أحمد الشرع: نتطلع للتعاون الاقتصادي والتنموي مع السعودية

القائد العام للإدارة السورية الجديدة لـ"الشرق الأوسط": سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

time reading iconدقائق القراءة - 5
زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع مخاطباً الحشود في المسجد الأموي في دمشق يوم الأحد 8 ديسمبر - Getty Images
زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع مخاطباً الحشود في المسجد الأموي في دمشق يوم الأحد 8 ديسمبر - Getty Images
المصدر:

الشرق

أكد القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع على أن "الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر"، وأعرب عن تطلعه للتعاون الاقتصادي والتنموي مع السعودية، خاصة بعد أن أصبح "الأمن الاستراتيجي الخليجي أكثر أمناً وأماناً"، مشيراً إلى "السعي لبناء علاقات استراتيجية فاعلة" مع الدول العربية، في مقابلة مع "الشرق الأوسط".

شدد أحمد الشرع في المقابلة التي جرت في قصر الشعب الرئاسي بدمشق، الخميس، على أن بلاده "لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان".

تكتب سوريا فصلاً جديداً في تاريخها بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة السورية دمشق، عقب 11 يوماً من بدء عملية أسمتها ردع العدوان بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا، وإسقاط نظام بشار الأسد.

الشرع أعرب عن تطلعه إلى "الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا"، وأشار إلى أن "السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً. ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك".

وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت عبر منصة "إكس" الأسبوع الماضي: "تؤكد المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا لتدعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام، كما تؤكد دعمها لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها".

وختمت بيانها: "قد آن الأوان لينعم الشعب السوري، بالحياة الكريمة التي يستحقها، وأن يساهم بجميع مكوناته في رسم مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وأن تعود لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي".

وقال الشرع إن "ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة.. أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء".

مصالح كبرى للمنطقة

الشرع أضاف: "اليوم نقول إن الأمن الاستراتيجي الخليجي أصبح أكثر أمناً وأماناً"، مشيراً إلى أن سوريا كانت "تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية وعاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون. بالتالي ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة من إخراج للميليشيات الإيرانية وإغلاق سوريا كلياً كمنصة للأذرع الإيرانية، وما يعني ذلك من مصالح كبرى للمنطقة برمتها، لم تحققه الوسائل الدبلوماسية وحتى الضغوط".

"نحن اليوم في مرحلة بناء الدولة"، مشدداً على أن سوريا لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان، وأكد: "نسعى لبناء علاقات استراتيجية فاعلة" مع الدول العربية.

وبعد 10 أيام من سقوط نظام بشار الأسد، بدأ تدفق الدماء في شرايين الاقتصاد السوري، ليعلن المصرف المركزي عن إعادة تشغيل أجهزة الصراف الآلي، فضلاً عن انتعاش سعر صرف الليرة لتُتداول عند مستويات ما قبل سقوط الأسد، كما استأنفت المطارات الرئيسية في سوريا عملها، وعادت الشاحنات القادمة من الأردن لدخول الأراضي السورية وسط مطالب بإعادة النظر في العقوبات لتيسير إعادة الإعمار.

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، جير بيدرسن، أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهماً لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه. وأضاف بيدرسن: "هناك استعداد دولي واضح للمشاركة.. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضاً، وإعادة الإعمار الكامل".

وعن لبنان، أكد الشرع: "لا نسعى لأي علاقة تسلطية مع الجار اللبناني بل علاقة احترام متبادل، ولا نريد التدخل في الشأن الداخلي اللبناني فلدينا ما يكفي من عمل في بلدنا. نريد بناء علاقات جيدة وسنقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين وما يرضيهم يرضينا".

وقال الشرع "دخل كثيرون إلى الثورة السورية"، و"سوريا تعبت من الحروب ومن كونها منصة لمصالح الآخرين ونحن بحاجة لإعادة بناء بلدنا وبناء الثقة فيه، لأن سوريا بلد في قلب الحدث العربي".

تصنيفات

قصص قد تهمك

تركيا قد تزيل قريباً قادة سوريا الجدد من قائمة الإرهاب

برزت تركيا اللاعب الرئيسي في تشكيل مستقبل سوريا عقب سقوط الأسد

time reading iconدقائق القراءة - 3
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان - المصدر: بلومبرغ
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدرس تركيا إزالة زعماء سوريا الجدد من قائمتها للمنظمات الإرهابية دون انتظار خطوات مماثلة من دول أخرى أو الأمم المتحدة. 

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مقابلة مع قناة "الجزيرة" بُثت مساء أمس الأربعاء: "أعتقد أن الوقت قد حان للمجتمع الدولي، بدءاً من الأمم المتحدة، لإزالة اسمها (هيئة تحرير الشام) من القائمة". 

كان فيدان يشير إلى هيئة تحرير الشام، الجماعة الإسلامية التي تسيطر على معظم سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر. 

الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من بين المنظمات التي تصنف هيئة تحرير الشام، وهي منظمة ارتبطت سابقاً بتنظيم القاعدة، باعتبارها جماعة إرهابية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت تركيا ستنتظر الإجماع الدولي، قال فيدان: "لن أقول نعم لأننا سنتخذ خطوة مختلفة". 

مستقبل سوريا.. تركيا لاعب رئيسي

برزت تركيا اللاعب الرئيسي في تشكيل مستقبل سوريا عقب سقوط الأسد، إذ يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحقيق أهداف مثل المكاسب العسكرية ضد القوات الكردية التي تعتبرها أنقرة بمثابة تهديد أمني. 

كما تستضيف تركيا ما لا يقل عن 3 ملايين لاجئ من جارتها الجنوبية (سوريا) نتيجة للحرب التي دامت 13 عاماً في البلاد.

في أعقاب سقوط الأسد، أقامت تركيا ودول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، قنوات اتصال مباشر مع زعيم سوريا الفعلي أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام. 

أعادت تركيا بالفعل فتح سفارتها في دمشق لمتابعة مصالحها في سوريا، وتقول إنها حصلت على دعم "هيئة تحرير الشام" لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الكردية في سوريا. 

اقرأ أيضاً: الاقتصاد السوري يبدأ مسار التعافي بعد 10 أيام من سقوط الأسد

وقال فيدان: "نحن نعترف بالإدارة الحالية أو الحكومة الجديدة، شريكاً شرعياً لتركيا والأطراف أو الدول التي تتعامل معها في شؤون السياسة الدولية". 

وحسب فيدان، امتثلت تركيا لقرارات مجلس الأمن الدولي في الماضي، (مثل تصنيف الكيانات أو الأفراد في قوائم الإرهاب) ولكنها قد تغير موقفها أو سياستها هذه المرة "في ضوء التطورات الأخيرة". 

وأوضح: "أعتقد أن هيئة تحرير الشام اتخذت خطوات كبيرة نحو الانفصال عن تنظيم القاعدة وداعش والعناصر المتطرفة الأخرى"، مستخدماً الاسم البديل لتنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية". تم بث المقابلة في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء. 

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.