دراسة: الشركات الأوروبية تفتقر لخطط عمل مناخية موثوقة

أقل من 5% من الشركات أعلنت إجراءات مناخية تؤكد التزامها بمسار نحو تحقيق أهدافها المناخية

time reading iconدقائق القراءة - 4
بخار يتصاعد من أبراج التبريد في محطة كهرباء في ألمانيا تعتمد على حرق الفحم الحجري  - المصدر: بلومبرغ
بخار يتصاعد من أبراج التبريد في محطة كهرباء في ألمانيا تعتمد على حرق الفحم الحجري - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كشف تقرير حديث لتقييم مدى تحقيق الشركات أهدافها المناخية أنه رغم إعلان الشركات الأوروبية عن رغبتها في خفض بصمتها الكربونية، إلا أن هناك عدداً قليلاً منها يتخذ خطوات على أرض الواقع لتحقيق ذلك.

أظهرت الدراسة التي شملت نحو 1500 شركة أوروبية، وأجرتها "سي دي بي" (CDP)، المنظمة غير الربحية المتخصصة في تحليل الإفصاحات المتعلقة بالمناخ، و"أوليفر وايمان" (Oliver Wyman) للاستشارات، أن نحو نصف الشركات أعلنت خططاً للحد من الاحتباس الحراري وخفض ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. ورغم تلك التعهدات، لم تعلن سوى أقل من 5% منها عن إجراءات مناخية محددة تؤكد تطبيق تغييرات كافية لتحقيق أهدافها.

دراسة: التعهدات المناخية للشركات العالمية الكبرى "مضللة"

قال روب بيلي، الشريك في "أوليفر وايمان": "فهمت الشركات الرسالة، فأكثر من نصف الشركات الأوروبية الآن لديها خطط انتقالية، لكن بالبحث في تلك الخطط والمراجعة الفعلية لمدى توافق إفصاحاتها لـ(سي دي بي) مع خطة انتقال شاملة وذات مصداقية، يتضح أن الخطوات لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب".

مدى جدية الاستعداد للانتقال

اعتمد التقرير على بيانات استطلاعات "سي دي بي" السنوية، وممارسات الشركات في مكافحة تغير المناخ التي تفصح عنها للمؤسسة غير الهادفة للربح في 2022.

ولتقييم خطط الشركات المناخية، راجع الباحثون معيارين أساسيين وهما توافق أهداف خفض الانبعاثات مع الاحتفاظ بمعدل ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، إلى جانب البيانات التي تم الإفصاح عنها لـ14 مؤشراً على الأقل من بين 21 مؤشراً لتغير المناخ، ومن بينها عمليات إدارة المخاطر في الشركات.

وبحسب تلك المعايير، أظهرت 56 شركة فقط -أقل من 5%- من بين الشركات التي شملها الاستطلاع "استعداداً جاداً للانتقال"، وفقاً للتقرير، كما أظهرت الدراسة أن الشركات في دول شمال أوروبا مثل السويد والنرويج وفنلندا والدنمارك، كانت الأكثر التزاماً بوضع خطط مناخية محددة.

نتائج مخيبة للآمال

جاءت النتائج مخيبة للآمال عند تقييم الدراسة أهداف 183 شركة في مجال الغابات واستراتيجية 311 شركة تجاه الأمن المائي، حيث كشف التقرير أن أقل من ثلث الشركات تبنت "أفضل الممارسات تطبيقاً لسياسة الغابات"، التي تتضمن الالتزام بعدم إزالة الغابات، ونحو 21% من الشركات لديها "أفضل الممارسات فيما يخص نهج المياه"، ومن بينها الالتزامات بالاستخدام المستدام للمياه.

قال بيلي إن أهمية إفصاحات الشركات المناخية تتزايد. فرغم ما كشف عنه التقرير أن 4 من كل 5 مؤسسات مالية تزعم الاستعداد لتطبيق خطط للتحول المناخي لعملائها من الشركات، أظهرت دراسة "سي دي بي" أن نحو 40% من القروض القائمة تم منحها لشركات لم تحرز تقدماً ملموساً تجاه تحقيق أهدافها المناخية.

اقرأ أيضاً: إنذار مناخي جديد.. درجات حرارة قياسية في أوروبا بداية العام

يتزايد أيضاً تدقيق الجهات التنظيمية على إجراءات الشركات المناخية. حيث تُلزم توجيهات إعداد تقارير استدامة الشركات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي الشركات بتقديم مزيد من المعلومات حول الأهداف المناخية، بما في ذلك التعرض للوقود الأحفوري.

قال بيلي: "نأمل أن يقدم التقرير صورة عامة عمّا تحتاج الشركات للتركيز عليه خلال السنوات القليلة المقبلة.. هناك تقدم بالفعل، لكننا نحتاج أن نلمس تركيزاً أكبر على التطبيق العملي لكيفية القيام بذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك

شركات بيانات المناخ تنقل العلم من الجامعات إلى مجالس الإدارة

المستثمرون يلجؤون إلى شركات تحليل مناخية جديدة لتفادي الخسائر والبحث عن الفرص

time reading iconدقائق القراءة - 4
غازات الاحتباس الحراري تنبعث في الجو من مداخن ملوِثة - المصدر: بلومبرغ
غازات الاحتباس الحراري تنبعث في الجو من مداخن ملوِثة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

صاغ عالم كيمياء في جامعة ستوكهولم معادلات تصف تأثير الاحتباس الحراري للمرّة الأولى في عام 1896. حقق علم المناخ منذئذ تقدماً مطرداً قادته بشكل أساسي مؤسسات بحثية ووكالات حكومية.

كانت تلك الجهات هي الوحيدة التي لديها الخبرات والاهتمام والميزانيات لتمويل بحوث جيوفيزيائية، ولاحقاً في مجال نماذج الحاسوب لمحاكاة التغيرات المناخية.

إلا أن الحواجز التي كانت تحدّ من خوض غمار القطاع بدأت تسقط في السنوات الماضية مع انخفاض تكلفة الحوسبة وظهور الخدمات السحابية، ما سهّل الاطلاع على الملاحظات الجيوفيزيائية الواقعية والنماذج المناخية المعقدة.

أخيراً، بات جمهور واسع من أشخاص من خارج المجال الأكاديمي مهتمين أيضاً بالتغير المناخي، بالأخص تبعاته على الأعمال والأصول العقارية وسلاسل الإمداد والمدن. ازدادت الشركات الخاصة والمنظمات غير الربحية التي تزوّد صنّاع القرار بالاستشارات مع خروج علم المناخ من نطاق المختبرات، وسيسجل الطلب على المعلومات المفيدة في هذا المجال ارتفاعاً إضافياً هذا العام.

تجنب الخسائر

استثمرت شركات رأس المال المغامر وشركات الملكية الخاصة حوالي 375 مليون دولار في شركات جديدة تركز على المراقبة والنمذجة المناخية خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2022.

تقدم شركات ناشئة مثل "كلايمت آيه أي" (ClimateAi) و"كلاود تو ستريت" (Cloud to Street) و"كلايمت ألفا" (Climate Alpha) و"كاربون ري" (Carbon Re) و"ريسك" (Reask) مقاربات وخدمات متنوعة نسبياً للشركات والمستثمرين الساعين لتجنب الوقوع في الخسائر بسبب المناخ أو للاطلاع على فرص جديدة في عالم المخاطر الناشئ.

مكافحة التغيّر المناخي تعيد تشكيل سوق العمل

تضمّ المبادرات غير الربحية كلّاً من "بروبابل فيوتشرز" (Probable Futures) و"كلايمت تريس" (Climate Trace)، والأخيرة عبارة عن تعاون طموح بين مجموعات البحثية أعدّت أخيراً قاعدة بيانات وخارطة تصنّف أكبر 72 ألف ملوّث مناخي في العالم.

طرأت عدّة تغيرات على مدى السنوات الخمس الماضية تقريباً مع بدء تبلوّر قطاع التحليلات المناخية، منها تحسّن أداء تعلّم الآلة على صعيد كشف الأنماط ذات الدلالات ضمن مجموعات هائلة من البيانات. كذلك أصبحت صور الأقمار الاصطناعية، كما الأقمار نفسها، أقل تكلفة وأكثر عدداً، ما يتيح كشف نقاط الضعف واستيعابها من منظور جديد.

قطاع يراهق

يطرح علم المناخ الذي تبناه القطاع الخاص الأسئلة نفسها التي تثار غالباً حول بحوث الطقس. فمثل علم الأرصاد الجوية، طُوّر علم المناخ بشكل أساسي بالاعتماد على الأموال العامة. فهل يجوز قصر التحليلات الآنية حول الأخطار المحتملة على المؤسسات الخاصة القادرة على الدفع مقابل الاستشارات؟ وما هي أنواع التحاليل المناخية التي يجب تقديمها كخدمة عامة وكم حجمها؟

تعد الشركات الجديدة بإضفاء سرعة استجابة وعملانية على مجال علمي لا يُعرف تقليدياً بهاتين الصفتين. إلا أن هذه الحداثة تحمل أخطاراً أيضاً، فالعلم يعتمد على الشفافية والنقاش المفتوح ومراجعة الأقران المستقلة. إذ يتعين على هذا النموذج الذي يمنح العلم مصداقيته أن يجد نظيراً له في القطاع الخاص، وإلا فإن الوسائل التي تتبناها الشركات ستكون موضع شكّ.

تغير المناخ يتصدر مخاوف شركات التأمين مع تواصل حرب أوكرانيا

قالت كيلي هيريد، مديرة البحوث والتطوير في مجال الكوارث لدى شركة التأمين "ليبرتي ميتشوال إنشورنس": "تمر بحوث المناخ في مرحلة المراهقة المربكة. الخطوة المقبلة هي عدم اقتصار التفكير على الطريقة التي سيتغير فيها المناخ بل أيضاً بتأثيره على المجتمع".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.