التغير المناخي يهدد أستراليا بفقد إنتاج بـ274 مليار دولار

تقرير الأجيال المتعاقبة يبرز التكاليف الهائلة لارتفاع درجة حرارة الأرض

time reading iconدقائق القراءة - 8
الأعلام ترفرف فوق ساريات بينما يسد الضباب الأفق في شاطئ بوندي بمدينة سيدني في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية  - المصدر: بلومبرغ
الأعلام ترفرف فوق ساريات بينما يسد الضباب الأفق في شاطئ بوندي بمدينة سيدني في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من المحتمل أن تتعرض أستراليا لخسائر اقتصادية تقدر بـ423 مليار دولار أسترالي (274 مليار دولار) جراء تراجع الإنتاجية إذا أخفقت الجهود العالمية في وقف التغيرات المناخية القاسية، ما يعد جزءاً من سلاسل التحديات خلال العقود المقبلة علاوة على ارتفاع نسبة السكان بعمر الشيخوخة وتضاؤل النمو.

قد تهبط إنتاجية البلاد بما يتراوح بين 0.2% و0.8% في ظل أسوأ السيناريوهات التي يتخطى ارتفاع درجات الحرارة العالمية فيها 3 درجات سلزيوس (37 فهرنهايت)، بحسب أحدث تقرير للحكومة الأسترالية للأجيال المتعاقبة الصادر اليوم.

الاحتباس الحراري

بينما تسعى اتفاقية باريس لكبح ارتفاع درجة حرارة الكواكب عند 1.5 درجة سلزيوس، حذّرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة من أن العالم يسير فعلاً على طريق يقوده لتخطي هذا الحد في أقرب وقت خلال العقد الثالث من القرن الحالي. لا تعد سياسات المناخ الخاصة بأستراليا حالياً بجانب جهود البقاء في إطار هذا الحد كافية لتحقيق ذلك، بحسب مبادرة "متعقب إجراءات المناخ " (Climate Action Tracker)، وهو مشروع بحثي تقوده مجموعات غير ربحية.

أوضح تقرير الأجيال المتعاقبة أن تراجع مستوى الإنتاجية سيكون له "تكلفة اقتصادية ضخمة"، ما يقلل الناتج الاقتصادي بما يتراوح من 135 مليار دولار أسترالي إلى 423 مليار دولار أسترالي بحسب سعر الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأميركي اليوم. أضاف التقرير أن هذه التقديرات تأتي قبل أخذ التأثيرات الإضافية على قطاعي السياحة والزراعة المربحين في أستراليا من الاحتباس الحراري في الحسبان.

تكاليف باهظة

قال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز إن التقرير يبرز أهمية معالجة التغير المناخي "كضرورة بيئية واقتصادية عالمياً".

أوضح أثناء حديثه أمام نادي الصحافة الوطني أن تقرير الأجيال المتعاقبة يُظهر بصورة جلية أن التكاليف التي يمكن أن تنجم عن صعود درجات الحرارة، والتأثير على قطاعات بعينها من بينها الزراعة والسياحة، علاوة على الحجم الهائل للاستثمار اللازم للتصدي للأمر تبلغ 225 مليار دولار أسترالي إضافية تقريباً، ستُستخدم لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة وعملية التحول في أنظمة الطاقة لدينا".

يُنتظر تراجع معدل نمو الإنتاجية إلى 1.2% سنوياً خلال العقود المقبلة، بينما من المتوقع أن يزداد عدد السكان بمعدل أبطأ، ليبلغ 40.5 مليون شخص مع حلول 2063.

قطاع المعادن

أكد تشالمرز على المنافع الاقتصادية المحتملة للتحرك سريعاً للتصدي للتحديات التي ركز عليها التقرير، بما فيها توسيع قطاع المعادن الحيوي في أستراليا للاستفادة من الوفرة الطبيعية من الليثيوم والكوبالت والمعادن الأرضية النادرة. ووصف المعادن المهمة بأنها "فرصة القرن".

وضع التقرير تصورات متباينة لمستقبل اقتصاد أستراليا على مدى الـ40 عاماً المقبلة. ففي حين تشير التوقعات إلى زيادة حجم الاقتصاد بما يفوق الضعف وارتفاع مستوى الدخل 50%، فإنه من المنتظر أن تتراجع وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.2% على أساس سنوي بينما سيرتفع عدد السكان فوق سن الـ85 عاماً بما يزيد على 3 أضعاف.

تصنيفات

قصص قد تهمك

إضراب محتمل في أستراليا يهدّد إمدادات الغاز الطبيعي المسال

time reading iconدقائق القراءة - 17
عامل في شركة \"سانتوس\" الاسترالية ينظر إلى محطة كهرباء \"ويلغا بارك\" التابعة للشركة في \"نارابري\"، استراليا - المصدر: بلومبرغ
عامل في شركة "سانتوس" الاسترالية ينظر إلى محطة كهرباء "ويلغا بارك" التابعة للشركة في "نارابري"، استراليا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

قد تؤدي الإضرابات العمالية المحتملة في ثلاث منشآت رئيسية للغاز الطبيعي المسال في أستراليا إلى تعطيل نحو 10% من الصادرات العالمية من الوقود وإحداث صدمة جديدة في أسعار الطاقة في جميع أنحاء آسيا وأوروبا.

صوّت العمال في منشآت "شيفرون كورب" و"وودسايد إنرجي غروب" في أستراليا للموافقة على بدء إضراب عمالي في عمليات مشروع "نورث ويست شيلف" و"ويت ستون" و"غورغون"، ويبدأ بعض الإضرابات في أقرب وقت الأسبوع المقبل بموجب قوانين العمل.

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا تقلُّباً يوم الخميس، قيّم المتداولون فيه احتمالات أي تأثير محتمَل، ليمحو بعض الزيادة التي بلغت 28% في اليوم السابق، وهي خطوة لم نشهدها منذ الأسابيع الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، إذ قُلبت الإمدادات العالمية من الوقود رأساً على عقب.

أهمية الغاز الأسترالي

تجاوزت العقود الآجلة لأسعار الغاز لفترة وجيزة 40 يورو للميغاواط/ساعة يوم الأربعاء للمرة الأولى منذ يونيو، على الرغم من أنها لا تزال منخفضة بأكثر من 80% عن المستويات غير المسبوقة التي سجلتها في أغسطس من العام الماضي. وصل سعر العقد إلى 36.78 يورو عند الساعة 9:25 صباحاً في لندن.

قال شاول كافونيك، محلل قسم الطاقة في "كريدي سويس غروب" المقيم في سيدني: "يسلّط الوضع الراهن الضوء على أهمية الغاز الطبيعي المسال الأسترالي لأمن الطاقة العالمي، حتى مع مجرد احتمال حدوث انقطاع في إمدادات الغاز الأسترالية ترتفع الأسعار بشكل كبير في أماكن بعيدة مثل أوروبا"، لكن يُرجَّح التوصل إلى تسوية قبل أن يؤثّر ذلك مادياً في إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية".

سلّط الارتفاع الحادّ في أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، التي نادراً ما تتلقى امداداتها من الغاز الطبيعي المسال من أستراليا، الضوء على توتر المنطقة بشأن الإمدادات في أعقاب أزمة العام الماضي التي شهدت تراجعاً في التدفقات من روسيا، التي تُعتبر تقليدياً أكبر مصدر لوقود التدفئة والكهرباء. استمرت المخاوف على الرغم من وصول مستويات تخزين الغاز في القارة حالياً عند ما يقرب من 90% ، وهو أعلى من متوسط الخمس سنوات الماضية.

القفزة المحتملة للأسعار

قد تؤدي الإضرابات العمالية التي تعطل صادرات الغاز من جميع المصانع الأسترالية لمدة شهرين -وهي مدة مماثلة لانقطاع العام الماضي في مركز إنتاج الغاز الطبيعي المسال "بريلود" (Prelude) التابع لشركة "شل بي إل سي" (Shell Plc) في أستراليا- إلى أن تصل أسعار الغاز إلى 50 يورو لبقية موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي، لتصل بعد ذلك إلى 97 يورو في الشتاء، وفقاً لسامانثا دارت، المحللة في "غولدمان ساكس".

يسعى العمال لتحسين أجورهم وظروف عملهم، كما يسعون لتحسين الأمن الوظيفي بما في ذلك فرض قيود على الاستعانة بعمالة خارجية، وفقاً لما قاله اتحاد العمال في أستراليا، الذي يضمّ أعضاء في نقابتين عماليتين رئيسيتين، في بيان.

قد تشمل الإجراءات التي يتخذها الموظفون رفض تحميل الناقلات أو السفن، أو التوقف الكامل عن العمل، وفقاً للتحالف، مُشيراً إلى استمرار المفاوضات بين العمال ومسؤولي الشركة يوم الخميس، ومن المقرر إجراء مزيد من المحادثات يوم الثلاثاء.

ذكرت الشركة أنه بعد تصويت نحو 150 عاملاً من طاقم "وودسايد"، قد يحدث اضراب عمالي في بعض مواقع المنتجين قبالة ساحل غرب أستراليا في غضون 30 يوماً، بشرط تقديم إشعار مدته سبعة أيام عمل.

يُتوقّع أن يعود قطاع الغاز الطبيعي المسال في أستراليا بعائدات تصدير تبلغ 68 مليار دولار أسترالي (45 مليار دولار أميركي) في العام المنتهي في 30 يونيو، وفقاً لحكومة البلاد. وتعني النزاعات فعلياً أن بضع مئات من العمال الذين يسعون لزيادة أجورهم يعرّضون صناعة بمليارات الدولارات للخطر، وفقاً لكافونيك. مُضيفاً: "عدم تناسق المخاطر أمر مذهل".

أسهم شركات الغاز

ارتفعت أسهم أكبر الشركات المنتجة للغاز الطبيعي المسال في أستراليا يوم الخميس، إذ ارتفعت أسهم "وود سايد" بنسبة 1.9% في بورصة سيدني، كما ارتفعت أسهم نظيرتها الأصغر "سانتوس" بنسبة 2.6%.

"يُحرَز تقدم إيجابي إذ توصل الطرفان إلى عقد اتفاق مبدئي بشأن عدد من القضايا التي تعتبر أساسية للقوى العاملة"، وفقاً لـ"وودسايد" التي يقع مقرها في بيرث.

فيما قالت "شيفرون" في بيان: "نتواصل مع موظفينا وممثليهم فيما نسعى لتحقيق نتائج تصبّ في مصلحة كل من الموظفين والشركة".

من شأن أي ضغط على صادرات الغاز الأسترالية أن يؤجّج المنافسة على الشحنات بين آسيا وأوروبا، التي أصبحت أكثر اعتماداً على الغاز الطبيعي المسال المنقول بحراً لأنها تتجنب صادرات الغاز الروسية. عندما يقترن هذا السيناريو بارتفاع معدلات الاستهلاك خلال الشتاء، فقد يؤدي هذا السيناريو إلى تقلُّب الأسعار في الربع الأخير من عام 2023، حسبما قال ويل هاريس، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس" في ملاحظة يوم الخميس.

قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "آي إن جي غرويب إن في" (ING Groep NV) في سنغافورة: "سيعتمد مدى ارتفاع الأسعار على ما إذا كان قرار الإضراب سيُنفَّذ، وإذا كان ذلك، فإلى متى سيستمر؟"، مُضيفاً أن "الإضراب المطول سيدفع بالمشترين الآسيويين إلى البحث عن بديل لإمدادات الغاز الطبيعي المسال، كما يُتوقع أن تشتدّ المنافسة بين هؤلاء المشترين وأوروبا على الامدادات".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.