ارتفاع إنتاج الطاقة المتجدِّدة في بريطانيا يكشف عن مخاطر تُهدِّد شبكة الكهرباء

time reading iconدقائق القراءة - 3
توليد الكهرباء من الرياح - المصدر: بلومبرغ
توليد الكهرباء من الرياح - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أظهر عام استثنائي في مجال الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة، حاجة البلاد إلى مجموعة أوسع من التقنيات الخضراء لموازنة شبكة الطاقة بمجرد انحسار إنتاج مصادر الوقود الأحفوري.

وكانت مصادر الطاقة الخضراء قد تفوَّقت على طاقة الفحم والغاز في مزيج مصادر الطاقة في البلاد لأول مرة في عام 2020.

وفي حين يُعدُّ ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية الصارمة، إلا أن هناك حاجة إلى تقنيات مثل الطاقة النووية والهيدروجين واحتجاز الكربون، للتعويض عن أي عجز محتمل في طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن "إمبريال كوليدج لندن" لصالح مجموعة "دراكس".

وفي العام الماضي أنتجت طاقة الرياح ربع الكهرباء في بريطانيا. وشهدت البلاد زيادة في الإنتاج أدت إلى إنفاق أكثر من 250 مليون جنيه إسترليني (346 مليون دولار) للطاقة، ضمت تكاليف تفريغ الطاقة بسبب قيود الشبكة.

كما شهد العام الماضي انخفاض الطلب الإجمالي على الكهرباء في بريطانيا بنسبة 6%، وهو أكبر انخفاضٍ مسجلٍ على أساس سنوي في البلاد. وقد سمح هذا الانخفاض للطاقة المتجددة أن تساهم في نسبة أكبر من توليد الطاقة.

كما انخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى أقل من 100 ساعة تيرا-وات، لأول مرة في بريطانيا منذ عام 1960.

خطوات مطلوبة لحماية شبكة الكهرباء

وقال الدكتور إيان ستافيل من "إمبريال كوليدج لندن: "الخطوات التالية التي يجب أن نتخذها لتحقيق نظام للطاقة بانبعاثات صفرية ستكون أكثر صعوبة، حيث سيقتضي الأمر منا القيام بما هو أكثر من مجرد امتلاك المزيد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لإخراج آخر مصادر الكربون الأحفوري من المنظومة".

ويؤدي الاعتماد بصورة أكبر على الطاقة المتجددة إلى تعريض نظام إنتاج الطاقة لتقلبات أكبر، حيث تتسبب الأيام الباردة والغائمة وتلك الخالية من الرياح، في انخفاض إنتاج الطاقة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع تكاليف موازنة الشبكة.

وأصدرت شركة "ناشونال جريد" عدة تحذيرات من قلة فائض هوامش الكهرباء خلال فصل الشتاء، وذلك عندما كان من المتوقع أن يكون الطلب مرتفعاً، وإنتاج طاقة الرياح منخفضًا. ويمكن أن توفر أنظمة تخزين الطاقة مثل البطاريات خدمات موازنة الشبكة، لتعويض الانخفاض في إنتاج الطاقة المتجددة.

ووفقًا لبيانات شركة "ناشونال جريد"، فقد ارتفع إنتاج الرياح في المملكة المتحدة إلى مستوى قياسي يزيد عن 14 ألف ميجاوات مؤخراً، متجاوزًا الرقم القياسي السابق في يناير الماضي.

ويمكن أن تؤدي فترات زيادة الإنتاج المترافقة مع ضعف الطلب، كتلك التي حصلت مؤخرا بين عشية وضحاها أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، إلى ارتفاع تكاليف الطاقة بالنسبة للمستهلكين، إذ قد يحتاج مشغل الشبكة إلى تعويض محطات الطاقة عن الخسائر مقابل توقيف تشغيلها.

تصنيفات

قصص قد تهمك

مدير عام فيستاس بالشرق الأوسط: طاقة الرياح أساس تعافي الاقتصاد العالمي

time reading iconدقائق القراءة - 3
محمد بوزيد مدير عام شركة فيستاس بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع الإعلامية صبا عودة - المصدر: بلومبرغ
محمد بوزيد مدير عام شركة فيستاس بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع الإعلامية صبا عودة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أكَّد المدير العام لشركة "فيستاس" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محمد بوزيد أنَّ طاقة الرياح باتت أحد أهم أسس التعافي الاقتصادي العالمي من تداعيات الجائحة، والسبيل للحكومات في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا لتأسيس بنية تحتية مستدامة، والدافع لتبني سياسات ورؤية واضحة تدعم نمو هذا القطاع الكفيل بتوليد فرص عمل، وتوفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة.

وقال بوزيد في مداخلة مع الإعلامية صبا عوده على قناة "الشرق للأخبار"، إنَّ الحكومات والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط بات لديها وعي بأهمية التنمية المستدامة، وإيجاد الحلول لعهد ما بعد النفط من خلال تنويع ودمج مختلف مصادر الطاقة المتجددة، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، من أجل تأمين طاقة آمنة ومستدامة، وغير مكلفة.

استثمار مجدي

وحول جدوى الاستثمار بطاقة الرياح، أشار بوزيد إلى أنَّ استثمار 0.7% من إجمالي الناتج المحلي العالمي لمدَّة ثلاث سنوات كفيل بزيادة هذا الناتج إلى 1.1%، واسترجاع تكلفة هذا الاستثمار في السنة الخامسة، كما سيولِّد القطاع 9 ملايين فرصة عمل، ويُخفِّض الانبعاثات بنحو 4.3 مليار طن سنوياً على مستوى العالم.

وكان تقرير أصدره "المجلس العالمي لطاقة الرياح" قد كشف أنَّ طاقة الرياح كانت مصدراً لاستثمارات رأسمالية ضخمة، وواحدة من أسرع القطاعات الصناعية نمواً في العالم، ووصلت بين عامي 2015 و2019 إلى أكثر من 652 مليار دولار، كما أنَّ زيادة سعة الرياح إلى أكثر من 2 تيرّاوات مع حلول 2030 ستخلق استثماراً سنوياً إضافياً يتجاوز 2 تريليون دولار.

غياب الدعم الحكومي

وحدَّد بوزيد التحدِّيات التي تعرقل نمو القطاع وهي: غياب سياسات واضحة من الحكومات تدعم الطاقة الجديدة، وصعوبة الدمج بين استراتيجية التصنيع المحلي وسعر التكلفة. وأشار إلى أنَّ جلب الطاقة إلى المنطقة يُشجِّع القطاع الخاص على الاستثمار فيه.

وضرب مدير عام شركة "فيستاس" بالشرق الأوسط وشمال أفرقيا مثالاً على المملكة العربية السعودية التي شكَّلت رؤية 2030 انطلاقة مميزة لكل المشاريع التي يتمُّ التخطيط لها في مجال الطاقة، وتقوم الشركة ببناء مشروع محطة "دومة الجندل" لطاقة الرياح بالمملكة بطاقة نحو 416 ميغاوات من شأنه توفير طاقة لنحو 400 ألف منزل.

تصنيفات

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.