تعريفات ترمب على الصين قد تضر بلاده أكثر مما كان متوقعاً

دراسة لـ"الفيدرالي" تقول إن المستهلكين الأميركيين قد يواجهون عواقب كبيرة بسبب زيادة التعريفات

time reading iconدقائق القراءة - 4
حاويات الشحن في محطة حاويات \"يوسن\" في ميناء لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
حاويات الشحن في محطة حاويات "يوسن" في ميناء لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أظهرت أبحاث جديدة أن أحدث تعريفات الرئيس دونالد ترمب على الواردات من الصين قد تضرب الاقتصاد الأميركي بقوة أكبر مما توحي به بيانات التجارة الأميركية الرسمية.

وفقاً لدراسة أجراها اقتصاديون في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، سيكون التأثير شديداً بشكل خاص إذا أنهت إدارة ترمب المعاملة المميزة لما يُعرف بـ"الواردات الدنيا" أو تلك التي تقل قيمتها عن 800 دولار.

كتب هانتر إل. كلارك، باحث في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، في مدونة نُشرت يوم الأربعاء: "انخفضت واردات الولايات المتحدة من الصين بدرجة أقل بكثير مما أُبلغ عنه في الإحصاءات الأميركية الرسمية". وأضاف: "نتيجة لذلك، قد يكون للزيادة الأخيرة في التعريفات على الصين تأثير أكبر على الاقتصاد الأميركي مما تشير إليه البيانات الأميركية الرسمية حول حصة الواردات من الصين".

لا شك أن المعاملة الأكثر صرامة للمنتجات الصينية خلال الإدارة الأولى لترمب، والتي استمر الكثير منها في عهد إدارة جو بايدن، قللت من حصة الصين في واردات الولايات المتحدة. لكن بأي مقدار؟ الإجابة تختلف حسب الدولة التي تختار تصديق بياناتها.

تظهر بيانات الولايات المتحدة أن الواردات من الصين انخفضت إلى 13.4% من إجمالي الواردات في 2024، مقارنة بـ21.6% في 2018. انخفضت قيمتها الاسمية بمقدار 66 مليار دولار لتصل إلى 439 مليار دولار خلال تلك الفترة.

لكن بيانات الصين تروي قصة مختلفة. فهي تظهر أن "الصادرات كنسبة من سوق الواردات الأميركية انخفضت بنسبة 2.5% فقط، أي أقل من ثلث الانخفاض الموضح في البيانات الأميركية"، وفقاً للمنشور. كما تقول بيانات الصين إن القيمة الاسمية للصادرات زادت بمقدار 91.2 مليار دولار لتصل إلى 524 مليار دولار.

كتب كلارك: "ببساطة، الولايات المتحدة تقول إنها تشتري من الصين أقل بكثير مما تقول الصين إنها تبيعه". مضيفاً: "وبالتالي، قد يكون تأثير التعريفات الجديدة أكبر مما كان متوقعاً".

إعفاء الواردات الدنيا

سيكون التأثير أكبر إذا ألغى ترمب الحد الأدنى للإعفاء من التعريفات على الواردات المباشرة للمستهلكين. تم رفع هذا الحد إلى 800 دولار من 200 دولار في 2016، مما ساهم في "نمو هائل" في الطلبات التي من المحتمل أن تكون مسؤولة عن جزء كبير من التباين بين الإحصاءات الأميركية والصينية، وفقاً لكلارك.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، فرض ترمب تعريفة جديدة بنسبة 10% على البضائع الصينية. كما أعلن، ثم أجّل، خطة لإنهاء الإعفاءات الجمركية للبضائع "الدنيا" من الصين وهونغ كونغ التي تقل قيمتها عن 800 دولار.

يصعب قياس تلك الواردات الصغيرة من الصين إلى الولايات المتحدة، لكنها تنمو بسرعة. وتتعارض الأرقام من الصين مع تقديرات خدمة أبحاث الكونغرس، لكن كلا المصدرين يشير إلى أن الحجم قد ارتفع بشكل كبير.

وتابع كلارك: "يبدو من المرجح جداً أن الواردات الدنيا للولايات المتحدة من الصين زادت بنسبة 50% على الأقل، أو حتى تضاعفت أكثر من ذلك، وتجاوزت 50 مليار دولار العام الماضي".

وأضاف: "هذا يشير إلى أن المستهلكين الأميركيين قد يواجهون عواقب أكبر مما يبدو عليه من الزيادة الأخيرة في التعريفات بمقدار 10% إذا أُنهي استثناء الواردات الدنيا للصين، ولم يخفض البائعون الصينيون هوامش أرباحهم عن طريق تقليص أسعار تصديرهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك

تفاصيل رسوم ترمب الجمركية تدخل حكومته في فوضى

ترمب: لن تطبق كل التعريفات ولكن الكثير منها

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - بلومبرغ
الرئيس الأميركي دونالد ترمب - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأربعاء سلسلة من الإجابات المتناقضة ظاهرياً، حول خططه لفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

سُئل ترمب خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء عما إذا كان يخطط للمضي قدماً في فرض رسوم بنسبة 25% على كندا والمكسيك في 4 مارس. أعلن ترمب عن الرسوم في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه وافق بعد ذلك على تأجيلها لمدة شهر بعد أن اتفق مع زعيمي البلدين على تدابير أكثر صرامة للحدود. لكن من المقرر أن ينتهي هذا التأجيل الأسبوع المقبل.

قال ترمب: "أنا لن أوقف التعريفات الجمركية"، قبل أن يصف شعوره بأن الولايات المتحدة كانت ضحية لسنوات من سوء المعاملة من قبل جيرانها.

رسوم جديدة على كندا والمكسيك؟

لكن ترمب قال لاحقاً إن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ستُنفذ في الثاني من أبريل.

لم يكن واضحاً ما إذا كان الرئيس يعني أنه سيمنح الدول مزيداً من الوقت، أو أنه خلط بين الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، وبين تعريفات منفصلة قيد الإعداد من قبل وزارة التجارة وممثل التجارة الأميركية، في إطار ما يُعرف بالرسوم الجمركية الانتقامية على الدول في جميع أنحاء العالم.

وعندما سئل ترمب لاحقاً عمّا إذا كان قرر فرض رسوم محددة على الاتحاد الأوروبي، قال إن تلك الرسوم ستكون 25%، لكنه بدأ بعد ذلك بالتعليق على الرسوم المفروضة على السيارات وأمور أخرى.

اضطر مسؤول في البيت الأبيض في وقت لاحق إلى التوضيح، قائلاً إن الموعد النهائي للرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لا يزال 4 مارس، ولم يقرر ترمب بعد ما إذا سيمدد الموعد. 

المسؤول لفت إلى أن تقريراً عن الرسوم الجمركية المتبادلة المحتملة سيصدر في بداية أبريل، وقد تضرب هذه الرسوم كندا والمكسيك، لكنها لا تزال منفصلة عن ضرائب الاستيراد التي هدد ترمب بفرضها في ما يتعلق بالاتجار بالمخدرات والهجرة غير الشرعية.

وأضاف أن اقتراح ترمب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على الاتحاد الأوروبي جديد، ولكن يتم النظر في جميع الخيارات بشأن ما إذا كانت هذه الرسوم ستؤثر على جميع الصادرات من الكتلة أو منتجات أو قطاعات معينة فقط، ولم يتم اتخاذ أي قرارات.

تشكك الأسواق في سياسات ترمب

أربكت تعليقات الرئيس بشأن توقيت الرسوم الجمركية الأسواق العالمية في بعض الأحيان، حيث تحدث عن العديد من خططه للتعريفات الجمركية في نفس الوقت، رداً على أسئلة الصحفيين.

حصل البيزو المكسيكي والدولار الكندي على دفعة الأربعاء، بعد تعليقات ترمب التي بدت وكأنها تشير إلى أنه يؤجل الموعد النهائي للتعريفات الجمركية على واردات البلدين، مما يشير إلى تشكك المستثمرين في سياسة ترمب.

قدم ترمب ومسؤولون آخرون في الإدارة سابقاً إجابات متناقضة حول ما إذا كانت الرسوم الجمركية البالغة 25% على المكسيك وكندا ستضاف إلى ما يسمى بالرسوم الجمركية الانتقامية، والتي ترتبط بالتعريفات الجمركية والحواجز غير الجمركية المفروضة على السلع الأميركية، أو سيتم دمجها في البرنامج المقرر أن يبدأ في أبريل.

قال ترمب عن الموعد النهائي في أبريل: "ستُطبق التعريفات، ليست جميعها، ولكن الكثير منها"، و"أعتقد أننا سنرى شيئاً سيكون مذهلاً".

تدخل وزير التجارة هوارد لوتنيك قائلاً إنه تم منح كندا والمكسيك مهلة 30 يوماً لإثبات أنهما يوقفان بنجاح تدفق المهاجرين والفنتانيل إلى الولايات المتحدة، و"إذا فعلا ذلك" فإن ترمب سيمنحهما "تعليقاً، وفي حالة النقيض، لن يفعل ذلك".

وأضاف ترمب: "سيكون من الصعب تحقيق ذلك"، مشيراً مجدداً إلى أن التعريفات الجمركية في أميركا الشمالية قد تُنفذ الأسبوع المقبل.

بالإضافة إلى الرسوم الجمركية المفروضة على كندا والمكسيك والرسوم الجمركية الانتقامية العالمية، وعد ترمب سابقاً بفرض رسوم قطاعية على واردات الخشب، والسيارات، والرقائق الإلكترونية، والأدوية، من بين سلع أخرى.

ومجدداً، لم يكن من الواضح ما إذا كان ترمب يشير إلى تلك الرسوم الجمركية -التي قال سابقاً إنها ستكون بمعدل 25%- أو أنه يشير لضريبة إضافية على السلع الأوروبية.

قال ترمب إنه يعتبر الاتحاد الأوروبي في "وضع مختلف" عن الحالات الأخرى لأنه يعتبر أن المجموعة "تأسست من أجل الإضرار بالولايات المتحدة". وأضاف: "لقد استغلونا حقاً بطريقة مختلفة".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.