مزادات نيويورك تبيع لوحات فنيه بـ1.3 مليار دولار في أسبوع

time reading iconدقائق القراءة - 6
أسبوع مزادات في نيويورك يجمع 1.5 مليار دولار - المصدر: بلومبرغ
أسبوع مزادات في نيويورك يجمع 1.5 مليار دولار - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

هبت نسائم التغيير، وأصبحت سوق المزادات التي لطالما هيمنت عليها الأعمال التي يصنعها رجال من البيض تظهر بعض العلامات على التنوع، ليس فقط في المعروضات، وإنما في مقدار ما يستعد الأشخاص لدفعه.

قالت بوني برينان، رئيس منطقة الأمريكيتين في دار "كريستيز" : "بطريقة ما أصبح العنوان الرئيسي الأسبوع الجاري هو التنوع من نواح كثيرة للغاية.. وليس فقط في الفنانين أنفسهم وإنما في شكل الأعمال الفنية وأسلوبها وأسعارها.. بالتأكيد كانت هناك نتائج قوية للأسماء المعروفة ولكن كانت اللحظات الأكثر إثارة الأسبوع الجاري تتعلق بالفنانين الجدد والصاعدين"..

على مدار أسبوع مزادات مايو في نيويورك، بيعت العديد من الأعمال الفنية التي تزيد قيمة كل واحدة على 15 مليون دولار بعد القليل من العطاءات، وفي بعض الأحيان تنافس العشرات على أعمال فنية أسعارها أقل لفنانين غير معروفين، وتقول برينان إنه كان هناك الكثير من القطع الفنية في مزاد الثلاثاء الماضي وأيضا مزاد الخميس ليلا وكان يصل عدد المشترين عبر الهاتف إلى العشرات.

واشتد الحماس في مزاد ليلة الثلاثاء في "كريستيز" بشكل خاص على أعمال جوردان كاستيل (مواليد 1989)، ونينا شانيل أبني (1982)، ورشيد جونسون (1977) الذي أثارت لوحته "Anxious Red Painting December 18th" ، والتي أكملها العام الماضي، وابلا من العطاءات من المزايدين عبر الهاتف في غرفة المبيعات، حسبما قالت برينان، مضيفة أنها بيعت بسعر 1.95 مليون دولار، أي بعلاوة تتجاوز أعلى تقدير عند 300 ألف دولار.

زخم فني

وشهد مزاد "سوثبيز" في الليلة التالية زخما مماثلا، وكانت هناك حرب أسعار امتدت لسبع دقائق على لوحة روبرت كوليسكون التي رسمها في عام 1975 بعنوان "جورج واشنطن كارفر يعبر ديلاوير: صفحة من كتاب التاريخ الأمريكي" ( George Washington Carver Crossing the Delaware: Page from an American History Textbook)، والتي تعد بمثابة تقليد للوحة إيمانويل لوتز "واشنطن يعبر ديلاوير" (Crossing the Delaware).

وبيعت في النهاية إلى متحف لوكاس للفنون السردية مقابل 15.3 مليون دولار، متجاوزة أعلى تقديرات عند 12 مليون دولار، كما بيعت لوحة لسلمان تور، الذي كان معرضه الفردي في متحف "ويتني" للفنون الحديثة أوائل العام الجاري بمثابة معرض لا يجب الإغفال عنه، مقابل 867 ألف دولار، بزيادة عن أعلى تقدير عند 80 ألف دولار فقط.

أما في ليلة الخميس في "كريستيز"، فكانت هناك منافسة طويلة ومثيرة على عمل لأحد الأسماء المعتادة. وبدأت العطاءات على لوحة بيكاسو "Femme Assise Près d'une Fenêtre (Marie-Thérèse) "، العائدة لعام 1932 بحوالي 54 مليون دولار، ثم ارتفعت بشكل مطرد بفضل أربعة مزايدين منفصلين عبر الهاتف، وفي النهاية استمرت المنافسة بين اثنين من جامعي القطع الفنية المصممين للغاية والذين رفعا السعر النهائي على مدار 19 دقيقة و27 ثانية إلى 90 مليون دولار، وبإضافة رسوم دار المزادات وصلت قيمة اللوحة إلى 103.4 مليون دولار، ما يجعلها خامس أغلى لوحة تباع لبيكاسو في مزاد، وفقا لبيانات أسعار "آرت نت" (Artnet).

رغم كل الحديث عن التنوع، ظلت قمة السوق دون تغيير، وهيمنت أسماء "بيكاسو"، و"مونيه"، و"فان جوخ"، و"وارهول" على أعلى الأسعار، وكان الاستثناء الوحيد هو جان ميشيل باسكيات، الذي توفي في الـ 27 من عمره في عام 1988.

جنون باسكيات

ولا تعد أعمال باسكيات جديدة على السوق ولا رخيصة، ومع ذلك، ففي أقل من 24 ساعة، تنافس ما لا يقل عن 11 مزايدا على اثنين من أعماله الفنية.

وفي ليلة الثلاثاء في دار "كريستيز"، كان يرغب 6 مشترين على الأقل في دفع ما يزيد على 50 مليون دولار لرسمته "In This Case" العائدة لعام 1983، ما رفع قيمتها الإجمالية إلى 93.1 مليون دولار.

وفي "سوثبيز" يوم الأربعاء، تعارك خمسة مزايدين على "Versus Medici" التي تعود لعام 1982، ما رفع السعر إلى 44 مليون دولار، وبإضافة رسوم المزاد التي يدفعها المشتري وصل الإجمالي إلى 50.8 مليون دولار، أي أعلى قليلا من أعلى تقدير.

يقول تاجر القطع الفنية، كريستوف فان دي ويجي: "أعتقد أنه بالنسبة لسوق باسكيات، كان [هذا الأسبوع] مغيرا لقواعد اللعبة.. وبيعت أعماله لبعض هواة الجمع المهمين للغاية.. وهؤلاء الأغنياء لا يحتاجون إلى المال، وينظر الناس إلى باسكيات كواحد من أهم الرسامين في القرن العشرين والأسعار تظهر ذلك بالتأكيد".

وأضاف فان دي ويجي أن الطلب على أعمال باسكيات عالمي، قائلا: "يهتم أناس حول العالم بشراء أعمال باسكيات، وأصبح يشبه بيكاسو قليلا".

في الواقع، إنه يشبه بيكاسو كثيرا، فمن بين أغلى 10 لوحات بيعت الأسبوع الجاري، تصدر بيكاسو وباسكيات القائمة التالية:

1 - لوحة بيكاسو "Femme Assise Près d'une Fenêtre Marie-Thérèse"، تعود إلي عام 1932 بقيمة 103.4 مليون دولار. (دار كريستيز).

2- لوحة "In This Case" لعام 1983 لباسكيات بقيمة 93.1 مليون دولار. (دار كريستيز)

3- لوحة كلود مونيه في عام 1917/1919 "Le Bassin aux Nymphéas" مقابل 70.4 مليون دولار. (دار سوثبيز).

4 - لوحة باسكيات "Versus Medici" في عام 1982 مقابل 50.8 مليون دولار. (دار سوثبير).

5- لوحة مونيه في 1899/1903 "Waterloo Bridge, Effet de Brouillard" مقابل 48.5 مليون دولار. (دار كريستيز).

6- لوحة "Untitled (Rome)" لسي تومبلي في عام 1970 بقيمة 41.6 مليون دولار. (دار سوثبيز).

7- لوحة "Untitled" لمارك روثكو في عام 1970 بقيمة 38.2 مليون دولار. (دار كريستيز).

8- لوحة فان جوخ "Le pont de Trinquetaille" في عام 1888 بقيمة 37.4 مليون دولار (دار كريستيز).

9- لوحة أندي وارهول "Elvis 2 Times" في عام 1963 بقيمة 37 مليون دولار (دار سوثبيز).

10- لوحة كليفورد ستيل "PH-125 (1948-No. 1)" في عام 1984 بقيمة 30.7 مليون دولار. (دار سوثبيز).

تصنيفات

قصص قد تهمك

من اللوحات الكلاسيكية إلى المُشفرة.. كيف أنقذ الأثرياء سوق الفن في زمن الجائحة؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
سوق الفن الكلاسيكي والرقمي تزدهر خلال الجائحة - المصدر: بلومبرغ
سوق الفن الكلاسيكي والرقمي تزدهر خلال الجائحة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

في نهاية شهر يناير الماضي، بيعت لوحة محفوظة بعناية فائقة لفنان عصر النهضة الإيطالي ساندرو بوتيشيلي، بمبلغ قياسي بلغ 92.2 مليون دولار. وبيع بعدها بستة أسابيع عمل يكاد يكون أبعد ما يكون عن أعمال هذا الفنان والمعلم الكبير، والذي هو عبارة عن تجميع رقمي لصور أخرجها فنان يحمل اسم "بيبل" (Beeple) مقابل 69.3 مليون دولار.

وفي حين أن هاتين القطعتين الفنيتين مختلفتان تماماً عن بعضهما بعضا، إلا أن الإقبال عليهما يحركه عوامل متشابهة. فعلى الرغم من أن سوق الفنون عانت من الإغلاق الوبائي، إلا أنها حافظت على مكانتها في ظل الاهتمام المستمر من جامعي الفنون الأثرياء بهدف الاستثمار. فضلاً عن تدفق المشترين الأصغر سناً، من البارعين في مجال التكنولوجيا والذين تمكنت المعارض والوكلاء ممن يعملون معهم في خلق حضور إلكتروني قوي لهم.

ولن تنسى الصناعة تحولها الرقمي حتى عندما تستأنف المعارض الفنية والمزادات عملها، وكانت المبيعات الضخمة التي حُققت خلال الأسبوع الماضي للوحة الرقمية "كل يوم: أول 5000 يوم" (Everydays: the First 5000 Days) للفنان مايك وينكلمان، المعروف أيضاً باسم "بيبل"، تشير إلى ذلك بالفعل.

فوائض الأموال

ومع اقتراب أسواق الأسهم والعملات المشفرة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، رأى العديد من المستثمرين ثرواتهم تنمو مع انخفاض عدد الرحلات والتجارب التي يمكن أن ينفقوا أموالهم عليها. وبالتالي فقد قام من بات لديه فائض من الأموال منهم بإنفاقها ببذخ على بعض الأمور، أما الأكثر تواضعاً ضمن هذه الفئة فدللوا أنفسهم بشراء حقيبة من "لويس فيتون" وأحذية "غوتشي" الرياضية، مما دفع الطلب على أكبر العلامات التجارية إلى مستويات أعلى مما كانت عليه قبل الجائحة. وفي الوقت ذاته هناك من فائقي الأثرياء من يفضل أعمال الفنان ساي تاومبلي بدلاً من كل ذلك.

إلا أن هذا لا يعني أن سوق الفنون محصنة من آثار الجائحة. فقد تراجعت المبيعات العالمية للفنون والتحف بنسبة 22% عن العام الماضي، لتصل إلى 50.1 مليار دولاراً في عام 2020. وفقا لتقرير اقتصادي صادر عن خبيرة الاقتصاد الفني كلير مكاندرو لمعرض "آرت بازل" (Art Basel) ومجموعة "يو بي أس غروب". كما انخفضت فرص المشترين التقليديين للشراء بسبب إلغاء المعارض والإغلاق المؤقت لصالات العرض. لكن بالرغم من ذلك، تمكنت المبيعات من البقاء فوق أدنى مستوياتها السابقة التي سجلتها في عام 2009 في أعقاب الأزمة المالية العالمية.

أرباح الوباء

وقد كان من الممكن أن يصبح تراجع سوق الفنون أسوأ بكثير لولا الجامعين الأثرياء الذين أمضوا وقتاً أطول في المنزل، وأرادوا تجميل محيطهم باللوحات الفنية. وكان الوضع مماثلاً بالنسبة للأعمال الافتراضية، حيث شجعت الساعات الطويلة من الجلوس أمام الشاشة مستثمري العملات المشفرة، الذين جمعوا ثروات من مكاسب "بتكوين"، على استكشاف وسائل فنية ناشئة مرتبطة برمز غير قابل للاستبدال. وهو ما يعني شهادة رقمية للأصالة تعمل على أساس تقنية الـ"بلوكتشين".

كما حالت صالات العرض ودور المزادات التي تحولت نحو العمل عبر الإنترنت دون حدوث هبوط حاد في سوق الأعمال الفنية. حيث وصلت مبيعات الفنون والتحف عبر البيع الرقمي إلى مستوى قياسي بلغ 12.4 مليار دولاراً في عام 2020، أي ضعف قيمة المبيعات الرقمية في العام السابق، ومثلت نسبة 25% من قيمة السوق الإجمالية، بحسب ما قالته ماكندرو.

وقد أدى التحول إلى البيع الرقمي أيضاً إلى ظهور جيل أصغر من هواة جمع التحف، واللذين يعتبرون أكثر نشاطاً عبر الإنترنت وينفقون بشكل أكبر. ووجد تقرير معرض "آرت بازل" ومجموعة "يو بي إس" أن ثلاثة من بين كل عشرة جامعي فنون من أصحاب الثروات الكبيرة من جيل الألفية أنفقوا ما لا يقل عن مليون دولار في عام 2020، مقارنة بنسبة 17% من هواة جمع الفنون من جيل طفرة المواليد. وقالت دار "كريستيز" للمزادات إن نسبة 58% من اللذين تقدموا بعروض لشراء لوحة الفنان "بيبل" "يومياً" كانوا من جيل الألفية.

فن التشفير

ويبدو أن تدفق المشترين الشباب قد أثر على شكل الذوق العام في السوق، حيث زاد الاهتمام بالفنانين الشباب والعالميين، حسبما أظهرت قاعدة البيانات على الموقع (Artprice.com). فعلى سبيل المثال حقق الرسام أمواكو بوافو من غانا، ثاني أعلى إيرادات في المزادات في عام 2020، وهو من بين الفنانين الذين ولدوا بعد عام 1980، متخلفاً فقط عن الراحل ماثيو وونغ.

وكان أبرز مظاهر التحول نحو الإنترنت هو ظهور فن التشفير، والذي تشاهده على الشاشة بدلاً من النظر إليه معلقاً على الحائط. حيث جعلت تقنية "بلوكتشين" إثبات ملكية مثل هذا الفن الرقمي أمراً سهلاً، والذي يمثل مشكلة عادة في العالم الرقمي. وكانت لوحة "يومياً" للفنان "بيبل" موجودة منذ أقل من شهر قبل طرحها في المزاد مؤخراً.

ومن المتوقع أن يبقى العمل عبر الانترنت قائماً. وفي حين أن صناعة الفن كانت قد تخلفت عن القطاعات الاستهلاكية الأخرى مثل تجارة التجزئة الفاخرة والعامة في تبنيها للتكنولوجيا، إلا أن الجائحة أجبرت المعارض ودور المزادات على الاستثمار في الأدوات الرقمية مثل غرف المشاهدة عبر الإنترنت. كما ظهرت منصات الفن المشفر مثل "نيفتي غيتاوي" (Nifty Gateway) المدعومة من المستثمر وينكلفوس، والتي تعمل على إشراك جامعي الأعمال الأصغر سناً من خلال نشر أعمال محدودة الاصدار. وهناك مؤشرات إيجابية تشير إلى أننا سنستمر في استهلاك الفن على هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

مستقبل السوق

الزمن وحده كفيل بإظهار ما إذا كان الأثرياء سيحافظون على إقبالهم على الفنون عندما يفتح باب السفر والترفيه أم لا. فضلاً عن الإجابة عن التساؤل حول ما إن كان المستهلكون الأصغر سناً سوف يواصلون الشراء أم لا. ولكن يبدو أن حظ سوق الفنون سوف يستمر مع استمرار تسجيل ارتفاع في الأسواق والعملات المشفرة وقلة فرص الإنفاق في الغالب خلال جزء كبير من هذا العام. وتأمل المؤسسات المحنكة مثل "كريستيز" بالاستفادة من فنانين مثل "بيبل" في المستقبل بقدر ما يستفيدون من الفنان القدماء كفرانسيس بيكونز.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

نيويورك

10 دقائق

5°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 3°/5°
12.9 كم/س
73%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.