مستقبل سوريا: توازن القوى على المحك بعد الإطاحة بالأسد

time reading iconدقائق القراءة - 3
مقاتلون معارضون ومواطنون سوريون يحتفلون في ساحة الأمويين بسقوط نظام بشار الأسد، دمشق، سوريا، 8 ديسمبر 2024 - المصدر: بلومبرغ
مقاتلون معارضون ومواطنون سوريون يحتفلون في ساحة الأمويين بسقوط نظام بشار الأسد، دمشق، سوريا، 8 ديسمبر 2024 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ليس بعيداً، ففي العام الماضي فقط، رفض بشار الأسد فكرة سوريا بدونه، قائلاً إن الرئيس يجب أن يترك منصبه فقط عندما يطالب الشعب بذلك.

اليوم، يجد نفسه في موسكو، بعد فراره من تقدم خاطف لقوات المعارضة، أسفر عن انهيار حكمه الاستبدادي الذي استمر عقوداً في غضون أيام.

إن الانتصار السريع للمعارضة لا يلغي تعقيد المرحلة المقبلة، إذ تواجه سوريا مستقبلاً غامضاً وسط أجواء متوترة في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى جانب الاشتباكات المستمرة مع حزب الله في لبنان.

الهجوم المفاجئ الذي قادته "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الإسلامية المسلحة، له تداعيات تتردد في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، حيث ظهر داعمو الأسد مشغولين أو غير راغبين في التدخل.

على الرغم من وجود قواعد عسكرية لروسيا في غرب سوريا، إلا أن موسكو تركز جهودها بشكل أساسي على حربها المستنزفة في أوكرانيا. وفي الوقت ذاته، تسعى إيران، التي أضعفتها صراعاتها المستمرة مع إسرائيل، إلى الحفاظ على نفوذها داخل سوريا، لكنها لم تتمكن أيضاً من منع سقوط الأسد.

التحدي الأكبر ربما يكمن في مسألة الحوكمة، في بلد لم يعرف سوى وحشية حكم عائلة الأسد لأكثر من 50 عاماً، شملت حرباً مدمرة ضد شعبه استمرت لأكثر من عقد. والمسؤولون العرب يحذرون من التطرف واحتمالات الفوضى.

سعى زعيم "هيئة تحرير الشام"، المعروف بمحمد الجولاني، إلى الظهور كقوة أكثر اعتدالاً، لكن تصنيف مجموعته كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى يجعل فرص الحصول على دعم خارجي أكثر تعقيداً.

في الوقت نفسه، بدأت التساؤلات تثار حول إمكانية عودة ملايين اللاجئين السوريين -الذين فروا إلى تركيا وأوروبا- إلى وطنهم.

حتى الآن، لا يزال الغموض يكتنف مسألة من سيتولى إدارة سوريا أو ما يحمله المستقبل لأولئك الذين ظلوا فيها. ومع انتشار الفقر في معظم أنحاء البلاد ودمار مدنها، يبدو أن أي أمل في مستقبل جديد لسوريا سيظل غامضاً لفترة طويلة قادمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

كيف تستفيد شركات النفط الصينية من تطور الأوضاع في سوريا؟

"سي إن بي سي" و"سينوبك غروب" تمتلكان أصولاً في القطاع بالدولة

time reading iconدقائق القراءة - 2
رجل يلمس النفط المتسرب على الأرض - المصدر: بلومبرغ
رجل يلمس النفط المتسرب على الأرض - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

قد تكون شركات النفط الصينية من أول المستفيدين من التطورات في سوريا، وذلك في حال تحقق الاستقرار السياسي بالبلاد التي باتت تسيطر عليها قوات المعارضة، عقب 11 يوماً من بدء عملية عسكرية بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب البلاد في نهاية الشهر الماضي.

وبينما لا يزال من المبكر الحكم على المشهد السوري، إلا أن دخول دمشق من قبل المعارضة بدون سفك دماء أو تدمير للبنى التحتية، يُرجح أن استقرار الأوضاع قد يكون في المستقبل القريب، خاصة بعد خطة لتسلم مؤسسات الدولة سلمياً من محمد غازي الجلالي رئيس الوزراء في حكومة بشار الأسد اللاجئ في روسيا.

"إذا تحقق الاستقرار السياسي في سوريا، فقد تستفيد شركات مثل "سي إن بي سي" (CNPC) و"سينوبك غروب" (Sinopec Group)، اللتين تمتلكان أصولاً في مجال التنقيب والإنتاج في الدولة، لكنهما قلصتا الإنتاج بسبب الحرب الأهلية"، وفق أندرو تشان، محلل الائتمان في "بلومبرغ انتليجنس". 

تراجع إنتاج النفط في سوريا من 353 ألف برميل يومياً في عام 2011 إلى 40 ألف برميل يومياً فقط في 2023. وتتركز حقول النفط في دير الزور والحسكة شرق البلاد ومنطقة تدمر التابعة لمحافظة حمص في غربها. 

تمتلك "سي إن بي سي" حصة في شركة "الفرات"، إحدى أكبر شركات النفط السورية، بينما استحوذت "سينوبك" في عام 2008 على شركة "تانجانيكا أويل" (Tanganyika Oil)، المتخصصة في إنتاج النفط الثقيل ومقرها سوريا، مقابل ملياري دولار. مع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستلتزم بالعقود التي وُقّعت مع النظام السابق، وفق تشان.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.