نشاط التصنيع في أميركا يقترب من الركود بينما ترتفع الأسعار

الشركات تقيس آثار التعريفات الجمركية لإدارة ترمب بينما يواجه المنتجون صعوبة تمرير التكاليف

time reading iconدقائق القراءة - 4
خط التجميع في مصنع تجميع جنرال موتورز في فورت واين بولاية إنديانا بالولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 9 أبريل 2024. - بلومبرغ
خط التجميع في مصنع تجميع جنرال موتورز في فورت واين بولاية إنديانا بالولايات المتحدة، يوم الثلاثاء 9 أبريل 2024. - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اقترب نشاط المصانع في الولايات المتحدة الشهر الماضي من الركود مع انكماش الطلبات والعمالة، في حين ارتفع مقياس الأسعار المدفوعة للمواد إلى أعلى مستوى منذ يونيو 2022.

انخفض مؤشر التصنيع لمعهد إدارة التوريد بمقدار 0.6 نقطة في فبراير إلى 50.3، وفقاً للبيانات الصادرة يوم الاثنين. تشير القراءات فوق 50 إلى النمو. ارتفع مقياس الأسعار للمجموعة بمقدار 7.5 نقطة إلى 62.4.

تمثل تكاليف المدخلات المتزايدة تحدياً للمصنعين على خلفية تقلص الطلبات مما يُشير إلى أن الطلب معرض لخطر التخفيض حيث تقيس الشركات آثار التعريفات الجمركية لإدارة ترمب. قد يجد المنتجون صعوبةً في تمرير التكاليف الأعلى إذا استمرت المبيعات في الضعف.

بعد الانكماش في سبتمبر لأول مرة منذ عام 2023، أظهرت الأسعار المدفوعة نمواً لمدة خمسة أشهر متتالية. في حين يشير ذلك إلى أن الضغوط التضخمية تسخن مرة أخرى في خط أنابيب الإنتاج، فمن غير الواضح إلى أي مدى يمكن للمصنعين تمرير هذه التكاليف المرتفعة.

تراجع الطلب واستقرار الإنتاج

قال تيموثي فيوري، رئيس لجنة مسح أعمال التصنيع في المعهد، في بيان: "تراجع الطلب واستقر الإنتاج واستمر خفض الموظفين حيث شهدت الشركات أول صدمة تشغيلية لسياسة التعريفات الجمركية للإدارة الجديدة، كما تسارع نمو الأسعار بسبب التعريفات الجمركية، مما تسبب في تراكم الطلبات الجديدة، وتوقف تسليم الموردين وتأثيرات مخزون التصنيع".

في يوم الجمعة الماضي، أظهر تقرير حكومي أن مقياس الاحتياطي الفيدرالي المفضل للتضخم الأساسي، مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، ارتفع في يناير بوتيرة ضعيفة، بينما انخفض إنفاق المستهلك بأكبر قدر في ما يقرب من أربع سنوات.

تشير البيانات إلى أن "التفاؤل الذي أظهره مديرو المصانع في أعقاب الانتخابات الرئاسية لدونالد ترمب قد خفت حدته مع زيادة التهديدات بالتعريفات الجمركية والمخاطر الجيوسياسية لعدم اليقين". ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التي طال انتظارها بنسبة 25% على المكسيك وكندا - أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة - حيز التنفيذ يوم الثلاثاء.

أبلغت عشر صناعات عن نمو في فبراير، بما في ذلك البترول والفحم والمعادن الأولية ومنتجات الأخشاب. وانكمشت خمس صناعات، بقيادة مصانع الأثاث والنسيج.

أول انكماش للطلبات الجديدة

انخفض المؤشر الخاص بالطلبات الجديدة بمقدار 6.5 نقطة إلى 48.6، وهو أول انكماش منذ أكتوبر 2024، بعد ثلاث زيادات متتالية بعد الانتخابات.

كما تراجع المؤشر إلى 50.7 بعد تقدم حاد في الشهر الماضي إلى أعلى مستوى منذ مارس. وقد أدى ذلك بدوره إلى تثبيط التوظيف من قبل الشركات المصنعة. وانخفض مؤشر تشغيل المصانع بمقدار 2.7 نقطة إلى 47.6. وأظهر المؤشر انكماش العمالة في ثمانية من الأشهر التسعة الماضية.

وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الواردات إلى 52.6 وهو أعلى مستوى منذ مارس 2024 حيث تزيد الشركات من الطلبات مع الموردين الأجانب قبل سريان الرسوم الجمركية المهددة.

شهد المؤشر دعماً من خلال أكبر زيادة شهرية في مؤشر تسليمات الموردين منذ سبتمبر 2021. وربما يعكس إطالة أوقات التسليم صعوبات النقل خلال شهر شهد طقساً شتوياً قاسياً في معظم أنحاء الولايات المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نيا ماليكا هندرسون: إجراءات ماسك تفتقد تأييد الأميركيين

خفض الإنفاق ليس عملية سهلة.. بالأخص عندما تصاحبه الفوضى

time reading iconدقائق القراءة - 6
إيلون ماسك (يميناً) ودونالد ترمب - بلومبرغ
إيلون ماسك (يميناً) ودونالد ترمب - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

يدخل الرئيس دونالد ترمب الشهر الثاني من ولايته باختلاف طفيف عن وضعه يوم التنصيب، إذ يتراجع تأييده في استطلاعات الرأي، ويشعر بعض حلفائه في الحزب الجمهوري بالقلق وأعربوا عن هذا صراحةً، ويواجه أعضاء الكونغرس الأميركي انتقادات من الحزبين في مقرات المجالس البلدية التي يسودها الغضب.

ما سبب المشكلة؟ تعزيز ترمب لنفوذ إيلون ماسك.

في البداية، تحمس الجمهوريون وبعض الديمقراطيين للعمل مع مبادرة الكفاءة الحكومية التي يديرها ماسك، لكن ما لبث أن تلاشى هذا الحماس، إذ أدت جهود ماسك لترغيب أو ترهيب أو فصل 2.6 مليون موظف فيدرالي إلى تصاعد التحديات القانونية وزيادة عناوين الأخبار المحرجة عن فصل خبراء الأسلحة النووية، وموظفي سلامة الأغذية، وعلماء أنفلونزا الطيور بالخطأ.

اعتراض على إجراءات ماسك

يدق ناقوس الخطر في مسامع الجمهوريين فيما يسعون إلى تنفيذ أجندة ترمب التشريعية، ويركزون على انتخابات التجديد النصفي في 2026. وبإذعانهم السهل لترمب، سمحوا بتعزيز نفوذ ماسك وزيادة صلاحيات ترمب، وأدى الأمران إلى نتائج سيئة في استطلاعات الرأي.

يرى نحو 57% من الأميركيين أن ترمب يتجاوز نطاق سلطته منذ تولي المنصب، بحسب نتائج استطلاع رأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشركة "إبسوس" (Ipsos). أما ماسك -أكبر المتبرعين لحملة ترمب الانتخابية- فاعترض 49% على المهمة التي يضطلع بها، حيث يرى 37% منهم أنه يقلل الهدر في الإنفاق، ويعتقد 34% أنه يخفض تمويل برامج ضرورية، بينما أشار 26% إلى أنهم غير متأكدين من فهمهم لما يفعله ماسك.

بدأت الخلافات تدب في السلطة التنفيذية. مطالبة ماسك المتكررة بإرسال تقرير عن تقدم العمل من كل موظف فيدرالي قوبلت برفض عدد من رؤساء الهيئات، ومن بينهم أخلص الموالين لترمب، مثل رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كاش باتيل، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.

ثم تدخل ترمب لاحتواء الموقف لصالح ماسك، ما زاد الوضع غموضاً.

الجمهوريون يتحملون التبعات

قال ترمب خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في المكتب البيضاوي إن: "ما يفعله (ماسك) هو طرح سؤال؛ هل تنجز العمل بالفعل؟ ثم إذا لم تجب بعدها، فإما أنك شبه مفصول أو مفصول بالفعل، إذ لا يجيب عدد كبير من الناس لأنهم غير موجودين أصلاً".

حسناً، شبه مفصول أو مفصول بالفعل. لكن هناك أيضاً أشخاص غير موجودين أصلاً. فهمت.

هذا النوع من الفوضى والغموض هو ما يتعين على المسؤولين الجمهوريين تحمل تبعاته في المجالس البلدية في ولاياتهم. لأسابيع، شكلت ثروة ماسك وحنكته في مجال الأعمال، إلى جانب الفكرة عن تكاسل موظفي الحكومة، مبرراً كافياً لتوسيع نطاق صلاحياته، أما الآن، فيتعين على الجمهوريين تقديم تفسيرات أكثر إقناعاً لما يحدث.

بعد أيام من مواجهة النائب الجمهوري عن ولاية جورجيا في الكونغرس ريتش مكورميك انتقادات بسبب ماسك من حشد غاضب في مجلس البلدية، قال لبودكاست صحيفة "أتلانتا جورنال كونستيتيوشن": "يجب علينا دراسة التبعات على كل وزارة في أثناء تنفيذ الإجراءات. متأكد من قدرتنا على ذلك. نحن نتحرك بوتيرة سريعة للغاية، دون معرفة التأثير الفعلي".

غموض خفض الإنفاق

يبدو ترمب قلقاً من التبعات. فجرى إلغاء بعض قرارات فصل الموظفين، كما أشار ترمب إلى احتمال توزيع "عائد إدارة الكفاءة الحكومية" على دافعي الضرائب الأميركيين بناءً على الوفورات الناجمة عن خفض الوظائف الحكومية. لم يتضح بعد حجم النفقات التي جرى توفيرها فعلياً، فيما تواصل إدارة الكفاءة الحكومية التي يديرها ماسك اختلاق الأرقام وتضخيمها.

وكما أشار تحليل "بلومبرغ"، فرغم زعم الإدارة توفير 55 مليار دولار حتى الآن، فذلك أقل من 1% من الموازنة الفيدرالية السنوية، فضلاً عن أن مجموع القائمة التفصيلية -الحافلة بالأخطاء- التي أصدرتها الإدارة لا يعادل إلا ثلث هذا المبلغ. وحتى لو كان ممكناً تحقيق مزيدٍ من الوفورات، فإن توزيع الشيكات على المواطنين لن يساعد في تقليص عجز الموازنة، كما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم.

خفض الإنفاق ليس سهلاً

رغم أن مناقشة خفض الإنفاق تلقى تشجيعاً على الصعيد السياسي في معظم الأوقات، فإن تنفيذه أبعد ما يكون عن ذلك. ويرجع ذلك إلى أن الأميركيين يتأثرون بالخفض الكبير في الإنفاق.

بحسب دائرة بحوث الكونغرس، يعمل حوالي مليون موظف فيدرالي في الولايات التي فاز فيها ترمب، ويسهمون في الاقتصادات المحلية. وقد يؤدي فصل حوالي 7000 موظف من مصلحة الضرائب الداخلية (IRS) إلى إبطاء فترات الاستجابة خلال موسم تقديم الإقرارات الضريبية. كما خفضت المتنزهات الوطنية ساعات العمل نتيجة تقليص العمالة، وفصلت وزارة شؤون المحاربين القدامى موظفي الرعاية الصحية، ثم عينتهم مرة أخرى (كانت الوزارة تعاني من نقص العمالة بالفعل).

رضا الناخبين

يصعب تصور أن يؤدي هذا النهج العشوائي في تقليص العمالة وخفض التكاليف إلى تحسين كفاءة الحكومة عن مستواها عند تولي ترمب الرئاسة.

يدرك ترمب أهمية تلبية احتياجات الناخبين، ويستمر في تحقيقها للقاعدة المتحمسة التي تؤيده، حتى لو اقتصر أغلبها في انتصارات رمزية على "ثقافة الوعي" (Wokeness). وسلكت إدارة الكفاءة الحكومية النهج ذاته، حيث يتمثل جزء من جاذبيتها في تحدي الخبراء والنخب. إنها "استفزاز لليبراليين وإظهار لسيطرة المحافظين" على أوسع نطاق.

رغم ذلك، قد يأتي هذا النهج بنتائج سلبية في النهاية، إذ يشتت الانتباه عن قضايا ضروريات الحياة التي تُعد الشاغل الرئيسي للناخبين العاديين. يصعب فهم كيف سيؤدي تسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين إلى تحسين حياة المواطنين. أما بالنسبة لترمب، فاستفزاز الليبراليين قد ينقلب إلى ضرر جلبه على نفسه في نهاية المطاف.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

3 دقائق

7°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى 6°/8°
4.8 كم/س
86%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.