توقعات بتسجيل صادرات الصين رقماً قياسياً هذه السنة قبل بدء ولاية ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 5
حاويات شحن في ميناء يانغ شان ديبووتر في شنغهاي في الصين. 11 يناير 2021. - المصدر: بلومبرغ
حاويات شحن في ميناء يانغ شان ديبووتر في شنغهاي في الصين. 11 يناير 2021. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتوقع خبراء الاقتصاد أن تصل صادرات الصين إلى مستوى تاريخي مرتفع هذا العام، مع اندفاع العملاء إلى وضع طلباتهم مقدماً، خوفاً من تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض تعريفات جمركية أعلى عندما يتولى منصبه في يناير.

من المتوقع أن يتسارع نمو الصادرات إلى 7% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً لتوقعات المحللين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم في الفترة من 15 إلى 21 نوفمبر. وهذا يمثل ترقية مقارنة بتوقعات أكتوبر بارتفاعها 5%، ومن شأنه أن يدفع إجمالي الصادرات هذا العام إلى 3.548 تريليون دولار، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق في عام 2022.

قالت إيريكا تاي، الخبيرة الاقتصادية في "مجموعة مايبانك للاستثمار المصرفي" (Maybank Investment Banking Group) إنه "في الأشهر القليلة المقبلة، قد تستفيد الصادرات الصينية من اندفاع الشركات الأجنبية لتخزين البضائع. ومن المحتمل أن يتسبب شبح الحرب التجارية في دفع صناع السياسات في الصين إلى الاعتماد بشكل أكبر على تدابير التحفيز الداعمة للاستهلاك العام المقبل".

بدأت الصادرات بالفعل هذا الربع بأسرع نمو منذ يوليو 2022، مما وضع الصين على مسار تحقيق فائض تجاري قياسي قد يصل إلى ما يقرب من تريليون دولار هذا العام. واصلت بكين التطلع إلى المبيعات في الخارج للتعويض عن ضعف الطلب المحلي، حتى مع ضخ حزمات التحفيز في الاقتصاد المحلي. 

خلال الحملة الانتخابية، هدد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 60%، وهو المستوى الذي تتوقع "بلومبرغ إيكونوميكس" أنه سيدمر التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترمب رسوماً جمركية تصل إلى 25% على ما قيمته أكثر من 300 مليار دولار من الشحنات الصينية، مما أثار ردود فعل من بكين. أبقى الرئيس الحالي جو بايدن على غالبية هذه الرسوم.

"إن التحول الأخير المؤيد للنمو في الصين لديه القدرة على وضع الاقتصاد على مسار أسرع. ولكن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة في عام 2025، قد تهدد هذا المسار.

أما التحدي الذي تواجه بكين فهو تحويل خطط التحفيز إلى قوة دفع للنمو، وحماية الاقتصاد من موجة أخرى من التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب".

تشانغ شو وإريك تسو وديفيد كو، خبراء اقتصاد من "بلومبرغ إيكونوميكس"

توقعات بتحفيز أكبر

احتمالات توسع الحرب التجارية بعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض، ترفع التوقعات بتحفيز أكبر في العام المقبل، حيث تستعد الصين لعصر جديد من الحمائية. وعلى النقيض من الصادرات المزدهرة، توقف نمو الواردات مع كفاح الاقتصاد المحلي للتعافي، مما أثار قلقاً كبيراً من البلدان التي تخشى تدفق السلع الصينية الأرخص.

أظهر استطلاع "بلومبرغ" أن الناتج المحلي الإجمالي للصين من المقرر أن يتوسع بنسبة 4.9% في الربع الرابع، ارتفاعاً من 4.8% كانت متوقعة في الشهر الماضي.

يتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم "بلومبرغ" أن الصين ستحرر الأموال للبنوك للإقراض من خلال خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الرابع، مع الإبقاء على أسعار السياسة النقدية الرئيسية ثابتة حتى العام المقبل. لم تتغير هذه التوقعات عن استطلاع أكتوبر.

كان البنك المركزي قد خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي في سبتمبر، بعد وقت قصير من كشف المحافظ بان جونغ شنغ عن مجموعة من الخطوات لمواجهة تباطؤ النمو في الصين. وفي الشهر الماضي، كرر بان أن بنك الشعب الصيني قد يخفض النسبة بمقدار 25 إلى 50 نقطة أساس أخرى بحلول نهاية العام، اعتماداً على ظروف السيولة في السوق.

وقال أرين فان دايكويزن، كبير الاقتصاديين في بنك "إيه بي إن أمرو" (ABN Amro Bank): "نفترض صدمة أكبر جراء الرسوم الجمركية مقارنة بعام 2018-2019، لكن الصين أصبحت أقل اعتماداً على الولايات المتحدة، وقد جهزت خطوات للرد، بما في ذلك خفض قيمة اليوان، وسترفع قيمة التحفيز".

تصنيفات

قصص قد تهمك

قطاع السيارات الأميركي ينكفئ على الداخل والصين تتسلم الراية

قطاع السيارات في الولايات المتحدة الأميركية يتجه للتركيز على السوق المحلية

time reading iconدقائق القراءة - 9
سيارة 'كاديلاك' الفارهة في معرض لشركة 'جنرال موتورز' في الصين - Getty Images
سيارة 'كاديلاك' الفارهة في معرض لشركة 'جنرال موتورز' في الصين - Getty Images
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

ربما كان الألماني كارل بنز هو مخترع السيارة، ولكن الولايات المتحدة الأميركية هي التي جعلتنا نقودها. 

استمرت الولايات المتحدة الأميركية في تصدير السيارات ونشر ثقافة القيادة عالمياً بصورة هائلة، ما جعل من استخدام السيارات على الطرق مسألة شائعة خلال القرن العشرين. مع حلول ستينيات القرن الماضي، كانت شركة "فورد موتور" تملك مصانع عبر معظم أنحاء الدول الأوروبية الكبرى، بالإضافة إلى الأرجنتين والبرازيل ومصر والهند وإسرائيل وبيرو وباكستان وجنوب أفريقيا وتركيا وزيمبابوي.

في الوقت الحالي، تنتقل هذه الراية إلى الصين دون مقاومة تُذكر. سيصبح قطاع السيارات الأميركي مستقبلاً أصغر حجماً وأقل تأثيراً، وفي نهاية المطاف، أقل ربحية واستدامة من الناحية المالية.

مصير مصانع "جنرال موتورز" في الصين

السؤال الأكثر إلحاحاً الآن يتعلق بمصير الوحدات الصينية لشركة "جنرال موتورز"، التي تتكون في الغالب من مشروعات مشتركة مع شركة "إس إيه آي سي موتور". تشتهر هذه الشركة، التي تديرها حكومة مدينة شنغهاي، دولياً بإعادة إحياء العلامة البريطانية العريقة "إم جي" (MG) من خلال مجموعة من سيارات الدفع الرباعي والسيارات الصغيرة ذات الأسعار المعقولة، والموجهة للتصدير.

تراجع مبيعات "جنرال موتورز" الأميركية في الصين
تراجع مبيعات "جنرال موتورز" الأميركية في الصين

لا يخفى على أحد أن هذه المشاريع تواجه تحديات كبيرة. قبل 10 أعوام، كان دخل حقوق الملكية المحسوبة من الصين يمثل أكثر من نصف صافي أرباح "جنرال موتورز"، لكن خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، تكبدت الشركة خسائر بلغت 347 مليون دولار. صرحت المديرة التنفيذية ماري بارا للمستثمرين خلال يوليو الماضي: "إنها سوق صعبة في الوقت الراهن. يوجد عدد قليل للغاية من الشركات التي تحقق أرباحاً".

هبطت مبيعات طراز "شيفروليه" بصورة كبيرة، من المتوقع أن تنهي السنة بالكاد عند 10% من مستواها خلال 2019. أداء طرز "كاديلاك" ليس أفضل كثيراً. حتى "بويك" -تحظى بمكانة كبيرة في الصين باعتبارها العلامة التجارية المفضلة لدى سون يات سين زعيم الاستقلال وشو إن لاي رئيس الوزراء على مدى حقبة كبيرة- تواجه صعوبات في الاستمرار.

الوضع أفضل نسبياً مع العلامة التجارية المحلية "وولينغ"، التي تكلف سياراتها الكهربائية الصغيرة 8 آلاف دولار، لكن يبدو أن طراز "باوجون"، النموذج الآخر في المشروع المشترك مع "جنرال موتورز"، يواجه تراجعاً كبيراً.

كثيراً ما أكدت بارا التزامها بالسوق الصينية، لكن التوقعات لم تكن أشد تشاؤماً من الوقت الحاضر. تعقد "جنرال موتورز" و"إس إيه آي سي" اجتماعات باستمرار حتى نهاية العام، لإعادة هيكلة أصولها بهدف تحقيق الربحية.

مشاريع "جنرال موتورز" المشتركة مع الصين تتحول للخسارة هذا العام
مشاريع "جنرال موتورز" المشتركة مع الصين تتحول للخسارة هذا العام

يبدو أن هذه المهمة ستكون صعبة. بالنظر إلى الانهيار الكبير في المبيعات، فإن عكس الوضع يتطلب ضخ استثمارات كبيرة لتجديد مجموعة طُرز، وهو أمر لم يظهر أي من الطرفين استعداداً كبيراً لفعله في قطاع كان يعتمد منذ فترة طويلة على التمويل ذاتياً.

تواجه "إس إيه آي سي" مشكلات خاصة بها في مواجهة المنافسين المحليين، ما يعني أن لعبها دور "المنقذ المالي" غير مرجح. لقد تجاوزت شركات مثل "بي واي دي" و"غريت وول موتور" و"سيريس غروب" –التي تصنع سيارات العلامة التجارية "أياتو" (AITO) التابعة لشركة هواوي- رأس المال السوقي لـ" إس إيه آي سي"، مع اقتراب منافسين آخرين من تحقيق الأمر ذاته.

التكامل بين الوحدات يصطدم بالواقع

آفاق التعاون وتحقيق التكامل بين أعمال "جنرال موتورز" في الصين والولايات المتحدة الأميركية لم تكن أسوأ من الآن.

جرى حظر السيارات أو المكونات المصنوعة في الصين والتي تنقل البيانات من السوق الأميركية بموجب لوائح أقرها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال سبتمبر الماضي. اقترح خليفته دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية، ومن المتوقع أن تستهدف بكين في المقابل السيارات أميركية الصنع، التي ما زالت تمثل أحد أكبر تدفقات التجارة في الاتجاه المعاكس.

حتى مع توجهها نحو السيارات الكهربائية، فإن أعمال "جنرال موتورز" الأساسية في أميركا الشمالية -المتعلقة بسيارات الدفع الرباعي والشاحنات الكبيرة- تختلف تماماً عن مجموعة "وولينغ" الناجحة محلياً من السيارات والشاحنات الصغيرة وشاحنات التوصيل.

تشير العديد من تحركات "جنرال موتورز" الأخرى إلى أنها بدأت بالفعل تتجاوز مسألة المشاريع المشتركة القائمة. إذ تركز بصورة متزايدة على تصدير السيارات المصنعة في الولايات المتحدة إلى الصين عبر منصة "دورانت جيلد" (Durant Guild)، وهي منصة تُعرف بـ"منصة نمط الحياة" وتستهدف العملاء الأثرياء الذين قد لا يهتمون كثيراً بتكلفة إضافية ناجمة عن الرسوم الانتقامية من حقبة ترمب.

تراجع المبيعات في الصين يحول تركيز "جنرال موتورز" نحو السوق الأميركية
تراجع المبيعات في الصين يحول تركيز "جنرال موتورز" نحو السوق الأميركية

خلال سبتمبر الماضي، أبرمت "جنرال موتورز" اتفاقية مع "هيونداي موتور" لبحث إمكانية التعاون في تطوير سيارات تعمل بوقود أكثر نظافة، وتأمين مصادر للمواد الخام اللازمة لتصنيع البطاريات. يعد هذا بالضبط نوع الصفقات التي قد تعقدها إذا كنت تخشى أن ترتيباتك الحالية مع الصين، أكبر منتج في العالم للسيارات النظيفة والبطاريات، يصطدم بمشكلات جسيمة.

لا ينبغي حتماً أن تنسحب "جنرال موتورز" من أكبر سوق للسيارات في العالم، لكن حدوث ذلك سيكون متسقاً مع قرارات بارا الجريئة المشابهة للخروج من أوروبا والهند خلال 2017. مثل هذه الخطوة ستكون محل ترحيب من المستثمرين الذين دفعوا بأسهم الشركة إلى الارتفاع لقرابة الضعف منذ بدء تداول شائعات عن انسحاب محتمل من الصين قبل سنة.

إعادة هيكلة الأعمال في السوق الصينية

قد يكون المسار الوسطي هو اتباع نهج "فورد" وشركة "ستيلانتيس" مالكة "كرايسلر" من خلال إعادة هيكلة الأعمال، بحيث تتولى الشركة الصينية تصنيع السيارات، بينما يقوم الشريك الأجنبي بتصديرها إلى أسواق منخفضة التكلفة مثل جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية.

رغم ذلك، تعمل "إس إيه آي سي" بجد على بناء شبكات توزيع دولية خاصة بها. بدأت مؤخراً برعاية نادي أرسنال الإنجليزي لكرة القدم، إضافة إلى أندية كبرى في الدوريين الفرنسي والسعودي، وفريق في دوري لعبة الرغبي الوطني في أستراليا. علاوة على ذلك، يبدو أن تحويل "جنرال موتورز" إلى مجرد وكيل سيارات، سيبعدها عن تحقيق أرباح مستدامة.

سيشكل أي من هذه الخيارات مسماراً آخر في نعش القوة الناعمة الأميركية. عندما واجهت ديترويت آخر أزمة كبرى خلال 2009، كان حوالي ثلثي مبيعات "جنرال موتورز" و"فورد" تأتي من خارج الولايات المتحدة الأميركية. مع انخفاض المبيعات في الصين، نقترب من نقطة يصبح فيها ثلثا المبيعات من السوق المحلية الأميركية. بدأ قطاع السيارات الأميركية يعود للإنكفاء على نفسه لأول مرة منذ قرن. أسهمت ديترويت في انتشار قيادة السيارات عالمياً، وهو الإرث الذي ستنعم به "بي واي دي".

خلاصة

كانت الولايات المتحدة رائدة في نشر ثقافة القيادة عالمياً خلال القرن العشرين، بفضل شركات مثل "فورد" التي امتدت مصانعها إلى مختلف القارات. ومع ذلك، يشهد قطاع السيارات الأميركي تراجعاً في تأثيره العالمي، حيث تتصدر الصين الآن المشهد. تواجه "جنرال موتورز" تحديات كبيرة في السوق الصينية، حيث انخفضت أرباحها وتحولت مشروعاتها المشتركة مع "إس إيه آي سي موتور" إلى عبء بسبب المنافسة الشرسة من الشركات الصينية الرائدة مثل "بي واي دي". 

في ظل انخفاض مبيعاتها في الصين، تتجه "جنرال موتورز" لإعادة هيكلة عملياتها بالتركيز على السوق الأميركية وتعزيز تصدير السيارات عبر منصات فاخرة تستهدف العملاء الأثرياء. ومع ذلك، قد يؤدي الانسحاب التدريجي من الصين إلى تعزيز الانكفاء الأميركي في قطاع السيارات لأول مرة منذ قرن، ما يفسح المجال لشركات صينية للاستحواذ على الريادة العالمية، خاصة في سوق السيارات الكهربائية التي تشهد ازدهاراً متسارعاً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

واشنطن

5 دقائق

14°C
مطر خفيف
العظمى / الصغرى 13°/14°
5.5 كم/س
92%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.