أميركا تطالب بفرض عقوبات على التيتانيوم والبلاديوم من روسيا

المقترح المقدم إلى مجموعة السبع يستهدف تجفيف تمويل الحرب على أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
مجموعة من سبائك البلاديوم - بلومبرغ
مجموعة من سبائك البلاديوم - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

طلبت الولايات المتحدة من حلفائها في مجموعة السبع النظر في فرض عقوبات على البلاديوم والتيتانيوم من روسيا، وفقاً لشخص مطّلع على الأمر، حيث تدرس إدارة بايدن طرقاً جديدة للضغط على آلة الحرب التي يديرها الرئيس فلاديمير بوتين.

أثار مسؤولون في إدارة بايدن هذه الإمكانية خلال اجتماع نواب وزراء المالية لمجموعة السبع يوم الثلاثاء في واشنطن، وفقاً للشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة أمور خاصة. واجتمع مسؤولون ماليون من جميع أنحاء العالم في العاصمة الأميركية لحضور الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

طرحت الولايات المتحدة هذه الفكرة لتحفيز النقاش حول كيفية تضييق الخناق على الاقتصاد الروسي بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من غزو قوات بوتين لأوكرانيا.

يُستخدم البلاديوم كمكوّن رئيسي في رقائق الحواسيب والمحولات الحفازة في السيارات، وهي مكونات أساسية في نظام عادم السيارة، في حين يدخل التيتانيوم في صناعة الطائرات والغرسات الطبية.

من التحديات الرئيسية في هذا السياق اعتماد أوروبا على هذه المعادن، حيث أبدت سابقاً مقاومة لاستهدافها. كما أن أعضاء مجموعة السبع مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا سيحتاجون إلى دعم بقية أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ24 للمضي قدماً في فرض مثل هذه العقوبات.

يشار إلى أن الولايات المتحدة أدرجت التيتانيوم الروسي في قائمة الحظر، لكن هذه المعادن تُعدّ ضرورية في تصنيع محولات الحفاز وأشباه الموصلات والطائرات، مما جعل الحكومات الغربية حذرة من وقف الإمدادات خشية التأثير على الأسواق العالمية وتعطيل سلاسل التوريد الخاصة بها. وامتنعت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق.

صعوبات في التطبيق

لطالما واجهت الدول الغربية صعوبة في تحديد موقفها من فرض عقوبات على المعادن الروسية. ففي ديسمبر الماضي، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة تصل إلى 12% بسبب تكهنات بإمكانية فرض قيود عليه بعد أن فرضت المملكة المتحدة عقوبات على شراء بعض المعادن الروسية. وفي وقت سابق من هذا العام، فرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قيوداً على تداول الألومنيوم والنحاس والنيكل الروسي.

سيمثل فرض عقوبات على التيتانيوم أيضاً رداً تصعيدياً على اقتراح قدّمه بوتين مؤخراً، حيث اقترح في سبتمبر أن تفكر حكومته في تقييد صادرات بعض السلع، مثل النيكل والتيتانيوم واليورانيوم، رداً على العقوبات الغربية، بشرط ألا تتسبب هذه القيود في الإضرار بروسيا.

لا تزال الولايات المتحدة تشتري البلاديوم الروسي، حيث تمثل شركة "نوريلسك نيكل" الروسية حوالي 40% من الإنتاج العالمي، وهي حصة يصعب استبدالها بسرعة.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، تعتبر إمدادات كلا المعدنين من روسيا حيوية، خاصة التيتانيوم المستخدم في قطاع الطيران. وطلب بوتين من حكومته دراسة تقييد صادرات التيتانيوم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويؤثر سلباً على شركات تصنيع الطائرات الأوروبية مثل "إيرباص".

تصنيفات

قصص قد تهمك

روسيا تفتح الباب أمام تراجع الروبل لتخفيف وطأة العقوبات

المسؤولون لا يقاومون هبوط العملة إلى 100 روبل مقابل الدولار الأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقر بنك روسيا المركزي، في موسكو، روسيا - المصدر: بلومبرغ
مقر بنك روسيا المركزي، في موسكو، روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تراجع الروبل الروسي مقترباً من عتبة الـ100مقابل الدولار الأميركي، ويبدو هذه المرة أن المسؤولين الروسيين لا يمانعون بلوغ هذا المستوى الذي كان في الماضي يثير زوبعة من السياسات الاقتصادية القوية لكبح تدهور العملة المحلية.

لم يعد انخفاض الروبل مصدر قلق كبيراً حالياً، إذ يُمكن أن يفيد الميزانية الحكومية في ظل خطط لزيادة الإنفاق خلال العام المقبل، وفق ما ذكره شخصان مطلعان على الموقف، رفضا الكشف عن هويتيهما نظراً لمناقشة السياسات الحكومية. وأوضح الشخصان أن المسؤولين مستعدون للسماح للروبل الروسي بالوصول إلى مستوى 100 مقابل الدولار.

سعر صرف الروبل

يعتمد بنك روسيا المركزي الآن على معاملات البنوك البينية لتحديد سعر صرف الروبل منذ أن أوقفت بورصة موسكو تداول الدولار واليورو عقب فرض العقوبات الأميركية على مجموعة الكيانات الروسية خلال شهر يونيو الماضي. وتفاقمت الأزمة بسبب نقص العملة الأجنبية، إذ أظهرت بيانات البنك المركزي الروسي أن الروبل فقد نحو 9% من قيمته منذ آخر يوم تداول.

انقضت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة الأميركية للشركات لإنهاء أنشطتها في البورصة الروسية في 12 أكتوبر الحالي.

قال أوليغ فيوغين، المسؤول السابق رفيع المستوى في البنك المركزي الروسي: "في الوضع الراهن، لا يكون وصول الروبل إلى مستوى 100 مقابل الدولار بالضرورة مخيفاً بشدة، رغم أنه قد ينجم عنه بعض الضغوط التضخمية".

لم ترد المكاتب الإعلامية التابعة للحكومة والبنك المركزي الروسي على طلبات التعليق في حينه.

على مدى نفس الفترة، شهد الروبل أيضاً انخفاضاً في قيمته مقابل اليوان الصيني، الذي أصبح العملة البديلة الرئيسية بعد أن وصف الكرملين العملات الغربية بـ"السامة" منذ الغزو الروسي لأوكرانيا خلال 2022، والذي تبعه فرض عقوبات واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. وهبط الروبل 11% مقابل اليوان في بورصة موسكو ليصل إلى 13.26 يوان، في أدنى مستوى منذ شهر مايو الماضي.

تدخلات حكومية لدعم الروبل

خلال السنة الماضية، تجاوز الروبل حاجز 100 مقابل الدولار الأميركي مرتين. ورد البنك المركزي الروسي برفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 350 نقطة أساس في اجتماع طارئ خلال أغسطس من السنة الماضية. في أعقاب ذلك، فرضت الحكومة قيوداً صارمة على حركة رأس المال خلال أكتوبر الماضي، إذ طُلب من 43 من مجموعات المصدرين إعادة 80% من عائداتهم بالعملة الأجنبية وبيع معظمها مقابل الروبل الروسي في السوق المحلية.

تشير توقعات وزارة الاقتصاد إلى أن الحكومة تخطط لتراجع العملة، إذ تتوقع أن يبلغ متوسط سعر الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي 96.5 خلال 2025 بالمقارنة بـ91.2 العام الحالي.

أوضح دميتري بولوفي، مدير الاستثمار في شركة "أسترا أسيت مانجمنت" (Astra Asset Management) التي يقع مقرها في موسكو، أن ضعف الروبل الأخير يعكس الصعوبات التي يواجهها المستوردون والمصدرون في تسوية المدفوعات التجارية الخارجية.

خلال يونيو الماضي، صعّدت الولايات المتحدة الأميركية تهديدات فرض عقوبات ثانوية على البنوك الموجودة لدى شركاء روسيا التجاريين الرئيسيين. كما تواجه الشركات صعوبات متزايدة في تنفيذ عمليات المدفوعات. وتحصل الشركات حالياً على عملات أجنبية أقل، كما تجد صعوبة أكبر في إعادتها إلى روسيا من أماكن على غرار الصين وتركيا.

ردت الحكومة الروسية بتخفيف التدابير المفروضة لدعم الروبل. وأصدرت أمراً يوم الجمعة الماضي بخفض التحويل الإلزامي لحصيلة الصادرات من 50% إلى 25%. وسبق ذلك قرارات بتخفيض متطلبات إعادة العائدات إلى 60% في يونيو الماضي ثم إلى 40% خلال الشهر التالي.

احتياجات المصدرين في روسيا

ذكرت ناتاليا ميلتشاكوفا، محللة في شركة "فريدوم فاينانس غلوبال" (Freedom Finance Global) في كازاخستان: "الحكومة مجبرة على التكيف مع احتياجات المصدرين".

وانهارت مبيعات العملة من قبل أكبر المصدرين الروس بنسبة 30% خلال سبتمبر الماضي بالمقارنة مع الشهر السابق، إذ أُجريت نسبة أكبر من التسويات بالروبل، وفق بيانات البنك المركزي الروسي.

تراجع الروبل إلى 120 مقابل الدولار الأميركي تقريباً بعد بدء الحرب مباشرة، لكنه تعافى بسرعة بعد أن رفع البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي إلى 20% في ارتفاع طارئ قبل أن يقلصه تدريجياً.

في الوقت الحاضر، مع عودة سعر الفائدة إلى 19%، قد يعود إلى مستوى الذرورة المشار إليه أعلاه عندما يجتمع صناع السياسات النقدية الأسبوع المقبل، بينما يسعى البنك المركزي إلى تهدئة الاقتصاد الروسي مفرط النشاط جراء الحرب وكبح التضخم المتسارع الذي يتجاوز ضعف هدفه البالغ 4%.

وسيتعين على البنك استخدام أدوات السياسات النقدية لتعويض الأضرار المصاحبة لضعف الروبل، والتي تؤدي إلى ارتفاع التضخم، وفق تحليل ميلتشاكوفا.

اختتم فيوغين بأن انخفاض سعر الصرف هو أمر مفيد دائماً بالنسبة لميزانية الدولة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.