سوناك يتعهد بدعم بريطانيا صندوق الخسائر والأضرار في "كوب 28"

الصندوق سيساعد الدول الفقيرة على التغلب على أضرار تغير المناخ وظروفه القاسية

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - المصدر: بلومبرغ
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يُنتظر أن يتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بدعم صندوق جديد لمساعدة البلدان الهشة على التكيف مع تأثير ارتفاع درجات الحرارة عندما تبدأ محادثات المناخ العالمية الأسبوع الحالي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

ما قمة "كوب 28" وما أهميتها؟

سوناك سينضم إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في التعهد بتقديم الأموال لصندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28" في دبي، وفق الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.

صندوق الخسائر والأضرار.. ثمرة "كوب 27"

تسنى الاتفاق أخيراً على الصندوق في مؤتمر الأطراف "كوب 27" المنعقد في مصر عام 2022 بعد مفاوضات مشحونة على مدى عقود. وتنادي الدول الفقيرة منذ فترة طويلة بضرورة أن تساعدها الدول الغنية على دفع ثمن الدمار الذي أحدثه تغير المناخ، لكن الأخيرة أرادت تجنب أي إشارة إلى أنها تقدم "تعويضات" عن تلويث الغلاف الجوي.

وسيحضر سوناك المؤتمر الذي يستمر أسبوعين ابتداءً من 30 نوفمبر لإثبات أن المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بالوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول 2050 بعد قراره في سبتمبر بتخفيف برنامج الحكومة الأخضر وتعزيز الاستثمار في التنقيب عن النفط والغاز.

بريطانيا تعتزم إصدار جولة تراخيص جديدة للنفط والغاز في بحر الشمال

لم يتحدد بعد المبلغ النهائي الذي عرضته المملكة المتحدة، كما أنه ما زال بحاجة إلى موافقة الوزراء، وفقاً لما ذكره الأشخاص المطلعون. ومن المرجح أن يتوفر المبلغ من صندوق التمويل الدولي للمناخ البالغة قيمته 11.6 مليار جنيه إسترليني (14.6 مليار دولار) خصصتها الحكومة بالفعل حتى 2026.

وقال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة والبيئة وصافي الانبعاثات الصفري: "سنعمل مع جميع الشركاء للدفع نحو تحقيق نتائج طموحة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب 28" وإبقاء هدف قصر ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية في المتناول، مع متابعة التقدم في مجالات التمويل والغابات والتكيف والخسائر والأضرار". وأضاف أن المملكة المتحدة ستواصل لعب دور قيادي في "كوب 28".

دور مُنتظر للبنك الدولي

تأمل المملكة المتحدة أن يؤدي دور البنك الدولي إلى إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في الوقت المناسب، وتعتقد بأنه ينبغي أن يتلقى التمويل من مجموعة واسعة من المصادر. وفي حين أن المملكة المتحدة ستدعم الاتفاق في دبي الأسبوع الحالي، فسيتعين أن ينال الموافقة في "كوب 28".

ورغم التقدم الذي تحقق العام الماضي في إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، فإن إنشاءه كان أمراً صعباً ولا يزال حجمه غير واضح بدقة. إذ وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساهمات "كبيرة" في وقت سابق من هذا الشهر. وقال جون كيري، المبعوث الأميركي للمناخ في منتدى بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة، بداية نوفمبر، إن الولايات المتحدة ستضع أيضاً "عدة ملايين من الدولارات في الصندوق".

على البنك الدولي اتخاذ إجراءات أكثر جرأة إزاء تغير المناخ

يُعتبر توفير التمويل أحد أصعب القضايا التي يجب حلها خلال محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة منذ ثلاثة عقود. ويبدو أن الدول الغنية قد أوفت أخيراً بتعهدها بجمع 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة لمساعدتها على تحمل تكاليف التحول إلى الطاقة النظيفة والتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

ومع ذلك، أوفت الدول الثرية بهذا الوعد بعد عامين من انقضاء الموعد النهائي لذلك، والآن يتعين عليها الاتفاق على هدف آخر في 2025. تشير أحدث التقديرات إلى أن البلدان الفقيرة ستحتاج إلى 2.5 تريليون دولار بحلول 2030 للتعامل مع تغير المناخ وتعزيز الاستثمار الأخضر.

دعم الوقود النووي

ينتظر أن تكشف المملكة المتحدة في "كوب 28" أيضاً عن تمويل دولي جديد للمناخ مخصص بالغابات بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني، ومن المتوقع أن تصدر بياناً مشتركاً بشأن تعزيز دور الوقود النووي مع كندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة، وفق الأشخاص الذين قالوا إن سوناك يريد أيضاً الإعلان عن أن المملكة المتحدة وكندا ستترأسان معاً قمة خلال العام المقبل تهدف إلى توقف الدول عن استخدام الفحم، رغم أنه لم يتم الانتهاء من ذلك بعد.

هدد قرار سوناك بتقليص سياسات المملكة المتحدة الخضراء في وقت سابق من هذا العام بإعطاء الدول الحليفة أسباباً للتشكيك في قيادة بريطانيا فيما يتعلق بقضايا المناخ. وفي الوقت نفسه، ذكرت بلومبرغ أن الحكومة تخطط لتوسيع تعريفها لما يُعتبر مساعدات مناخية للوفاء بتعهدها بشأن الإنفاق الدولي دون زيادة التمويل.

تصنيفات

قصص قد تهمك

هل تطلق قمة "كوب 28" العنان لسوق الكربون العالمية؟

time reading iconدقائق القراءة - 10
أول محطة للالتقاط المباشر للهواء في تريسي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة  - المصدر: بلومبرغ
أول محطة للالتقاط المباشر للهواء في تريسي، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

توشك تجارة الكربون على تلقي الدعم من المفاوضين في قمة المناخ "كوب 28" في حال اتخذوا قراراً بشأن القواعد الخاصة بسوق جديدة لتداول الانبعاثات تحت إشراف الأمم المتحدة، ما قد يؤدي إلى خفض تكاليف مكافحة الاحترار العالمي.

وستستضيف دبي ممثلين لما يزيد عن 190 دولة، لمناقشة معايير أرصدة الانبعاثات التي تسمح لأصحابها بتعويض التلوث في الداخل عبر الاستثمار في مشاريع خفض الانبعاثات في مناطق أخرى أو إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.

يهدف البرنامج الذي ترعاه الأمم المتحدة إلى تحديد هذه الأرصدة بكفاءة عالية ضمن إطار متفق عليه دولياً، يمنح المستثمرين قدراً أعلى من الثقة وسط مخاوف من أن بعض المشاريع التطوعية القائمة لا تفعل شيئاً يذكر للسيطرة على تغير المناخ.

ويقول بنديكت فون باتلر، مدير المحافظ في شركة "إيفولوشن إنفايرونمنتال أسيت مانجمنت" (Evolution Environmental Asset Management) إن "الأجهزة الرقابية والتنظيمية تستطيع تحفيز الطلب عن طريق تبني معايير مقبولة للجودة تمنح الثقة للمشترين بشكل طوعي".

آلية التنمية النظيفة

إن استخدام أسواق الكربون عابرة الحدود في تسريع التحول الأخضر ليس فكرة جديدة. فقد مهد بروتوكول كيوتو عام 1997 الطريق أمام "آلية التنمية النظيفة"، وهو برنامج بلغت قيمته 8.2 مليار دولار سنوياً ساهم في زيادة تدفق المساعدات إلى البلدان الناشئة التي تحتاج إلى المساعدة في الحد من الانبعاثات. وسمح للبلدان المتقدمة باستخدام الأرصدة الناتجة عن مشاريع خفض غازات الاحتباس الحراري الأقل تكلفة في الدول النامية لتغطية جزء من مستهدفات الحد من التلوث بمقتضى معاهدة كيوتو. وبعد حوالي ست سنوات من التشغيل، انهارت الأسعار إلى ما يقرب من صفر في عام 2012 بسبب مخاوف متعلقة بسلامة المشاريع وقرار الاتحاد الأوروبي بالحد من استخدام أرصدة "آلية التنمية النظيفة" لتشجيع الامتثال في أسواقه المحلية.

تلقت هذه الفكرة دفعة جديدة من "اتفاقية باريس للمناخ" لعام 2015. فبمقتضى المادة السادسة من هذه الاتفاقية، وافقت الدول على أن تعمل على إنشاء نظام عالمي جديد لتبادل التراخيص المتعلقة بغازات الدفيئة. وفي السنوات التالية، عمل المبعوثون على تصميم أداة مالية قوية من شأنها أن تترجم التعهدات الوطنية بخفض الانبعاثات إلى وحدات قابلة للمقارنة وقابلة للتبادل.

مستقبل تسعير الكربون

قال روبرت جيسكي، رئيس "مركز تحليل المناخ والطاقة" في وارسو: "إن تطبيق المادة السادسة بنجاح وفي الوقت المناسب يعتبر أمراً بالغ الأهمية في مستقبل تسعير الكربون، وغالباً ما يحتفى به على أنه ذروة المراد من التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ".

وينبغي أن يكون هذا الإطار مرناً بما يكفي لجذب الاستثمار، وأن يتسم أيضاً بمصداقية كافية لتجنب المشاكل التي أفشلت "آلية التنمية النظيفة".

يأمل بعض المستثمرين في أن يُفتح الباب أمام أرصدة الكربون في برنامج الأمم المتحدة الجديد حتى تُقبل في الأسواق الوطنية أو الإقليمية في جميع أنحاء العالم بفعل إطار جديد يشبه نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي.

ستضم السوق التي تشرف عليها الأمم المتحدة آلية قائمة على أساس المشاريع، بحيث تستطيع الشركات تعويض بعض الانبعاثات المتبقية والوصول بأهداف مناخية طوعية إلى صافي صفر الانبعاثات عن طريق شراء أرصدة من مبادرات خفض التلوث. وهذه المنصة الجديدة ربما تجذب إليها المستثمرين الذين يعتمدون حالياً على الأسواق الطوعية وتعمل بمثابة نموذج للمبادرات التي تتبع معايير وأطراً مختلفة للحوكمة.

الطريق إلى الأمام

توصلت الهيئة الإشرافية للسوق الجديدة في وقت سابق من شهر نوفمبر الحالي إلى اتفاق بشأن القواعد الفنية الرئيسية لتفعيل ما يسمى بآلية "المادة 6.4". أما التحدي الذي يواجه هذه السوق الآن فهو أن تتغلب الدول المشاركة في "كوب 28" في دبي على الانقسامات المتبقية وتوافق على هذه التوصيات.

وقالت رئيسة الهيئة الإشرافية أولغا غسان زادي في بيان في 18 نوفمبر: "استطعنا أن نجد طريقاً إلى الأمام يسمح لنا بالوفاء بمهمتنا ووضع برنامج عمل لمواصلة تحسين وتوسيع إطار عمل آلية الأرصدة في اتفاقية باريس".

جذبت مشاريع ائتمان الكربون الطوعية استثمارات بقيمة 36 مليار دولار بين عامي 2012 و 2022، وفقاً لبيانات شركة "تروف ريسيرش" الاستشارية (Trove Research)، التي استحوذت عليها مؤخراً شركة "إم إس سي آي" للمؤشرات المالية (MSCI). وتشير التقديرات إلى الحاجة إلى استثمارات بقيمة 90 مليار دولار أخرى لتوفير الاعتمادات المطلوبة خلال العقد الحالي حتى نتجنب تجاوز مستوى ارتفاع درجة الحرارة الحرج الذي يبلغ 1.5 درجة مئوية.

ويقول أندريا بونزاني، مدير السياسة الدولية في "الجمعية الدولية لتداول انبعاثات الكربون" (IETA) التي تروج لأسواق الكربون: "نأمل الآن في تبني هذه الاتفاقية واعتمادها في قمة (كوب 28) حتي يبدأ العمل على الجوانب الفنية في السنة المقبلة وإصدار أول أرصدة للكربون في نهاية 2024. فبدون هذه الاتفاقية، كل شيء كان سيؤجل إلى عام 2025".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.