استئناف السفر دون حجر صحي بين هونغ كونغ وبر الصين في يناير

time reading iconدقائق القراءة - 3
مسافرة في مطار هونغ كونغ الدولي، الصين - المصدر: بلومبرغ
مسافرة في مطار هونغ كونغ الدولي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يعتزم بر الصين وهونغ كونغ استئناف رحلات السفر فيما بينهما دون فرض حجر صحي على الوافدين في أقرب وقت في يناير ، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية في هونغ كونغ، إذ يتخلص البر الرئيسي بسرعة من تدابير سياسة "صفر كوفيد" المتشددة.

جاء في التقرير نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر من لجنة الصحة الوطنية في غوانغدونغ، لم تُذكر أسماؤهم، أنّ رحلات السفر دون حجر قد تُستأنف في 9 يناير. كما ستطلب الصين من الوافدين من هونغ كونغ الخضوع للمراقبة المنزلية لمدة ثلاثة أيام.

إنّ استئناف السياحة من البر الرئيسي الصيني هو بمثابة نعمة لاقتصاد هونغ كونغ، الذي تعثر بعد فرض قيود متشددة لاحتواء الوباء لأكثر من عامين. قد تشهد المدينة زيادة تقدر بنحو 7.6% في إجمالي الناتج المحلي من إعادة فتح الصين مع ارتفاع الصادرات ودخل السياحة، حسبما توقع الاقتصاديون في مجموعة "غولدمان ساكس" يوم الاثنين.

في إشارة أخرى من كبار المسؤولين في الصين إلى أن البلاد تخرج من العزلة التي تسببت بها سياسة صفر كوفيد، قال سفير البلاد لدى الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها سترحب بمزيد من المسافرين الدوليين في "المستقبل القريب".

خففت الصين بسرعةٍ تدابير سياسة "صفر كوفيد" خلال الأسابيع الأخيرة، وسط ارتفاع التكلفة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية غير المسبوقة. كما سيُلغى تطبيق الهاتف المحمول الحكومي الذي كان يُستخدم سابقاً لتتبع تاريخ سفر الأشخاص اعتباراً من يوم الثلاثاء.

تخفيف القيود

في هذا الإطار، ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" (The South China Morning Post) يوم السبت أن هناك "فرصة جيدة" لبرنامج تجريبي "واسع النطاق" للسفر دون حجر صحي قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، التي تبدأ في 22 يناير.

أُغلقت الحدود مع البر الرئيسي للصين فعلياً منذ فبراير 2020، إذ يُحدَّد عدد الوافدين من هونغ كونغ بحصة يومية، فيما يتعين عليهم أيضاً الخضوع للحجر الصحي في الفندق لمدة خمسة أيام. وقد أدى ذلك إلى عزل المدينة عن المناطق النائية الشاسعة، بالإضافة إلى تقليل عدد الوافدين بشكل كبير. في عام 2019 كان هناك أكثر من 236 مليون رحلة ركاب عبر المعابر الحدودية.

من جهته، قال زعيم هونغ كونغ جون لي يوم الأحد إنّ الحكومة ستجري مراجعة كاملة لإجراءات كوفيد في المدينة، بما في ذلك تطبيق التتبع الحكومي "ليڤ هوم سيف" (Leavehomesafe) المستخدم عند دخول مختلف المرافق. وأكد للصحفيين أن تخفيف القيود المفروضة على الأشخاص الذين يعبرون الحدود يمثل أولوية، دون أن يعطي أي موعد محدد لاستئناف السفر دون حجر صحي.

قالت حكومة هونغ كونغ إنّ الموعد الدقيق للسفر دون حجر صحي مع بر الصين لا يزال غير معروف، حسبما ذكر تقرير صادر عن وسائل الإعلام المحلية.

تصنيفات

قصص قد تهمك

الصين تعلن تحوّلاً جذرياً في سياسة "صفر كوفيد" بإجراءات جديدة

الإجراءات تسمح لبعض المصابين التزام الحجر الصحي في منازلهم

time reading iconدقائق القراءة - 13
عمال الصحة في الصين يحملون المعدات الطبية اللازمة لمكافحة تفشي كورونا - المصدر: بلومبرغ
عمال الصحة في الصين يحملون المعدات الطبية اللازمة لمكافحة تفشي كورونا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

خففت الصين مجموعة من القيود المفروضة لاحتواء تفشي كوفيد، اليوم الأربعاء، بما في ذلك السماح لبعض المصابين بحجر أنفسهم منزلياً بدلاً من المراكز الصحية، وإلغاء ضرورة إجراء فحوصات كورونا لدخول معظم الأماكن العامة، وهو تغيير حاد في الاستراتيجية الوطنية لتهدئة السخط العام، وإنعاش الاقتصاد مرة أخرى.

تشمل الإجراءات الـ10 الجديدة تسريع حملات التطعيم بين كبار السن، ومنع المسؤولين المحليين من تصنيف مناطق واسعة مثل المجمعات السكنية بأكملها على أنها موبوءة وعالية الخطورة، ما يقود في نهاية المطاف إلى فرض قيود تشبه الإغلاق. كذلك لن تكون هناك حاجة إلى رمز صحي أخضر على تطبيقات الهواتف الذكية لتتبع جهات الاتصال للسفر الداخلي أو لدخول معظم الأماكن.

أعلنت الصين عن الخطوات الجديدة من قبل لجنة الصحة الوطنية، وتتبع 20 إجراء تم الإعلان عنها قبل شهر، تهدف إلى تحسين خطوات احتواء تفشي كورونا في البلاد. تعكس الوتيرة التي تُخفف من خلالها السياسية الأصلية الضغوط المتزايدة على الرئيس شي جين بينغ لرسم مسار للخروج من الأزمة.

سياسة "صفر كوفيد"

أقرت الحكومة تطبيق سياسة "صفر كوفيد"، التي تتضمن إجراء فحوصات إلزامية واسعة النطاق وعمليات إغلاق شاملة فُرضت في مختلف أنحاء البلاد للقضاء على أعداد الاصابات المرتفعة، طوال فترة الوباء، إلا أن هذه السياسة تركت الصين معزولة عن باقي الدول، وتسبب في ضعوبات ومعاناة لاقتصادها.

أثّر التزام الصين لمدة ثلاث سنوات بسياسة "صفر كوفيد" بشكلٍ ملحوظ على النشاط الاقتصادي في البلاد، ما أدى إلى تراجع ثقة المستهلك والشركات، وترك الأشخاص عالقين في دوامة تفشي المرض والإغلاق. كما أدت الحوادث المأساوية التي تسببت قيود كوفيد، بما في ذلك اندلاع حريق مميت في شينجيانغ، إلى إثارة غضب الشعب.

ساهمت توقعات تخفيف الصين قيود كورونا إلى تسجيل الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ أقوى ارتفاع شهري منذ ما يقرب من عقدين في نوفمبر. وارتفعت أسهم شركات الطيران الرئيسية الثلاث في البلاد "إير تشاينا" (Air China) و"تشاينا ايسترن إيرلاينز كورب" (China Eastern Airlines Corp). و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز كو" (China Southern Airlines Co)، بأكثر من 10% في بورصة هونغ كونغ اليوم الأربعاء عقب الإعلان.

لكن الأسهم الصينية قلصت مكاسبها بسرعة بعد الارتفاع الأولي الذي حققته عقب الأخبار، حيث جنى المستثمرون الأرباح مع استمرار المخاوف بشأن موجة من الإصابات من المحتمل أن تعقب إجراءات إعادة فتح البلاد.

محا مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس أي 300) مكاسب تصل إلى 0.8% لينخفض بنسبة 0.4% عند الساعة 2:24 مساءً في شنغهاي. كما عكس مقياس رئيسي للأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ مساره لينخفض بنسبة 0.6%.

بداية التعايش مع الوباء

كان التحول إلى العزل المنزلي رائداً في بكين بعد امتلاء مرافق الحجر الصحي عندما ارتفعت الإصابات. يسجل التوسع السريع في تطبيق القاعدة الجديدة على الصعيد الوطني تغييراً ملحوظاً في نهج الصين المتبع لاحتواء الوباء، ويمكن أن يحول التصور العام للفيروس من تهديد صحي خطير إلى مرض أكثر شيوعاً، ما قد يمهد الطريق للبلاد للانضمام إلى بقية العالم في التعايش مع كورونا.

بإمكان المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض كورونا العزل في المنزل، بشرط أن تستوفي منازلهم شروطاً معينة لم تحددها السلطات بعد. ولا يزال بإمكان الأشخاص الذهاب إلى مرافق الحجر الصحي المركزية إذا كانوا يفضلون ذلك، كما يمكن للمخالطين المقربين عزل أنفسهم إما في المنزل أو في المرافق الحكومية، ويمكنهم إنهاء الحجر الصحي بعد خمسة أيام إذا جاءت نتيجة اختبار كورونا سلبية.

في هذا الإطار، تعهدت السلطات بتعزيز معدلات التطعيم بين كبار السن. بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر، تقل معدل الجرعات المعززة عن 50% وحوالي 60% للجرعات الكاملة، ما يثير القلق من ارتفاع أعداد الوفيات وتعرُّض خدمات الرعاية الصحية لضغوط أكبر مع انتشار الفيروس عقب تخفيف القيود.

كما تدعو الإجراءات التي تم الإعلان عنها اليوم المؤسسات الطبية الشعبية إلى المساعدة في تلبية متطلبات الرعاية الصحية تفادياً لاكتظاظ المستشفيات.

احتجاجات واسعة

رسمت وسائل الإعلام الحكومية صورة مخيفة عن كوفيد، واعتبرت قبول الدول الغربية له فشل أخلاقي، لكن مع تعايش دول أخرى مع الوباء، بدأ عدد متزايد من الناس يتساءلون عن سبب تمسكهم بالنهج المتبع في الصين، ما زاد بدوره الضغط على السلطات المحلية في البلاد. وعمّت الاحتجاجات شوارع المدن في جميع أنحاء البلاد، حيث دعا بعض المحتجين "شي" إلى التنحي عن منصبه، وهي مشاهد نادرة بشكل لا يصدق للاحتجاجات العامة في أكثر دولة اكتظاظاً بالسكان.

يأتي تخفيف القيود مع انتشار الوباء بسرعة في الصين، حيث ارتفعت الحالات في جميع أنحاء البلاد إلى ما يقرب من 40 ألف حالة يومياً في نهاية نوفمبر قبل أن تتراجع. في حين أن القواعد المخففة ستدفع الأرقام إلى الارتفاع مرة أخرى مع اشتداد الطقس البارد، يبدو أن الحكومة تعتبر المفاضلة بين الأمرين أصبح ضرورياً، على الرغم من أهمية مراقبة كيفية تطبيق هذه التغييرات بالتساوي على الصعيد الوطني.

قوبلت الإجراءات الـ20 المُتخذَة التي صدرت الشهر الماضي، بما في ذلك خفض مدة الحجر الصحي ووقف إلزامية إجراء الفحوصات الجماعية، بطرح مشوش وفوضوي، حيث أدت العودة لفرض القيود الصارمة في بعض المدن إلى تأجيج السخط العام، ولوّح السكان بالمبادئ التوجيهية الجديدة لمنع سلطات الأحياء من إغلاقها.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.