الاستثمارات العالمية الخضراء تتجاوز تريليون دولار للمرة الأولى

إنفاق العالم على التحوّل إلى الطاقة المتجددة يضاهي للمرة الأولى ما أُنفق على إنتاج الوقود الأحفوري

time reading iconدقائق القراءة - 8
مهندس يرفع لوحة شمسية على سطح عقار سكني في برشلونة ، إسبانيا - المصدر: بلومبرغ
مهندس يرفع لوحة شمسية على سطح عقار سكني في برشلونة ، إسبانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

استثمر العالم مبالغ طائلة في مشروعات استبدال الوقود الأحفوري توازي ما أُنفق على إنتاج النفط والغاز والفحم، وفقاً لتحليل أجرته "بلومبرغ إن إي أف".

بلغت الاستثمارات العالمية للتحوّل إلى الطاقة النظيفة، 1.1 تريليون دولار في عام 2022، أي ما يعادل تقريباً المبلغ المستثمر في إنتاج الوقود الأحفوري، وفقاً لتقرير "اتجاهات الاستثمار للتحول إلى الطاقة المتجددة 2023" الصادر عن شركة الأبحاث. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتجاوز فيها المبلغ المخصص للتحول إلى الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية ومصادر الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين، التريليون دولار.

على الرغم من أن المبلغ المستثمر يمثل قفزة بنسبة 31% مقارنة بعام 2021، إلا أنه لا يزال مجرد جزء بسيط مما هو مطلوب لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي هذا السياق، تتوقع "بلومبرغ إن إي أف" تضاعف الاستثمارات السنوية في الطاقة المتجددة، ثلاث مرات لبقية هذا العقد، في إطار مساعدة دول العالم على تحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

استحوذت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الجزء الأكبر من استثمارات عام 2022، حيث بلغت قيمة الاستثمارات فيهما 495 مليار دولار، بزيادة قدرها 17% عن العام السابق، إلا أن السيارات الكهربائية، جاءت في مرتبة قريبة باستثمارات بلغت 466 مليار دولار على مستوى العالم، ما يعتبر نمواً سريعاً بلغت نسبته إلى 54%.

حوالي نصف الاستثمارات العالمية الموجهة للتحول إلى الطاقة المتجددة –546 مليار دولار- كانت في الصين، فيما جاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية باستثمارات بلغت 141 مليار دولار. (لو احتسبت "بلومبرغ إن إي أف" الاتحاد الأوروبي ككيان واحد، لكان احتل المرتبة الثانية بـ180 مليار دولار.)

ارتفاع الاستثمار

يشمل مبلغ الـ1.1 تريليون دولار، الأموال المستثمرة في نشر تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، لكنه لا يشمل الإنفاق البالغ 274 مليار دولار على توسيع وتعزيز شبكات الطاقة في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي، أو مبلغ 79 مليار دولار المستثمر في سلاسل توريد الطاقة النظيفة والتصنيع، أو 119 مليار دولار في تمويل الأسهم التي جمعتها شركات التكنولوجيا النظيفة. إذا أُضيفت كل تلك المبالغ، لوصل مجموع الاستثمارات في الانتقال إلى الطاقة المتجددة إلى حوالي 1.6 تريليون دولار.

تعد تلك الاستثمارات في الطاقة النظيفة -والتي تعادل تقريباً الاستثمارات في الوقود الأحفوري- كبيرة بالنظر إلى زيادة تمويل مصادر الطاقة الملوثة الأقدم تلك في عام 2022. ارتفع الاستثمار العالمي في هذا القطاع بمقدار 214 مليار دولار، مدفوعاً بارتفاع أسعار الوقود، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي أف".

تصنيفات

قصص قد تهمك

"هيونداي" تستثمر 8.5 مليار دولار في 2023 لزيادة إنتاجها من السيارات الكهربائية

time reading iconدقائق القراءة - 8
سيارة \"هيونداي\" الكهربائية، في معرض الهند للسيارات - المصدر: بلومبرغ
سيارة "هيونداي" الكهربائية، في معرض الهند للسيارات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعتزم شركة "هيونداي موتور" استثمار 10.5 تريليون وون (8.5 مليار دولار) على مدار عام 2023، وفقاً لإفصاح الشركة في البورصة اليوم الخميس، حيث تستعد لكهربة المزيد من أسطولها، سعياً إلى تلبية طلب المستهلكين المتزايد على السيارات الكهربائية النظيفة بيئياً.

سيُنفق هذا المبلغ في المقام الأول على عمليات البحث والتطوير وبناء مصنع جديد بولاية جورجيا في الولايات المتحدة، حسبما قالت شركة صناعة السيارات التي تتخذ من سيؤول مقراً لها. وكانت "هيونداي" قد أعلنت في مايو عن إنفاقها 5.5 مليار دولار لبناء مصنع لتجميع السيارات الكهربائية والبطاريات بالقرب من مدينة سافانا في الولاية الأميركية، ويُتوقع أن يبدأ المشروع في أوائل عام 2023.

كما تستهدف شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية، نمو إيراداتها بنسبة تصل إلى 11.5% هذا العام، بعد أن سجلت أرباحاً طائلة في الربع الرابع، تجاوزت توقعات المحللين. كذلك، زادت "هيونداي" توزيعات الأرباح في خطوة غير اعتيادية لشركة صناعة السيارات، حيث ارتفعت قيمة سهمها بنسبة وصلت إلى 6.3% بعد انتشار الأخبار.

قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة "هيونداي" سيو غانغ هيون خلال الإعلان عن الأرباح: "ساهمت أسعار صرف العملات الأجنبية المواتية وارتفاع مبيعات السيارات ذات القيمة المضافة، في تحقيق النمو خلال عام 2022". وتوقع أن يشهد عام 2023 انفراجة في أزمة النقص العالمي في الرقائق، والتي أعاقت عمل شركات صناعة السيارات منذ أواخر عام 2020. لكن مع ذلك، قد ترتفع تكاليف التسويق للشركة في ظل تزايد المنافسة.

في هذا الإطار، قالت الشركة المصنعة لسيارات توسان (Tucson) الرياضية متعددة الاستخدامات وسيارات "سوناتا سيدان" (Sonata sedans) و"أيونك" (ioniq) الكهربائية في وقت سابق من هذا الشهر، إنها تهدف إلى بيع 4.3 مليون سيارة على مستوى العالم خلال العام الجاري، أو ما يزيد بنسبة 10% تقريباً على مبيعات العام الماضي. كما تستهدف شركة "كيا" التابعة لـ"هيونداي"، وهي الشركة المصنعة لسيارات "سبورتاج" (Sportage) الرياضية متعددة الاستخدامات و"كرنفال" (Carnival)، نمواً بنسبة 10% خلال 2023، ليصل مجموع مبيعاتها إلى 3.2 مليون سيارة. تحتل "هيونداي" و"كيا" مجتمعتين المرتبة الثالثة كأكبر شركة رائدة في صناعة السيارات عالمياً بعد "تويوتا موتور" و"فولكس واجن".

تعزيز الإنتاج

تسعى شركات صناعة السيارات، بدءاً من "تسلا" ووصولاً إلى "فولكس واجن" بشكل حثيث لتعزيز إنتاجها، حيث تخطط شركة "تسلا" التابعة لإيلون ماسك والرائدة في مجال السيارات الكهربائية، إلى زيادة إنتاجها "في أسرع وقت ممكن" بعد تسجيل أرباح أفضل من المتوقع، حسبما ذكرت الشركة يوم الأربعاء في الولايات المتحدة. وقد توقعت "تويوتا" في وقت سابق من هذا الشهر أن يتجاوز إنتاجها من السيارات، المستويات التي كان عليها قبل تفشي الوباء، متوقعةً إنتاج ما يصل إلى 10.6 مليون سيارة في 2023. كما توقعت "فولكس واجن" أن تعزز الطلبيات الحالية المتزايدة المبيعات خلال العام الجاري.

رفعت "هيونداي" يوم الخميس أيضاً، توزيعاتها النقدية إلى 3.8% لحاملي أسهمها العادية، و 7.6% للمساهمين المفضلين فيها. كما أشارت إلى أن العائد على السهم لعام 2023 سيكون مشابهاً أو أعلى من عام 2022.

ارتفعت الأرباح التشغيلية للأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر بأكثر من الضعف مقارنةً بالعام السابق، لتصل إلى 3.4 تريليون وون (2.75 مليار دولار)، حسبما ذكرت الشركة يوم الخميس. وتجاوز ذلك متوسط تقديرات المحللين البالغ 3.1 تريليون وون، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. كما قفزت المبيعات الفصلية إلى 38.5 تريليون وون، أي بزيادة 24% على مبيعات العام السابق .

توترات القانون الأميركي للحد من التضخم

في أميركا الشمالية، حيث تتفاوض "هيونداي" لتخفيف وطأة المخاوف بشأن مشروع الرئيس بايدن للمناخ والطاقة، والذي يلزم شركات صناعة السيارات بتجميع المركبات الكهربائية في البلاد لتكون مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية، شهدت مبيعاتها تراجعاً بنسبة 20.9% في الربع الرابع. تعليقاً على ذلك، ذكرت "هيونداي" و"كيا" أن القانون يضعهما في موقف صعب، لأنهما لا تملكان أي مصانع للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة.

تراجعت مبيعات السيارات في الصين خلال فترة الثلاثة أشهر بنسبة 19%، بينما لم تتغير المبيعات في أوروبا كثيراً. كما تواجه "هيونداي" أيضاً مشكلات كثيرة في مصنعها في روسيا، حيث علّقت عملياتها في أوائل عام 2022 بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا. انخفضت المبيعات في روسيا بنسبة 65% في الربع الماضي، ما يعتبر ضربة قاسية لشركة صناعة السيارات التي اعتادت الحصول على 4% من إنتاجها العالمي من روسيا.

يقارن استثمار شركة صناعة السيارات المخطط له والبالغ 10.5 تريليون وون في عام 2023، بإنفاق حوالي 8.5 تريليون وون في عام 2022.

تسعى "هيونداي" إلى بناء مصنعها للسيارات الكهربائية في جورجيا "في أقرب وقت ممكن"، وتأمين موردي بطاريات محليين للامتثال لقانون الرئيس الأميركي بايدن للحد من التضخم، حسبما قال سيو خلال الإعلان عن الأرباح. كما ستسعى "هيونداي" جاهدةً في عام 2023، إلى زيادة مبيعاتها في الولايات المتحدة، عن طريق بيع السيارات عبر برنامج تأجير ، مسموح به وفقاً للولايات المتحدة. وأشار إلى أن "هيونداي" تقوم في الوقت ذاته بتحديث خطتها تماشياً مع القانون.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.