
الشرق
أجاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على السؤال الذي يراود ذهن جميع العالم، وهو كيف سيتأثر الاقتصاد الأميركي بسياسات الرئيس دونالد ترمب، ولكن جوابه لم يكن شافياً.
باول أشار في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد إعلان قرار لجنة السوق المفتوحة بشأن أسعار الفائدة، إلى أنه "لا نعرف ما الذي سيحدث مع الرسوم، الهجرة، السياسة المالية، أو التنظيمية".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى السماح لهذه السياسات بالعمل قبل أن نتمكن من البدء في إجراء تقييم معقول لما ستكون عليه آثارها على الاقتصاد"، معتبراً أن "الاحتمالات واسعة جداً.. ولا أود أن أبدأ بالتكهن، لأننا لا نعرف كيف ستتبلور الأمور". وخلص إلى أن "أفضل ما يمكن فعله هو ما فعلناه حتى الآن.. الترقب ودراسة الوضع".
باول الذي لفت إلى أنه لم يتواصل مع ترمب ورفض التعليق على ضغوطه بشأن أسعار الفائدة، بيّن أن توقعات التضخم ترتفع قليلاً في الأجل القصير وليس الطويل، وهو أمر قد يكون متعلقاً ببعض السياسات، مشيراً إلى أن اللجنة ستنتظر لرؤية السياسات التي سيتم تطبيقها فعلياً.
اقرأ أيضاً: الفيدرالي يبقي أسعار الفائدة بدون تغيير في أول اجتماع منذ تنصيب ترمب
ولفت رئيس الفيدرالي إلى "وجود مستوى مرتفع من عدم اليقين في الوقت الحالي، بسبب التغييرات في السياسات. لا يمكننا الجزم"، ولكنه شدد على أن صنّاع السياسات لن يعيدوا النظر في أهدافهم للتضخم عند 2%.
انتقادات ترمب
كانت الأسواق تترقب بشدة المؤتمر الصحفي، وذلك لمعرفة رؤية الفيدرالي بشأن الاقتصاد وسوق العمل، بهدف الحصول على إشارات لعدد تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة هذه السنة، وذلك بعدما قلص الفيدرالي نهاية العام الماضي توقعاته لعدد التخفيضات من 4 خلال السنة، إلى تخفيضين فقط.
اكتسب اجتماع الفيدرالي أهمية إضافية لكونه أول اجتماع لهذه السنة بعد تولي ترمب منصبه. وهاجم ترمب في عدة مناسبات رئيس الفيدرالي، وطالب بخفض أسعار الفائدة بشكل فوري.
كما قال الرئيس الأميركي في 23 يناير: "أعتقد أنني على دراية بأسعار الفائدة أفضل منهم بكثير (مسؤولي الاحتياطي)، وأعتقد بالتأكيد أنني أفهمها أفضل بكثير من الشخص المسؤول أساساً عن اتخاذ هذا القرار"، في إشارة واضحة إلى باول.
اقرأ أيضاً: ترمب مضطر للتعامل مع رئيس الاحتياطي الفيدرالي. هل يتعايشان في سلام؟
لم يرد باول سابقاً على انتقادات ترمب بشأن السياسة النقدية، لكن التصريحات التي أدلى بها ترمب في الأسبوع الأول لعودته إلى منصبه، تشير إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي قد يواجه ضغوطاً أكبر من أي وقت مضى من الإدارة الجديدة.
كتب مايكل فيرولي، كبير خبراء الاقتصاد الأميركي لدى "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، في مذكرة بحثية عبر البريد الإلكتروني يوم الجمعة الماضي: "من المرجح أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التعامل مع جهود ترمب للتأثير على السياسة النقدية، سواء من خلال تعيينات وربما عبر جهود أخرى لممارسة المزيد من النفوذ على البنك المركزي".