أمريكا تطالب كوريا الجنوبية بالانسحاب من مشروعات الفحم

time reading iconدقائق القراءة - 4
شركة كيبكو الكورية - المصدر: بلومبرغ
شركة كيبكو الكورية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تناقش كوريا الجنوبية، التي استثمرت مليارات الدولارات في مصانع الفحم الخارجية، ما إذا كانت ستتوقَّف عن تمويل المزيد من المشاريع الخاصة بالفحم وسط ضغوط لتسريع جهود المناخ قبل قمة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" الأسبوع المقبل.

وتأتي المناقشات بعد ضغوط متزايدة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تريد من الدولة الآسيوية التوقف عن دعم تطوير محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الخارج، وكذلك تعزيز أهداف خفض الانبعاثات في الداخل، وفقاً لمسؤولين حكوميين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

قمة المناخ الافتراضية

ووصل "جون كيري" مبعوث الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لشؤون المناخ إلى العاصمة "سيول" هذا الأسبوع لإجراء محادثات قبل قمة المناخ الافتراضية في البيت الأبيض في 22 أبريل. و طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من كوريا الجنوبية مراجعة إمكانية الانسحاب من مشاريع محطات الفحم في فيتنام وإندونيسيا، طبقاً لما قاله أحد المصادر.

و طلب البيت الأبيض أيضاً أن تزيد كوريا الجنوبية من هدفها لخفض الانبعاثات، أو المساهمة الوطنية المحددة، لكن من غير المتوقَّع أن تتمكَّن الدولة من مراجعة هدفها خلال القمة المزعم عقدها في البيت الأبيض، نظراً لأنَّه لم يكن هناك نقاش كافٍ داخل الحكومة، وفقاً لمصدرين مطَّلعين على الأمر.

وأضافت المصادر أنَّ المساهمات الوطنية المحدَّدة بشأن جهود المناخ في كوريا الجنوبية، التي تهدف حالياً إلى خفض الانبعاثات بنسبة 24.4% مع حلول عام 2023 من مستويات عام 2017، من المرجَّح أن يتم تعديلها في وقت لاحق من هذا العام؛ فقد أشار الرئيس "مون جاي-إن" إلى رغبته في تعزيز الهدف قبل انتهاء ولايته في مايو 2022.

تعزيز الطاقة النظيفة

وذكرت صحيفة "ماييل بيزنس" في وقت سابق أنَّ الوزارات المعنية تستعد لإعلان إنهاء تمويل الدولة لمشروعات الفحم الخارجية خلال القمة، في حين أنَّ وزارة التجارة والصناعة والطاقة رفضت التعليق على الأمر.

وركَّز المستثمرون العالميون بشكل متزايد على تطورات تمويل كوريا الجنوبية لمشاريع الفحم الخارجية، خاصةً بعد أن وضعت الدولة خطَّة بقيمة 35 مليار دولار العام الماضي لتعزيز مصادر الطاقة منخفضة الكربون، وتعزيز الصناعات الخضراء محلياً.

ووافقت شركة "كوريا إليكتريك باور" Korea Electric Power Corp، المعروفة باسم "كيبكو"، العام الماضي على خطط للاستثمار في مشروع "فنغ أنغ2" Vung Ang2 في فيتنام، ومحطات جاوا 9&10 Jawa في إندونيسيا، على الرغم من أنَّها أشارت منذ ذلك الحين إلى أنَّها لن تمول أي تطويرات جديدة.

كما تعهدت الشركات الخاصة بما في ذلك شركة "سامسونج" بعدم الانضمام إلى مشاريع الفحم الجديدة في الخارج بعد استكمال خطوط الأنابيب الحالية من التطوير.

وقال "هونغ جونغ هو" الأستاذ في كلية الدراسات البيئية بجامعة "سيول" الوطنية عبر مكالمة هاتفية، "إنَّه نظراً لهدف حيادية الكربون لكوريا الجنوبية، وموقفها الاقتصادي، فمن المنطقي أن يُطلب من البلاد الانسحاب من مشاريع الفحم في إندونيسيا وفيتنام، مضيفاً أنَّ هناك نقاشاً مستمراً لإلغاء محطات الفحم التي هي قيد الإنشاء بالفعل، لذا فإنَّ الانسحاب من المشاريع الخارجية المخطط لها أمر يجب على شركة "كيبكو" النظر فيه بعمق".

وكانت المؤسسات المالية المدعومة من الحكومة محرِّكاً رئيسياً في قطاع الفحم، فقد استثمرت حوالي 10,7 تريليون وون (9,6 مليار دولار) في مصانع الفحم الخارجية بين عامي 2009 و يونيو 2020، وفقاً لتقرير مشترك صادر عن منتدى الاستدامة الكوري، ومنظمة السلام الأخضر العام الماضي".

وقال التقرير، إنَّ بنك الاستيراد والتصدير الكوري، وشركة كوريا للتأمين التجاري، وهما أكبر مستثمرين، أنفقا 4,9 ترليون وون، و 4,7 ترليون وون على التوالي على مشاريع خارجية خلال هذه الفترة.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الولايات المتحدة والصين تتفقان على مواجهة تغير المناخ

time reading iconدقائق القراءة - 4
الصين استحوذت وحدها على  69% من زيادة انبعاثات الكربون في العقد المنتهى في 2018 - المصدر: بلومبرغ
الصين استحوذت وحدها على 69% من زيادة انبعاثات الكربون في العقد المنتهى في 2018 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أعلنت الولايات المتحدة والصين التزامهما بالتعاون من أجل التصدي لظاهرة تغيّر المناخ، وذلك في بيان مشترك صادر عن الدولتين عقب اجتماعات عُقدت بين كبار المبعوثين الأسبوع الماضي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين البلدين.

وقالت الدولتان إنهما ستعملان سوياً ومع أطراف أخرى لدعم تنفيذ اتفاق باريس، ولتعزيز نجاح مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ الذي سينعقد في جلاسكو بوقت لاحق من هذا العام.

ويشير البيان إلى نية البلدين للتعاون في مجال المناخ رغم التوترات بشأن قضايا تتراوح من التجارة إلى انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة من قبل الصين.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، اللذان التقيا في البيت الأبيض يوم الجمعة، إنهما "يتشاركان في مخاوفهما بشأن الممارسات الصينية التي لا تتفق مع النظام الدولي القائم على القواعد." ورفضت وزارة الخارجية الصينية الانتقادات واتهمت الرؤساء بالتدخل في شؤونها.

وقال لي شو، محلل المناخ في منظمة السلام الأخضر شرق آسيا ببكين، عبر رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الأحد: "يعتبر البيان المشترك خطوة ثابتة نحو التعاون وسط التحديات الجيوسياسية الكبيرة.

وأكد البيان على الحاجة إلى إجراءات طموحة على المدى القريب، وعلى استمرار الأعمال المشتركة في المجموعة 2 بشأن قضية وجودية ذات اهتمام عالمي."

وقالت الدولتان في البيان إن بايدن سيستضيف مؤتمراً افتراضياً للمناخ يومي الخميس والجمعة مع قادة العالم، وستشترك كل من الولايات المتحدة والصين في هدف القمة المتمثّل في زيادة طموح المناخ العالمي بشأن التخفيف والتكيّف والدعم.

وتدعم الولايات المتحدة والصين هدف اتفاقية باريس للحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين ومحاولة تقييده إلى 1.5 درجة مئوية، وفقاً للبيان المشترك الذي أعقب المناقشات في شنغهاي يومي 15 و16 أبريل بين المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ جون كيري ونظيره الصيني شي زينهوا.

وواجهت الصين ضغوطاً من دول أخرى لتسريع مسارها إلى ذروة الانبعاثات ولتحديد التفاصيل حول اعتزامها الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. وقد تعرضت أحدث خطة خمسية حكومية، نُشرت في شهر مارس، إلى انتقادات شديدة بسبب افتقارها إلى الطموح وعدم تضّمنها أي هدف صعب جديد لخفض الانبعاثات.

وحرص الرئيس تشي جين بينغ من خلال دبلوماسية المناخ على إظهار القيادة العالمية على نقيض التوترات التجارية الصينية مع الولايات المتحدة وحلفائها، أو التدقيق العالمي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في شينجيانغ والرقابة السياسية في هونغ كونغ.

وجعل تشي البيئة أولوية له منذ أن أصبح رئيساً في عام 2013، وتحدث في وقت مبكر من ولايته عن إعادة السماء الزرقاء إلى بكين واستعادة بيئة الصين إلى المناظر الطبيعية الجميلة التي كان يتذكرها عندما كان طفلاً. وساعدت سياساته أيضاً في دفع الصين إلى دور عالي رائد في تصنيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية.

وفي عام 2014، تفاوض تشي والرئيس باراك أوباما على صفقة ثنائية للانبعاثات ساعدت في تمهيد الطريق لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل، حيث تعد الصين إلى حد بعيد أكبر مساهم في غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وتخطط لزيادة انبعاثات الكربون حتى نهاية العقد. كما تواصل الحكومة أيضاً دعم صناعة الفحم الضخمة في البلاد.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.