الاتحاد الأوروبي يرفض انتقاد الصين في بيان اجتماع مشترك مع أميركا

أوروبا تسعى لنبرة أقل حدة مع بكين في ظل "التشدد الأميركي"

time reading iconدقائق القراءة - 4
سفينة حاويات في ميناء هامبورغ، ألمانيا. - المصدر: بلومبرغ
سفينة حاويات في ميناء هامبورغ، ألمانيا. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تخلّى الاتحاد الأوروبي عن الإشارة إلى الصين صراحةً وعن وصفها بأنها اقتصاد غير سوقي في بيان استراتيجي تجاري مشترك مع الولايات المتحدة.

في تفاوضٍ سلط الضوء على وجود بقية من التردد حول نهج واشنطن الأكثر تصادمية مع الصين، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على استخدام لغة مخففة في النص الذي سيستعرض النتائج المشتركة من اجتماع مجلس التجارة والتكنولوجيا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية في شمال السويد والذي انطلق اليوم الثلاثاء، وفق أشخاص مطلعة على الأمر. لا تزال الوثيقة بانتظار توقيع الولايات المتحدة.

أزيلت إشارات عدة إلى الصين بعد أن اعترض عدد من الدول الأوروبية على المسودات السابقة، والنسخة الأحدث، التي حصلت عليها "بلومبرغ"، وتستخدم أيضاً لغة ألطف فيما يخص خطط الجانبين لتوحيد نهجهما تجاه فحص الاستثمارات الموجهة للخارج.

كيف تحاول الصين التحرر من "قيود" الولايات المتحدة؟

النص شبه النهائي يسلط الضوء على أنه رغم تبني دول الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر صرامة تجاه الصين، واعتناقه لفكرة "تقليص المخاطر" التي عبرت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الربيع الجاري، لكنها تظل غير راغبة في تبني الموقف الأكثر تشدداً للولايات المتحدة. وعارضت دول مثل فرنسا وإيطاليا في الاجتماعات الداخلية عدة إشارات تستهدف الممارسات الاقتصادية الصينية، وفق الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية المفاوضات.

لا ذكر للصين أو روسيا

انتقدت المسودات السابقة المرسلة نهاية الأسبوع الماضي بصفة خاصة "الممارسات والسياسات غير التنافسية والضارة وغير السوقية" للصين، لا سيما في مجال أشباه الموصلات الأقل تطوراً. أما المسودة الأحدث فقد حذفت أي ذكر محدد للصين.

أيضاً، أرادت الولايات المتحدة انتقاد الصين وروسيا صراحةً نتيجة "الإكراه الاقتصادي"، لكن النسخة الأحدث تذكر المشكلة دون تسمية البلدين.

شركات الرقائق الأميركية تعتبر الصين "سوقاً كبيرة" رغم المخاطر

علاوة على ذلك، استاءت بعض دول الاتحاد الأوروبي من تجاوز اللغة الخاصة بضوابط الاستثمارات الموجهة للخارج لما تم الاتفاق عليه في قمة مجموعة السبع في وقت سابق من الشهر الجاري. رأت الولايات المتحدة أن اتفاق مجموعة السبع هو أساس للبناء عليه فيما كان سقفاً بالنسبة لغالبية دول الاتحاد الأوروبي، حسبما قال الأشخاص. ويتماشى النص النهائي مع لغة بيان مجموعة السبع.

سابقاً، كتبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن لديهما "مصلحة في منع مجموعة ضئيلة من الابتكارات التكنولوجية -التي صُنفت بأنها أساسية لتعزيز القدرات العسكرية والاستخباراتية للجهات الفاعلة التي قد تستخدم هذه القدرات لتقويض السلام والأمن الدوليين- من أن تطور (لصالح تلك الجهات) عبر رأس مال شركاتنا وخبراتها ومعرفتها".

الصين تهيمن على النقاش

أما الآن، تقول المسودة إنهما "يدركان أهمية في وجود تدابير مناسبة مصممة للتعامل مع مخاطر الاستثمارات المتجهة للخارج".

يمثل واشنطن في الاجتماع التجاري المنعقد في مدينة لوليو بالسويد، اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزيرة التجارة جينا رايموندو، والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي. ويمثل جانب الاتحاد الأوروبي نائبا رئيسة المفوضية مارغريت فيستاجر، وفالديس دومبروفسكيس، بالإضافة إلى المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تيري بريتون.

الصين تسعى للقاء قادة أوروبا وسط تردي العلاقات مع أميركا

لطالما قاوم الاتحاد الأوروبي الضغوط الأميركية لتحويل مجلس التجارة والتكنولوجيا إلى منتدى يركز بشكل مفرط على الصين.

تعتبر هذه الدورة هي الرابعة من الاجتماعات الثنائية للتجارة والتكنولوجيا التي تشمل مناقشات حول البنية التحتية للاتصالات ودعم أشباه الموصلات والشحن الكهربائي للسيارات.

ظهرت توترات في اجتماعاتٍ سابقة بعد الخلاف حول صفقة غواصات أميركية، ثم الدعم الأميركي لتحفيز الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، لكن من الواضح أن النقاش هذه المرة تركز أكثر على الصين.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الصين تبدأ مراجعة أمنية لمنتجات أكبر شركة رقائق أميركية

الإجراءات ضد "مايكرون تكنولوجي" تفتح جبهة جديدة من تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 3
المقر الرئيسي لشركة \"مايكرون تكنولوجي\" بمدينة بيوز  في ولاية آيداهو في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المقر الرئيسي لشركة "مايكرون تكنولوجي" بمدينة بيوز في ولاية آيداهو في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بدأت الصين عملية مراجعة للأمن السيبراني للمنتجات التي تصدرها شركة "مايكرون تكنولوجي"، أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق الذاكرة في البلاد.

أعلنت الحكومة في بيان صادر، الجمعة، أنَّها تقوم بالمراجعة بهدف ضمان أمن سلاسل توريد البنية التحتية للمعلومات والتصدي لمخاطر أمن الشبكات وحماية الأمن القومي. وهبطت أسهم "مايكرون" 3% في تداولات ما قبل ساعات عمل السوق الرسمية.

من شأن هذا الإجراء أن يصعّد من التوترات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والصين حول الحصول على أكثر التكنولوجيا تطوراً. أدرجت الولايات المتحدة شركات التكنولوجيا الصينية في قائمة سوداء، وسعت لوقف تدفق وحدات المعالجة المركزية المتقدمة، ومنعت مواطنيها من تقديم أنواع محددة من المساعدة لقطاع الرقائق في البلاد.

فرضت واشنطن السنة الماضية قيوداً صارمة على تصدير تكنولوجيا أشباه الموصلات للصين، واستهدفت على مدى أعوام شركة "هواوي تكنولوجيز"، وهي شركة رائدة في مجال البنية التحتية للاتصالات التي اعتبرتها أميركا تهديداً للأمن القومي، لأنَّها مرتبطة بعلاقات مع حكومة بكين.

كما تحث الولايات المتحدة البلدان عبر أنحاء العالم كافةً للانضمام إلى مساعيها. في وقت سابق من يوم الجمعة؛ أكدت اليابان أنَّها ستعزز القيود المفروضة على صادرات 23 نوعاً من تكنولوجيا تصنيع الرقائق الرائدة في إطار الجهود المشتركة مع الولايات المتحدة في هذا الشأن.

الحرب التجارية

تأتي إجراءات المراجعة أيضاً في وقت يدرس فيه المشرّعون الأميركيون فرض حظر على تطبيق "تيك توك"، وهي منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لشركة "بايت دانس"، ويقع مقرها في بكين، بسبب مخاوف من قدرة وصول الصين لبيانات مليون أميركي. وقدّم الرئيس التنفيذي لشركة "تيك توك" إفادته للكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي، لكنَّه أخفق في الحد من هذه المخاوف.

ربما يشكّل التحقيق الصيني تهديداً لتعافٍ محتمل لـ"مايكرون"، وشركات تصنيع رقائق الذاكرة الأخرى بعد فترة من الظروف الصعبة. وعلى مدى السنة الماضية؛ تراجعت أوامر شراء عملاء "مايكرون" بسبب الهبوط الكبير في طلب المستهلكين.

كان من المتوقَّع أن يكون تخلي الصين عن القيود المرتبطة بمكافحة وباء كوفيد أحد العوامل المحفّزة التي تساعد القطاع، إذ سيصبح صنّاع المعدات قادرين على إعادة المصانع للتشغيل بطاقتها الإنتاجية الطبيعية.

في وقت سابق من الأسبوع الحالي، أصدرت "مايكرون" توقُّعات جاءت أفضل من المنتظر للربع الجاري، إذ توقَّعت بلوغ المبيعات 3.9 مليار دولار في الربع الثالث من السنة المالية، مقارنة مع متوسط تقديرات للمحللين 3.75 مليار دولار أميركي. وتوقَّع الرئيس التنفيذي سانجاي ميهروترا أن يتحسّن ميزان العرض والطلب بالقطاع.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.