من إنفلونزا الطيور إلى كوفيد.. الأمراض المعدية تطل برأسها من جديد

تغير المناخ وتراجع التطعيم وظهور سلالات جديدة.. أهم الأسباب

time reading iconدقائق القراءة - 4
عاملون في مجال الصحة أثناء جولة في غرف المرضى بمركز علاج جدري القردة في مونيغي، إقليم نيراجونجو، كيفو الشمالية، جمهورية الكونغو الديمقراطية - بلومبرغ
عاملون في مجال الصحة أثناء جولة في غرف المرضى بمركز علاج جدري القردة في مونيغي، إقليم نيراجونجو، كيفو الشمالية، جمهورية الكونغو الديمقراطية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

شهد عام 2024 ارتفاعاً كبيراً في انتشار العديد من الأمراض المعدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تغير المناخ وانخفاض معدلات التطعيم وظهور سلالات جديدة من مسببات الأمراض.

كشفت شركة "إيرفينيتي" (Airfinity)، المتخصصة في التنبؤ بالأمراض ومقرها لندن، في تحليل أولي أهمية مواجهة الارتفاع الملحوظ في الأمراض القابلة للوقاية والمتأثرة بالتغيرات المناخية، مع ضرورة تنسيق الجهود العالمية لمكافحتها.

بحلول أواخر ديسمبر، سجلت حمى الضنك أرقاماً قياسية غير مسبوقة مع تجاوز الحالات 13 مليون إصابة على مستوى العالم، أي أكثر من ضعف الحالات المسجلة العام الماضي. وفي أميركا الوسطى والجنوبية، تضاعفت الإصابات بمعدل يقارب ثلاثة أضعاف، فيما بلغ عدد الوفيات على مستوى العالم حوالي 10 آلاف حالة هذا العام. كما ارتفعت حالات الإصابة بالسعال الديكي (الشاهوق) بنحو عشرة أضعاف مقارنة بعام 2023، إلى جانب زيادة الإصابة بأمراض أخرى مثل جدري القردة وحمى أوروبوش وشلل الأطفال.

انتشار غير مسبوق للأمراض

شهد هذا العام أيضاً تفشياً غير مسبوق لإنفلونزا الطيور الناجمة عن فيروس "إتش5 إن1" (H5N1)، حيث أُبلغ عن 61 حالة إصابة في الولايات المتحدة بحلول أواخر ديسمبر. وفي رواندا، ظهر أول تفشٍ لفيروس ماربورغ، الذي يسبب حمى نزفية حادة وربما يكون مميتاً في بعض الحالات.

ووجد التحليل، الذي استند إلى بيانات من 128 مصدراً في 206 دول، أن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وأنماط المناخ المتغيرة ساهمت في انتشار الأمراض، إذ إن بعضها ينتقل عبر فيروسات وبكتيريا وطفيليات تحملها نواقل مثل البعوض والقراد.

تأثير تغير المناخ والتطعيمات

مع ارتفاع درجات الحرارة، بات بإمكان النواقل البقاء على قيد الحياة والوصول إلى مناطق جديدة. ومن المتوقع أن يكون هذا العام الأكثر سخونة في التاريخ، حيث وصل متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.62 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية في نوفمبر، وفقاً لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ الممولة من الاتحاد الأوروبي. إلى جانب ذلك، ساهم انخفاض معدلات التطعيم بعد جائحة كوفيد-19 وظهور سلالات جديدة للأمراض في انتشارها على نطاق أوسع.

جدري القردة، الذي يُعتبر عادةً أقل عدوى وأخف حدة من الجدري، أودى بحياة مئات الأشخاص هذا العام بعد ظهور سلالة أشد خطورة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلانه كحالة طوارئ صحية عامة عالمية للمرة الثانية. كما أدى انخفاض معدلات التطعيم على مستوى العالم بعد الجائحة إلى عودة ظهور الحصبة التي ارتفعت بنسبة 380% في الولايات المتحدة و147% في أوروبا.

تأثير الصراعات على الصحة

كشفت "إيرفينيتي" أيضاً أن نزوح السكان واضطراب حملات التطعيم بسبب الصراعات العسكرية تسببا في عودة انتشار شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يزال المرض مستوطناً فيهما ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال.

وقالت كريستان بيروفا، المحللة لدى "إيرفينيتي"، إن "عودة الأمراض القابلة للوقاية وتأثير تغير المناخ على الصحة العالمية يُظهران الحاجة إلى التزام أقوى بالتدابير الوقائية وتبني الابتكار لمواجهة الأمراض". كما دعت إلى تعزيز مشاركة البيانات عالمياً ومراقبة الاتجاهات لضمان استجابة صحية عامة منسقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

قلق في منظمة الصحة من تفشي مرض مجهول "شبيه بالأنفلونزا"

المنظمة العالمية أرسلت فريقاً طبياً إلى الكونغو لتقصي حقيقة "المرض إكس"

time reading iconدقائق القراءة - 4
باحث ينشر خلايا في صحن \"بتري\" الزجاجي لإجراء مزرعة للبكتيريا في مختبر للأحياء المجهرية - بلومبرغ
باحث ينشر خلايا في صحن "بتري" الزجاجي لإجراء مزرعة للبكتيريا في مختبر للأحياء المجهرية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تزايد عدد الإصابات بمرض غامض يشبه الإنفلونزا أُطلق عليه اسم "المرض إكس" (Disease X) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما أرسلت منظمة الصحة العالمية فريق استجابة سريعة إلى البلاد للمساعدة في تقصي الأمر.

سُجلت أكثر من 400 إصابة بالمرض المجهول، الذي تتضمن أعراضه الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف وآلام الجسد، منذ أواخر أكتوبر في منطقة بانزي الصحية جنوب غرب الكونغو، بحسب بيان صدر من منظمة الصحة العالمية الأحد.

رغم أن ما يزيد عن نصف الإصابات مرتبطة بأطفال تحت سن الخامسة، إلا أنه يشتبه في أن رجلاً في الخمسين من عمره أٌدخل إلى المستشفى بمدينة لوكا، في إيطاليا، قد تعافى من المرض بعد رحلة عمل إلى الكونغو، بحسب ما نشرته صحيفة "إل تمبو" الإيطالية.

تراجعت الوفيات إلى 31 حالة، منخفضة من 79 حالة مسجلة الأسبوع الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويتركز تفشي المرض في منطقة ريفية نائية في مقاطعة كوانغو، التي يحتاج الوصول إليها من العاصمة كينشاسا نحو 48 ساعة تقريباً بسبب الحالة المتردية للطرق والأمطار الغزيرة.

تحديد مصدر العدوى

عرقلت صعوبات الوصول إلى المنطقة جهود التأكد من الوفيات المرتبطة بالمرض، فيما ترتبط كل الإصابات الحادة بأشخاص يعانون سوء التغذية، ما يفاقم صعوبة تحديد مصدر العدوى.

وقالت منظمة الصحة العالمية: "إن هذه الصعوبات مقترنة بالقدرات التشخيصية المحدودة في المنطقة، التي عرقلت تحديد المسبب الأساسي للمرض. وتجمع الفرق عينات للفحص المخبري، مع توفير مزيد من التفاصيل عن السمات الإكلينيكية للحالات المكتشفة، وتقصي طرق الانتقال، كما أنها تبذل جهودها في البحث عن حالات أخرى داخل المنشآت الصحية، وتتقصى الأمر على مستوى المجتمع".

عدد الوفيات والإصابات بالمرض المجهول

سُجلت 10 حالات اشتباه في الإصابة بالمرض ووفاة أخرى في 6 ديسمبر، ليرتفع إجمالي عدد المصابين في بانزي إلى 416، مع ذلك، يرجح أن تكون الوفيات أكثر عدداً، حيث يُعتقد أن كثيراً من المرضى ماتوا بعيداً عن المنشآت الصحية، بحسب إذاعة "أوكابي راديو".

ولفتت منظمة الصحة إلى أن الالتهاب الرئوي الحاد، والإنفلونزا، وكوفيد-19، والحصبة، والملاريا، كلها عوامل يحتمل أن تكون مسببة للمرض بناء على الدلائل والأعراض التي تظهر على المصابين، وأن فرق الاستجابة تعمل على علاج المرضى وزيادة التوعية بتفشي المرض في المجتمعات المصابة.

تنتشر الملاريا في المنطقة، وربما تسبب الإصابة بالمرض أو تسهم فيها، بحسب الهيئة الصحية التابعة للأمم المتحدة، التي أضافت أن "الفحوصات المخبرية جارية لتحديد مسبب المرض بدقة، وفي هذه المرحلة، يمكن أن يتسبب أكثر من مرض واحد في الإصابات والوفيات".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.