الاستثمار ومكافحة الفساد.. السعودية ترفع التحدي

المملكة تستهدف تحسين ترتيبها على مؤشر مدركات الفساد لتعزيز ثقة المستثمرين ببيئة الأعمال

time reading iconدقائق القراءة - 4
أبراج الأعمال في مركز الملك عبدالله المالي في العاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
أبراج الأعمال في مركز الملك عبدالله المالي في العاصمة السعودية الرياض - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

شهدت السعودية توسعاً كبيراً في جهود مكافحة الفساد خلال السنوات الأخيرة، مستهدفةً تعزيز الشفافية والمساءلة كجزء من رؤية 2030، ليس فقط للحد من الفساد، بل أيضاً باعتباره عاملاً حاسماً في تعزيز تنافسية مناخ الاستثمار وجذب المستثمرين الأجانب، وفق تقرير لمؤسسة "سكريتاريات" (Secretariat) تحت عنوان "النزاهة والمساءلة: حملة السعودية لمكافحة الفساد". 

كان إدخال قانون النزاهة في عام 2024 بمثابة علامة فارقة مهمة في هذه الجهود. يعزز القانون الشفافية والمساءلة والمشاركة المجتمعية في مكافحة الفساد، ويشمل تعزيز أطر الحوكمة وتوسيع نطاق مسؤولية الشركات، وتحسين حماية المبلغين. 

وقبل ذلك، في عام 2021، تم إدخال تعديلات على قانون مكافحة الرشوة الصادر عام 1992، شملت توسيع نطاقه ليشمل القطاع الخاص والمنظمات الدولية والموظفين الأجانب، واستعادة الأصول التي تم اكتسابها بطرق غير مشروعة. 

أشار التقرير إلى أن تعزيز الشفافية والمساءلة لا يهدف فقط إلى الحد من الفساد، بل يُعتبر أيضاً عاملًا حاسماً في جذب المستثمرين الأجانب. فالمملكة تعمل على تحسين موقعها في مؤشر مدركات الفساد (CPI)، ما يعزز ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال المحلية. وبحسب "سكريتاريات" تعد هذه الخطوات ضرورية لضمان استخدام فعال لموارد البلاد، وتقليل المخاطر التجارية، وتحسين مناخ الاستثمار، خاصة مع توجه الحكومة نحو تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.

اقرأ أيضاً: بورصة السعودية تغرم 10 أشخاص 100 مليون ريال نصفها تتحملها مستثمرة

تضاعف عدد البلاغات

في مؤشر واضح على جدية المراقبة والمحاسبة، رفعت "هيئة الرقابة ومكافحة الفساد" (نزاهة) في 2024 العديد من القضايا الجنائية والإدارية، مما أدى إلى تحقيقات شملت مسؤولين من مختلف الدوائر الحكومية وتوقيف 1708 أفراد بتهم الفساد. كما ارتفع عدد القضايا المبلغ عنها بأكثر من سبعة أضعاف منذ عام 2016 ليتجاوز عددها 47 ألف قضية في 2023.

وبحسب التقرير، تعد جرائم الرشوة وإساءة استخدام النفوذ والاختلاس وغسل الأموال والتزوير وإساءة استخدام الأموال العامة أكثر جرائم الفساد شيوعاً التي تم ضبطها في الفترة بين 2020 و2023، فيما كانت معظم القضايا في قطاعات الداخلية، والصحة، والتعليم، والبلديات والإسكان.

ونوّه التقرير بأن قطاع الدفاع الذي شهد عدداً مرتفعاً من قضايا الفساد خلال السنوات الأخيرة سجّل تراجعاً كبيراً في عدد هذه القضايا خلال 2024. 

وفي إطار جهودها لتعزيز النزاهة في القطاع المالي، عقدت "نزاهة" شراكات مع البنك المركزي السعودي (ساما) لمكافحة الجرائم المالية، ومنع غسيل الأموال، وضمان الامتثال للمعايير الدولية. ويساعد هذا التعاون على رفع مستوى الشفافية داخل المؤسسات المالية والمصرفية، مما يعزز ثقة المستثمرين في النظام المالي السعودي.

اقرأ أيضاً: أسمنت الجوف" السعودية تتهم أعضاء بمجلس إدارتها السابق بالتضليل

مراقبة القطاع الخاص

لم تقتصر جهود مكافحة الفساد على القطاع العام فحسب، بل توسعت لتشمل القطاع الخاص، حيث باتت الشركات مطالبة بتبني سياسات امتثال صارمة لحماية أعمالها من المخاطر القانونية. كما يوفر نظام "نزاهة" الجديد حماية أقوى للمبلغين عن الفساد، مما يشجع الموظفين والشركاء التجاريين على الإبلاغ عن أي مخالفات دون خوف من الانتقام.

يتوقع التقرير أنه مع تزايد جهود السعودية في مكافحة الفساد، ستشهد البلاد تحسناً في بيئة الأعمال والاستثمار، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030. ويرى التقرير أن هذه الإصلاحات لا تعزز فقط النمو الاقتصادي، بل تضع المملكة في مصاف الدول الأكثر جذباً للاستثمارات العالمية، مما يرسخ مكانتها كمركز اقتصادي قوي ومستدام في المنطقة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك

السعودية تواصل إصلاح القضاء بإصدار نظام المعاملات المدنية

time reading iconدقائق القراءة - 3
مبنى وزارة العدل السعودية، العاصمة الرياض - المصدر: بلومبرغ
مبنى وزارة العدل السعودية، العاصمة الرياض - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنَّ نظام المعاملات المدنية يُمثِّل نقلة كبرى ضمن منظومة الـتشريعات المتخصصة والإصلاح القضائي في السعودية، وينعكس على جاذبية بيئة الأعمال والاستثمار بالمملكة.

ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أعلن، اليوم الأربعاء، عن صدور الموافقة على نظام المعاملات المدنية، كثالث مشروعات منظومة التشريعات المتخصصة صدوراً، التي جرى الإعلان عنها في فبراير 2021، وبقي منها مشروع نظام العقوبات، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

يندرج إصدار النظام الجديد ضمن حزمة الإصلاحات الرامية لتطوير القضاء والمنظومة التشريعية، كأحد أعمدة تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمار وبناء اقتصاد متنوع بعيداً عن النفط، وفق "رؤية المملكة 2030" التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان في أبريل 2016.

ونوّه ولي العهد بأنَّ نظام المعاملات المدنية يمثل نقلة كبرى منتظرة ضمن منظومة التشريعات المتخصصة، وروعي في إعداده الاستفادة من أحدث الاتجاهات القانونية وأفضل الممارسات القضائية الدولية، في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها.

يوسف الفراج، قاضي استئناف وعضو لجنة التشريعات القضائية، أشار إلى انعكاس نظام المعاملات المدنية على جذب الاستثمارات إلى المملكة، إذ "يسهم في الرفع من نسبة التنبؤ بالأحكام، وهذا الأمر مهم جداً للمستثمرين الذين يتطلعون إلى نظام واضح يحفظ حقوقهم وملكيتهم".

يشتمل النظام الجديد على أحكام تحدد جميع ما يتعلق بالعقود، مثل أركان العقد، وحجيته، وآثاره بين المتعاقدين، والأحكام المتعلقة ببطلانه وفسخه، وأحكام الفعل الضار وقواعد التعويض عنه، بما "ينعكس إيجاباً على بيئة الأعمال ويزيد من جاذبيتها، ويسهم أيضاً في تنظيم الحركة الاقتصادية، واستقرار الحقوق المالية، وفي تسهيل اتخاذ القرارات الاستثمارية"، كما نقلت "واس" عن الأمير محمد بن سلمان.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.