عقوبات بريطانية على تجار الذهب والنفط الروس في حملة جديدة

المملكة المتحدة تستهدف شركة تجارة الذهب "بالوما" وجون بيكر

time reading iconدقائق القراءة - 9
حبيبات ذهب من عمليات تعدين داخل مصنع \"لينزولوتو\" (Lenzoloto OJSC)، التابع لشركة \"بوليوس غولد إنترناشونال\" بالقرب من منطقة بودايبو، روسيا - المصدر: بلومبرغ
حبيبات ذهب من عمليات تعدين داخل مصنع "لينزولوتو" (Lenzoloto OJSC)، التابع لشركة "بوليوس غولد إنترناشونال" بالقرب من منطقة بودايبو، روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

استهدفت حكومة المملكة المتحدة شركات تعدين الذهب الروسية، وشركة تتخذ من دبي مقراً لها وتعتبر من أكبر الشركات لتكرير المعدن النفيس وتجارته تشارك في توجيه الأموال إلى موسكو، وذلك ضمن حزمة العقوبات الجديدة المرتبطة بقطاعي الذهب والنفط بالبلاد.

فرضت المملكة المتحدة اليوم عقوبات على شركة "نورد غولد" (Nord Gold) و"هاي لاند غولد ماينينغ" (Highland Gold Mining) بالإضافة إلى "كراستسفيتميت" (Krastsvetmet) أكبر مصفاة معادن ثمينة في روسيا.

كما طالت العقوبات أكثر من 20 فرداً وشركة أخرى، بما فيها ذلك شركة تجارة النفط "بارامونت إنرجي أند كوموديتيز دي إم سي سي" (Paramount Energy & Commodities DMCC)، التي اُتهمت باستخدام ممارسات خداع للتحايل على العقوبات. كما استهدفت الحكومة شبكة مقرها الإمارات تزعم أنها نقلت 300 مليون دولار من مبيعات الذهب إلى روسيا.

تضييق الخناق

أوضح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان: "ينبغي أن نواصل تضييق الخناق على موسكو، وعقوبات اليوم ستضرب من قدموا العون لبوتين عن طريق مساعدات على الحد من تأثير عقوباتنا على الذهب والنفط الروسيين، وهما مصدران مهمان للإيرادات لتمويل آلة الحرب الروسية".

في أواخر السنة الماضية، فرضت المملكة المتحدة ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى سقفاً لسعر النفط الخام الروسي يمنع الشركات الغربية من تقديم الخدمات إذا جرى تداوله فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل. منذ الصيف الماضي، فاقت كافة إمدادات البلاد تقريباً هذا المستوى.

ويبدو أن معاقبة شركة "بارامونت إنرجي" هي أول إنذار لشبكة تجارية واسعة تشكلت للحفاظ على تدفق النفط الروسي.

فرضت المملكة المتحدة في الوقت الحالي عقوبات على أكثر من 1800 فرد وشركة بموجب نظام العقوبات على روسيا، بمن فيها 129 شخصاً ثرياً تبلغ ثروتهم الإجمالية 145 مليار جنيه إسترليني (178 مليار دولار). كما طُبقت تدابير تجميد الأصول باعتبارها وسيلة أسرع وأكثر كفاءة لإنفاذ العقوبات والملاحقات القضائية بالخارج.

الوجهة الأولى للذهب الروسي

كانت شركة تجارة الذهب "بالوما بريشيس دي إم سي سي" (Paloma Precious DMCC) ويقع مقرها في دبي ورجل الأعمال الزيمبابوي هوارد جون بيكر من بين المستهدفين في الإمارات العربية المتحدة، الوجهة الأولى للذهب الروسي منذ غزو أوكرانيا، ما حول الطرق التجارية لتتضمن هونغ كونغ وتركيا.

وكشف أشخاص على دراية بالموضوع لبلومبرغ الصيف الماضي أن بيكر كان على صلة بالمالك الفعلي المستفيد لإحدى أكبر مصافي الذهب في الإمارات العربية المتحدة، والتي خسرت تصريح عملها جراء مخاوف تتعلق بعمليات غسل الأموال. منذ ذلك التوقيت، اشترت شركة "روك فاير ريسورسز" (Rockfire Resources)، -شركة تعدين مدرجة في بورصة لندن- وهي شركة "الإمارات جولد".

أصدرت "روك فاير"، التي عُلق تداولها، بياناً أوضحت فيه أنها بدأت في الحصول على مشورة قانونية لتحديد تأثير إجراء المملكة المتحدة. ذكرت شركة التعدين عبر بيان اليوم أن "بالوما" كانت مساهماً سابقاً في "روك فاير" لكنها باعت حصتها بالشركة سبتمبر الماضي عبر صفقة خارج السوق.

لم ترد "بارامونت إنرجي" على اتصال في دبي، ولم ترد على رسالة بريد إلكتروني في حينه. امتنعت "بالوما بريشوس" عن الرد على طلبات للتعليق على الأمر.

فلاديسلاف سفيبلوف

وقعت المملكة المتحدة عقوبات على فلاديسلاف سفيبلوف، مدير عام "هاي لاند غولد" الذي اشتراها من رومان أبراموفيتش خلال 2020. ذكر تقرير لبلومبرغ الشهر الماضي أن سفيبلوف أيضاً هو مدير عام شركة "أوزيرنايا ماينينغ" (Ozernaya Mining)، التي تطور أحد أكبر مناجم الزنك حول العالم في سيبيريا، وقد توددت إليها شركات تجارة دولية تسعى لإبرام عقود طويلة الأجل.

وبلغت عمليات التكرير في "كراستسفيتميت"، المملوكة لإقليم كراسنويارسك الروسي، 200 طن تقريباً من الذهب خلال 2022، ما يعادل أكثر من نصف إنتاج الذهب الروسي السنوي. كما أنها تكرر الفضة والبلاتين والبلاديوم لصالح شركة "إم إم سي نوريلسك نيكل" (MMC Norilsk Nickel)، أكبر شركة تعدين في روسيا.

وُقعت أيضاً عقوبات على الشركة الوطنية الروسية لإعادة التأمين "راشن ناشيونال ريانشورنس" (Russian National Reinsurance)، التي توفر تغطية مدعومة من الدولة للمخاطر المحلية، بما في ذلك إعادة تأمين للسفن والشحنات البحرية. أضاف الاتحاد الأوروبي الشركة إلى قائمة عقوباته بوقت سابق من السنة الجارية، ما أغلق فعلياً سوق القارة أمامها.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الأوروبيون يدرسون عقوبات جديدة تطال 5.3 مليار دولار من تجارة روسيا

الحزمة الثانية عشر ستشمل كلاً من الواردات والصادرات

time reading iconدقائق القراءة - 5
موظفة تفحص الألماس الخام في مركز فرز في موسكو، روسيا  - المصدر: بلومبرغ
موظفة تفحص الألماس الخام في مركز فرز في موسكو، روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يدرس الاتحاد الأوروبي فرض قيود جديدة ستؤثر على ما قيمته نحو 5 مليارات يورو (5.3 مليار دولار) من المبادلات التجارية مع روسيا، كجزء من حزمة عقوبات تستهدف موسكو بسبب حربها ضد أوكرانيا.

هذه الحزمة، وهي الثانية عشرة التي يفرضها الاتحاد منذ أن بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في العام الماضي، ستشدد القيود على مصادر إيرادات موسكو وصناعتها، وتحد من قدرة الكرملين على تمويل آلته الحربية. مجالات واسعة من الاقتصاد الروسي طالتها العقوبات بالفعل، فيما يعمد صناع السياسة في الاتحاد الأوروبي إلى سد الفجوات المتبقية، وتطبيق الإجراءات المستهدفة، وتشديد العقوبات الحالية.

مصارف وشركات عالمية تسارع إلى صفقات المعادن الروسية رغم العقوبات

تشمل الحزمة الجديدة من الإجراءات المقترحة، قيوداً على تصدير معدات اللحام والمواد الكيميائية والتقنيات الأخرى المستخدمة لأغراض عسكرية، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. كما يدرس الاتحاد أيضاً فرض حظر على تراخيص البرمجيات، وقيود على استيراد عدد قليل من المعادن المصنّعة ومنتجات الألمنيوم، ومواد البناء، والسلع المرتبطة بالنقل، وكذلك الألماس.

دعم كييف مستمر

سعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى طمأنة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الكتلة ستستمر في دعمها لكييف ضد الغزو الروسي، على الرغم من المخاوف من أن الحرب بين إسرائيل وحماس ستؤدي إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط وتحد من التركيز على حرب روسيا.

ستضيف القيود على روسيا المقترحة حديثاً، ما يصل إلى نحو 2.5 مليار يورو لكل من الاستيراد والتصدير (من وإلى روسيا)، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لتناولهم مداولات خاصة. يتوقف حظر الألماس على اتفاق تسعى مجموعة الدول السبع إلى التوصل إليه بشأن تعقب وتتبع تجارة الأحجار الكريمة عبر الحدود، والذي يُتوقع أن يُنجز قريباً.

مجموعة السبع تدرس حظر واردات ألماس روسيا اعتباراً من 2024

بدأت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للكتلة، التشاور مع الدول الأعضاء الشهر المنصرم، حسبما ذكرت بلومبرغ في وقت سابق. وكانت روسيا قد وجدت قناة لاستيراد العديد من الآلات المستخدمة لإنتاج الذخيرة والأسلحة، حسبما ذكرت بلومبرغ.

لا يزال من الممكن تغيير الإجراءات المقترحة قبل تقديمها رسمياً إلى الدول الأعضاء، وستحتاج إلى دعم دول الكتلة الـ27 للموافقة عليها.

عجز عن تزويد كييف بالذخائر

تهدف الحزمة إلى تعطيل قدرة روسيا على الالتفاف على الحظر الحالي من خلال الاستعانة بدول ثالثة، وهو ما يمكنها من الوصول إلى المكونات والتقنيات والإلكترونيات الخاصة بالأسلحة في أوكرانيا أو المستخدمة في تصنيعها. أشار الأشخاص إلى أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى حظر المزيد من السلع وإدراج شركات إضافية في دول ثالثة، إذا فشلت تلك الدول في اتخاذ إجراءات صارمة تجاهها.

الاتحاد الأوروبي يقترب من فرض عقوبات جديدة "مخففة" على روسيا

اكتسى هذا الجهد طابع الإلحاح المستجد، إذ إن هناك مخاطر بشأن عدم قدرة التكتل على الوفاء بتعهده بتزويد كييف بمليون قذيفة مدفعية بحلول مارس.

الاتحاد الأوروبي يجمد 200 مليار يورو من أصول المركزي الروسي

يدرس الاتحاد الأوروبي أيضاً إقناع الشركات بإضافة بنود إلى عقودها مع شركات في دول ثالثة، لحظر تصدير بعض ما يُسمى بـ"سلع ساحة المعركة" إلى روسيا. كما أن حظر إعادة الأصول الروسية إلى الاتحاد الأوروبي وتقييد مشاركة المواطنين الروس في القطاعات الحساسة، من بين الأمور المطروحة أيضاً على طاولة المناقشات.

استهداف "أسطول الظل"

مع تداول كميات كبيرة من النفط الروسي الآن بأسعار تفوق سقف الأسعار الذي حددته مجموعة الدول السبع، والبالغ 60 دولاراً للبرميل، يناقش الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه أيضاً سبلاً لتطبيق الإجراءات بشكل أفضل، واستهداف "أسطول الظل" الذي يضم مئات السفن التي تستعين بها موسكو لنقل الشحنات الخاضعة للعقوبات.

بلغاريا تفرض ضريبة على الغاز الروسي المنقول عبر أراضيها

تشمل بعض الأفكار التي نوقشت حظر المعاملات مع السفن الخاضعة للعقوبات، وإدخال شروط الإبلاغ عند بيع السفينة، والشروط التعاقدية التي تحظر الشحنات التي تتخطى الحد الأقصى للأسعار.

الخوف يسيطر على سوق الغاز العالمية مع تهديد إمدادات الشتاء

يجري استكشاف طرق لزيادة شفافية أسعار النفط لمنع تمرير جزء منها إلى تكاليف لنقل الشحنات المشتراة كوسيلة للتهرب من العقوبات. فسقف الأسعار لا يشمل تكاليف خدمات النقل، وهو ما يعني أنه يمكن التلاعب بتكاليف الشحن وتضخيمها للالتفاف على العقوبات.

يُتوقع أيضاً أن تضيف الحزمة أكثر من 100 فرد و40 كياناً إلى قوائم العقوبات.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.