"أستراليا" تعاني لتحقيق أهدافها الزراعية وسط فوضى مناخية

صعوبات جراء تراجع هطول الأمطار على المدى الطويل وزيادة حرائق الغابات

time reading iconدقائق القراءة - 9
ماكينة حصاد تعمل بينما تُفرغ الشعير في شاحنة أثناء عملية الحصد قرب غونيدة، بولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا - المصدر: بلومبرغ
ماكينة حصاد تعمل بينما تُفرغ الشعير في شاحنة أثناء عملية الحصد قرب غونيدة، بولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعتبر الجفاف وحرائق الغابات من التهديدات التي قد تبدد طموحات أستراليا في تدعيم قطاعها الزراعي ليصبح عنصر قوة لها بقيمة 100 مليار دولار أسترالي (64 مليار دولار أميركي) مع نهاية العقد الحالي.

شهدت البلاد شهر سبتمبر الماضي، الذي كان الأشد جفافاً في تاريخها، ما يعرض محصول القمح للخطر ويضطر المزارعين لبيع الماشية. وينذر موسم حرائق الغابات خلال صيف 2024 بأن يكون أسوأ من المعتاد جراء ظاهرة "إل نينيو" المناخية، في حين أن الآفات الجديدة، مثل حشرة الفاروا القاتلة للنحل، تمثل عقبة أخرى.

تراجع الإنتاج

تتوقع الحكومة أن تهبط قيمة إنتاج قطاع الزراعة الأسترالي بنسبة 14% إلى 80 مليار دولار أسترالي خلال السنة الجارية حتى يونيو 2024 بسبب الجفاف وتراجع أسعار السلع الأساسية. في الأجل البعيد، يفاقم تغير المناخ التحديات. فقد هبط متوسط هطول الأمطار 15% على الأقل خلال نصف القرن الماضي، بينما بات موسم حرائق الغابات أطول وأشد عنفاً.

أوضح مايكل وايتهيد، المدير التنفيذي لوحدة إحصاءات الزراعة في مصرف "إيه إن زي غروب هولدينغز" (ANZ Group Holdings) أنه في حين أن هدف 100 مليار دولار أسترالي - الذي أُعلن عنه للمرة الأولى خلال 2018- يمكن تحقيقه مع حلول 2030، إلا أن الأمر سيحتاج لعوامل كثيرة منها الطقس وأسعار السلع الأساسية.

أضاف: "عندما اقتربنا من 100 مليار دولار أسترالي السنة الماضية، كان ذلك بسبب عوامل قوية للغاية أشبه بالعاصفة". وأشار إلى أنه يوجد "احتمال قوي" أن ذلك لن يحدث مرة أخرى لأعوام، إن لم يكن لعقود.

كان مبلغ 92 مليار دولار أسترالي الناتج من قطاع الزراعة خلال السنة حتى يونيو 2023 رقماً قياسياً، بمساعدة من الحرب في أوكرانيا التي رفعت أسعار القمح. وبلغت أيضاً أسعار الماشية مستويات مرتفعة تاريخية إذ أعاد المزارعون تجديد قطعانهم بعد انتهاء موسم الجفاف. في واحدة من أكبر بلدان تصدير اللحوم والحبوب على مستوى العالم، شكّل قطاع الزراعة 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا خلال العام المالي 2021-2022.

الماشية والحبوب

من المقرر أن يجتمع المئات من المزارعين وخبراء القطاع في مؤتمر ينظمه الاتحاد الوطني للمزارعين بمدينة كانبيرا بداية من يوم الخميس لمناقشة التحديات. ذكر توني مهار، الرئيس التنفيذي للهيئة التي تمثل القطاع، أنه من المنتظر تراجع الإيرادات على مدى الأعوام القليلة المقبلة، وسيكون على الأرجح قطاعا الماشية والحبوب هما الأشد تضرراً.

تابع: "من المحتمل أن تهبط الإيرادات السنة المقبلة أو فيما أبعد من ذلك لأن الأسعار ربما تتراجع بشدة، وإذا اعتقدنا أنها ستكون فترة ارتفاع في درجات الحرارة وتتسم بالجفاف، فهذا يعني أن الإنتاج سينخفض أيضاً". أشار، رغم ذلك، إلى أنه يظل متفائلاً بأن القطاع يستطيع تحقيق هدف إنتاج 2030، هذا إن لم يتجاوزه.

في حين أن التغيرات المناخية تهدد الإيرادات الزراعية لأستراليا، ما زالت البلاد واحدة من أكبر مصدري الفحم والغاز الطبيعي. أثار انتخاب حكومة حزب العمال برئاسة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز العام الماضي التفاؤل بأن اعتمادها على الوقود الأحفوري سينخفض، لكن ذلك تبدد جراء صدور موافقات على 4 مشروعات فحم منذ توليه منصبه.

الأرباح

يهتم بعض المزارعين أكثر بجني الأرباح أكثر من اهتمامهم بتحقيق أهداف الإنتاج العليا للحكومة. أوضح جاستن إيفريت، الذي يزرع القمح والكانولا والشعير والترمس في شمال ولاية نيو ساوث ويلز، أن إنتاجه من الحبوب سيقل بنسبة 20% على الأرجح السنة الجارية بعد أن بدأت محاصيله تعاني من الجفاف سريعاً منذ أغسطس الماضي.

وقال: "من الجيد أن نضع أهدافاً كبيرة، لكننا نحتاج للتأكد من أن مزارعنا يمكنها تحقيق الأرباح قبل كل شيء".

تصنيفات

قصص قد تهمك

الصين تجوب العالم بحثاً عن القمح بعد تضرر المحصول من الأمطار

بعد بلوغ وارداتها 9.96 مليون طن.. الصين تنافس مصر كأكبر مستورد في العالم

time reading iconدقائق القراءة - 9
آلة لحصد أحد حقول القمح داخل مزرعة في منطقة ليسوايس، في تورون، بولندا - المصدر: بلومبرغ
آلة لحصد أحد حقول القمح داخل مزرعة في منطقة ليسوايس، في تورون، بولندا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تجوب الصين العالم بحثاً عن القمح، إذ تقترب وارداتها السنوية من بلوغ مستويات قياسية، مع لجوء المشترين إلى اصطياد إمدادات رخيصة بعد أن ألحقت الأمطار الغزيرة أضراراً بالمحصول المحلي.

بعد الإسراف في شراء القمح الأسترالي في وقت سابق من العام، حُجزت كميات كبيرة هذا الشهر من بعض المصدرين الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وفرنسا، وفقاً للتجار، الذين رفضوا نشر أسمائهم أثناء التحدث عن أعمال خاصة.

وتأتي فورة الشراء بعد انخفاض أسعار القمح العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات في نهاية سبتمبر. وعلى الرغم من أن ذلك يشير إلى وفرة الإمدادات في الوقت الحالي، إلا أن شهية الصين المتزايدة تضيف عدم اليقين إلى سلاسل التوريد التي أصبحت عرضة بشكل متزايد للحروب والسياسات التجارية الحمائية.

قال دارين فريدريش، المؤسس المشارك لشركة "سيتونيا كونسلتنغ" (Sitonia Consulting): "من المرجح أن تكون واردات الصين من القمح قوية في الفترة المقبلة، ومن المؤكد أنها ستتجاوز الحصة السنوية.. يبدو أن الصين اشترت جميع الإمدادات التي يُمكن تصديرها بسهولة من أستراليا، وهي الآن بحاجة للذهاب إلى أبعد من ذلك".

نظام الحصص في واردات القمح

تستخدم بكين نظام الحصص لإدارة واردات السلع الأساسية مثل القمح. فإنها تسمح بمرور 9.636 مليون طن سنوياً من الحبوب بتعريفة 1%، ويُخصَّص 90% منها للشركات الحكومية. وفوق هذا الحد، ترتفع التعريفة إلى 65%، وهو مستوى عادة ما يكون بعيد المنال بالنسبة للمشترين من القطاع الخاص ولكن ليس للشركات العملاقة المملوكة للدولة.

لسنوات عديدة، لم تستنفد الحصة أبداً. لكن تغير ذلك في 2020، إذ أدى الاتفاق التجاري الذي أبرمته بكين مع إدارة ترمب إلى تعزيز المشتريات من الولايات المتحدة. وفي العام الماضي، وصل إجمالي الواردات إلى مستوى قياسي عند 9.96 مليون طن، حيث استبدل المشترون القمح بمكونات أخرى في علف الحيوانات، وتناول المواطنون الصينيون المزيد من الخبز. تتنافس الصين الآن مع مصر كأكبر مستورد في العالم.

بلغت المشتريات من الخارج في الأشهر الثمانية الأولى من 2023 بالفعل 9.56 مليون طن، تم الحصول على أكثر من 60% منها من أستراليا. وقال التجار إن المشترين يفتشون الحصاد المقبل للدولة الواقعة في نصف الكرة الجنوبي بحثاً عن الإمدادات المستقبلية، فضلاً عن مراقبة ظروف المحاصيل في مصادر بديلة مثل كازاخستان.

الأمن الغذائي

حرصاً منها على ضمان الأمن الغذائي لسكانها الذين يزيد عددهم على مليار نسمة، تحرص بكين على بناء مخزونها من الحبوب، خاصة على خلفية الحرب في أوكرانيا -وهي مصدر كبير آخر-، وموجات الطقس القاسي المتكررة بشكل متزايد مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وقال أرلان سوديرمان، كبير اقتصاديي السلع لدى شركة "ستون إكس فاينانشال" (StoneX Financial)، إن النشاط الشرائي الأخير في الصين يرتبط إلى حد كبير بمشاكل الطقس التي شهدتها مع اقتراب محصول هذا العام من الحصاد. وقدَّر أن الأمطار المستمرة أدت إلى انخفاض جودة القمح بما يتراوح بين 30 إلى 40 مليون طن، مما جعله مناسباً لتغذية الماشية ولكن ليس للاستهلاك البشري.

أضاف سوديرمان: "زاد ذلك من حاجة الصين إلى شراء قمح الطحن عالي الجودة من السوق العالمية، لمزجه مع قمحها لتحقيق أهدافها المتعلقة بجودة الغذاء".

انخفض محصول القمح الصيفي في الصين، والذي يشكل الجزء الأكبر من المحصول، بنسبة 0.9% إلى 134.53 مليون طن هذا العام، وفقاً للبيانات الرسمية. مسجلاً أول انخفاض سنوي منذ سبعة أعوام.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.