ملياردير روسي يسعى لمكافحة الانبعاثات بالعودة إلى العصر الجليدي

رجل الأعمال أندريه ميلينشينكو يموّل مشروع " بليستوسين بارك" الذي يحاكي الأجواء قبل 14 ألف عام

time reading iconدقائق القراءة - 11
حاضرون يشاهدون عرضا في \"بليستوسين بارك\" - المصدر: بلومبرغ
حاضرون يشاهدون عرضا في "بليستوسين بارك" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جمع الملياردير الروسي أندريه ميلينشينكو ثروة من الفحم والأسمدة قبل أن يجد نفسه معاقباً بعد غزو أوكرانيا، ولديه الآن خطة لوقف انبعاثات غاز الميثان من ذوبان التربة الصقيعية في سيبيريا، وهي العودة إلى أجواء زمن كان فيه حيوان الماموث الصوفي يجوب التندرا، وهي سهول جرداء.

فضمن جناح فخم في قمة المناخ (كوب28) في دبي، يعرض ميلنيتشنكو خطة لاستعادة جانب من البيئة الروسية يعود إلى 14 ألف عام، وهي فكرة غريبة لمواجهة مشكلة خطيرة للغاية وهي انبعاثات غاز الميثان، الغاز الذي يعتبر أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون، ومليارات الأطنان منه محصورة في التندرا الشاسعة في روسيا. وتقول النظرية إن استعادة النظام البيئي للعصر الجليدي في سيبيريا، قد تؤدي إلى إبطاء إطلاقه.

على مدى الأسبوعين المقبلين، يزور أكثر من 70 ألف مندوب وآلاف من المقيمين في الإمارات، الموقع المترامي الأطراف الذي يستضيف مؤتمر الأطراف، حيث تتاح لهم فرصة رؤية مجموعة رقمية من حيوانات العصر الجليدي وهي تجوب سهول التندرا في فصل الربيع على شاشات معرض يخوض بهم غمار عالم الميتافيرس الذي يمزج ما بين الواقع والخيال. وبينما يسير الزوار، ينقشع الضباب الرقمي من حولهم، ليكشف عن حيوانات الماموث والرنة والخيول البرية وثيران المسك، بالإضافة إلى الأسود والجمال.

يدرج الموقع الرسمي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ مؤسسة أندريه ميلينشينكو على أنها "داعمة للمناخ". وحصلت على هذه المكانة من خلال رعاية الجناح الذي تبلغ مساحته 160 متراً مربعاً في ما تسمى بالمنطقة الخضراء للقمة، حيث يعرض مشروع "بليستوسين بارك" (Pleistocene Park) الروسي الذي يموّله ميلينشينكو خططه، وفقاً لممثل المشروع. ولا شيء يشير للجناح على الخريطة الرسمية للقمة سوى اسم "أندريه ميلينشينكو".

يعكس الجناح ما تغير في مؤتمرات الأطراف، التي تعتبر فرصة سنوية لإعطاء دفعة لدبلوماسية المناخ ووضع إطار للسياسة العالمية لمكافحة تغير المناخ. وأصبحت المفاوضات الرسمية مجرد جزء صغير من المنتدى.

أكبر مؤتمر للأطراف

تعد قمة دبي أكبر مؤتمر أطراف على الإطلاق، حيث تضم منطقة خضراء ضخمة مجاورة للمنطقة الزرقاء التي تستضيف المفاوضات. وهنا، تعرض الأجنحة جداول الأعمال المناخية للدول والشركات والمنظمات غير الحكومية. ويمكن أن تبدو المنطقة وكأنها معرض تجاري.

قال روبرت ستافينز، أستاذ الاقتصاد البيئي في جامعة هارفارد والذي حضر أكثر من 15 من مؤتمرات الأطراف: "يمكنك أن تفكر في هذا باعتباره سيركاً، حيث تطغى العروض الجانبية على الحدث الرئيسي في بعض الأحيان. لهذا السبب توصلت إلى وصف مؤتمر الأطراف السنوي، مثل مؤتمر هذا العام، بأنه إكسبو المناخ 2023".

تقرير: زيادة قياسية في مستويات الميثان في الغلاف الجوي

أصبح ميلينشينكو، الذي يخوض تحدياً قانونياً ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة عليه بعد غزو روسيا لأوكرانيا، شريكاً في "بليستوسين بارك" في وقت سابق من العام الجاري. والمنطقة المسيجة التي تبلغ مساحتها 20 كيلومتراً مربعاً، والتي استلهمت اسمها من "جوراسيك بارك" (الحديقة الجوراسية أو حديقة الديناصورات)، موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن، وكانت ترعاها في السابق شركات روسية أخرى، منها شركة تعدين الألماس "ألروسا (Alrosa).

ثيران المسك

يقول العلماء الذين يقفون وراء حديقة البليستوسين إن حيوانات الرعي مثل خيول الياكوت وأبقار الكالميك -التي تتجول هناك حالياً- يمكن أن تعزز النباتات التي تمتص المزيد من ثاني أكسيد الكربون وتقلل من الحرارة التي تمتصها الأرض. ورعى ميلينشينكو نقل 14 ثوراً من ثيران المسك إلى الحديقة، التي تخطط لتوسيع مساحتها 10 مرات في السنوات المقبلة. وقبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت الحديقة تعمل مع شركة "كلوسال لابوراتوريز آند بايوساينسيز" (Colossal Laboratories and Biosciences)، ومقرها الولايات المتحدة، والتي تخطط لإعادة الماموث الصوفي إلى الحياة.

دراسة تتوقع ذوبان الجليد 600 متر يومياً بسبب ارتفاع الحرارة

يقول صوت بلكنة أميركية لزوار الجناح، الذي يقع بالقرب من أجنحة شركات "آي بي إم" وبيور هيلث هولدينغ" (PureHealth Holding) و"مايكروسوفت": "يجب أن تظل التربة الصقيعية مجمدة، مهما كان الثمن". وينتشر في المعرض فريق من الممثلين لتوضيح المفهوم للزوار باللغات الروسية والعربية والإنجليزية. ويعمل مهندسو الصوت الروس داخل وخارج المساحة المليئة بالأسلاك خلف الشاشات.

ومكتوب على الشاشة: "تعمل مؤسسة أندريه ميلينشينكو على تعزيز ودعم تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة في جميع أنحاء العالم".

تداول حصص الكربون

من المقرر أن يتحدث رجل الأعمال، الذي يرأس مبادرات المناخ لمجموعة من الأثرياء الروس الخاضعين للعقوبات، في إحدى فعاليات "كوب28" بعد غد الخامس من ديسمبر، ليقود لجنة روسية بخصوص الاستدامة وتغير المناخ إلى جانب مسؤولين وعلماء روس، وفقاً للبرنامج.

ويريد أيضاً تقديم نظام جديد لدول "بريكس+" لتداول حصص الكربون من الحلول القائمة على الطبيعة، وهي خطة يقول إنه يمكن تنفيذها في قمة "بريكس+" 2024 في روسيا، وفق مقال افتتاحي حديث لميلينشينكو نُشر في صحيفة "خليج تايمز".

ميلينشينكو، الذي تقدر ثروته بأكثر من 17 مليار دولار حسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، هو مواطن روسي وإماراتي أيضاً، إذ كان حصل على جنسية الإمارات قبل الحرب في أوكرانيا. وفرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات بعد ظهوره في اجتماع تلفزيوني مع الرئيس فلاديمير بوتين، سعى خلاله إلى تبرير الحرب لنخبة رجال الأعمال الروس بعد ساعات من إرسال قوات إلى أوكرانيا.

وميلينشينكو، هو أحد مؤسسي مجموعة "يوروكيم غروب" (EuroChem Group)، إحدى أكبر شركات تصنيع الأسمدة في العالم، و"سويك" (Suek)، أكبر شركة منتجة للفحم الحراري في روسيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك

"كوب 28".. قلق من تغيرات المناخ يحفز تحركات سريعة لاحتوائه

الإمارات تطلق صندوقاً تسعى لبلوغه 250 مليار دولار بحلول العام 2030

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة تجمع قادة العالم ورؤساء المنظمات المشاركة بمؤتمر \"كوب 28\" في دبي، الإمارات العربية المتحدة (1 ديسمبر 2023) - المصدر: بلومبرغ
صورة تجمع قادة العالم ورؤساء المنظمات المشاركة بمؤتمر "كوب 28" في دبي، الإمارات العربية المتحدة (1 ديسمبر 2023) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

تتحرك الدول والجهات المشاركة في "مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ" (كوب 28) على نحو سريع لاحتواء التغيرات المناخية التي أعرب قادة العالم عن المزيد من القلق بشأنها، وهو ما بدا جلياً في التوافق السريع على نسخة أولية، نُشرت الجمعة، لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو مئتي دولة خلال المؤتمر الذي بدأت فعالياته أمس في دبي.

التخلي عن الفحم

جاء في مسودة النص التي أعدتها بريطانيا وسنغافورة وستُستخدم كأساس للمحادثات بهدف تبنيها في نهاية المؤتمر المقررة في 12 ديسمبر، أن على الدول التحضير "لخفض أو التخلي عن الوقود الأحفوري".

وسيشكل التوافق على كلمة "خفض" أو مصطلح "التخلي" الأكثر طموحاً، تحدياً أساسياً للدول. يقترح النص الذي نُشر الجمعة، بشكل أكثر تحديداً، خفض استخدام الفحم أو التخلي عنه أو ببساطة التخلي عن أي مشروع جديد يستخدم هذه الطاقة الملوثة جداً.

الإمارات تطلق صندوقاً بـ30 مليار دولار للحلول المناخية عالمياً

أعلن الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الجمعة، عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، وذلك في حديثه خلال أعمال "القمة العالمية للعمل المناخي" المنعقدة المؤتمر.

وقال الشيخ محمد إن الصندوق تم تصميمه لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة. كما يهدف الصندوق لتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول العام 2030.

استثمرت الإمارات 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة، وتلتزم باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات السبع المقبلة، وفق حديث الشيخ محمد.

السيسي يدعو الدول للالتزام باتفاق باريس للمناخ

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدول بالالتزام بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس للمناخ، مشيداً بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار المناخية، ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات أكثر طموحاً.

وقال في كلمته يوم الجمعة في المؤتمر: "نتعامل مع كوارث مناخية تفوق قدرة الدول.. توفير التمويل المناسب لمواجهة أزمة المناخ ضرورة".

اقرأ أيضاً: باكورة نجاحات "كوب 28" توفير 260 مليون دولار لأضرار المناخ

ملك الأردن: الحرب تجعل التهديدات البيئية أكثر خطورة

قال ملك الأردن عبد الله الثاني إن "الحرب تجعل التهديدات البيئية أكثر خطورة"، لافتاً إلى أن "الفلسطينيين لديهم حد أدنى من الماء، والحرب تجعل مخاطر ندرة المياه والغذاء أكثر حدة".

وأضاف: "لدينا العديد من المشاريع الطموحة بشأن المياه"، و"أطلقنا استراتيجية هي الأولى، كالسندات الخضراء".

ملك بريطانيا: التمويل الحكومي لن يكفي للوصول إلى صافي صفري للكربون

دعا ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى أن يكون "كوب 28" "نقطة تحول حقيقي بشأن المناخ"، محذراً من أن "نسبة غاز الميثان زادت عن المقرر بنحو 40%".

وأضاف في كلمته أمام الحاضرين في قمة المناخ: "شهدنا تداعيات التغير المناخي في العديد من الدول.. درجات الحرارة ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة وخطيرة". و"لن يكفي التمويل الحكومي، ونحتاج لمشاركة القطاع الخاص".

وحذر الملك تشارلز الثالث من أنه إذا لم يتم العمل بسرعة على مواجهة التغيرات المناخية واستعادة الاقتصاد القائم على الطبيعة، "فإن اقتصادنا وقدرتنا على البقاء سيتعرضان للخطر".

الرئيس البرازيلي يحذر من انهيار للمناخ العالمي

قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن "العالم أنفق في العام الماضي فقط أكثر من تريليوني دولار على شراء الأسلحة التي تسقط فوق رؤوس الأطفال". وأضاف: "كان يمكن إنفاق تلك الأموال على المناخ.. علينا أن ندفع الثمن لحماية الأجيال المقبلة من تداعيات تغير المناخ".

وحذر من وجود انهيار للمناخ العالمي، ومن أن الفقراء هم من يدفعون الثمن، مشدداً على أنه "لا يمكن مواجهة التغير المناخي إلا إذا كافحنا الظلم المناخي".

أمين عام الأمم المتحدة: المؤشرات الحيوية للأرض تنهار

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات التغير المناخي، قائلاً إن "المؤشرات الحيوية للأرض تنهار، وهناك انبعاثات قياسية، وحرائق مستعرة، وجفاف مميت، والعام الأشد حرارة على الإطلاق".

وقال غوتيريش في كلمته أمام حشد من قادة الدول والحكومات في القمة: "قبل بضعة أيام فقط، كنت أقف على الجليد الذائب في القارة القطبية الجنوبية، وقبل وقت ليس ببعيد، كنت وسط الأنهار الجليدية الذائبة في نيبال.. هاتان البقعتان متباعدتان، لكنهما تتعرضان لأزمة".

"نحن على بعد أميال من أهداف اتفاق باريس، وعلى بعد دقائق من منتصف الليل للحد الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة، لكن الوقت لم يفت بعد.. يمكنكم منع انهيار الكوكب وحرقه"، وفق غوتيريش.

ولفت إلى أن "ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي تقلص الميزانيات، وتضخم أسعار المواد الغذائية، وتقلب أسواق الطاقة رأساً على عقب، وتفاقم أزمة تكاليف المعيشة".

سوناك يكشف عن استثمار جديد في طاقة الرياح البحرية

كشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن اتفاق جديد بين "مصدر" و"آر دبليو إي" (RWE) لاستثمار ما يصل إلى 11 مليار جنيه إسترليني في مزرعة الرياح البحرية الكبيرة في "دوجر بنك" (Dogger Bank) في المملكة المتحدة.

ووصف سوناك الصفقة بأنها بمثابة "دفعة كبيرة لمصادر الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة" لما ستوجده من فرص العمل الإضافية، كما أنها ستساعد في تزويد 3 ملايين منزل بالطاقة و"زيادة أمن الطاقة لدينا".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

"البنك الدولي" يخصص 45% من تمويلاته السنوية لمشاريع المناخ

كشفت مجموعة البنك الدولي عن عزمها تخصيص 45% من تمويلها السنوي للمشروعات المرتبطة بالمناخ للسنة المالية التي تبدأ من 1 يوليو 2024 وتنتهي في 30 يونيو 2025، في إطار تكثيف الجهود لمكافحة تغير المناخ في وقتٍ أسرع.

وأوضح البنك الدولي، في بيانه الصادر اليوم الجمعة، أن هذا "الطموح المتزايد هو أكثر من مجرد نسبة مئوية جديرة بالثناء" إذ تخطت استثماراته 40 مليار دولار، مرتفعةً بحوالي 9 مليارات دولار عن المخطط سابقاً.

تجدر الإشارة إلى أن البنك الدولي أعلن في 2021 عن هدفه للوصول إلى متوسط 35% بحلول 2025، إلا أنه تمكن من تخطي هدفه في الوقت الراهن إذ بلغ متوسط النسبة 36.3% منذ يوليو 2022.

ماكرون يطالب بالتخلص التدريجي من الفحم

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجموعة الدول السبع (G7) بالتخلص التدريجي من الفحم، وقال إن تنمية الدول الفقيرة لا يمكن أن تعتمد على حرق الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً. وأضاف: "علينا أن نسمح للدول النامية باللحاق بالركب اقتصادياً.. لكن لا ينبغي أن يتم ذلك بالاعتماد على الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم".

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.