أطلقت السعودية والإمارات "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" -خلال فعاليات مؤتمر "كوب 28"- والذي وقّعت عليه 50 شركة تمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط العالمي، وتعهدت بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان ووقف حرق الغاز بحلول 2030، وفق ما جاء ببيان على الموقع الإلكتروني للمؤتمر.
أعلن سلطان أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف "كوب 28" (COP28) خلال فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر عن توقيع 50 شركة بقطاع النفط والغاز على "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" في إطار "المسرع العالمي لخفض الانبعاثات"، حيث تلتزم الشركات بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري من غاز الميثان ووقف حرق الغاز بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
أكد الجابر بكلمته التي ألقاها في المؤتمر التزام 29 شركة نفط وطنية بالميثاق، وهو أكبر عدد على الإطلاق من شركات النفط الوطنية التي وقعت على تعهّد بالحد من الانبعاثات.
ومن بين أبرز الشركات الوطنية التي وقّعت على الميثاق -والتي تمثل 60% من الموقّعين-: "أرامكو" السعودية، و"أدنوك" الإماراتية، و"بابكو إنرجيز" (Bapco Energies) البحرينية، و"إكوبترول" (Ecopetrol) الكولومبية، والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية، وتنمية نفط عمان، و"إكوينور"، و"بتروبراس" البرازيلية، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، و"بتروناس"، ومؤسسة نفط الشارقة الوطنية، و"أو إم في" (OMV)، و"جي إو جي سي" (GOGC)، و"إنبكس كوربوريشن" (INPEX Corporation)، و "نامكور"، و"ماري بتروليوم"، و"باكستان بتروليوم ليمتد"، و"أوزبك نفط غاز".
وعلى صعيد المؤسسات الخاصة، انضمت للميثاق شركات عدة من بينها "بي بي"، وشركة نفط الهلال، و"دولفن إنرجي"، و"إيني"، و"إنرجين"، و"إي كيو تي" (EQT Corporation)، و"إكسون موبيل"، و"لاك أويل"، و"ميتسوي آند كو"، و"أوكسيدنتال بتروليوم"، وبوما إنرجي "ترافيغورا"، و"ريبسول"، و"شل"، و"توتال إنرجي"، و"وودسايد إنرجي غروب".
ويُعد ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز خطوة مهمة في مسار تعزيز الإجراءات التي تتماشى مع أهداف اتفاق باريس.
جاء ذلك في سياق الإعلان خلال القمة العالمية للعمل المناخي اليوم، عن إطلاق "المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات" وهو مجموعة من المبادرات الهادفة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات العالمية بشكل ملموس.
أكد الجابر أن خفض انبعاثات الميثان هو أسرع طريقة لخفض معدلات ارتفاع درجات الحرارة في أسرع وقت، وهو ما دفع رئاسة "كوب 28" لجعل سرعة التخلص من الميثان هدفاً رئيسياً لها.
أحد الأشخاص يمر أمام لافتة خاصة بقمة المناخ "كوب 28" الإمارات (COP28) وُضعت خلال ورشة عمل للقيادة الفكرية على مستوى المسؤولين التنفيذيين للتركيز على العمل المناخي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم 1 أكتوبر 2023 - المصدر: بلومبرغأحد الأشخاص يمر أمام لافتة خاصة بقمة المناخ "كوب 28" الإمارات (COP28) وُضعت خلال ورشة عمل للقيادة الفكرية على مستوى المسؤولين التنفيذيين للتركيز على العمل المناخي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم 1 أكتوبر 2023 - المصدر: بلومبرغ
شهد اليوم الثاني من مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (COP28)، المنعقد في دبي، جملةً من الأحداث والمبادرات.. هنا استعراضٌ لأبرزها:
صندوق الحلول المناخية (ألتيرا)
أعلن رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال افتتاحه القمة العالمية للعمل المناخي، عن تأسيس بلاده صندوقاً بـ30 مليار دولار لتمويل الحلول المناخية على مستوى العالم، تحت اسم "ألتيرا" ويهدف إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
"الوقود الأحفوري" يكمن في التفاصيل
تنص نسخة أولية، نُشرت اليوم الجمعة، لمشروع اتفاق سيناقشه مفاوضو نحو 200 دولة في المؤتمر، على أنه ينبغي على الدول التحضير لخفض استخدام الوقود الأحفوري أو التخلي عنه، بحسب مسودة النص، التي أعدتها بريطانيا وسنغافورة وستُستخدم كأساس للمحادثات بهدف تبنّيها في نهاية المؤتمر المقررة في 12 ديسمبر. ومن المتوقع أن يستمر الجدل بشأن ما إذا كان الاتفاق النهائي سيتبنى "الخفض" أم "التخلي".
إطلاق نادي المناخ
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس تدشين نادٍ دولي لمساعدة الدول النامية على الاستثمار في إزالة الكربون من الصناعات التي يصعب خفض انبعاثاتها، مثل الصلب والإسمنت والألمنيوم. مفصحاً أن ما يُسمى بـ"نادي المناخ" يضم 36 عضواً حتى الآن، ويهدف إلى تسريع العمل الفني لحساب موحد لكثافة ثاني أكسيد الكربون في منتجات بعينها، وسينشئ أيضاً منصة لمواءمة احتياجات الأعضاء بالأدوات الفنية والتمويلية من القطاعين الخاص والعام.
استقالة عضو بالمجلس الاستشاري لمؤتمر المناخ
استقالت هيلدا هاين، عضو المجلس الاستشاري الرئيسي لمؤتمر المناخ. ووفقاً لخطاب استقالتها، الذي اطلعت عليه رويترز، قالت هاين، وهي الرئيسة السابقة لجزر مارشال، إن التقارير، التي تفيد بأن الإمارات تعتزم مناقشة اتفاقات محتملة بشأن الغاز الطبيعي وغيره قبل محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، "مخيبة للآمال بشدة". وأضافت في الرسالة التي أرسلتها إلى رئيس المؤتمر سلطان الجابر: "هذه التصرفات تقوّض نزاهة رئاسة المؤتمر والعملية برمتها".
كان الجابر نفى هذه المزاعم في وقت سابق، مؤكداً أنها "ادعاءات كاذبة، وغير حقيقية، وغير صحيحة، وغير دقيقة. وهي محاولة لتقويض عمل رئاسة COP28"، وتساءل: "هل تحتاج الإمارات أو أنا شخصياً لمؤتمر المناخ أو رئاسته من أجل إجراء صفقات في مجال النفط؟".
الفلسطينيون بين الحرب والمناخ
حذّر ملك الأردن عبد الله الثاني، في كلمته خلال القمة العالمية للعمل المناخي، من أن الشعب الفلسطيني يواجه خطراً حقيقياً، و"لديهم حد أدنى من الماء، والحرب تجعل مخاطر ندرة المياه والغذاء أكثر حدّة". وقال: "لا بد لمؤتمر الأطراف هذا العام أكثر من أي وقت مضى، أن يقر بأننا لا نستطيع الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية التي نراها حولنا".
وأضاف: "في منطقة تقع على الخطوط الأمامية لآثار التغير المناخي، يزيد الدمار الذي تخلفه الحروب من شدة المخاطر البيئية كشح المياه وانعدام الأمن الغذائي. وفي غزة، حيث يعيش السكان على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء، تزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب".
السيسي ومبادئ الإنصاف
طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال القمة العالمية للعمل المناخي، الدول بالالتزام بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس للمناخ، وشدد على أن "من المهم تأكيد مبادئ الإنصاف، والانتقال العادل، والمسؤوليات المشتركة متباينة الأعباء، باعتبارها مبادئ أساسية في الإطار متعدد الأطراف".
الجدير بالذكر أن مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (COP27) عُقد العام الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية.
COP31 في تركيا وCOP33 في الهند
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض بلاده استضافة نسخة العام 2026 من مؤتمر المناخ (COP31)، وتتنافس تركيا مع أستراليا التي أعلنت ترشحها لهذه الاستضافة في وقت سابق من هذا العام.
بدوره، اقترح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن تستضيف بلاده مؤتمر المناخ (COP33) عام 2028.
أموال الأسلحة إلى المناخ
صرح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن "العالم أنفق في العام الماضي فقط أكثر من تريليوني دولار على شراء الأسلحة التي تسقط فوق رؤوس الأطفال"، وأضاف: "كان يمكن إنفاق تلك الأموال على المناخ".
الملك تشارلز يدافع عن الأرض
قال ملك بريطانيا تشارلز الثالث: "الأرض ليست ملكنا، نحن الذين ننتمي إلى الأرض"، وحذّر من أنه إذا لم يتم العمل بسرعة على مواجهة التغيرات المناخية واستعادة الاقتصاد القائم على الطبيعة، "فإن اقتصادنا وقدرتنا على البقاء سوف يتعرضان للخطر".
غوتيريش يدعو لإنقاذ الكوكب
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من تداعيات التغير المناخي، قائلاً إن "المؤشرات الحيوية للأرض تنهار، وهناك انبعاثات قياسية، وحرائق مستعرة، وجفاف مميت، والعام الحالي هو الأشد حرارة على الإطلاق". مضيفاً: "نحن على بعد أميال من أهداف اتفاق باريس، وعلى بعد دقائق من منتصف الليل للحد الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة، لكن الوقت لم يفت بعد.. يمكنكم منع انهيار الكوكب وحرقه"، وتابع: "عالمنا غير متكافئ ومنقسم. وكما نرى في هذه المنطقة، تسبب الصراعات معاناة هائلة وغضباً شديداً، والفوضى المناخية تؤجج نيران الظلم".
هل تكون الطاقة النووية حلاً؟
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان أيّدته عشرات الدول أنه "لن يكون بالإمكان خفض صافي انبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر على الصعيد العالمي بحلول عام 2050 إلاّ من خلال القيام باستثمارات سريعة ومستدامة وكبيرة في مجال الطاقة النووية"، ولفتت إلى أنه هناك اليوم 412 مفاعلاً نووياً تعمل في 31 بلداً، مما يوفر نحو 10% من إجمالي الكهرباء في العالم وربع إمداداته المنخفضة الكربون. وهناك عدة بلدان -منها تركيا ومصر وبنغلاديش- تعمل على تشييد أولى محطاتها النووية.
رسالة من الشيخ زايد
شهد المؤتمر عرضاً خاصاً بتقنية الهولوغرام على لسان مؤسس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.