أميركا تخشى من تكرار "صدمة الصين"

الممثلة التجارية الأميركية: التعريفات الجمركية المستهدفة ضرورية للحماية من إغراق الولايات المتحدة بواردات مثل السيارات

time reading iconدقائق القراءة - 4
الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي - بلومبرغ
الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قالت المفاوضة التجارية للرئيس جو بايدن إن استخدام التعريفات الجمركية المستهدفة ضروري للحماية من إغراق الصين للولايات المتحدة بواردات مثل السيارات والطاقة النظيفة وأشباه الموصلات.

أوضحت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي في مقابلة يوم الخميس أن فرض رسوم جمركية على بعض المنتجات في المجالات التي تسعى الولايات المتحدة لجذب الاستثمارات إليها يمثل "دفاعاً" عن خطتها الاقتصادية لمنع حدوث "صدمة الصين" الثانية. 

"صدمة الصين" مصطلح يشير إلى الأضرار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، مما أدى إلى تدمير صناعات مثل الملابس والإلكترونيات والآلات والأثاث، وفقدان ملايين الوظائف بالولايات المتحدة.

قالت تاي، خلال مقابلة على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما، بيرو: "من منظور اقتصادي وسياسي و اجتماعي، بغض النظر عمن يتولى القيادة في الولايات المتحدة، لا يمكننا تحمل صدمة الصين الثانية". 

ورغم ذلك، حذرت من استخدام التعريفات الشاملة مثل تلك التي اقترحها دونالد ترمب، الذي هزم نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الأسبوع الماضي. ووعد ترمب مراراً خلال الحملة الانتخابية بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10% إلى 20% على جميع السلع الأجنبية وتعريفة بنسبة 60% أو أكثر على المنتجات القادمة من الصين. قالت تاي: "التعريفات جزء من الحل"، دون أن تذكر ترمب مباشرة. 

أضافت: "لكن مجرد فرض الرسوم بطريقة عشوائية يفقدها التأثير.. يجب أن يكون لديك هدف واضح لما تحاول تحقيقه. وبالنسبة لنا، يتعلق الأمر بتعزيز الاقتصاد الأميركي مع التركيز على هذه الصناعات الحيوية" التي ستكون محركات للنمو في العقود القادمة.

أبقى بايدن على معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب خلال حرب التجارة مع بكين، وزاد من الرسوم على سلع مثل السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والخلايا الشمسية وأجزاء البطاريات.

كما زاد الرئيس الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، إذ تسعى إدارته لزيادة الإنتاج الأميركي عبر السياسات الصناعية مثل قانون خفض التضخم وقانون أشباه الموصلات والعلوم، ضمن الاستراتيجية التي وصفتها تاي بأنها "هجومية".

قالت تاي: "التحدي الذي تطرحه الصين يتعلق بحجم إنتاجها الكبير وقدرتها في السيطرة على الأسواق العالمية، وإخراج المنافسين، ثم جني جميع المكاسب وسلب الخيارات المتاحة". و"لهذا فإن النقاش حول الأمن الاقتصادي ومكافحة الضغوط الاقتصادية- أمر مهم في منطقة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ- هو جزء مما نعمل عليه خلال السنوات القليلة الماضية".

يدفع بايدن أيضاً نحو جعل الاقتصاد الأميركي أكثر شمولاً وضمان دمج آليات لزيادة الشمولية في اتفاقيات التجارة، وهو هدف يتبناه أيضاً العديد من الدول الأخرى. قالت :"أنا واثقة أن هذا هو الاتجاه الذي يحتاج الاقتصاد العالمي للتحرك نحوه".

تصنيفات

قصص قد تهمك

رئيس البنك المركزي: رسوم ترمب الجمركية تهدد الاقتصاد الألماني

يواكيم ناجل: تطبيق خطط الرسوم الجمركية قد يكلفنا 1% من الناتج الاقتصادي

time reading iconدقائق القراءة - 4
أحد المشاة يمسك بمظلة  أثناء عبور الطريق بالقرب من نصب بوابة براندنبورغ في برلين، ألمانيا - المصدر: بلومبرغ
أحد المشاة يمسك بمظلة أثناء عبور الطريق بالقرب من نصب بوابة براندنبورغ في برلين، ألمانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

حذر رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجل من أن الرسوم التجارية التي هدد دونالد ترمب بتطبيقها تخاطر بتهديد مسيرة اقتصاد ألمانيا.

وقال ناجل لصحيفة "دي تسايت" (Die Zeit) في مقابلة نُشرت يوم الأربعاء: "إذا نُفذت خطط الرسوم الجمركية، فقد يكلفنا ذلك 1% من الناتج الاقتصادي". وأوضح: "وهذا أمر مؤلم للغاية علماً بأن اقتصادنا لن يسجل نمواً على الإطلاق هذا العام، وربما دون 1% في العام المقبل، حتى قبل خطة الرسوم الجمركية الأميركية. وإذا طُبقت الرسوم الجديدة بالفعل، فمن الممكن أن ينزلق الاقتصاد إلى المنطقة السلبية".

ألقت انتخابات الأسبوع الماضي بظلالها على آفاق اقتصاد منطقة اليورو، إذ إن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تشهد أيضاً تحولاً إلى تدابير حمائية من جانب الرئيس الأميركي الجديد.

قبل انتخابات 5 نوفمبر، تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الصين، وما يصل إلى 20% على أي دولة أخرى- وهي أكبر صدمة تجارية منذ قانون سموت-هاولي الذي أدى إلى تعميق الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين.

مخاطر على النمو

في سياق مواز، يعتقد محافظ بنك فرنسا فرانسوا فيليروي دي غالهاو أيضاً أن فوز ترمب يهدد النمو، وقال لإذاعة "فرانس إنتر" يوم الأربعاء إن "نتيجة الانتخابات الأميركية تزيد المخاطر على الاقتصاد العالمي".

وقال نظيرهما الفنلندي أولي رين لتلفزيون بلومبرغ في وقت سابق من هذا الأسبوع إن تأثير الرسوم الأميركية سيظهر على "المدى المتوسط ​​إلى الطويل".

انكماش اقتصادي

يُتوقع أن يشهد الاقتصاد الألماني عاماً كاملاً ثانياً من الانكماش في 2024، إذ تعاني الدولة التي تركز على التصدير من ضعف الطلب العالمي، وتراجع التصنيع وتداعيات أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

 

وأدى انهيار الحكومة الألمانية والانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 23 فبراير إلى خلق مزيد من عدم اليقين.

ورفض ناجل التعليق على الأمور السياسية في برلين، لكنه قال إن هناك "حاجة كبيرة للعمل"، وإن السياسيين بحاجة إلى التحرك في أسرع وقت ممكن.

ضغوط سعرية متواصلة

ورداً على سؤال حول السياسة النقدية، رفض ناجل فكرة أن البنك المركزي الأوروبي بطيء للغاية في خفض أسعار الفائدة، وسلط الضوء على "ضغوط الأسعار المستمرة الملحوظة التي ترجع بشكل رئيسي إلى الأجور في قطاع الخدمات".

وأضاف: "هذه الضغوط السعرية تتوارى خلف أسعار الطاقة المتراجعة".

وصف ناجل التضخم أكثر من مرة بأنه "وحش جشع"، لكنه أقر في مقابلة مع صحيفة "دي تسايت" بأن التضخم أصبح الآن "تحت السيطرة مرة أخرى".

وقال: "باعتباري محافظاً للبنك المركزي، فإن عملنا لا ينتهي أبداً"، و"البراعة هنا هي ضمان بقاء معدل التضخم عند مستوى 2% على المدى الطويل".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.