فائض الصين التجاري يقترب من تريليون دولار مهدداً باستفزاز ترمب

زيادة الفائض تشعل مخاوف اندلاع الحرب التجارية مع خصوم بكين وعلى رأسهم الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
سفن تجارية محملة بالبضائع - بلومبرغ
سفن تجارية محملة بالبضائع - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يتجه الفائض التجاري للصين إلى تسجيل رقم قياسي جديد هذا العام، مما يدفعها أكثر إلى مسار صدامي مع بعض أكبر اقتصادات العالم بسبب تفاقم اختلال التوازن في التجارة العالمية، الذي يهدد باستفزاز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب

من المنتظر أن يبلغ الفرق بين صادرات الصين ووارداتها ما يقرب من تريليون دولار أميركي إذا استمر في الاتساع بالوتيرة نفسها التي شهدها منذ بداية هذا العام، وفقاً لحسابات "بلومبرغ". 

تظهر البيانات التي نشرت الأسبوع الماضي ارتفاعاً في فائض التجارة في السلع إلى 785 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، وهو أعلى مستوى في هذه الفترة على الإطلاق بنسبة زيادة تبلغ 16% تقريباً عن مستوى الفترة ذاتها من 2023. 

في منشور على منصة "إكس"، قال براد ستسر، زميل أول في "مجلس العلاقات الخارجية": "مع استمرار تراجع أسعار الصادرات الصينية، ارتفع حجمها ارتفاعاً هائلاً. وعادت الصورة العامة لحالة الاقتصاد الذي يحقق مرة أخرى نمواً معتمداً على الصادرات".  

تعتمد الصين بدرجة أكبر على الصادرات من أجل تعويض ضعف الطلب المحلي، الذي لم تسع بكين إلى معالجته إلا مؤخراً عن طريق الإنفاق لتحفيز الطلب في الاقتصاد الصيني

رسوم ترمب الجمركية على الصين

تسببت هذه الصورة المختلة في ضغوط من جانب عدد متزايد من البلدان، وربما تفرض إدارة ترمب الجديدة رسوماً جمركية من شأنها أن تقلل من تدفق الصادرات إلى الولايات المتحدة.

رفعت بعض البلدان في أميركا الجنوبية وأوروبا فعلاً من الحواجز الجمركية ضد السلع القادمة من الصين مثل الصلب والسيارات الكهربائية

كما تسحب الشركات الأجنبية أموالها من الصين، مع انخفاض التزامات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، وفق بيانات نشرت يوم الجمعة. 

وإذا استمر هذا التدهور خلال ما تبقى من العام الجاري، فمن شأن ذلك أن يتحول إلى أول خروج صافٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الصين منذ بداية تسجيل هذه البيانات في 1990 على الأقل. 

دعم الشركات الصينية 

تمثلت استجابة الصين حتى الآن في الوعد بتقديم مزيد من الدعم للشركات، مع إعلان مجلس الدولة يوم الجمعة زيادة الدعم المالي لبعض الصناعات لتحقيق استقرار النمو في التجارة الخارجية، وتنشيط النمو الاقتصادي، وتحقيق الاستقرار في التوظيف. 

على مدى الأعوام القليلة الماضية، عملت الشركات الصينية على زيادة الصادرات وتحسين أدائها. وعلى النقيض من ذلك، ينخفض الطلب على الواردات بسبب تباطؤ الاقتصاد وزيادة التحول إلى الكهرباء وتصاعد عمليات الإحلال للسلع الصناعية الأجنبية.  

نتج عن ذلك تحقيق ثالث أكبر فائض تجاري في تاريخ الصين في أكتوبر الماضي، والذي جاء أقل قليلاً من الرقم القياسي الذي تحقق في يونيو. 

زيادة الفائض التجاري الصيني

سجل الفائض التجاري مقوماً باليوان نسبة 5.2% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، وهي أعلى نسبة منذ عام 2015، حبث تتجاوز متوسط المستوى الذي تحقق في الأعوام العشرة الأخيرة. 

ارتفع فائض التجارة مع الولايات المتحدة بنسبة 4.4% منذ بداية هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وزاد هذا الفائض بنسبة 9.6% مع دول الاتحاد الأوروبي وقفز بنحو 36% مع دول جنوب آسيا العشر الأعضاء في رابطة الآسيان، وفقاً لأحدث البيانات. 

يتزايد هذا الاختلال في التجارة الخارجية أيضاً مع كثير من الدول الأخرى. فالصين تصدر الآن إلى نحو 170 دولة واقتصاداً كمية من البضائع تتجاوز ما تستورد منها، وهو أعلى عدد من هذه الدول منذ عام 2021. 

كذلك، ربما تختمر تحت السطح الآن حرب أخرى من حروب العملات، إذ أعلن البنك المركزي الهندي عن استعداده لأن يسمح بانخفاض الروبية إذا سمحت الصين بهبوط قيمة اليوان لمواجهة رسوم الولايات المتحدة الجمركية. 

ومن شأن انخفاض اليوان أن يجعل الصادرات الصينية أرخص سعراً وربما يؤدي إلى زيادة الفائض التجاري للصين مع الهند، الذي  سجل 85 مليار دولار منذ بداية هذا العام، بما يزيد بنسبة 3% عن مستوى الفترة نفسها من عام 2023 ويتجاوز ضعف مستوى الفائض منذ خمسة أعوام. 

تصنيفات

قصص قد تهمك

فوز ترمب يعزز الرهانات على الأسهم المستفيدة من الحرب التجارية في آسيا

طفرات بأسعار أسهم شركات بناء السفن الكورية، وشركات تصنيع الإلكترونيات الهندية، وموردي الصلب الأستراليين، والمجمعات الصناعية الفيتنامية

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشاة ينظرون إلى شاشة إلكترونية تعرض أسعار أوراق مالية مثبتة على واجهة بورصة مومباي. الهند - المصدر: بلومبرغ
مشاة ينظرون إلى شاشة إلكترونية تعرض أسعار أوراق مالية مثبتة على واجهة بورصة مومباي. الهند - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كثف المستثمرون في جميع أنحاء آسيا رهاناتهم على الفائزين المحتملين من عودة دونالد ترمب الوشيكة إلى البيت الأبيض، مما أدى إلى قفزات كبيرة في بعض الأسهم الشهيرة.

وأدى فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات إلى ارتفاع أسهم شركات بناء السفن الكورية، وشركات تصنيع الإلكترونيات الهندية، وموردي الصلب الأستراليين، بل وحتى المجمعات الصناعية الفيتنامية. ويتلخص الاعتقاد المشترك في أن هذه الشركات يمكن أن تستفيد من القيود الأكثر صرامة على التجارة العالمية، والتي من شأنها أن تضغط على سلاسل التوريد ولكنها تخلق فرصاً للشركات الذكية.

ارتفاع أسعار الأسهم يؤكد أن بعض المستثمرين في المنطقة يتخذون نهجاً جزئياً للاستثمار قبل ولاية ترمب الثانية، على النقيض من الرهانات الكاسحة التي استهدفت "تجارة ترمب" الشهيرة مباشرة بعد الانتخابات.

قال نيرغونان تيروشيلفام، المحلل لدى شركة "أليثيا كابيتال" في سنغافورة: "بدأ بعض المستثمرين في الأسواق الناشئة ينظرون إلى ما هو أبعد من نهج (تجارة ترمب) عبر اقتناص فرص محددة لتوليد العائد"، مضيفاً: "بدأ يتشكل التركيز على بعض القطاعات بعينها".

شركات بناء السفن الكورية

ارتفعت أسعار أسهم شركة بناء السفن الكورية الجنوبية "هانوا أوشن" (Hanwha Ocean) بنسبة 30% خلال اليومين الماضيين، في حين قفزت أيضاً نظيراتها "إتش دي هيونداي هيفي إنداستريز"  و"سامسونغ هيفي إنداستريز". كما ساعدت على موجة الشراء هذه مكالمة هاتفية بين ترمب والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أعرب خلالها الرئيس المنتخب عن أمله في التعاون الوثيق مع الدولة الآسيوية.

تعمل شركة "هانوا أوشن" على شراء حوض بناء السفن السابق التابع للبحرية في فيلادلفيا، وحصلت مؤخراً على أول عقد كوري على الإطلاق لإصلاح سفينة بحرية أميركية، وكلاهما عاملان قد يطمئنان المستثمرين القلقين بشأن مخاطر نهج ترمب "أميركا أولاً".

شركات الصلب الأسترالية

ارتفع سعر سهم شركة "بلوسكوب ستيل" (BlueScope Steel) المدرجة في سيدني، مع أسهم شركات صناعة الصلب المحلية في الولايات المتحدة، حيث قفزت بأكثر من 5% لمدة يومين على التوالي. تحصل الشركة على ما يقرب من نصف إيراداتها من أميركا الشمالية، إلى حد كبير من خلال ذراعها "نورث ستار" ومقرها أوهايو، مما يؤهلها للاستفادة من الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تضر بالاقتصاد الأسترالي.

الأسهم الهندية

أغلقت أسهم شركات تصنيع الإلكترونيات الهندية "ديكسون تكنولوجيز إنديا" و"كاينس تكنولوجي إنديا" (Kaynes Technology India) و"سيرما إس جي إس تكنولوجي" (Syrma SGS Technology) مرتفعةً بأكثر من 8.5% يوم الأربعاء، حيث تفاعل المستثمرون المحليون مع احتمال فوز ترمب. ويعتقد الاقتصاديون أن الهند ستحصل على دفعة من استراتيجية "الصين زائد واحد" المتنامية، حيث تحاول الشركات العالمية تنويع سلاسل التوريد بعيداً عن الصين، وفي الوقت نفسه دون التخلي عنها بالكامل.

 

"الصين زائد واحد"

قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس": "عادت مخاطر الرسوم الجمركية والسياسات المالية إلى السوق. وقد يعمل هذا لصالح المستفيدين من مبادرة (الصين زائد واحد)، وخاصة الهند، التي تتمتع بقوتها الهيكلية الكبيرة في التركيبة السكانية والإنفاق على البنية التحتية".

الشركات التي تتبنى استراتيجية "الصين زائد واحد" ستستثمر أيضاً بشكل أكبر في جنوب شرق آسيا، حسبما كتب تشاك ريونغسينبينيا، محلل شركة "مايبانك كيم إنغ سيكيوريتيز"، في مذكرة بتاريخ 6 نوفمبر.

وتجدر الإشارة إلى أن الرهانات على هذه الأسهم لم تكن كلها في اتجاه واحد، إذ انخفضت أسعار بعض الأسهم الرابحة الكبيرة يوم الجمعة، ولا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق من حالة عدم اليقين مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض.

 

لكن هذه التحركات تشير إلى شعور بين المستثمرين في آسيا بأنه رغم التشاؤم بشأن تأثير التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فإن هناك أرباحاً متوقعة لصائدي الأسهم النشطين.

قال بيلي ليونغ، خبير استراتيجي الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة "غلوبال إكس" (Global X ETFs): "في جميع أنحاء آسيا، تستفيد قطاعات مثل الدفاع والإلكترونيات من تحول الولايات المتحدة بعيداً عن الصين"، و"بالنسبة لي، هذا ليس مجرد إعادة توجيه للتجارة، إنه مثل تدوير قطاعي".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.