"ديدي" الصينية تنسحب من أعمال صناعة السيارات

باعت الشركة ذراعها لتطوير السيارات الذكية لشركة "إكس بنغ"

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيارة \"بي 7\" التابعة لـ\"إكس بنغ\" الصينية في صالة عرض الشركة في قوانغتشو في الصين. 17 يناير 2023 - المصدر: بلومبرغ
سيارة "بي 7" التابعة لـ"إكس بنغ" الصينية في صالة عرض الشركة في قوانغتشو في الصين. 17 يناير 2023 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وافقت شركة "ديدي غلوبال" على بيع ذراعها لتطوير السيارات الذكية لشركة "إكس بنغ" (Xpeng Inc) مقابل 5.84 مليار دولار هونغ كونغ (744 مليون دولار أميركي)، متراجعة بذلك عن أعمال واعدة في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.

قالت الشركة في بيان يوم الاثنين، إن "إكس بنغ" إحدى أكبر شركات السيارات الكهربائية الناشئة في البلاد، ستصدر أسهماً بسعر 64.03 دولار هونغ كونغ للسهم الواحد لشركة "ديدي". وسينتهي الأمر بـ"ديدي" إلى الحصول على حصة تبلغ 3.25% تقريباً في الشركة الناشئة، التي ارتفعت أسهمها بما يصل إلى 14.6% في التعاملات المبكرة في هونغ كونغ بعد الصفقة.

تحاول شركات التكنولوجيا الصينية بما في ذلك شركة "ديدي" وشركة "شاومي"، الدخول في طفرة السيارات الكهربائية التي تحتاج إلى رأسمال كثيف، مع رهان على جعل السيارات أكثر "ذكاءً" من خلال القيادة الذاتية، وغيرها من الميزات التفاعلية الشخصية. مع ذلك فإن السوق المزدحمة بالفعل، جعلت الأمر أكثر صعوبة للمتأخرين في الحصول على رخصة التصنيع، للحصول على حصة في السوق.

"ديدي"، التي احتُفيَ بها ذات يوم باعتبارها البطل الوطني الذي دفع شركة "أوبر تكنولوجيز" خارج البلاد، انسحبت من البورصة الرئيسية في نيويورك، بعد أن أطلق المنظمون الصينيون تحقيقات في أمن بياناتها. وتستأنف الشركة تدريجياً توسعها في مجال نقل الركاب.

تُعتبر الصفقة انسحاباً لـ"ديدي" من أعمال صناعة السيارات، التي كانت تُعتبر في السابق محركاً محتمَلاً لنمو شركة نقل الركاب.

استمرار حالة عدم اليقين

على الرغم من نية بكين التخفيف عن شركات الإنترنت في البلاد بعد عام من التدقيق التنظيمي، ما يسمح لها بمواصلة التوسعات التجارية مرة أخرى، فإن عدم اليقين لا يزال قائماً بشأن التراخيص واستثمارات رأس المال الضخمة المحتملة.

اعتمد المستثمرون على خروج "ديدي" من منطقة الخطر، فبعد مرور أكثر من عام على خروجها من بورصة نيويورك في أعقاب الحملة التي شنّتها بكين على قطاع التكنولوجيا، تتباهى شركة خدمات نقل الركاب الصينية بقيمة سوقية تبلغ نحو 15 مليار دولار. وهذه القيمة أكبر من قيمة أي شركة أخرى تُتداوَل أسهمها في المقام الأول خارج البورصة في الولايات المتحدة، بل وتضعها بين أعلى المراتب للشركات المدرجة في بورصة نيويورك، عند تضمين إيصالات الإيداع الأميركية، حسبما تظهر البيانات التي جمعتها بلومبرغ.

علامة تجارية جديدة

تخطّط شركة "إكس بنغ" لإطلاق علامة تجارية للسيارات الكهربائية عام 2024، وهو مشروع يُطلَق عليه حالياً اسم "مونا"، في إطار الشراكة مع "ديدي"، وفقاً لبيان الشركة يوم الاثنين. وقالت إن العلامة التجارية الجديدة ستُميَّز من العلامة التجارية الرئيسية، وتستهدف الفئة القادرة على دفع نحو 150 ألف يوان أو قرابة 20 ألف دولار.

وقال الرئيس التنفيذي هو شياوبونغ في البيان، إن المنتجات تحت العلامة التجارية الجديدة ستوسّع قاعدة عملاء الشركة، مشيراً إلى أن الشركتين ستتطلعان أيضاً إلى مجالات أخرى للتعاون.

بصرف النظر عن بيع الأسهم بنسبة 3.25%، أنشأت الاتفاقية بين الشركتين "آليات الحوافز القائمة على الأداء"، التي ستمنح "ديدي" الحقّ في زيادة حصتها في "إكس بنغ".

الشركة التي تتخذ من قوانغتشو مقرّاً، وهي واحدة من أقدم وأكبر الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية في الصين، أعلنت عن خسارة ربع سنوية أكبر من المتوقع، إذ تكافح من أجل زيادة عمليات التسليم وسط منافسة شديدة في أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.

وأثارت "إكس بنغ" مخاوف المستثمرين بسبب تباطؤ مبيعاتها وهوامشها الضعيفة، واضطُرّت إلى تأخير هدف الربحية، وإصلاح الإدارة الداخلية.

من شأن الاستثمار الأخير بقيمة 700 مليون دولار من شركة "فولكس واجن"، التي ستستحوذ على حصة 4.99% في الشركة، وتطوّر بشكل مشترك نموذجين من السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية بهدف بيعهما في الصين، تخفيف بعض المخاوف جزئياً على الأقلّ. مع ذلك لا تزال المبيعات تمثّل مشكلة، مع خفض شركة "تسلا" الأسعار والتخطيط لإطلاق نموذج جديد قريباً، في حين أن المنافسين الآخرين، بما فيهم "جيلي أوتوموبايل" (Geely Automobile Holdings Ltd) يخفضون أيضاً الأسعار.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الصين تغرم "ديدي" 1.2 مليار دولار بعد تحقيق استمر عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 3
شعار \"ديدي غلوبال\" على كمبيوتر محمول في هونغ كونغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
شعار "ديدي غلوبال" على كمبيوتر محمول في هونغ كونغ، الصين. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

غرمت الصين، شركة "ديدي"، أكثر من 8 مليارات يوان (1.2 مليار دولار)، لتنهي بذلك تحقيقاً استمر لمدة عام مع عملاق النقل التشاركي، والذي يأتي ضمن حملة تشنها بكين لكبح جماح شركات الإنترنت القوية.

وقالت "إدارة الفضاء الإلكتروني" في الصين في بيان إن المنظمين فرضوا غرامة على الرئيس التنفيذي لشركة "ديدي"، تشنغ وي ورئيسة مجلس الإدارة جان ليو، مليون يوان لكل منهما. تبين أن "ديدي" انتهكت ثلاثة قوانين وأن تلك العمليات غير القانونية تهدد الأمن القومي، وفقاً للإدارة الصينية.

مساهمو "ديدي" يحسمون قرار الانسحاب من وول ستريت

القرار طال انتظاره بعد الطرح العام الأولي للشركة في أميركا بقيمة 4.4 مليار دولار في يونيو 2021، والذي جاء ضد رغبات بكين. ويزيل الحكم بعض حالة عدم اليقين التي قضت في وقت ما على أكثر من 80% من قيمة الشركة السوقية. ويشير الإعلان إلى أن الأسوأ ربما يكون قد مر، كما أنه يعزز التوقعات بأن بكين ترخي قبضتها عن قطاع التكنولوجيا الضخم في الوقت الذي يتراجع فيه اقتصادها تحت وطأة قيود كوفيد والتضخم العالمي.

من المتوقع الآن أن تظهر تطبيقات "ديدي" الرئيسية مرة أخرى في متاجر الأجهزة المحمولة بالصين، مما يسمح لعملاق خدمات النقل بإضافة مستخدمين جدد ومتابعة النمو.

"اكتشف تحقيقنا أن إجراءات ديدي بشأن إدارة البيانات أثرت بشدة على الأمن القومي"، وفقاً للوكالة التي كتبت مستخدمة قولاً صينياً لاتهام "ديدي" يعني أنها تعد بشيء وتقوم بفعل معاكس.

كانت العقوبات أقل من أسوأ مخاوف بعض مراقبي الصناعة، الذين توقعوا فرض عقوبات أشد على الشركة. "ديدي" واحدة من الشركات التي كانت في قلب الحملة على صناعة الإنترنت التي بدأتها بكين في عام 2020، عندما أوقفت الاكتتاب العام لشركة "آنت غروب" (Ant Group Co). الصرامة التي انتهجها المنظمون لقمع ديدي، بما في ذلك إجبارها على شطب أسهمها بعد شهور من الاكتتاب العام الأولي الذي تم الترويج له بشكل كبير، يعني أن المستثمرين قد يترددون في إعلان نهاية متاعب الصناعة.

زادت أسهم التكنولوجيا الصينية مكاسبها في هونغ كونغ اليوم. وارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا بأكثر من 1%، إذ عوضت مجموعة علي بابا القابضة وتينسنت القابضة، أكبر شركتين، بعض خسائرهما السابقة.

قال في سيرن لينغ، العضو المنتدب في "يونيون بانسير بريفيي" (Union Bancaire Privee) في سنغافورة: "تجاهل الحكومة لرأسمال المستثمرين في عقابها لـ"ديدي" والتدمير الهائل لقيمة الشركة بسبب التحقيق ليست أشياء يمكن نسيانها بسهولة". "قد يجلب إغلاق التحقيق بعض الراحة ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان يمكن لأعمال (ديدي) التعافي في النهاية".

وقالت ديدي في بيان إنها "ستقبل وتطيع" قرار المنظمين أثناء العمل مع الوكالة لإكمال "التصحيح".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.