توقعات: تركيا توشك على خفض الفائدة للمرة الثانية توالياً

استطلاع خبراء "بلومبرغ" يجمع على تقليص تكاليف الإقراض بنسبة 2.5% إلى 45%

time reading iconدقائق القراءة - 5
رواد سوق محمود باشا في إسطنبول وهم يتجولون بين الأزقة الضيقة وسط أصوات الباعة - بلومبرغ
رواد سوق محمود باشا في إسطنبول وهم يتجولون بين الأزقة الضيقة وسط أصوات الباعة - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المرتقب أن يجري البنك المركزي التركي خفضاً كبيراً آخر على سعر الفائدة يوم الخميس، مع مراقبة المسؤولين عن كثب لأي علامات تشير إلى زيادة توقعات التضخم أو وجود فائض في السيولة.

توقع جميع المحللين الذين شملهم استطلاع "بلومبرغ" خفض لجنة السياسة النقدية لسعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي بمقدار 250 نقطة أساس (2.5%) عند الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي، مما سيخفض الفائدة إلى 45%.

يتمثل التحدي في خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي مع ضمان عدم ارتفاع توقعات التضخم، وخاصة لدى الشركات والقطاع العائلي. وقال البنك المركزي إن الطريقة التي يرى بها الناس ارتفاع الأسعار تُشكل خطراً مستمراً على عملية تقليل معدل التضخم أو الحد من زيادته.

وفي حين يتوخى المسؤولون الحذر، يواصل المستثمرون توقع خفض أسعار الفائدة في كل اجتماعات لجنة السياسة النقدية المقرر عقدها هذا العام. 

اقرأ المزيد: تركيا تخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2023.. وبأكثر من التوقعات

كتبت هاندي كوجوك، المحللة الاقتصادية لدى "مورغان ستانلي"، في مذكرة بحثية، أنها تتوقع التلميح إلى "اتباع نهج يعتمد على البيانات لاتخاذ قرارات خفض أسعار الفائدة المستقبلية"، وذلك في بيان لجنة السياسة النقدية لهذا الشهر. 

قال البنك المركزي التركي الشهر الماضي، عندما بدأ خفض لأسعار الفائدة للمرة الأولى منذ نحو عامين، إنه سيأخذ في الاعتبار بيانات التضخم الحالية والتوقعات المستقبلية عند اتخاذ قراراته بشأن تكاليف الاقتراض. وأوضح أن القرارات ستكون "بناءً على كل اجتماع بشكل مستقل". 

تباطأ التضخم إلى 44.4% في ديسمبر، وتتوقع الأسواق أن ينخفض إلى 27% في نهاية عام 2025.

يهدف صناع السياسات النقدية أن يصل معدل التضخم إلى 21% في نهاية العام، وسيقدم محافظ البنك المركزي فاتح كاراهان التوقعات الجديدة (حول التضخم والاقتصاد) في عرض تقديمي ربع سنوي  يوم 7 فبراير. 

إدارة فائض الليرة التركية

التحدي الآخر الذي يواجه البنك المركزي هو إدارة فائض السيولة، والذي تضخم إلى مستوى قياسي يتجاوز تريليون ليرة (28 مليار دولار) هذا الشهر، مع تسريع صناع السياسات لوتيرة شراء الدولار. وقال محللون اقتصاديون في "غولدمان ساكس" إن التكلفة العالية لامتصاص فائض المعروض من الليرة بالمعدلات الحالية قد تدفع البنك المركزي إلى تسريع عملية التيسير النقدي. 

اقرأ المزيد: فائض سيولة بتريليون ليرة يفرض ضغوطاً على المركزي التركي

قالت هاندي كوجوك من "مورغان ستانلي" وسيلفا بهار بازكي من "بلومبرغ إيكونوميكس" إن المسؤولين قد يعدلون تدابير امتصاص فائض السيولة في السوق، والاعتماد على تمديد استحقاق مزادات ودائع الليرة، مما يعني أن البنوك ستتمكن من الاحتفاظ بالودائع لفترة أطول، وبالتالي تقليل فائض السيولة. 

أضافت بازيكي أن التدابير السابقة مثل زيادة المبالغ التي يجب على البنوك التجارية إيداعها لدى البنك المركزي "قدمت فقط تخفيفاً جزئياً".

في وقت سابق من الأسبوع، قال البنك المركزي التركي إنه لم يعد من الممكن تجديد أو إطلاق ودائع الليرة المحمية من التقلبات في سعر الصرف لفترة ستة أشهر أو سنة.  

توقعات أسعار الفائدة التركية

في حين توقع معظم المحللين خفض معدل الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس في كل اجتماعات لجنة السياسة النقدية هذا العام، فإنهم يشيرون أيضاً إلى عوامل قد تغير تلك التقديرات.

تشمل هذه العوامل قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والسياسة التجارية في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، وضبط الأوضاع المالية العامة بدرجة أقل من التوقعات من جانب وزارة الخزانة والمالية التركية. 

اقرأ المزيد: المركزي التركي يحذر من توقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة

قال محللو "مورغان ستانلي" بمن فيهم أرناف غوبتا، استناداً إلى محادثات حديثة مع المستثمرين، إنهم "يفضلون بشكل عام خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ، مما يسمح لأسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة بتقليل التضخم هذا العام".

وأفادت "بلومبرغ" في وقت سابق، أن المحافظ كاراهان يبدو أكثر ارتياحاً مع توقعات خفض الفائدة بشكل منتظم دون توقف في المدى القصير، في حين تبنى نائبه جودت أكشاي موقفاً أكثر تشدداً، قائلاً إن سياسة خفض أسعار الفائدة لا يجب أن تكون مستمرة دون انقطاع.

وأشار محللون في "غولدمان ساكس"، بينهم كليمنس غراف إلى أنهم "لا يرون أي مبرر يدعو البنك المركزي التركي لتغيير وتيرة قراراته في هذه المرحلة". مع ذلك، تظل توقعات التضخم أعلى بكثير من هدف البنك المركزي نهاية العام البالغ 21%، "وبالتالي فإن الخفض بنسبة أكثر من المتوقع من المحتمل أن يؤدي في النهاية إلى زعزعة استقرار توقعات التضخم بشكل أكبر".

تصنيفات

قصص قد تهمك

الليرة تحول تركيا إلى وجهة رائجة لتجار الفائدة

العملة حققت العام الماضي أكبر مكاسبها منذ عام 2007 وفق معيار القوة الشرائية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد من أحد شوارع إسطنبول إذ يستخدم عملاء أجهزة الصراف الآلي وفي الخلفية مسجد المجيدي الكبير، تركيا - بلومبرغ
مشهد من أحد شوارع إسطنبول إذ يستخدم عملاء أجهزة الصراف الآلي وفي الخلفية مسجد المجيدي الكبير، تركيا - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تمهد استراتيجية البنك المركزي التركي لإدارة الليرة الطريق أمام المتعاملين لاقتناص مكاسب أكبر من تجارة الفائدة الأكثر ربحية في العالم.

تنتهج الإدارة الاقتصادية في تركيا سياسة تعتمد على "الارتفاع الحقيقي" (أي القدرة الشرائية)، وهو ما يعني السماح بضعف الليرة ولكن بمعدل أقل من التضخم. والهدف هو تقليل الضغوط السعرية الناجمة عن ضعف العملة.

في حين فقدت الليرة 16% من قيمتها مقابل الدولار بالقيمة الاسمية العام الماضي، فقد حققت وفقاً لمقياس القدرة الشرائية أكبر مكاسبها منذ عام 2007، ما جاء في صالح المستثمرين الأجانب الذين تمكنوا من جني فوائد تتجاوز 50% على السندات المقومة بالليرة.

في تقريره عن السياسة النقدية لعام 2025، قال البنك المركزي إن الأصول المقومة بالليرة ستظل جذابة للمستثمرين، مما يشير إلى أن الارتفاع قياساً إلى التضخم من المرجح أن يظل حجر زاوية في سياسات الحد من التضخم. وهذا خبر جيد لأي شخص يستثمر في الأصول التركية. 

استراتيجية إدارة الليرة التركية

قال بيتر كينسيلا، رئيس استراتيجيات تداول العملات الأجنبية في "يونيون بانكير بريف" (Union Bancaire Privee) في لندن: "من حيث تجارة الفائدة، هذه استراتيجية مربحة جداً"، وأشار إلى أنه كان متفائلاً بشأن تجارة الفائدة بالليرة خلال الأشهر الستة الماضية.

وأضاف: "السؤال الوحيد هو إلى أي مدى وبأي سرعة سيخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة؟ هذا هو التحدي".  

تجارة الفائدة تعني الاقتراض في دول وبعملات بها أسعار فائدة منخفضة نسبياً، مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، واستثمار الأموال المقترضة في دول بها أسعار فائدة أعلى، مثل تركيا. من خلال ضمان الاستقرار النسبي لسعر صرف الليرة والقدرة على التنبؤ به إلى حد كبير، زاد البنك المركزي التركي من جاذبية هذه الاستراتيجية لأنها تقلل مخاطر حدوث خسائر مفاجئة في العملة.

خلال الأشهر الستة الماضية، حقق المستثمرون الذين اقترضوا بالدولار واستثمروا في تجارة فروقات الفائدة بالليرة عائداً قدره 15% في المتوسط، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". ويعادل ذلك تقريباً مثلي العائد على الاستثمارات في البيزو الأرجنتيني، الذي يُعتبر أقرب المنافسين للعملة التركية. 

أهمية استقرار الليرة التركية

من غير المرجح أن يسمح البنك المركزي التركي بتسارع انخفاض قيمة الليرة على المدى القريب، حتى بعد أن بدأ في خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر، بحسب ما ذكره كيفين دالي وكلمنس جراف، المحللان الاقتصاديان لدى "غولدمان ساكس"، خلال الشهر الجاري.

وأضافا أن استقرار العملة يكتسب أهمية أكبر في ضوء أن خفض أسعار الفائدة يقلل بعض الشيء من جاذبية الأصول المحلية. 

و"لا تزال تجارة الفائدة بالليرة جذابة في الوقت الحالي، ولكن علينا أن نتابع مدى سرعة خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة" بحسب فيكتور سابو، مدير أول الاستثمار لدى "أبردن إنفستمنتس" (Abrdn Investments) في لندن.

وأضاف أنه على الرغم من أن أحدث بيانات التضخم والنشاط الاقتصادي في تركيا تدعم خفض الفائدة بوتيرة حادة، إلا أن اتباع "دورة تدريجية" في الخفض يبدو أقرب للمنطق. 

توقع كثير من المحللين سلسلة من التخفيضات الأكبر في أسعار الفائدة في كل الاجتماعات الثمانية التي من المقرر أن يعقدها البنك المركزي في عام 2025. تباطأ معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 44.4% في ديسمبر مقارنة مع 47.1% في نوفمبر.

جانب سلبي لارتفاع عملة تركيا

قالت سيلفا بهار بازيكي، المحللة الاقتصادية المتخصصة في شؤون تركيا لدى "بلومبرغ"، إن إحدى العواقب غير المرغوب فيها لارتفاع القدرة الشرائية لليرة قد تكون زيادة الطلب على السلع المستوردة، مما يشكل خطراً على ميزان الحساب الجاري.

"دون دخول تدفقات كبيرة لدعم مكاسب الليرة، فإن الحفاظ على هذا التوازن سيكون أمراً صعباً على صانعي السياسات النقدية".

وقال دانيال وود، مدير المحافظ لدى "ويليام بلير إنفستمنت مانجمنت" (William Blair Investment Management) ومقرها في لندن: "حتى الآن، لا نرى أي مؤشر يدعو المستثمرين للقلق بشأن هذه الديناميكية، وإن كنا نحذر من أن المراكز أصبحت مكتظة بالفعل، ومن المرجح أن يكون كثير من المستثمرين المحتملين قد استثمروا في الليرة بالفعل". 

"على الرغم من أننا نرى أن التقييمات أصبحت أكثر ارتفاعاً قليلاً مقارنة مع عام 2024، فإننا نعتقد أن ذلك ستعوضه العوامل الاقتصادية الأساسية التي تحسنت هي الأخرى". 

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.