"تسلا" تطلق تاكسي ذاتي القيادة في أغسطس

مركبات الجيل التالي من الشركة تشمل سيارة أرخص وسيارة أجرة آلية

time reading iconدقائق القراءة - 3
متجر لبيع سيارات \"تسلا\" في مدينة كولما بولاية كاليفورنيا، أميركا - المصدر: بلومبرغ
متجر لبيع سيارات "تسلا" في مدينة كولما بولاية كاليفورنيا، أميركا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تخطط شركة "تسلا" للكشف عن سيارة الأجرة ذاتية القيادة التي وعدت بها منذ فترة طويلة وذلك في وقت لاحق من العام الجاري، وسط معاناة شركة صناعة السيارات الكهربائية من ضعف المبيعات والمنافسة من السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة.

نشر الرئيس التنفيذي إيلون ماسك يوم الجمعة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" التابع له، أنه سيُكشف عن سيارة الأجرة ذاتية القيادة من "تسلا" في 8 أغسطس المقبل.

ارتفعت أسهم الشركة بما يصل إلى 5.1% في تداولات ما بعد إغلاق السوق في نيويورك. انخفض سهم "تسلا" بنسبة 34% هذا العام حتى إغلاق يوم الجمعة. قبل وقت قصير من نشر ماسك أخبار سيارة التاكسي ذاتي القيادة، خسر لقب ثالث أغنى شخص في العالم لصالح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتابلاتفورمز". لطالما كانت السيارة ذاتية القيادة بالكامل، التي تم طرحها للمستثمرين في عام 2019، عنصراً أساسياً في التقييم المرتفع الذي حظيت به "تسلا".

في الأسابيع الأخيرة، طرحت الشركة أحدث إصدار من برنامج مساعدة السائق الذي تسوقه للمستهلكين باسم "إف إس دي" (FSD)، أو "القيادة الذاتية الكاملة".

مركبات الجيل التالي

قالت الشركة إن منصة مركبات الجيل التالي الخاصة بها ستشمل سيارة أرخص وسيارة تاكسي آلي.

رغم أن الشركة قد أثارت كليهما، إلا أنها لم تكشف بعد عن نماذج أولية لأي منهما، وتشير تغريدة ماسك يوم الجمعة إلى أن سيارة الأجرة الآلية لها الأولوية على السيارة الأرخص، على الرغم من أنه سيتم تصميم كليهما على المنصة نفسها. ذكرت "رويترز" في وقت سابق من يوم الجمعة أن شركة صناعة السيارات ألغت خططها للسيارة الأقل تكلفة، وتحول المزيد من الموارد نحو جهود إطلاق سيارة أجرة آلية في السوق. ردّ ماسك بالقول إن "رويترز تكذب" دون تقديم تفاصيل.

أنتجت "تسلا" أيضاً 46,561 سيارة إضافية أكثر مما سلمته في الربع الأول، مما اضطرها إلى خفض الأسعار. تحول اهتمام المستهلكين الأميركيين عن السيارات الكهربائية الأكثر تكلفة لصالح النماذج الهجينة، مما دفع العديد من الشركات المصنعة إلى إعادة التفكير في الجهود الرامية إلى التحول لإنتاج سيارات كهربائية. كانت إعلانات المنتجات المبهرة التي أطلقها ماسك دائماً جزءاً أساسياً من قدرة "تسلا" على تحفيز الحماس بين العملاء والمستثمرين دون الإنفاق على الإعلانات التقليدية. لطالما كان هذا الأمر غير مُجدٍ، حيث كشفت الشركة عن السيارة "سايبرترَك" (Cybertruck) وسط صخب كبير في نوفمبر 2019، لكن الإنتاج تأخر لسنوات، وكان إنتاجها بطيئاً.

تصنيفات

قصص قد تهمك

إخفاق مبيعات "تسلا" صادم أكثر من شخصية إيلون ماسك

المشكلة الرئيسية هي التفاوت الصارخ بين التوقعات المرتفعة المضمنة في تقييم الشركة وواقع أرقامها المعلنة الصعب

time reading iconدقائق القراءة - 6
معرض لسيارات \"تسلا\"  - المصدر: بلومبرغ
معرض لسيارات "تسلا" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

أفضل ما قد يُقال عن مبيعات الربع الأول لـ"تسلا"، التي نُشرت الثلاثاء، هو أن الشركة قد استعادت عرش أكبر صانعة للمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات في العالم. قد يتمسك معجبوها الأكثر تفاؤلاً بذلك. أما البقية، فعليهم كبت حماستهم.

قبل يوم الثلاثاء، كان التقدير الذي يحظى بإجماع الآراء لتسليمات مركبات "تسلا" يتراجع بوتيرة سريعة. توقّع المحللون قبل عام أن تبيع "تسلا" نحو 530 ألف مركبة في الربع الأول من 2024، لكن في مطلع العام خفضوا توقعاتهم إلى نصف مليون مركبة، ثم خفضوها مجدداً إلى أقل قليلاً من 450 ألفاً.

أتت مبيعات "تسلا" أضعف من ذلك بنسبة 14%، إذ سجلت مبيعات أدنى بقليل من 387 ألف مركبة. صحيح أنها تفوقت مع هذا على منافِستهاالرئيسية "بي واي دي"، التي تخطت مبيعات "تسلا" في الربع الرابع من 2023، ولكن ذلك كان لأن مبيعات "بي واي دي" من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات تراجعت بأكثر من ذلك.

هذا هو أول تراجع على أساس سنوي في تسليمات "تسلا" من المركبات منذ الجائحة.

تراجع المبيعات

شهدت المبيعات تراجعاً في قطاع عريض من الفئات. رغم إضافة شاحنة "سايبرترك" في نهاية 2023، بلغت المبيعات من الطرازات الأغلى نحو 17 ألف مركبة، أي في النطاق المعتاد بين 15 ألفاً و20 ألف مركبة. كما كانت مبيعات طرازي "موديل 3" و"موديل واي" الأساسية ضعيفةً، إذ بلغت أدنى معدلاتها منذ صيف 2022.

اقرأ أيضاً: "تسلا" تسجل مبيعات دون التوقعات في أول انخفاض منذ 2020

عزت "تسلا" ذلك إلى عوامل عدة مرتبطة بالإنتاج واللوجستيات، بما في ذلك التحديثات التي أدخلتها على "موديل 3"، وانقطاع التيار الكهربائي الذي أثّر على مصنعها قرب برلين، واضطرابات الشحن في الشرق الأوسط. رغم ذلك، ظل الإنتاج متقدماً على التسليمات بأكبر فارق حتى الآن، وهو أكثر من 46 ألف مركبة. خلال سبعة من أصل الفصول الثمانية السابقة، كان إنتاج "تسلا" من المركبات يفوق ما باعته.

النتيجة الفورية لذلك، هي أنه في ظل أن "تسلا" لم تحقق حتى أدنى التوقعات في جدول إجماع "بلومبرغ"، لا بد من تجاهل التقديرات المالية للربع الأول. كانت السردية التي بدأت في مطلع 2023 هي سلسلة من تخفيضات الأسعار التي فشلت في إطلاق شرارة تعافي المبيعات، ما أثّر سلباً بشكل كبير على هوامش الأرباح.

تستدعي هذه الأرقام وقفة للمحاسبة حين تُعلن النتائج المالية خلال ثلاثة أسابيع. نظراً لاستثمار الشركة في شاحنة "سايبرترك"، فإن ما يبدو بداية بطيئة لها، أو ضعف مبيعات طرازي "موديل إس" و"موديل واي"، سيؤثر على الهوامش. إضافة لذلك، يمثل التكدس الكبير في مخزون السيارات الجاهزة، وهو ما يستنزف رأس المال المتداول، رياحاً معاكسة هائلة للسيولة النقدية.

مراجعات مطلوبة

عند النظر إلى العام بأكمله، كانت توقعات المحللين تشير إلى تسليم "تسلا" أكثر بقليل من مليوني مركبة في 2024، ويشير ذلك إلى نمو يبلغ 11% فحسب. لكن بعد الإعلان عن هذه الأرقام، ستحتاج "تسلا" إلى أن تبيع نحو 543 ألف مركبة في المتوسط في كل من الفصول الثلاثة المقبلة، لكي تحقق ذلك النمو.

سيكون ذلك تحولاً ملحوظاً ليس فقط عن الربع المنتهي، ولكن أيضاً عن أفضل ربع شهدته الشركة حتى الآن، وهو الربع السابق، حين سلّمت نحو 485 ألف مركبة. بخلاف تقديرات الربع الأول، فإن توقعات الأرباح لهذا العام بحاجة لمراجعات كبيرة أيضاً.

اقرأ أيضاً: شحنات "تسلا" في الصين تهبط إلى أدنى مستوى في 14 شهراً

ربما يكون بديهياً أن "تسلا"، وهي من بين شركات مؤشر "إس آند بي 500"، وتتمتع بقيمة سوقية تفوق نصف تريليون دولار، لم تكلف نفسها عناء إصدار أي نوع من التحذيرات قبل أن تخفق في تحقيق التوقعات بفارق كبير. لكننا تلقينا ما يشبه تحذيراً الأسبوع الماضي حين تسربت رسالة داخلية مرسلة بالبريد الإلكتروني من الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.

كلّف ماسك في رسالته بتقديم عرض قصير عن تقنية "القيادة الذاتية الكاملة" التي تقدّم المساعدة للسائق لكل الشراة في الولايات المتحدة قبل أن يحصلوا على سيارتهم. أعلن ماسك أيضاً في وقت لاحق من اليوم ذاته عبر منصة "إكس" عن تقديم تجارب مجانية لمدة شهر واحد للقيادة الذاتية الكاملة للسائقين الذين لم يشتروا هذه الميزة.

الترويج للقيادة الذاتية الكاملة

لدى ماسك أسباب كثيرها للترويج لخاصية القيادة الذاتية الكاملة وعددها 12 ألفاً، وهو عدد الدولارات التي يجب دفعها لقاء هذه الميزة، بافتراض أن هوامشها تبلغ 90% على غرار ما سواها من البرمجيات، فهو يُغيّر الأرباح نظراً لأن متوسط هامش الربح الإجمالي لكل مركبة باعتها "تسلا" العام الماضي كان أقل قليلاً من تسعة آلاف دولار.

بالإضافة لذلك، رغم أن خاصية القيادة الذاتية الكاملة لا تتولى قيادة السيارة بالكامل، إذ أشار ماسك لها في رسالته إلى أنها "قيادة ذاتية كاملة (تخضع للإشراف)" وهو توصيف مفيد، فإن فكرة "الروبوتاكسي" مهمة جداً لتقييم "تسلا" المتضخم، لذلك يساعد على إبقاء الحلم حياً.

اقرأ أيضاً: أداء تسلا المزري في 2024 يحول "العظماء السبعة" إلى ستة فقط

أشار ماسك أيضاً في رسالته إلى أن العروض التقديمية للخاصة يُرجّح أن تبطئ المبيعات، وهي حجّة جيدة على الأقل حين يأتي سؤال المستثمرين الحتمي عن سبب تراجع المبيعات في مكالمات الأرباح المستقبلية.

في ظل أن الأرباح ستكون على الأرجح مفزعة، وأن سهم "تسلا" سيكون الأسوأ أداءً بين أسهم الشركات في "إس آند بي 500" حتى الآن هذا العام، تظل فكرة إعادة شراء الأسهم احتمالاً قائماً بوضوح.

لكن اللجوء لتلك الفكرة سيؤدي أيضاً لتسليط الضوء على المشكلة الرئيسية، وهي التفاوت الصارخ بين التوقعات المرتفعة المضمنة في تقييم "تسلا" والواقع الصعب لأرقامها المعلنة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

تغيير حجم الخط

تكساس

2 دقائق

25°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 25°/27°
29.6 كم/س
29%

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.