"ميرسك" العملاقة تقرر الاستغناء عن الوقود الأحفوري في سفنها

time reading iconدقائق القراءة - 4
ناقلة حاويات تابعة لشركة ميرسك تقترب من ميناء فيليكستاو. المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ
ناقلة حاويات تابعة لشركة ميرسك تقترب من ميناء فيليكستاو. المملكة المتحدة - المصدر: بلومبرغ

بعد قرن من عمل أسطول الشحن العالمي إلى حد كبير على الفحم، يتخذ أكبر خط شحن في العالم خطوة تاريخية نحو عدم استخدام الوقود الأحفوري في سير السفن.

وقالت شركة "إيه بي مولير-ميرسك" (A.P. Moller-Maersk) في بيان رسمي إن جميع سفنها التي تم تشييدها حديثاً والمملوكة لها يجب أن تكون قادرة على استخدام وقود محايد كربونياً مثل الميثانول النظيف والأمونيا، بالإضافة إلى المنتجات التقليدية القائمة على النفط. ويأتي هذا التحول بعد ثلاثة شهور فقط من وضع المنظم الرئيسي للصناعة قواعد جديدة لإزالة الكربون، والتي تم انتقادها لاعتبارها غير كافية.

وقال مورتن بو كريستيانسن، نائب الرئيس ورئيس قسم إزالة الكربون في شركة "ميرسك":

إذا لم نفعل ذلك، فإننا نخاطر بأن نصبح خارج سياق الواقع بعد عشر سنوات من الآن. عملاؤنا يحتاجون منا القيام بذلك

إلى جانب الأمونيا والأشكال النظيفة من الميثانول، قالت "ميرسك" إن ما يسمى بمزيج اللغنين الكحولي مرشح أساسي آخر للوقود في المستقبل.

ولا تشمل استراتيجية "ميرسك" الغاز الطبيعي المسال الذي تبنته بعض الخطوط الملاحية الأخرى، فالشركة "لا تحتاج إلى وقود أحفوري آخر،" وفقاً لقول كريستيانسن.

ووضع ما يقرب من نصف أكبر 200 عميل لدى شركة "ميرسك" أهدافاً قائمة على العلم أو خالية من الكربون لسلاسل التوريد الخاصة بهم، أو أنهم بصدد القيام بذلك. وتريد الشركة الحصول على انبعاثات صافية صفرية من عملياتها بحلول عام 2050، ولهذا ساهمت في تأسيس مركز أبحاث يركز على إزالة الكربون من الصناعة.

وفي حين أن السفن الجديدة المملوكة لـ"ميرسك" ستظل قادرة على العمل باستخدام زيت الوقود المنخفض الكبريت، والذي يستعمل حالياً على نطاق واسع، إلا أن الشركة ستسعى جاهدة إلى استخدام وقود محايد كربونياً، وفقاً لكريستيانسن، مضيفاً أنها ستكلف أكثر بكثير من الخيارات القائمة على النفط. كما أشار إلى أنه إذا تضاعفت تكلفة الوقود البحري، فإن سعر جهاز التلفزيون ذي الشاشة المسطحة في متجر ما، سيرتفع بنحو 0.50 دولار إلى دولار واحد.

وسيكون التحدي الأكبر أمام شركة "ميرسك" هو الحصول على وقود محايد كربونياً بكمية كافية نظراً لعدم توفره حالياً. وتخطط الشركة أيضاً إلى امتلاك سفينة حاويات صغيرة قادرة على العمل باستخدام الميثانول الحيوي في المياه بحلول عام 2023، فيما تأمل أن تقدم لموردي الوقود حافزاً إلى توسيع نطاق إنتاج البدائل النظيفة.

وقال سورين سكو، الرئيس التنفيذي لشركة "ميرسك": "كان طموحنا في الحصول على أسطول خالٍ من الكربون بحلول عام 2050 بمثابة إطلاق نار عندما أعلنا ذلك في عام 2018. اليوم نعتبر هذا هدفاً صعباً ولكن يمكن تحقيقه".

تصنيفات

الصين: إجراءات صارمة لمواجهة فائض إنتاج الصلب والوقود

بكين ستتصدى لضعف الطلب المحلي بقوة مع التركيز على النمو وسط اشتعال الحرب التجارية مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 3
أعلام حمراء ترفرف أمام العلم الوطني الصيني عند بوابة تيانانمين في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
أعلام حمراء ترفرف أمام العلم الوطني الصيني عند بوابة تيانانمين في بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعهدت الصين بمعالجة فائض الإنتاج الذي يعرقل قطاعي الصلب والنفط اللذين يُعدان من الصناعات الأسوأ أداءً وأكثر تسبباً في التلوث بالبلاد، في إطار سعي الحكومة إلى إعادة هيكلة الاقتصاد وتحقيق مستهدفات النمو القوي.

تعهدت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بخفض إنتاج الصلب في المؤتمر السياسي السنوي الصيني المقام في بكين الأربعاء. كما أشارت اللجنة المعنية بالتخطيط الاقتصادي إلى رغبتها في أن تخفض شركات التكرير إنتاج الوقود وترفع إنتاج البتروكيماويات، حيث أدى التحول إلى استخدام الكهرباء في النقل والمواصلات إلى تغير سريع في استهلاك الطاقة في البلاد.

قوبلت خطط الصين الطموحة للإنفاق هذا العام برد فعل فاتر من أسواق السلع التي تعاني من فائض القدرة الإنتاجية، وتركز على تزايد المخاطر على النمو نتيجة الحرب التجارية مع واشنطن.

الصين تدعم الطلب المحلي

أبقت بكين على هدف نمو اقتصاد الصين بنحو 5% لثالث عام على التوالي، بدعم من أعلى مستهدف للعجز المالي منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتعهدت برفع إصدارات سندات الحكومات المحلية إلى مستويات قياسية، بحسب تقارير العمل المقدمة في المؤتمر. وسيمثل التحرك السريع لمعالجة ضعف الطلب المحلي أولوية قصوى لدى صناع السياسات.

شهدت أسعار النحاس القياسية ارتفاعاً طفيفاً، بينما تراجعت أسعار خام الحديد، في رد فعل يعكس احتمال توجيه الإنفاق إلى دعم الاستهلاك الخاص والاقتصاد الجديد، بدلاً من الصناعات الثقيلة التي تستفيد من الاستثمارات الحكومية.

يُعد الهدف غير الطموح الذي وضعته الحكومة لخفض كثافة استهلاك الطاقة -الذي يعني فعلياً التخلي عن هدفها الخمسي في هذا المجال- اعترافاً بالتحديات التي واجهتها في التحول إلى القوى الجديدة الدافعة للنمو بعد تعافٍ مخيب من الجائحة.

على صعيد آخر، تعتزم الصين فرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الزراعية الأميركية، ضمن تدابير الرد على الولايات المتحدة، ما يهدد باضطراب في قطاع رئيسي من التجارة بين القوتين الزراعيتين. وقد يكون الغرض من هذه الرسوم المحددة التي تستهدف المزارعين الأميركيين هو تغيير موقف الرأي العام في الولايات المتحدة تجاه الحرب التجارية، بحسب "بلومبرغ إيكونوميكس".

أبرز الموضوعات الأخرى في المؤتمر:

  • التعهد بتوسيع نطاق منظومة تداول الانبعاثات لتشمل مزيداً من الصناعات، في إطار جهود أوسع نطاقاً للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
  • تسريع وتيرة بناء قواعد الطاقة النظيفة داخل البلاد، واتخاذ مزيد من الإجراءات لدمج مصادر الطاقة المتجددة في شبكات التوزيع المحلية. رغم ذلك، سيستمر إنتاج الفحم في الارتفاع، ما يرسخ الدور الذي يؤديه الوقود بصفته مصدراً رئيسياً للكم الأكبر من الكهرباء.
  • رفع الهدف السنوي لإنتاج الحبوب، حيث ستواصل أكبر دولة مستوردة للمنتجات الزراعية في العالم تعزيز الأمن الغذائي في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.
  • خطط محتملة لإنشاء مشروع للطاقة الكهرومائية في التبت، ما يثير التكهنات ببناء سد عملاق سيختبر براعة البلاد على الصعيدين الهندسي والدبلوماسي.
تصنيفات

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.