 10% على منتجات الطاقة الكندية و25% على جميع السلع الأخرى، ابتداء من يوم الثلاثاء.

ودفع ذلك كندا إلى الرد بفرض رسوم  جمركية على سلع أميركية مبدئية بقيمة 30 مليار دولار كندي (20.8 مليار دولار أميركي)، على أن تتوسع إلى بضائع بقيمة 155 مليار دولار كندي في ثلاثة أسابيع. ويقول الاقتصاديون إنه بافتراض بقاء التعريفات كما هي، فإن هذه الإجراءات ستؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وتدفع الأسعار إلى الارتفاع.

كتب سال جواتييري وشيلي كوشيك، الاقتصاديان في "بنك مونتريال"، في تقرير للمستثمرين: "من المحتمل أن يسجل اقتصاد كندا بعض الانكماشات الفصلية، أي ركوداً معتدلاً، قبل أن يستأنف النمو تدريجياً"، و"التعريفات الجمركية المضادة والعملة الأضعف يمكن أن يؤديا إلى ارتفاع التضخم بشكل أكبر في كندا".

ويرى المتداولون احتمالاً نسبته 95% أن يخفض بنك كندا سعر الفائدة الأسبوع المقبل.

وصفة الركود التضخمي في كندا

ومن شأن الجمع بين ضغوط الأسعار المرتفعة وتباطؤ الاقتصاد -وهو أحد تعريفات الركود التضخمي- أن يضع البنك المركزي في مأزق. وفي حين أن الصدمة الاقتصادية من المرجح أن تجبره على خفض تكاليف الاقتراض، يجب على مسؤولي السياسة النقدية أيضاً أن ينتبهوا إلى تأجيج الضغوط التضخمية.

قال المحافظ تيف ماكليم في خطاب ألقاه الشهر الماضي إن حرب الرسوم الجمركية الطويلة بين الولايات المتحدة وكندا ستضر بالإنتاج الكندي بنحو 3% على مدار عامين و"تقضي على النمو" خلال تلك الفترة.

لكن في سيناريو الحرب التجارية، قال ماكليم إن العوامل التي تدفع الأسعار للارتفاع "بشكل أكثر مما يعوض ضغط الأسعار النزولي الناجم عن ضعف الطلب"، سيتسبب في ارتفاع التضخم فوق هدف 2%.

وأضاف ماكليم: "لن نسمح بأن تصبح مشكلة الرسوم الجمركية أزمة تضخم".

فترة سريان الرسوم الجمركية

وسيعتمد التأثير في كندا على مدة بقاء التعريفات سارية. وهناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن عزم ترمب، نظراً لأنه تراجع في السابق عن التعريفات الجمركية، مما منح كندا والمكسيك تأجيلاً لمدة شهر واحد في أوائل فبراير.

قال ديريك هولت، الاقتصادي في بنك "نوفا سكوتيا"، في تقرير، إن المستثمرين لا يعرفون مدة سريان الرسوم "وهذا هو المفتاح"، و"ترمب استعراضي ومروج لنفسه دون أي وازع، ولذا نعلم جميعاً أنه فرض هذه الرسوم الجمركية فقط حتى يتمكن من الإشارة إليها في خطابه الليلة، لكنها قد لا تستمر".

وأضاف: "من المرجح أن يخفض بنك كندا أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، خاصة أن التعريفات الجمركية تقلب الميزان في هذا الاتجاه، ولكن نتوقع تحولاً محسوباً للغاية نظراً للتأثير المحتمل للرسوم الجمركية على سلاسل التوريد والتضخم".

تأثير الرسوم الكندية الانتقامية

وحتى قبل فرض الرسوم الجمركية، خنقت تهديدات ترمب وحدها الاستثمار وثقة المستهلك.

يرى بعض الاقتصاديين أن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها كندا ستجعل الوضع أسوأ، مما يزيد من مشكلات النمو ويزيد من آلام الأسعار بالنسبة للكنديين، كما أنها لن تفعل الكثير لثني الولايات المتحدة عن قرارها.

كتب بريان يو، كبير الاقتصاديين في "سنترال 1 كريدت يونيون" (Central 1 Credit Union)، في تقرير للمستثمرين: "إن التحركات الانتقامية الكندية ستؤدي إلى نتائج اقتصادية عكسية وستحد من استجابة السياسة النقدية، مما يضر المستهلكين الكنديين والمنتجين والمالية الحكومية".

كان الاقتصاد الكندي يتعافى بوتيرة حادة في نهاية 2024، حيث ارتفع بمعدل سنوي 2.6% في الربع الرابع. وكان ذلك مدفوعاً بالتخفيضات الكبيرة في أسعار الفائدة التي أجراها البنك المركزي، مما عزز الطلب المحلي، بما في ذلك استهلاك الأسر ونشاط الإسكان.

تصنيفات

قصص قد تهمك

ترمب يتحقق من الإغراق قبل فرض رسوم على أخشاب كندا وألمانيا والبرازيل

الأخشاب اللينة كانت دائماً مصدر إزعاج في العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة وكندا

time reading iconدقائق القراءة - 4
أكوام من جذوع الأشجار مكدسة في ساحة تابعة لشركة \"داوني تمبر أند سيلكيرك سيدر\" (Downie Timber and Selkirk Cedar) في ريفيلستوك، كولومبيا البريطانية، كندا - بلومبرغ
أكوام من جذوع الأشجار مكدسة في ساحة تابعة لشركة "داوني تمبر أند سيلكيرك سيدر" (Downie Timber and Selkirk Cedar) في ريفيلستوك، كولومبيا البريطانية، كندا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزارة التجارة ببدء التحقيق في الضرر الذي يلحق بالأمن القومي بسبب واردات الأخشاب، مما يضع الأساس القانوني للرسوم الجمركية الجديدة التي تعهد بفرضها.

سينظر التحقيق فيما إذا كانت الدول المصدرة لتلك الأخشاب مثل كندا وألمانيا والبرازيل تغرق الأسواق الأميركية بالأخشاب على حساب الرخاء الاقتصادي والأمن القومي للولايات المتحدة، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة قدم إحاطة للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته.

سيفحص المسؤولون تأثير الدعم الذي تقدمه الحكومات الأجنبية والممارسات التجارية الضارة والمنتجات المشتقة، خاصة ما إذا كانت دول مثل الصين تخفض بشكل مصطنع أسعار السلع مثل خزائن المطبخ. قال ترمب في وقت سابق إنه يدرس فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الأخشاب في المستقبل القريب، لكن المسؤول قال إن التحقيق قد يؤدي أيضاً إلى تغييرات تنظيمية لتسهيل حصاد الأخشاب.

ترمب يحرر الغابات 

في الوقت نفسه، يوقع ترمب على أمر تنفيذي بعنوان "تحرير غاباتنا"، والذي سيركز على تبسيط عملية الحصول على التراخيص التنظيمية، والسماح بمزيد من حصاد الأخشاب من الأشجار غير المخصصة لاستخلاصه.

امتنع المسؤول عن الإفصاح عن الوقت المتوقع أن يستغرقه التحقيق، لكنه أشار إلى أن وزارة التجارة ستتحرك بسرعة. كما رفض المسؤول القول ما إذا كانت التعريفات الجمركية النهائية الناتجة عن التحقيق ستُضاف إلى خطط ترمب الحالية لفرض ما يُسمى بالتعريفات الجمركية المتبادلة على دول أخرى، أو رسوم بنسبة 25% من المقرر تطبيقها على كندا والمكسيك اعتباراً من الأسبوع المقبل.

يخدم التحرك بشأن الأخشاب أغراضاً سياسية مزدوجة للرئيس. لطالما ألقى ترمب باللوم في موجة حرائق الغابات في كاليفورنيا، بما في ذلك الحرائق الأخيرة التي دمرت مساحات كبيرة من منطقة لوس أنجلوس، على صيانة الغابات بدلاً من تغير المناخ.

اتهامات لكندا بإغراق السوق

كانت الأخشاب اللينة مصدر إزعاج على مدى عقود في العلاقة التجارية بين أوتاوا وواشنطن، حيث تتهم الصناعة الأميركية المنتجين الكنديين بإغراق السوق بالأخشاب منخفضة السعر عبر الحدود. وتدعي الولايات المتحدة أن كندا تدعم عمال قطع الأخشاب لديها من خلال فرض رسوم منخفضة على الحصاد، وفرضت مراراً رسوماً على الأخشاب اللينة الكندية على مر السنين.

في الصيف الماضي، رفعت الولايات المتحدة الرسوم المفروضة على الأخشاب الكندية إلى 14.54%، وهو المستوى الذي فرض بالفعل ضغوطاً على الإنتاج هناك وأثار المخاوف بشأن جدوى عمل بعض مصانع الأخشاب الواقعة في الشمال في المستقبل.

ومع ذلك، فإن التعريفة الجمركية بنسبة 25% -وخاصة إذا أُضيفت إلى الرسوم الجمركية الحالية- ستتسبب بضرر اقتصادي على جانبي الحدود. يرتفع إنتاج الأخشاب في الولايات المتحدة، لكن البلاد لا تزال تعتمد على الواردات لتلبية الطلب. تأتي الغالبية العظمى من واردات الأخشاب اللينة الأميركية من كندا، وفقاً للرابطة الوطنية لبناة المنازل.

كما وقع ترمب على إجراء تنفيذي في فبراير يوجه وزارة التجارة لدراسة التعريفات الجمركية المحتملة على النحاس، وهي الخطوة التي اعتبرها كبار المسؤولين في الإدارة ضرورية للمساعدة في إحياء الإنتاج المحلي من المعدن الحيوي للاقتصادات الحديثة. ويقول المسؤولون إن الإغراق والطاقة الزائدة في الأسواق العالمية أثرا على إنتاج النحاس المحلي، مما جعل أنظمة الأسلحة وغيرها من المنتجات الحيوية تعتمد على الواردات.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.