واشنطن تضع القوانين الأكثر صرامة في الولايات المتحدة لخفض الانبعاثات

time reading iconدقائق القراءة - 5
جاي إنسلي، حاكم ولاية واشنطن في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
جاي إنسلي، حاكم ولاية واشنطن في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أقر حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي قانونا يفرض على الكثير من القطاعات الاقتصادية في الولاية، القضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2050. ومن المقرر أن تدخل المعايير الجديدة والتي تعتبر الأكثر حزماً في الولايات المتحدة حيز التنفيذ في عام 2023.

سياسات مناخية

ويحدد قانون الالتزام المناخي سقفاً للغازات الدفيئة، كما ينشئ سوقاً يتيح للقطاعات المسببة للتلوث أن تشتري أو تبيع الأرصدة الكربونية من الولاية، وذلك لكلّ طنّ من غازات الدفيئة ينبعث عنها. ومع الوقت، ستخفض الولاية عدد الأرصدة المتوفرة للبيع، ما يجبر الشركات الملوثة على التكيف أو التنافس على العدد القليل من بدلات الكربون. وتشمل القطاعات التي ستضطر للشراء والبيع في السوق الجديد محطات التكرير والشركات الصناعية وشركات الطاقة، فيما تم إعفاء قطاع الزراعة من هذه القرارات.

وقد رحبت الجمعيات البيئية بمشروع القانون، على أمل أن يتم تبنيه في أماكن أخرى أيضاً. وقالت بام كايلي، الخبيرة المناخية في صندوق الدفاع عن البيئة: "تقوم واشنطن بما لم تقم به أي ولاية أخرى"، وأضافت: "وضعت الولايات الأخرى أهدافاً طموحة إلا أن القليل جداً منها تنجح بتحويل التصريحات إلى سياسات".

يشار إلى أن ولاية كاليفورنيا التي كانت أنشأت سوقاً للكربون في عام 2013، هي الولاية الوحيدة التي حددت سقفا منخفضا إلى هذا الحدّ لانبعاثات الغازات الدفيئة، إلا أن المعايير لا تتجاوز عام 2030، إذ يفترض أن تكون قد تحققت كل تخفيضات الكربون الأكثر قابلية للتنفيذ بحلول ذلك التاريخ.

وبالإضافة إلى امتداد مشروع القانون في واشنطن إلى عام 2050، فهو أيضاً يفتح آفاقاً جديدة أمام العدالة البيئية. فعندما تقل تعويضات الكربون، ترتفع أسعارها، وبالتالي تتوقع الولاية أن تسهم معايير الكربون في جلب إيرادات تقدر بالمليارات خلال العقد المقبل، على أن يتم استثمار 35% على الأقل من هذه الأموال في المجتمعات الأكثر تأثراً بالتلوث البيئي.

أهداف مشتركة

ينصّ القانون على أنه في حال لم ينخفض تلوث الهواء في مثل هذه المجتمعات بالسرعة الكافية، يمكن للجهات المنظمة أن تتخذ إجراءات إضافية من أجل استهداف المصادر المحلية للتلوث.

وينسجم القانون الذي يصدر في ولاية واشنطن مع التزام الرئيس جو بايدن بخفض انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى الوطني بنسبة 50% بحلول عام 2030. الذي أعلن أيضاً أن 40% من الإنفاق الجديد على البنى التحتية سيخصص للمجتمعات منخفضة الدخل الأكثر هشاشة. وكان بايدن قد استلهم جزءاً من خطته البيئية من إنسلي نفسه الذي ترشح للرئاسة وشكل المناخ ركناً أساسياً في حملته الانتخابية.

حوافز ضريبية

هذا وكانت ولاية واشنطن قد سنّت العديد من التشريعات لإزالة الكربون منذ بداية ولاية إنسلي، بينها تشريع يلزم المرافق بأن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2030 وتقديم حوافز ضريبية بقيمة 170 مليون دولار من أجل الانتقال نحو المركبات الكهربائية. ويعتبر القانون الجديد الأول الذي يغطي حوالي 75% من الانبعاثات في الولاية.

يذكر أن القانون الجديد لم يحصل على أي صوت جمهوري. وكانت محاولتان للتصويت على تحديد سعر لانبعاثات الكربون قد رفضتا من قبل الناخبين في عاميْ 2016 و2018، ما يؤشر إلى صعوبة تكرار مثل هذه التشريعات في ولايات أخرى. ويقول المعترضون إن هذا التشريع سوف يلحق الضرر بالصناعة، إلا أن مؤيديه يقدمون كاليفورنيا مثالاً على العكس. وقالت كايلي إنه منذ دخول أسقف الكربون حيز التنفيذ في كاليفورنيا، ارتفعت الإنتاجية وانخفضت الانبعاثات.

من جهتها، أوضحت أديل موريس، الخبيرة في اقتصاد الطاقة في معهد "بروكينغز"، قائلة: "ليست كلّ الانبعاثات مناسبة لنظام تحديد السقف والتداول، ولكن طالما يوجد عدد منطقي من التعويضات، فهي تعمل بشكل جيد". وأضافت: "مع ذلك، هذا أمر طموح جداً ويتطلب تكنولوجيا ليست متوفرة بعد على المستوى الكافي لإزالة الكربون بشكل عميق، لذا سيكون من الصعب التنبؤ بالتكلفة".

ورداً على المخاوف حول ما إذا كان هذا التشريع سوف يؤدي إلى انتقال الأعمال إلى خارج الولاية، قالت موريس إن المديرين التنفيذيين في واشنطن على الأرجح على بينة من هذا الأمر، وأضافت: "منذ فترة طويلة كان هذا الموضوع في عين الاعتبار ضمن خططهم في مجال الأعمال".

تصنيفات

قصص قد تهمك

تعهدات بايدن بيوم الأرض تجذب أنظار العالم إلى الأمريكيين

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يضع تعهدات أمريكية جديدة لدعم القضايا المناخية. - المصدر: بلومبرغ
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يضع تعهدات أمريكية جديدة لدعم القضايا المناخية. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

كان إحياء يوم الأرض لأول مرة في 22 أبريل 1970 عاملاً مساهماً في لفت نظر الأمريكيين إلى كوكبهم، إلا أن يوم الأرض هذا العام جذب انتباه الكوكب بأكمله إلى الأمريكيين.

عقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس الماضي بهذه المناسبة، قمة مناخ افتراضية لمدة يومين. واستهدف من خلالها إثبات مدى جدية الولايات المتحدة حول معالجة تغيّر المناخ، وإظهار قدرتها في التغلب على الصين في هذا الأمر.

ومع ذلك، فإن بايدن يؤكد عزمه على تغيير المشهد المحلي، من خلال خطط البنية التحتية المقدرة بمليارات الدولارات، وهذا يعني التودد إلى الجمهور المحلي أيضاً.

تعهد جديد

كان المحور الرئيسي لهذه القمة يدور حول وضع الولايات المتحدة هدفاً جديد لخفض الانبعاثات، يمكن وصفه بأنه مغيرٌ لمسارها. ومن المؤكد أن خطط بايدن لخفض ناتج غازات الاحتباس الحراري في البلاد إلى النصف بحلول عام 2030 عن مستويات عام 2005، يتطلب إعادة تأهيل القطاعات الاقتصادية في البلاد.

كانت الانبعاثات قد بلغت ذروتها في عام 2007، ثم انخفضت بنسبة 1.1% سنوياً حتى عام 2019. والوصول إلى الهدف الجديد يعني تسريع وتيرة الخفض إلى 5% سنوياً، أو ما يقرب من نصف الانخفاض، الذي تم تقدير حصوله تزامناً مع إغلاقات الوباء في عام 2020، والذي تضاعف سنوياً على مدى عقد من الزمن.

وبعبارة أخرى، فإن هذا يعني خفض يصل إلى 2.85 مليار طن من إجمالي الانبعاثات السنوية. ولنفترض أن الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة تنخفض بنسبة 80%، وأن انبعاثات الميثان (معظمها تصدر عن الزراعة وأعمال الغاز الطبيعي) تنخفض إلى النصف، فكلاهما يعتبر عملاً هائلاً في حد ذاته، خاصة في هذا الجدول الزمني.

ومع ذلك، ستظل الحاجة موجودة إلى إجراء خفض آخر بنحو 1.2 مليار طن في البلاد، وذلك مع وجود هدف واضح لقطاع النقل.

تعاون محلي مطلوب

حتى الآن، كان نهج بايدن بشأن المناخ أكثر ميلاً لاستخدام مجموعة واسعة من الأدوات التنظيمية. ولعلنا نرى الديمقراطيين في الكونغرس يضغطون من أجل معايير الطاقة النظيفة الفيدرالية لقطاع الطاقة، ربما في ظل النموذج المعقد لتسوية الميزانية. وفي الواقع، قد يطالب 50% منهم بذلك بحلول عام 2030. ومع ذلك، فإن هذا الهدف، على الرغم من كونه إشارة إلى العالم الأوسع نطاقاً، قد يكون موجهاً أيضاً إلى الولايات الأمريكية.

وقد لاقى تراجع الرئيس السابق دونالد ترمب عن اللوائح البيئية انتكاسة على المستوى دون الوطني. وعقب قرار إدارة ترمب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.

تم إنشاء تحالف "أمريكا بليدج" وهو تحالف يضم قادة محليين ورجال أعمال يدعمون اتفاقية باريس، وشارك في تأسيسه مايكل بلومبرغ (مالك الأغلبية في "بلومبرغ"، وهي الشركة الأم لـ "بلومبرغ نيوز"). ويضم هذا التحالف الولايات والمدن والشركات والمنظمات الأخرى التي تمثل نحو ثلثي الاقتصاد والسكان في الولايات المتحدة. كما أنه يؤيد خفض الانبعاثات بنسبة 50%. ويقدر في تقرير نُشر في ديسمبر 2019، أن المبادرات التصاعدية وحدها يمكن أن تحقق خفضاً بنسبة 37% في الانبعاثات.

في الوقت نفسه، تبنت 15 دولة على الأقل هدف الانبعاثات الصفرية الصافية، أو أهداف طاقة متجددة بنسبة 100%، وكثيراً منها ينظر جدياً في مثل هذه الإجراءات.

بين الديمقراطيين والجمهوريين

يبدو أن بايدن يسعى جاهداً للاستفادة من اختياراته للأشخاص، الذين يشغلون المناصب الرئيسية، لا سيما جينا مكارثي، كبيرة مستشاري المناخ في البيت الأبيض، ونائبها خبير المناخ علي زيدي. وبجانب الأدوار الأخرى، شغل كلاهما مناصب بيئية بارزة في عدة ولايات زرقاء، والتي تستهدف صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2040، أو ما بعده، (ماساتشوستس وكونيتيكت بالنسبة لمكارثي، ونيويورك بالنسبة لزيدي).

وفي ظل التفوق الذي أحرزه بايدن، سيكون من المنصف لهم دفع ولاياتهم لتتبع قيادته من خلال تحديثات طموحة مماثلة. فهذه أحد الطرق التي يمكن إتباعها لتعزيز طموحات بايدن المناخية في أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، حتى لو ظلت واشنطن منقسمة بشأنها.

وعلى هذا الصعيد، أكدت برامج بديلة طرحها الحزب الجمهوري هذا الأسبوع، على التغيرات الكبيرة المطلوبة في الحفاظ على قضية تغير المناخ باعتبارها حجر الأساس.

روج الجمهوريون في مجلس النواب لعدد كبير من مشاريع القوانين، التي تغطي كل شيء من دعم الطاقة النووية إلى زراعة تريليون شجرة. ومن الناحية السياسية، قد يساعد هذا الأمر الناخبين الأصغر سناً، بصفة خاصة، في التصدي لمعارضة الحزب طويلة الأمد لاتخاذ إجراءات مجدية بشأن تغير المناخ.

كما أنه يعتبر اعتراف ضمني بأن التهديد الذي سخر الحزب الجمهوري منه لسنوات، أو قلل من شأنه، هو تهديد حقيقي.

ومع ذلك، فإن مشاريع القوانين المقترحة لا تستند إلى هدف شامل من حيث خفض الانبعاثات، بل هناك مزيدٌ من التوترات. فعلى سبيل المثال، يسعى أحد الإصلاحات إلى رفع الائتمان الضريبي على الكربون المحتجز من المنشآت الصناعية إلى 85 دولاراً للطن. لكن إذا كانت قيمة طن الكربون المحتجز تستحق 85 دولاراً، فلماذا لا يكتفي بتسعيرها بـ 85 دولاراً فقط، ويسمح للسوق باكتشاف الطرق العديدة، التي يمكن من خلالها وضع حدٍ للانبعاثات بطرق مبتكرة؟

وحتى عندما يخاطر بايدن بتجاوز أهدافه الجديدة، يجد الجمهوريون أنفسهم يحاولون اللحاق بالركب.

وباستثناء دوري كرة القدم الأمريكية و"كوكاكولا" في جورجيا، كان الجمهوريون يتجنبون الأعمال التجارية الكبرى والتمويل الكبير بشأن قضايا المناخ لفترة من الوقت، وقد تزايد هذا أخيراً.

وهناك ثلاثة قطاعات صديقة تقليدياً للحزب الجمهوري- الطاقة والمرافق والصناعة- وهي تولد أكثر من 70% من الانبعاثات المرتبطة بمؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، لكنها باتت تشكل الآن 14% فقط من المؤشر، وفقاً للمحللين في "بنك أوف أمريكا".

وحتى إذا كانت بعض الشركات الأمريكية تظهر تفكيرها الغير حازم بشأن معالجة الانبعاثات الكربونية، فإنها عموماً تميل لتحديد الاتجاه الذي ينبغي أن تتوجه إليه الأموال والاستثمارات بشكل أسرع، مما يحدده معظم السياسيين.

يستمد هدف بايدن الجديد -حتى لو لم يتم تحقيقه- الشجاعة من هذا الاتجاه ويعمل على تحفيزه. خاصة إذا كان يحث على تحديثات مماثلة ومنسقة في الولايات الرئيسية.

وعلى الرغم من كل العروض التي تقام عادة في المدن ليوم الأرض، إلا أن يوم الأرض هذا العام وجد جمهوراً هاماً في المنزل يتقبل رسالته.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

2 دقائق

4°C
غائم جزئي
العظمى / الصغرى 2°/5°
18.5 كم/س
58%

فى هذا المقال

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.